أبحاث

نحو جامعة إسلامية

العدد 33

1- حول طبيعة الجامعة الإسلامية

أولاً: على وجودها:

لقد كان المسلمون أول من عرف الجامعة على أنها كيان مستقل قانونياً وماليا، يحتوى على الطلاب والمدرسين، في تكريس خالص، لمتابعة المعرفة ولقد انتشرت الجامعات في أرجاء العالم الإسلامي تحت اسم “مدرسة” أو “كلية” في القرن الثالث الهجري، وكانت تتكون من وقف له شخصيته القانونية الكاملة، حيث يكون القائم بإدارة الوقف أو “المتولي” مسئولا أمام “الشيخ” الأكبر وقاضي القضاة في البلدة.

وتشمل حيازات الوقف إلى جانب الأراضي والمباني التي تستخدمها المدرسة وسكن الطلبة – حيازات أخرى تغطى إيراداتها ميزانية الجامعة وكان الغرض من إنشاء الجامعة على أساس وقف مستقل ومن ثم كأول كيان أي شخصية قانونية مستقلة في الإسلام هو إشباع الحاجة الإسلامية إلى التبتل الكامل لقضية المعرفة والبحث عنها باعتباره فرض كفاية على الأمة، فقد كان الاعتقاد السائد هو أن الأمة حتى تكون خيرة يجب أن تكفى بعضا من أفرادها الحاجة الاقتصادية وتعطيهم الاستقلال الكامل بمجهوداتهم لتوجيهها نحو البحث عن المعرفة في سبيل الله سبحانه وتعالى فقط.

ويجب أن تكون الشخصية القانونية واستقلالية الحركة الذاتية للجامعة الإسلامية اليوم هي نفسها ما كانت عليه للجامعة الإسلامية اليوم هي نفسها ما كانت عليه في الماضي بل ويجب أن تكون هناك حكومة إسلامية تدعم هذه الجامعة الإسلامية حتى تقف على قدميها مثلما ساعد نظام الملك النظامية بمدارسها في الماضي، ويجب أن نضع في الاعتبار أن عملية الدعم هذه ما هي إلا بادرة همها الأوحد هو الوصول بالجامعة إلى الاستقلال المالي بأسرع ما يمكن، والذي يجب أن نضعه في الاعتبار أكثر هو ذلك التباين بين النشاط الأكاديمي للجامعة الإسلامية اليوم وبين الجامعات الإسلامية في الماضي.

فأهداف الجامعة الإسلامية اليوم يجب أن تكون كالتالي:

1          – تراث العلم البشري والمقدس:

أ – فهم وتحقيق حقائق الوحي الذي نقله إلينا وحفظه لنا القرآن والسنة.

ب- فهم وتحقيق المعرفة التي توصل إليها تراث العلم الإسلامي في كافة المجالات.

ج- فهم وتحقيق المعرفة التي توصلت إليها الإنسانية في العصور الحديثة وفي كل المجالات.

2          – الأمة ومشكلاتها:

أ – فهم وإبراز أسباب اندحار المسلمين والآثار الناجمة عنه.

ب- فهم وإبراز واقع الأمة في كل مظاهر وجودها.

ج- فهم وإبراز المشكلات التي تؤثر في حياة المسلمين في كل مجالات السعي.

3          – الصلة الوثيقة للإسلام بالوضع الحالي:

أ- كشف وتحديد صلة الإسلام الوثيقة بكل مجالات المعرفة الإنسانية والسلوك الإنساني.

ب- ترجمة صلة الإسلام الوثيقة هذه إلى مدركات منهجية تساعدنا على فهم ووضع القواعد العملية اللازمة للتنفيذ.

ج- رسم وإقامة الخطط ووضعها في متناول المسلمين حاليا من أجل تمكينهم من حل مشكلاتهم وتحقيق قيم الإسلام.

4          – الإسلام والعالم:

أ – فهم وإبراز وقائع الحاضر والمشكلات التي تجابه غير المسلمين في أنحاء العالم.

ب- كشف وإثبات صلة الإسلام الوثيقة بحاضر ومستقبل غير المسلمين وترجمة هذه الصلة إلى برامج تساعد على اتخاذ القرار والممارسة.

5          – تربية المسلمين:

أ – تربية المسلمين من الرجال والنساء وتنمية القدرات الانفعالية والثقافية اللازمة لتحمل تبعات تحقيق الأهداف السابق الإشارة إليها فيهم.

ب- تدريب المسلمين عل فن تحويل أنفسهم والبشرية إلى أدوات للإرادة المقدسة من أجل تحقيق أوفي للهدف المقدس في التاريخ.

6          – حفظ التراث وإثرائه:

أ – تهيئة الخدمات الضرورية لتمكن الدارسين والفنانين المسلمين من توضيح روح الإسلام وحركته والتعبير عنها.

ب- توثيق وحفظ الأعمال ذات الطابع الإسلامي عبر التاريخ.

ثانياً: المحتوى والطريقة للفكر الإسلامي:

  • لا تناقض بين العلوم الثقافية والأخلاقية.

لقد اعتبرت الجامعات الإسلامية في الماضي نفسها كمؤسسات تتحمل التبعات الثقافية والأخلاقية في نفس الوقت وهذا الهدف الثنائي ينبثق مباشرة  من المنظور الإسلامي فالحقيقة واحدة ومعرفتها واحدة مثلما أن الله واحد، وهكذا فإن الحقيقة الثقافية أو الحقيقة النظرية لا يمكن فصلها عن الحقيقية الأخلاقية أو العملية فيما عدا على المستوى المجرد، ففي الواقع أن المعلومات التي يستهدفها البحث النظري هي ذاتها يستهدفها الاختبار العملي فإن الأثر الناجم عن الأول هو الفهم والأثر الناجم عن الثاني هو التقويم أو المواءمة ومن ثم فهما يشكلان واحدا كما أن العملية المؤدية إليه واحدة بل هي نفسها، وفي الواقع فإن إدراك الشيء لا يتحقق دون فهم قيمته فلكي نعرف إن هذا الشيء فاكهة فإن ذلك يعنى أن نفهم خواصه التاريخية والنباتية والكيمائية إلى جانب مكانه في النسيج البيئي أو نسق الأهداف من الخلق ومن ثم قيمته للحياة النباتية والحيوانية والبشرية وان دراسة الإنسان لنفسه وللآخرين وللخلق يجب أن تشمل كلا من المظاهر النظرية والقيمة إذا ما كانت ستكون دراسة إسلامية، وحينئذ – فقط – سيكون اكتسابها “حكمة” تلك الحكمة التي تعتبر دائما جامعة لنوعين من المعرفة النظرية القيمية.

وقد بدأت هذه الوحدة بين الحقيقة ومعرفة الحقيقة في التفتت في القرن السادس عشر عندما ظهرت العلوم الغربية وأخذت موقف التحدي من سلطة الكنيسة فلقد بحث الإنسان في الغرب عن تحرير روحه ووجد هذه الحرية في محاولة تحرير العلوم الطبيعية من ريق الكنيسة وتحدي ذلك سلطة الكنيسة التي انهارت أكثر عندما أتبعت العلوم الاجتماعية مناهج وطرق العلوم الطبيعية، ومرة ثانية كان الهدف هو تحريرها من ريق مبادئ الكنيسة وفي الآونة الأخيرة انتحت العلوم الإنسانية نفس المنتحي واضمحل سلطان الكنيسة حتى صار في واقع الأمر غير موجود وقامت العلوم الطبيعية والاجتماعية بالاستغلال الحقيقة مدعيه أن المناهج العلمية التي تتبعها هي الوحيدة التي تتسم بالموضوعية والعقلانية الناقدة ومن ثم فهي القادرة على الوصول إلى الحقيقة، ولما كانت فروع العلوم الإنسانية مجالا للتذوق والرأي والذاتية الشخصية التي لا تستطيع أن تجد لها معيارا ناقدا جازما فإن الجامعات الغربية بدأت في الإدعاء بأن مجالها هو العمليات الثقافية الصرفة المنفصلة تماما عن الاعتبارات الأخلاقية وأن انجازات الطالب الثقافية شئ آخر مستقل عن شخصيته وسلوكه الأخلاقيين، وبالتدريج فقد أساتذة الغرب كل الاهتمام برؤية تلاميذهم الشخصية وإيمانهم وسلوكهم.

وحيث أن تقسيم الغرب للعلوم يرتكز – في نهاية تحليلنا – على تصور خاطئ لعلم المعرفة فإن الجامعة الإسلامية يجب ألا تنتهجه، كما أنه كان نتيجة للصراع بين رجال العلم والكنيسة ومن ثم فليس فيه شئ للمسلمين ليحذو حذوه، إن هدف الجامعة الإسلامية يجب أن يكون تنمية الإنسان الكامل، فالحقيقة النظرية والقيمة الأخلاقية يأتيان في حدود رأي الجامعة باعتبارهما لا ينفصلان وشهادة التخرج منها يجب أن تكون دائما شهادة بدراسة كليهما، وعلى طريق تنمية الإنسان الكامل تلجأ الجامعة الإسلامية إلى هداية العقل والإرادة معاً، ومن ثم فإن دراستها الاجتماعية والطبيعية وفروعها الإنسانية سوف تعرض المعلومات وتفحصها مثلما تقوم بنفس الشيء للقيم المرتبطة بها فجميعها ستكون – بقدر متساو – موضوعاً للتحليل الناقد على المستويين النظري والأخلاقي. وعندما يتم التعامل معها على هذا الأساس فكلها ستصل بنا إلى حقائق متساوية في صدقها.

  • لا تناقض بين العقل والوحي:

إن التقسيم الثنائي للمعرفة بين علوم عقلية وعلوم نقلية تقسيم زائف، بدأ بالفارابي وأكده ودافع عنه الفلاسفة حتى ابن خلدون وكان هدفهم رفع مستواهم ومستوى نشاطهم فوق مستوى جماعة المتكلمين ومن أجل تبرير كيانهم في المجتمع. وفي عصر من عصور الضعف التي جاءت بعد ذلك سلمت جماعة المتكلمين بهذه الفكرة بل ودافعت عنها وأصبح التقسيم الثنائي كاملاً في إطار التصوف باعتباره ضرورة منطقية للتعلم كما يراه الصوفيون ولسوء الحظ سيطرت وجهة نظرهم هذه على العالم الإسلامي لقرون عديدة وورثنا نحن هذا الهراء.

أن النظر إلى المعرفة باعتبارها أما نقليه أو عقلية يعني ضمناً أن الحقيقة التي أتت إلينا عن طريق الوحي ليست عقلية ومن ثم غير عقلانية وإنما عقدية وذلك لا يتفق مع جوهر وروح الإسلام. بينما تعتبر وجه النظر الأخرى أن كل دعاوى الحقيقة قابلة للمناقشة وتحتاج إلى الدليل الذي يصل بها إلى اليقين أو الإثبات الدافع حتى إن دعاوى المنكرين لقضايا الدين الأساسية لم يرفضها القرآن تجميعاً على أساس أنها شر وإنما وضعها موضع التحليل والتحميص. وقد حاج القرن تابعيهم ودعاهم أن يظهروا دليلهم وانتقدهم وعرض بهم على أساس أنهم قوم جاهلون لا يعقلون ولا يتفكرون عندما عجزوا عن الرد على النقد الذي وجهه لهم. إن طبيعة الدليل تختلف طبقاً للمعلومات المتضمنة في الدعوى المحتاجة إليه لأن الحقيقة تختلف من نظام إلى آخر ولكن “المعقولية” أو درجتها المسندة إلى كل الدعاوى واحدة وهذه المعقولية تعني موافقة الدعوى لقواعد المنطق والتماسك الداخلي وموافقتها لقوانين التاريخ أو توافقها مع جوانب المعرفة الأخرى وقوانين علوم ما وراء الطبيعة أو تماثلها مع الواقع أو مع قوانين علم القيم التي تخضع للاختبار في تفهم القيمة داخل الخبرة.

إن وحدانية الله سبحانه وتعالى وما يلي ذلك من وحدة الحقيقة والمعرفة تتطلب عدم الفصل بين العقل والوحي فإن النتائج الأمبريقية للعلوم النقلية تستطيع فقط أن تؤيد النتائج الاستنتاجيه للعلوم العقلية. ولا شك في أن خلافات وتناقضات بينهما ستظهر ولكن علم المعرفة الإسلامي يرى بأن ذلك سيكون وقتياً أي أن هذه الخلافات ستكون قابلة للفحص أو التسوية إما مع تكرار الفحص والاختبار للمعلومات الأمبريقية أ, الفحص المتكرر للفروض الاستنتاجيه. فالمعرفة الإنسانية معرضة للخطأ سواء أكانت معرفة للمعلومات الموجودة الطبيعية أو المآثر التي أظهرها الله تعالى والتصحيح في كلنا الحالتين ليس تصحيحاً للمعلومات ولكن للفهم الإنساني والتاريخي لها. إن الأمر الذي لا يقره الإسلام ولا يقره علم المعرفة الإسلامي هو أن ننتهج منهج علماء الديانات الأخرى ونرى بأن التناقض بين العقل والوحي أمر نهائي ولن يتم التوصل إلى حل فيه باعتبار أن أحدهما عقلاني والآخر غير ذلك. والسبب في عدم إقرار الإسلام لهذا هو عدم وجود مبادئ أعلى للعقل أو الواقع يتم على أساسها تكوين التناقضات بين العقل والوحي فالديانات الأخرى لها علوم لا هوتيه عقدية خالصة يحتاجون إليها كمحكمات لتعاليم لا يقبلها العقل أو الفطرة السليمة إبداء وهذه العلوم اللاهوتية تؤكد قضايا تتعارض مع العقل وتتدانى به إلى الخضوع لها. ويسمى “القديس بول” هذه القضايا المؤكدة (حماقة) لأنها تعلو على الإثبات وما على الناس إلا أن يقبلوا كنوع من الرهان على ما لا يمكن معرفته إذا ما استخدمنا تعريف “باسكال”.

وقد نتساءل لماذا وضعنا الله القادر الرحيم نحن البشر في هذا المأزق حيث تستتر علينا أهم حقائق الحياة؟ فإن الديانات العقدية تعتبر أن هذا المأزق ضروري مهما بلغت مأسويته. ويجيب المسيحيون على هذا السؤال بأن المأزق ضروري حتى يأتي الخلاص المقدس على يد الرب. بينما يرى الهندوس والبوذيون أنه زيغ حدث للآلة لا يمكن تأويله.

ولذا فإنه داخل الجامعة الإسلامية يتم متابعة علوم الطبيعة والكون والمجتمع في حرية تامة ولنا أن تتبع دعاويها إلى حيث تأخذنا الأدلة والمعلومات ويتم ذلك ونحن على ثقة بأن مسارها لا ينفصل عن مسار الدين أو المنطق أو القانون أو الأخلاق أو التراث بل أنها جميعاً سوف لا تختلف أو تتناقض في نهاية المطاف. والعكس صحيح أي أن الوحي لن يناقض نتائج العلوم بصورة مطلقة لا تحتمل وجود تسوية ممكنة فإن الله سبحانه وتعالى باعتباره الرحيم الخبير العدل ليس بإله مخادع ينصب الفخاخ لخلقه أو أنه عاجز قد تحدث له أشياء لا يرغبها.

  • لا تناقض بين الفرد والمجتمع:

يعتبر أوجست كونت هو أول من نادى بالفصل في العلوم الإنسانية بين العلوم التي تدرس الفرد والعلوم التي تدرس المجتمع وذلك في القرن التاسع عشر ولم – يكن – هذا مجرد فصل للمعلومات بين المتخصصين باعتباره تقسيماً للعمل ولكنه كان ناتجاً عن نظرية من نظريات الحقيقة تعتبر المعلومات الاجتماعية قابلة للمعالجة العلمية على عكس المعلومات الفردية وساد الاعتقاد الخاطئ بأن المعلومات الأولي باعتبارها قابلة لأن نضعها موضع الاختبار الناقد – قادرة على أن توصلنا إلى الحقيقة بينما تعجز الثانية عن ذلك ويكمن السبب وراء هذا الفرض الخاطئ في أن المعلومات الاجتماعية يمكن ملاحظتها بالحس وفصلها عن المعلومات الأخرى ووضعها في صورة كمية قابلة للقياس ولا تختلف عن المعلومات التي تحصل عليها من العلوم الطبيعة. وعلى النقيض من ذلك نجد أن المعلومات الفردية تتسم بالذاتية والإمساك عن الوصف الذي يبعدها عن الحس ويأخذها إلى مجال المشاعر والشعور الشخصي مما يجعل المناقشة حولها عقيمة وبرهانها مستحيل. وقام علماء الاجتماع بتحديد المعلومات الاجتماعية لكي يثبتوا بداهة هذا الفرض وقد تضمن موقفهم هذا اعتبار أن كل ما يدركه الحس قابل للتحقيق ومن ثم مكن إخضاعه لاختبار الحقيقة.

وهكذا تم اختزال المعلومات الاجتماعية عن قصد لتقتصر على السلوك الخارجي المرئي للجماعة رغم أن الجماعة تتكون في الحقيقة من أفراد ولكنهم رأوا أن سلوك الفرد المساير لسلوك الجماعة هو فقط موضوع علم الاجتماع ويبقى كذلك طالما كان جزءاً من سلوك الجماعة أما المعلومات الاستنتاجيه الغير مرئية (التي لا تخضع للحس) والتي تحدد السلوك المرئي أو الظاهري تعتبرها العلوم الاجتماعية- “س” غير خاضعة للتحليل أو النقد وترفض عن عمد استنباط أدوات يتطلبها البحث والتحليل إذا ما احتوى الاستقصاء معلومات استنتاجيه.

ويكمن خطأهم في اختزال ميدان المعرفة الاجتماعية بطريقة غير سليمة. فأولا المجتمع يشمل بالفعل في تكوينه وسلوكه العناصر الاستنتاجيه إلى جانب العناصر الأمبريقية فبدون المبادئ الأولي والقيم التي تعتبر بمثابة محددات وأهداف أولي لا يمكن أن يكون هناك سلوك اجتماعي مطلقاً ولذا فإن الاعتقاد بأننا نستطيع أن نفهم سلوك الجماعة بدونها يعتبر دعوى انتقاصية تجعل من نظرة عالم الاجتماع للمجتمع نظرة لواقع مجزئ. وثانياً أن الأمر الوحيد الذي يعتبر ذا مغزى من واقع الذات وسلوكها هو ذلك الأمر المتصل بالمجتمع سواء عن طريق تحديده أو نتائجه. واللحظات الوحيدة التي تقع خارج نطاق هاتين الصلتين (التحديد والنتائج) ربما تكون ساعات النوم أثناء الليل أو أحلام اليقظة بالنهار ومن ثم فهي غير ذات بال لفهم الذات بل أنه من المشكوك فيه فعلاً أن لحظات النوم أو أحلام اليقظة هذه تقع فعلاً خارج نطاق دائرة المجتمع.

والإسلام لا يعترف بشرعية التناقض بين الفرد والمجتمع ومن ثم فهو لا يعترف بوجوب تقسيم المعرفة إلى علوم إنسانية وعلوم اجتماعية فكل الفروع التي تقوم بدراسة الإنسان واحدة في منهجها وهدفها النهائي فمنهجها عقلاني علمي وناقد لا يقف بالمعلومات عند حد المحسوسات. وهدفها النهائي هو نوعيه الإنسان عن نفسه وبيان ما ينطبق عليه من في موقف معين وكيف ينم تحقيق ذلك فعلاً.

وهكذا فإن فروع العلم في الجامعة الإسلامية لا تتبع التقسيمات الواردة في جامعة الغرب وإنما يتم التقسيم فقط بالنسبة للمواد التي ستدرس ولا تتعدى تقسيم جوانب العمل. وتقوم المدارس المهنية (وهي الطب والصيدلة وطب الأسنان والتمريض والعلوم الصحية المرتبطة والهندسة والفنون التطبيقية وإدارة الأعمال والزراعة) بتدريس أساليب العمل كل في مجاله. إلى جانب ذلك فإن كل الفروع منهجها عقلاني علمي موضوعي وهدفها جميعاً مرتبط بالأمة. وأهداف الإنسانية هي ما أعطاه لنا الوحي ولا يستطيع أي فرع من فروع المعرفة أن يتهرب من تفصيلها في ما يعن من مواقف. أو بيان صلتها الوثيقة بكل استقصاء. أو وضع وسائل تحقيقها. أو تنظيم وسائل التحقيق هذه من أجل الوصول إلى المستوى الأمثل.

النسيج الأخلاقي:

يعتبر النسيج الأخلاقي الذي يسري في الجامعة الإسلامية أقوى نسيج أخلاقي ممكن وأعلاه منزلة حيث يسمو بكل نشاط فيها وبكل من حياتها. فالجامعة الإسلامية تسير على نسق الشرف في كل معاملاتها مع الطلبة أعضاء هيئة التدريس. ويجب أن نكرر دائماً وفي كل مكان وبلا كلل أن الجامعة الإسلامية مؤسسة تختلف عن باقي المؤسسات فهي مؤسسة غير عادية قائمة على الفضيلة وحدها. وكل حياتها وطاقتها مكرسة من أجل هذه الفضيلة. وإن هدفها هو أن تجعل من الفضيلة طبيعة ثانية لكل الأشخاص المتصلين بها. فالحياة داخل المينة الجامعية للطلبة وتناول الطعام في صالة الطعام بالجامعة والمشاركة في الأنشطة الإضافية كلها تشكل فرصاً عديدة لتنمية الأخلاق الطيبة والفضيلة وبذرها في شخصية الطالب. ومن ثم يجب إعداد نموذج من قواعد السلوك ويتم نشره بين الطلبة وتنفيذه في صرامة تامة.

ومن أجل مساعدة الطالب على معايشة هذا المستوى الأخلاقي العالي يوكل أمره إلى طالب آخر يمتاز عنه الأقدمية في العمر أو الفرقة الدراسية أو الخبرة أو أن يكون قد تلي دورات تدريبية خاصة في هذا المجال وأوكلت أليه تلك المسئولية. ويعتبر ذلك تحقيقاً طيباً للحديث القائل “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته” فالراعي مسئول عن تربية من يرعاهم لاكتساب النموذج الجامعي للأخلاق، بالإضافة إلى توجيههم ومساعدتهم على حل مشكلاتهم الشخصية.

إنما بمثابة علاقة شخصية تهدف أساساً إلى استكمال العلاقات الأخرى بين الرعية والراعي في كافة المواقف التي يقف فيها الطالب سواء كانت التجمع في عنابر النوم أو حول مائدة الطعام أو في فريق رياضي أو حفل ترفيهي…. الخ.

كما أن الجامعة الإسلامية سيكون لها زي خاص يرتديه كافة الطلبة وأعضاء هيئة التدريس وأعضاء السلك الإداري على أن يكون هذا الزي أنيقاً مريحاً مسايراً لتعاليم الإسلام مما يعطي مظهراً خاصاً بالجامعة يلتزم بملاحظته الجميع.

ويعتبر الإسلام الديانة الوحيدة في التاريخ التي تهتم بالأخلاق اهتماماً قوياً حتى إنها جاءت في القرآن الكريم ما أوصى به الله سبحانه وتعالى.

وقد كرس النبي صلى الله عليه وسلم جانباً كبيراً من مجهوداته لتعليم أصحابه رضوان الله عليهم أخلاق الإسلام الجديدة. وكان أحسن أسوة لهم في هذه الأخلاق وكان دائماً يقول “أدبني ربي فأحسن تأديبي”.

ومن هنا كانت المعاملات النبيلة والأخلاق الفاضلة – هي أسلوب حياة المسلم المميز – هي ثقافته ورقية وإنسانيته – فكونت عضواً في الجامعة الإسلامية يعني أنك تنتمي إلى صحبة تلاميذ النبي صلى الله عليه وسلم.

العلاقات بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس:

تقوم التربية الإسلامية – كما رأينا على مبدأين أساسيين هما تنمية العقل وتنمية الإرادة. فالتربية الإسلامية هي اكتساب المعرفة والفضيلة وبينما يتم اكتساب المعرفة بطريقة واضحة في لقاءات الأساتذة بالطلبة داخل قاعات الدراسة فإن الفضيلة تكتسب أساساً في لقاءات الأساتذة والطلبة خارج قاعات الدراسة ولا يعني ذلك تخصص المكانين فيما يقدمانه وإنما هناك تداخلات كثيرة فيما يتم فيهما.

فسلوك المدرس داخل قاعة الدرس لا يقتصر على إعطاء المعرفة بل من المتوقع أيضاً أن يكون قدوة تحتذى في إظهار الاتجاه المثالي للفكر تجاه الحقيقة والمعرفة وهو ما يتبناه الإسلام ويظهر ذلك في التواضع أمام الله سبحانه وتعالى والإدراك الدائم لأن علم الإنسان محدود والانفتاح الشغوف للمعرفة الجديدة وتقبل البرهان الجديد واستثارة مطالب الدراسة والاهتمام بالتفاصيل والرغبة النهمة لتحقيق الكمال والتقدير المتعاطف لوجهة النظر المعاكسة وحب الاستطلاع الذي لا يشبع والتقدير للمناقشات السليمة وكل نقطة طيبة تثار وإطلاق الأحكام الناقدة المهذبة والصبر والانفعالي والثقافي أو الحلم، والتفاؤل الذي لا يخبو في انتصار الحق في النهاية والإيمان الخالص بانتشار الإسلام إلى الأبد.

وتظهر الفضيلة الأخلاقية بنفس القوة في القدوة التي يعطيها عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية فيجب عليه أن يكون الأسوة الحسنة لتلاميذه مثلما يكون شاهدا على ما يقومون به ويستلزم ذلك دخول كلا من المدرس والطالب في علاقات ومواقف تمارس فيها الفضائل الأخلاقية. وأن اتصالها يجب ألا يقتصر على قاعة الدرس بل أنه من المنتظر أن يعيش أعضاء هيئة التدريس والطلبة سوياً في الحرم الجامعي يتبادلون طعامهم سوياً ويدخلون في جوار مفيد طول الوقت وتخصص لهم الجامعة الإسلامية برامج ترفيهية واجتماعية يشاركون فيها جميعاً وإذا ما كان عضو هيئة التدريس متزوجاً وله أسرة فإن منزله يجب أن يكون بيتاً مفتوحاً للتلاميذ والزملاء في يوم مخصص كل أسبوع عصراً أو مساءاً ويجب ألا تفوت أي فرصة لقاء اجتماعي أو فكري وعلى الجانبين أن يدركوا أن البحث عن المعرفة أخوة على مستوى عال يجب أن ينشدوها ويبحثوا عنها ويطلبوا أن يكونوا أحد أطرافها وأن يكونوا دائماً جديرين بها. كما يجب على الطالب بصفة خاصة أن يتعلم احترام وتكريم المدرس وان يحذو حذوه. ولذا  يجب أن تكون حياة المدرس مثالاً خالصاً للإخلاص لقضية الجامعة وتحقيق واجباتها الإلزامية.

التقويم الأكاديمي

أدخلت الإدارات الاستعمارية التقويم الأكاديمي للغرب في العالم الإسلامي ورغم أن السادة المستعمرين قد ذهبوا إلى أن تراثهم في التعليم استمر في البقاء فالتقويم الأكاديمي للغرب والذي يبدأ بالخريف وينتهي بالربيع تاركاً الصيف كله دون أي نشاط أكاديمي أملته الظروف المناخية في شمال أوروبا وحاجتها الزراعية لإنهاء الحصاد في أقصر فترة ممكنة فالموسم تصير وتهدره الرياح المفاجئة ويجب تجنيد كافة الأفراد بما في ذلك الطلبة والأطفال كلهم في عملية الأحصاد وبانتشار الميكنة أصبح هذا النظام عديم الجدوى حتى في أوروبا ذاتها ولكن المسلمين استمروا في التمسك به مما يدل على انعدام روح الكبرياء وانتفاء الشعور بقيمة الذات بطريقة مخزية.

كما فرضت الإدارة الاستعمارية علينا عادة السبت التي مازلنا نتمسك بها حتى عبد أن استبدلنا يوم الجمعة بيوم الأحد عندهم. وعادة السبت في أساسها فكرة يهودية ورثتها المسيحية عن طريق إثباتها في الإنجيل بينما لم يقرها الإسلام مطلقاً ففي نظر الإسلام طالما أن الوقت كله جد، وأن على المسلم أن يقضى عمره مشغولاً بخلافة الله في الأرض فكل يوم هو مقدس ولا يتميز يوم عن آخر حتى يوم الجمعة الذي تكون فيه صلاة الجماعة فرض – إذا ما قضيت الصلاة فعلى المسلمين أن ينتشروا في الأرض ويبتغوا من فضل الله أي يمارسون ما عليهم من أعمال فمقام  المسلم على الأرض مليء بالجد ولا يجب أن تعترضه أيام اجازات. صحيح أن من حقه الراحة والترفيه عن نفسه كل يوم أو كلما احتاج إلى ذلك ولكن تخصيص يوم مقدس لكي نقضيه في هباء منثور أو بطالة ضائعة فإن ذلك يعتبر تحدياً معيباً للأوامر الإلهية.

ولذا فإن تقويم الجامعة الإسلامية سيقوم على أن الأسبوع سبعة أيام طوال العام. ولم تكون الجمعة أجازة ولكنه سيكون يوم تختلف فيه البرامج عن غيره. وستقسم السنة الأكاديمية إلى ثلاثة فصول دراسية كل منها يستغرق 13 أسبوعاً من اللقاءات الدراسية يتبعها أسبوعين كفترة قراءة ثم أسبوع واحد للامتحانات النهائية وهناك أسبوع واحد يفصل بين كل فصل دراسي وآخر لإعطاء الفرصة لأعضاء هيئة التدريس والطلبة لزيارة أسرهم والإعداد للفصل الذي يليه.

ويبدأ اليوم الإسلامي بصلاة الفجر وينظم الجدول الدراسي للقاءات داخل قاعات الدرس بين الفجر والظهر وتترك فترة العصر للقراءة والأنشطة الإضافية وسيكون هناك ثلاث لقاءات في اليوم كل منها تسعون دقيقة طوال ستة أيام في الأسبوع ومميزات هذا التقويم لا تخفى على أحد فالاستيقاظ المبكر والقيام بالأعمال التي تستلزم أعمال الفكر بعد النوم الطويل وراحة الليل واللقاءات بين المدرسين والطلبة سيتصل وقتها إلى ضعف ما يتحقق في الجامعة الأمريكية بالإضافة إلى ثلاث أمثال الإنجاز التعليمي إن شاء الله.

تخطيط المنهج الدراسي:

تعتبر الجامعة الإسلامية فكرة جديدة على الأقل بالنسبة للجيل الحاضر من المسلمين، وحتى يتم إعداد هيئة تدريس كاملة وتجهيز مكتبة من الكتب الدراسية الجديدة والمناسبة وإقامة تراث للدراسة فإن الجامعة يجب أن تعتمد في تدريسها على تخطيط رصين للمنهج الدراسي لكل مقرر لكي تضمن تحصيل الطالب للمعرفة المطلوبة وسيبقى تخطيط المنهج الدراسي بطريقة واضحة محددة هو التأكيد الأفضل لعدم انحراف الطالب أو المدرس – وذلك إلى حين . ويجب أن يوضع الامتحان النهائي على هذا المنهج ويغطي كافة مواده.

ويحتوي المنهج الدراسي – بصفة عامة – على كل المواد التي سيتم تدريسها في المقرر فيشمل كل القراءات التي يجب على الطالب القيام بها ويتم تصنيفها على أساس إنها إما “أساسية” أو “إضافية” أو “متطلبة من أجل الامتياز” وفي حالة غياب كتب دراسية ملائمة فإن القراءات سوف تحتوي على مقتطفات يتم إعدادها لهذا الغرض بالذات وتمد الطالب بأفضل ما كتب في الموضوع المختار وقد تكون هذه القراءات مترجمة إذا ما اقتضت الضرورة أو يتم إعداد مقدمات لها ثم تطبع وتوزع على الطلب ويجب تعيين لجنة من الدارسين الأكفاء لكل مقرر تعليمي تكون مهمتها تخطيط المنهج الدراسي واضعة في اعتبارها المتطلبات الآتية:

  1. نظرية هذا الفرع من المعرفة مشتملة على مبادئه وطريقة البحث فيه.
  2. تاريخ هذا الفرع من المعرفة والانجازات التي تمت فيه في الماضي ومكانه في تاريخ المعرفة.
  3. الاهتمامات المركزية لهذا الفرع ومشكلاته وموضوعاته.
  4. موقف الإسلام بالنسبة للبنود السابق الإشارة إليها كما تم بيانها أو استنباطها من المصادر (القرآن والسنة) وتراث العلم الإسلامي.
  5. التحليل الناقد لكل البنود السابقة والفحص المنظم لما يرد من إجابات سواء الإسلامية منها أو الغربية – بالنسبة لقابليتها للتطبيق أو قيمة إسهاماتها في مشكلات الإنسانية.

وتعتبر المتطلبات الثلاث الأولى سهلة التحقيق نسبياً. فأستاذ المادة سيجد في متناول بدء ما يريد من إجابات وتفاصيل تراث البحث المتصل بهذه المادة إذا كان متخصصاً فيها أما الصعوبة فتكمن في المتطلب الرابع في أن الجامعة الإسلامية يجب أن تركز مواردها التي سوف تتحول لتحقيق المتطلب الخامس بمجرد تحقيق الرابع بدرجة مناسبة. وحتى يتم ذلك يمكننا أن نشرع في تحقيق البنود الثلاثة الأولى فيلجأ المدرس بالتعاون مع طلبته على هيئة مجموعة إثارة الأسئلة المتعلقة بالبند الرابع ويلتمس إجابات مبدئية عليها في معلوماته العامة من المصادر الإسلامية وتراث العلم. ويمكن أن يجد المدرس المساعدة من مدرس آخر أو أكثر من الذين يقع تخصصهم في دائرة التراث الإسلامي. ويجب أن يعلم الطلبة أثناء هذه الممارسات بأن هذه العملية مبدئية وأن الإجابات ليست نهائية فتستثير لديهم الرغبة في البحث عن معلومات أوفر من خلال أبحاثهم هم في التراث الإسلامي وفي هذه الحالة يمكننا أن نتطرق إلى المتطلب الخامس في تواضع جم. ومن الناحية التربوية فليس هناك اعتراض على أن يكون الطالب مشاركاً في البحث مع أستاذه بل أن ذلك من الممارسات التي تزكيها والشرط الوحيد هو أن يكون الأستاذ أكثر علماً من الطالب وإن يلقنه أخلاقيات البحث الأكاديمي والرغبة في تفصيل وبلورة صلة الإسلام الوثيقة بحياتنا ومشكلاتنا.

 

المنهج الإسلامي:

أ. التوزيع

1- برنامج درجة “العالمية”

يتكون المنهج المؤدي إلى درجة العالمية من أربع سنوات: المرحلة الأولى تستغرق عامين “أولي” أو “متوسط”، والثانية تستغرق عامين متقدم أو “عالي” ويجب على الطالب أن يفي بثلاثة أنواع من المتطلبات:

أ. متطلبات إسلامية:

وهذه تحتوي على ثلاثة فروع:

“المصادر الإسلامية” وتشمل القرآن والحديث وفروعهما وفي المرحلة الأعلى يمكن إضافة الأعمال الأصولية في الفقه وأصول الفقه.

“الحضارة الإسلامية” وتشمل مبادئ العقيدة الإسلامية في السنة الأولى وتاريخ وثقافة الإسلام في الثانية والمقارنة بينه وبين المعتقدات الحضارات الأخرى في الثالثة وتطبيقاتها في القضايا الحديثة في الرابعة.

اللغة العربية” وتشمل فروع اللغة والأدب.

ب. متطلبات عامة:

وتحتوي هذه على كل الفروع الأخرى التي تقوم الجامعة بتدريسها في برنامج درجة العالمية.

ج. متطلبات القسم:

وتحتوي هذه على المقررات الدراسية التي يقدمها أي قسم في الجامعة والتي يرغب الطالب أن يتخصص فيها.

وهذه المتطلبات الثلاثة لها نفس الدرجة من الأهمية بحيث تشغل كل منها ثلث الوحدات الكلية التي يحصل عليها الطالب خلال أربع سنوات متصلة من الدراسة في الجامعة.

2- برنامج درجة “الفقاهه”

يتكون المنهج المؤدي إلى درجة الفقاهة من ثلاث سنوات من الدراسة الجامعية يتم توزيعها كالآتي:

  • سنة كاملة من الدراسة الجامعية في دراسة فرع التخصص.
  • فصلين دراسيين من الدراسة الجامعية في دراسة فرع مساند.
  • فصلين دراسيين من الدراسة الجامعية في دراسة لغة أجنبية.
  • فصلين دراسيين من الدراسة الجامعية في دراسة إعداد أطروحة.
  • برنامج درجة “الحكمة”

يتكون المنهج المؤدي إلى درجة الحكمة من ثلاث سنوات من الدراسة الجامعية بعد الحصول على درجة الفقاهه ويتم توزيعها كالآتي:

  • سنة كاملة من الدراسة الجامعية في دراسة فرع التخصص.
  • سنة كاملة من الدراسة الجامعية في دراسة فرعين أحدهما مساند أول والثاني مساند ثان مرتبطان بموضوع الأطروحة.
  • سنة كاملة من الدراسة الجامعية في إعداد أطروحة الدكتوراه (الحكمة).
  • البرامج المهنية:

تقوم الكليات المتخصصة في الجامعة الإسلامية بإعداد المناهج الدراسية للمدارس المهنية كل فيما يخصها. مع الأخذ في الاعتبار أن كافة الملتحقين بالمدارس المتخصصة يجب أن يكونوا من بين الحاصلين على درجة العالمية منها.

ب. الصبغة الإسلامية:

يظهر تأثير المنهج الدراسي بالطبيعة الإسلامية للجامعة في جانبين أساسيين، أولها أن هذه الطبيعة هي الأساس المنطقي لتخصيص كامل من الوحدات الدراسية في برنامج درجة “العالمية” للمتطلبات الإسلامية وحيث أن كل طلبة الجامعة عليهم أن يحصلوا على درجة العالمية قبل الانتقال إلى مرحلة التخرج منها أو من المدارس المهنية فإن هذا التدريب الذي يتلقونه في الدراسات الإسلامية سوف يكون بمثابة أساس مناسب من المعرفة الإسلامية لكل الطلبة وبالإضافة إلى تمكن طيب من المصادر الإسلامية ومعرفة كافية للغة العربية تمكن الطالب من التماس معرفة إسلامية أكثر كلما أراد – نجد أن المتطلبات الإسلامية (من خلال مقرر الحضارة الإسلامية) تمد الطالب بمنظور عن الإسلام وتاريخه ومبادئه وقيمة ومكانة في تاريخ الإنسانية وذلك على مستوى جامعي. ومن المتوقع أن ذلك كله سوف يكون تخصيناً له ضد كل التيارات الفكرية المعايرة وتمكنه من تمثل الإسلام باعتباره الطريق الوحيد والاختيار الأمثل له وللبشرية.

أما ثاني الجوانب التي يظهر فيها تأثر المنهج الدراسي بالطبيعة الإسلامية للجامعة فيكمن في أن كل فرع من الفروع التي تدرس في الجامعة سيتم مراجعة نظرياته ومبادئه ومن ثم فإن الفروع ستشكل جوانب من كل متكامل من المعرفة الإسلامية تعمل على إثراء منظور الإسلام وتساهم في تحقيق الهدف المقدس بطريقة إسلامية تناسب هذا الفرع. وهكذا يساهم القائم بتحديد فرع الدراسة في الجامعة الإسلامية – بنصيبه في إعادة تشكيل الخلق حتى يتم تحقيق الأنماط المقدسة المناسبة في مجال تخصصه.

ج. التقدير الكلي للوحدات الدراسية:

تمثل كل وحدة دراسية ثمانين دقيقة من لقاء المدرس بالطلب في قاعة الدرس لمدة ثلاثة عشر أسبوعاً على الأقل.

برنامج درجة “العالمية” : 216 وحدة دراسية.

أ. السنة الإعدادية : تقدير صفري لوحدات الدراسة.

تعتبر هذه السنة بمثابة سنه تعويضية يتم فيها إعطاء الطلبة برامج مكثفة في اللغة العربية والإنجليزية أو إحداهما مع دراسة أساسية في المجالات التي لم يتسن لهم الإعداد الكافي فيها أثناء تعليمهم السابق.

ب. السنوات من الأولى حتى الرابعة: 54 وحدة دراسية × 4 = 216 أي ثلاثة فصول دراسية كل منها به 18 وحدة دراسية على أساس ست مقررات في كل فصل دراسي لكل منها ثلاث وحدات وتتم اللقاءات فيها إما أيام الأحد والثلاثاء والخميس أو أيام السبت والاثنين والأربعاء- قبل الظهر.

 

 

 

المتطلبات                              السنة 1           -2          3-          4-
1. متطلبات إسلامية 27 27 9 9 72
2. متطلبات عامة 18 18 18 18 72
3. متطلبات القسم 9 9 27 27 72
54 54 54 54 216

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: جميع الحقوق محفوظة لمجلة المسلم المعاصر