خدمات المعلومات : موقع مجلة حراء : هدية من اسطنبول www.hiramagazine.com

في عدد سابق من مجلتنا الحبيبة، وفي هذه المساحة، عرضنا لموقع المفكر الإسلامي التركي “فتح الله كولن” كنافذة للفكر الإسلامي تطل على العالم. واليوم نحن على موعد مع نافذة تركية جديدة، ولكنها تطل هذه المرة، على العالم العربي.

إنه موقع مجلة “حراء” التي تصدر عن مؤسسة قايناق التركية، إحدى مؤسسات طلبة النور، تلاميذ الشيخ بديع الزمان سعيد النورسي، الذي عمل على حفظ الإسـلام في وجه العلمانية في تركيا برسائله التي اتخذت من الإيمان والقرآن محورًا لها، وتلاميذ تلميذه الشيخ محمد فتح الله كولن الذي حول رسائل النور من ساحة الفكرة إلى ساحة العمل المؤسسي الذي تركز في مجالي التعليم والإعلام كطريق لإحياء الإيمان وإعلاء قيمة العلم.

وتواصل هذه المؤسسة نشاطها منذ حوالي ثلاثين عاما في سبيل تكوين روح المسلم المعاصر وقلبه وعقله، حيث نشرت آلاف الكتب العلمية والثقافية باللغة التركية ولغات عالمية أخرى تتجاوز خمس عشرة لغة لتقديم الإسلام بصورته الحقيقية المشرقة. كما تصدر سلسلة من المجلات العلمية والثقافية والأدبية باللغات التركية والإنجليزية والألمانية والروسية والعربية. وذلك للإسهام في البناء الحضاري العالمي، وإنشاء إنسان متوازن ومجتمع سليم.

يذكر د. مجدي سعيد في مقال له عن المجلة على شبكة إسلام أون لاين^(*) أنه ربما تكون تلك هي المرة الأولى التي تُصدر فيها مؤسسة تركية مجلة موجهة للجمهور العربي بعد انقطاع طويل عن اللغة العربية التي تم محاربتها منذ عام 1924.

وكأنه استمع إلى كلمات رئيس تحريرها الأستاذ نوزاد صواش، ففي مقال له على الإنترنت بعنوان ” حراء.. هدية من إسطنبول إلى العالم العربي والإسلامي” يقول: “من ضفاف البسفور، من مدينة البحر والخضرة والنجوم جئناكم. من مدينة إسطنبول الملتهبةِ شوقا إليكم أتيناكم. من ذات المآذن والقباب قدمنا إليكم. من المدينة التي يفوح منها عطر التاريخ وشذاه انبعثنا لنحط رحالنا بينكم. بظمأ العشق إلى أمصاركم وحواضركم ساقتنا الأقدار لننهل مما عندكم.

هذه حراء بين أيديكم. فلذة عربية من فلذات إسطنبول تهديها بتواضع جم إلى العالمين العربي والإسلامي وترجو القبول. من نازع الحنين إلى لغة القرآن انبعثت، ومن الرغبة الملحة بالتواصل الحميمي بينها وبين عالمنا الإسلامي ظهرت. ليبلغ عبيرها إلى دمشق والقاهرة، إلى الرباط والجزائر، إلى مدينة الرشيد والقدس الشريف، إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة… إلى كل من يتحدث بلسان عربي مبين أو يحب لغة القرآن الكريم”.

عن “حراء” .. المجلة والموقع:

وفق ما هو منشور على موقع المجلة، فإن “حراء” مجلة علمية ثقافية فصلية تعنى بالعلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية، وتحاور أسرار النفس البشرية، وآفاق الكون الشاسعة بالمنظور القرآني الإيماني في تآلف وتناسب بين العلم والإيمان، والعقل والقلب، والفكر والواقع.

وتؤكد المجلة على التوافق بين الإسلام كمنهج حياة والفطرة البشرية والسنن الكونية، وتبرز التوافق بين كتاب الله المسطور وكتاب الكون المنظور نافية الفصل أو الصدام بينهما.

كما أنها تجمع بين الأصالة والمعاصرة وتعتمد الوسطية في فهم الإسلام وفهم الواقع، مع البعد عن الإفراط والتفريط.

محاور مجلة “حراء”:

تسعى المجلة إلى استيعاب روافد كل الأفكار والثقافات ونتاج الحضارات ذات الأصول الإيمانية، لذلك فقد وضعت لنفسها مجموعة من المحاور الموضوعية، تمثل إطارها الفكري، هي:

العلوم:

في محاولة لاستنهاض النازع العلمي الكامن في الإنسان، وتدريب العقل على سعة النظر وعمق البحث، واستثارة الانتباه إلى أن المألوف ليس بالضرورة معلوما، وأن عمق النظر في المألوف قد يكشف عن كثير من العلم المستور، وكذلك استعراض أحدث حقائق العلم في العصر الحديث، من أجل الربط القوي المحكم بين الدين والعلم.

التربية والأسرة:

تحاول المجلة ترسيخ مفاهيم القيم الجمالية والخلقية في الفرد والأسرة، كما تتوقف أمام “التفكك الأسري”، مناقشة أسبابه، ونتائجه، وطرق علاجه، مع التأكيد على السلامة النفسية والجسدية للفرد والأسرة. كما تولى المجلة اهتماما خاصا بالأم، باعتبارها حجر الزاوية في بناء الأسر.

المجتمع:

تناقش المجلة المجتمع المسلم، من حيث سلبياته وإيجابياته، وأسباب الانحراف، ونتائج هذا الانحراف، وطرق علاجه. كما تلقى نظرة فاحصة على المجتمعات البشرية الأخرى ومشاكلها، ولا تغفل المجلة “علم الاجتماع الديني” حيث تسعى إلى الاستعانة بنظرياته في التحليل والتشخيص والعلاج.

المرأة:

رغم أن المرأة جزء من المجتمع والأسرة، إلا أنها تستحق أن تكون محورا منفردا، لما لها من أهمية خاصة. وتلقى المجلة الضوء على مكانة المرأة في الإسلام، وكيف نفهم المرأة؟ و آلام المرأة وآمالها، ماذا تريد وماذا يراد منها؟ وأخيرا حقوق المرأة في الإسلام، ودورها في المجتمع.

علم النفس:

تهتم المجلة بالبحث في أسرار النفس البشرية والعقلية، ومكوناتها الفطرية، وعلاجات الأمراض النفسية والعقلية، وكذلك علم النفس الاجتماعي، والإفادة منه في التحليل والتشخيص والعلاج.

الدراسات الإسلامية:

ومن ذلك قضايا معاصرة مثل، الإسلام المعاصر، وإشكاليات المجتمعات الإسلامية، والبعث الحضاري، والتجديد في الفكر الإسلامي، والإسلام في الغرب وعناصره، كما تحاول المجلة تقديم حلول عملية في إقامة صرح الحضارة الإسلامية من جديد.

مشاكل الشباب:

تناقش المجلة أزمات الشباب في العصر الحاضر، سواء كانت  فكرية أو نفسية أو سلوكية، والتي ترى المجلة أنها ينبغي أن تلقى العناية الكافية والدراسة المستفيضة من قبل الأساتذة التربويين والاجتماعيين.

الأدب والفن:

تؤمن “حراء” بأن العمل الإبداعي في القصة أو الشعر أو الفن لا يبلغ مداه إلا إذا استثار في الإنسان قواه العقلية والروحية. وأن العمل الأدبي والفني مطالب بإبراز جوانب القوى النفسية في الإنسان، مع حفزه على التفوق والارتقاء في شؤونه كلها. لذلك تسعى المجلة إلى تقديم فن، يعمل على إرهاف المشاعر وتنقية الأحاسيس، وتنظيف منافذ الفهم والإدراك، وتصوير الجمال في النفس والكون والطبيعة.

التاريخ:

هي دعوة من “حراء” إلى نظرة تحليلية جديدة للتاريخ الإسلامي، لماذا وكيف صرنا اليوم خارج الزمن وخارج التاريخ؟  كيف نستطيع بعث جوانب القوة في تاريخنا، وأخذ الدرس والعبرة من جوانب الضعف فيه؟ وكيف نبني مستقبلا مشرقا مستفيدين من التاريخ؟

الحضارة:

حضارتنا مرآة وجودنا، فالأمة التي لا تعرف حضارتها لا تعرف نفسها، ومعرفة النفس هي أولى خطوات المعرفة. وتبحث المجلة في علاقة النهضة بالشريعة الكونية ونواميس الفطرة، من حيث عوامل نهوضنا من جديد، وكيف نعيد بناء ما تصدع من أركان حضارتنا؟ الدين والحضارة: صراع الحضارات أم حوار الحضارات؟ هل يمكن أن يَحُلّ الودُّ والسلام بين الحضارات؟ وما آليات ذلك؟ مستقبلنا الحضاري إلى أين؟

قضايا فكرية معاصرة:

تطرح المجلة مجموعة من القضايا الفكرية المعاصرة مثل: عالمية الإسلام، والاعتدال والوسطية في الإسلام، والإسلام والسلام، وروح الجهاد وحقيقته في الإسلام، والإسلام والعنف، والإسلام والإرهاب، والمخاوف من الإسلام: الأسباب والعلاج، والتعايش بين الأفكار والحضارات.

فقه الدعوة:

من منطلق أن الدعوة حياة تحيا بأنفاس الدعاة، تحاول المجلة إلقاء الضوء على أولويات فقه الدعوة، وزيادة الإدراك وفهم توجهات العالم الروحية والفكرية ومخاطبته باللغة التي يفهمها، وكذلك إرساء قواعد أساسية في العمل الدعوي لالتزام الدعاة بها.

الأعلام (سير ذاتية):

محاولة لإلقاء الضوء على سير العظماء وتوجهاتهم الفكرية والإنسانية وتجاربهم في الحياة، من منطلق أن التعريف الجيد بهم يعد جانبا مهما من جوانب الإلمام بأنماط فكرية متعددة الجوانب مما يزيد في ثراء المجلة الفكري، ويمدها بالمزيد من القنوات الثقافية والعلمية.

حوار:

وهي مساحة مخصصة لمحاورة شخصيات ثقافية من أنماط فكرية مختلفة، وذلك من منطلق إيمان المجلة بالرأي والرأي الآخر. فبالحوار تتلاقح الأفكار وتتناسل وتتوالد، وتجري بين العقول وتنتقل بين الفهوم. وهذا هو ما تريده حراء.

أبواب الموقع:

تتوزع المحاور الفكرية السابقة على مجموعة من الأبواب أو الأقسام هي:

»     الافتتاحية

»     المقال الرئيس

»     دراسات إسلامية

»     علوم

»     تربية

»     علم النفس

»     ثقافة وفن

»     تاريخ وحضارة

»     شعر

»     أدب

»     قصة

»     من وحي حراء

»     قضايا فكرية

»     تحليل كتاب

»     الفلسفة الإسلامية

»     شخصيات

»     واحة القراء

»     موازين

أقلام حراء :

رغم أن عمر المجلة لم يتجاوز العام ونصف العام، كما أن أعدادها الفصلية لم تتخط  العدد السابع، إلا أن المجلة قد حظيت في هذا الوقت القصير بعدد ضخم ومميز من أقلام كبار المفكرين والباحثين في العالم الإسلامي، مما يدل على البداية القوية، والرغبة في التجديد والتفرد، ومن هؤلاء الكتاب نذكر:

»     الأستاذ فتح الله كولن، والذي خصص له المقال الرئيس للمجلة في كل عدد.

»     أ.د. محمد سعيد رمضان البوطي  – سوريا

»     أ.د. محمد عمارة – مصر

»     أ.د. حسن الأمرانيي – المغرب

»     الأستاذ أورخان محمد علي – تركيا

»     أ.د. عمار جيدل – الجزائر

»     أ. د. زغلول النجار – مصر

»    أ.د. مصطفى بنحمزة – المغرب

»     .أ.د عبد الحليم عويس – مصر

»     الأستاذة نبيلة الخطيب – الأردن

»     أ.د. محمود حمدي زقزوق – مصر

»     أ.د. علي جمعة – مصر

»     د. عماد الدين خليل – العراق

»     أ.د. أحمد عمر هاشم – مصر

»     أ.د. إبراهيم البيومي غانم – مصر

وغيرهم كثير من ذوي الأقلام والأفكار المتميز في عالمنا العربي والإسلامي.

الهوامش

(*) د. مجدي سعيد، “حراء”.. إطلالة تركية على العالم العربي، شبكة إسلام أون لاين.نت.