كلمة التحرير

أحمد فؤاد باشا والمنظور الإسلامي لفلسفة العلم

العدد 92

تمهيد :

منذ نشأة فلسفة العلم وما حدث بها من تطور، لا نجد سوى النموذج الغربي الذي يدرسه فلاسفة العلم باعتباره النموذج الأمثل والأوحد الذي أدى إلى ما وصل إليه إنسان اليوم من تطور وحضارة. ولقد سايرت الغالبية العظمى من المفكرين والفلاسفة العرب هذا الاتجاه، فانصبت دراستهم وبحوثهم حول فلسفة العلم كما قدمها هذا النموذج الغربي. حقيقة أن هناك اهتمامًا متزايدًا من قبل البعض من العلماء والفلاسفة بتاريخ العلم الإسلامي والعربي، إلا أن هذا الاهتمام يكاد يكون مقصورًا على تاريخ العلم دون فلسفته. ويعتبر الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد باشا من أوائل المهتمين بالمنظور الإسلامي لفلسفة العلم إضافة إلى اهتمامه البالغ بتاريخ العلم الإسلامي، ولذا كان من الأهمية بمكان تناول النظرة الإسلامية لفلسفة العلم عنده باعتباره أول من نبه إلى ضرورتها، وأيضًا باعتبارها رؤية جديدة لفلسفة العلم(1).

فكما يوضح أحمد فؤاد باشا أن الأدبيات المعاصرة المهتمة بالرؤية الإسلامية لمجالات فلسفة العلوم تكاد تكون منعدمة سوى بعض الاجتهادات الفردية المهتمة بالتأريخ لتراث العرب العلمي في إطار الثقافة العلمية الإسلامية، وما زالت موضوعات فلسفة العلم في انتظار من يتناولها من منظور إسلامي. ولذا فإنه يؤكد على أهمية تأسيس <<نظرية العلم الإسلامية>>(2). ويقدم نقدًا لما هو مطروح من فلسفات العلم، ثم يعرض لوجهة النظر الإسلامية لبيان أهميتها وضرورتها ليس للمجتمع الإسلامي وحسب بل وللمجتمع البشرى بأكمله ؛ وذلك لقابلية المنهج الإسلامي للتطبيق في كل زمان ومكان. ومن ثم فإنه إذا ما أردنا توضيحًا أو فهمًا لما يعنيه بنظرية العلم الإسلامية وجب علينا أن نعرض رؤيته النقدية لكل من الجانبين السلبي والإيجابي لفلسفة العلم في إطارها العام على النحو التالي.

أولاً : الجانب السلبي :

يحاول أحمد فؤاد باشا أن يبين مواطن الضعف ونقاط القصور التى أدت إلى تخلف أمتنا الإسلامية عن الإسهام في حضارة العصر بعد أن كانت هي السبب الأساسي لقيام هذه الحضارة، وأيضًا أسباب القصور في فلسفات العلم وتاريخه، ولعل أهم ما قدمه من نقد يتمثل فيما يلي :

1_ أن الأمة الإسلامية تكتفى بالنقل عن الآخرين ولا تسهم في الإبداع الحضارى بما يتناسب مع مكانتها في تاريخ العلم والحضارة(3).

2_ سيادة الاعتقاد بأن الانفصال بين العلم والدين شرط من شروط قيام الحضارة، أو أن العلم لابد أن يكون علمانيًّا. ويذهب إلى أن هذا الاعتقاد الخاطئ قد أدى <<في بلاد المسلمين إلى حالة من الركود العلمي شلت في ظلها كل مقومات الإبداع والابتكار في مختلف مجالات النشاط الإنساني>>(4).

3_ القصور الأساسي فيما نجده من فلسفات للعلم إنما يرجع إلى أنها لا تأخذ في اعتبارها العامل الديني <<تتعدد المدارس والمذاهب الفكرية ويتوزع الناس بينها، ويعيشون أسرى لمعتقدات هي أقرب إلى أن تكون نظريات اجتماعية لا ترى في الأديان عمومًا منهلا أو مصدر إلهام يهدى إلى الفكر السليم والسلوك السوى>>(5).

4_ ينقسم المشتغلون بفلسفة العلم في عالمنا الإسلامي إلى فريقين، يتبع الفريق الأول الفلسفات الوضعية، ويحاول الفريق الثاني صياغة فلسفته على أساس القيم والعقيدة، فيرى في مجمله أن إنتاج الفلاسفة العرب مجرد <<أصداء تردد أصوات القطاعات الكبيرة التى ينقسم إليها عالم الفلسفة اليوم في أوربا وأمريكا، أو قد نرى من ترك العصر وما فيه وارتد إلى ركن من التاريخ يلوذ به في دراساته، ويتجمد عنده في إطار نظرات شُرّاحه المباشرين دونما اعتبار لفارق العصر وتطاول الزمن>>(6).

5_ اتصال العلم والتقنية بالصناعة والتجارة والسياسة يجعلهما متأثرين بالاتجاهات والمصالح القومية. وكذلك فإن اتصال العلم والتقنية بالفلسفة يجعلهما تابعين لذاتية الإنسان ؛ إما تقديسًا مثلما نرى عند أصحاب النزعة العلمية المتطرفة Scientism وأصحاب النزعة التقنية المتطرفة Technocracy، وإما عداء عند أصحاب الاتجاه اللاعلمى Antiscience (7).

6_ غالبًا ما يكون التأريخ للعلم مشوبًا بالتحيز، فيكون انتقاء لحقائق علمية وفقًا لاتجاه خاص بدليل الإصرار على التأريخ له بعصرين فقط هما العصر الإغريقي وعصر النهضة الأوربية متناسين دور الحضارات القديمة ودور الحضارة الإسلامية الزاهرة(8). فلقد اتبع كل من المؤرخين منهجًا انتقائيًّا لتفضيل تصورى، أو انطلاقًا من أيديولوجية تخصه فرفع من شأن بعض المراحل الحضارية وحط من شأن البعض الآخر.

7_ كان المنظرون للعلم واقعين تحت تأثير النظرة الذاتية، ومن ثم فإن نظرياتهم جاءت مبتسرة ومبتورة ؛ لأنها في حقيقتها تعرض رؤية معينة للأشياء ؛ فلا تستطيع أن تفسر حركة العلم والمعرفة في كل مرحلة يبلغاها. فلا يوجد تاريخ موضوعي فريد للعلم والتقنية، ومن ثم ظهر العديد  من النظريات التفسيرية لهما، يذكر منها أحمد فؤاد باشا ما يلي(9) :

أ _ نظرية التراكم المعرفى التى ترى أن التراكم الكمّي للاكتشافات العلمية هو الذي يؤدي إلى حدوث تغير كيفي.

ب _ نظرية الرؤية المعرفية، وهي التى يقدمها ألفريد هوايتهد، ويرى أن الرؤية العلمية للباحث هي التى تصنع العلم.

ج _ نظرية المنهج العلمي الذي يؤدي إلى تطور العلم.

د _ نظرية النموذج القياسي، وهي تستند إلى توماس كون الذي يرى أن التطور العلمي ليس تطورًا تراكميًّا بل تطور ثوري.

هـ _ نظرية الاسترجاع المعرفي، وهي تستند إلى بشلار، وترى ضرورة بعث الماضي من أجل فهمه في ضوء الحاضر.

و _ نظرية الإبستمولوجيا الارتقائية، وهي تستند إلى جان بياجيه الذي فسر تطور العلم بإيجاد نوع من التوازن بين مراحل تطور العلم ومراحل تطور العقل الإنساني على أساس أن تاريخ العلم يعمل بنفس الطريقة الارتقائية التى يعمل بها علم النفس الارتقائي في دراسته لجميع جوانب النمو العقلي والإدراكي عند الإنسان من الميلاد إلى بلوغ الرشد.

ويذهب أحمد فؤاد باشا إلى أن كلاًّ من النظريات السابقة تقدم إضافة تفسيرية جزئية لحركة التاريخ العلمي، ومن ثم يمكن جمعها في منهج توفيقي أكثر موضوعية ؛ لأن حركة التاريخ العلمي لا تخضع لرأي من الآراء السابقة دون آخر. فهو يستخلص منهجًا جديدًا من ساحة الفكر العلمي ليكون ميزانًا خاليًا من الهوى، فلا نفضل إحدى النظريات على الأخرى و<<الاحتكام إليه يحفظ لكل حضارة من الحضارات الإنسانية التى أسهمت في صنع المعرفة والتقدم على مر العصور مكانتها ومكانها الطبيعي في سلم الترقي المعرفي>>(10).

ثانيًا : الجانب الإيجابي :

يُعد الجانب الإيجابي الذي يقدمه أحمد فؤاد باشا في رؤيته النقدية لفلسفة العلم ذا أهمية خاصة، ذلك لأن هدفه من إيجاد فلسفة علم بنظرة إسلامية هو توضيح السبيل إلى نهضة علمية معاصرة.

فإذا كان هدف الوضعية المنطقية من فلسفة العلم هو إظهار الصورة المنطقية للنظريات العلمية وتحليل العلوم إلى أسسها ومبادئها، وأيضًا إذا كان هدف كون Kuhn وغيره من أصحاب الاتجاه إلى تأريخ العلم هو الوقوف على كيفية نمو العلم وتطوره فإن الهدف عند أحمد فؤاد هو هدف إصلاحي للأمة الإسلامية وإنقاذها من مستنقع التخلف والتبعية ؛ وذلك بإحياء النهضة العلمية بها. فهو يحاول تقديم تصور كامل لما يمكن أن يؤدى إلى تقدم المسلمين ومواكبتهم للتطور الحضاري، وهذه النظرية الإسلامية ستعين المسلمين على تغيير واقعهم وتطويره بمعايير الإسلام. كما أنها في الوقت نفسه تكون بمثابة بيان لتعريف غير المسلمين بالإسلام وخصائصه، حيث أن المنهج العلمي الإسلامي سيكون هو الأقدر على تهيئة الإنسان لكل ما يمكن أن تسفر عنه الثورة العلمية والتقنية المرتقبة في المستقبل القريب أو البعيد، خاصة أن توصيف الواقع العلمي والتقني المعاصر ينبئ بظهور تصدع ملحوظ في بعض النظريات العلمية الشهيرة، أو الأنظمة الفلسفية القائمة عليها، بحيث لم تصبح قادرة على تقديم تفسيرات شافية لسلوك بعض الظواهر العلمية المستحدثة، وما يتعلق بها من مفاهيم جديدة. وعندما تكون النظرية المنشودة واقعية إسلامية، فإنه يلزم صياغتها في إطار من التصور الإسلامي السليم المستمد من القرآن الكريم والسنة الشريفة والجامع لأصول التراث وروح المعــاصرة، والمستشـرف لآفاق المستقبل(11).

ويتناول أحمد فؤاد باشا العديد من المحاور التى تمثل في مجموعها أساسًا لصياغة إسلامية لنظرية في العلم والتقنية، وسوف نعرض لأهم المحاور على النحو التالي :

1_ مكانة العلم في الإسلام.

2_ أسباب الحضارة الإسلامية.

3_ عدم الفصل بين العلم والدين.

4_ التأصيل الإسلامي للعلوم.

5_ المنهج العلمى الإسلامي.

1_ مكانة العلم في الإسلام

لقد امتن الله على آدم بما اختصه من علم أسماء كل شيء، كما منحه من الوسائل والملكات ما يساعده على الإدراك الصحيح لحقائق الموجودات، ويمكنه من <<العلم اليقين>> الذي ينكشف فيه المعلوم انكشافًا لا يبقي معه ريب ولا يقارنه إمكان الغلط والوهم(12).

ويوضح أحمد فؤاد أن العلم الذي يدعو إليه الإسلام هو العلم الشامل بشقيه الديني والمادي. أما الشق الديني فهو العلوم التىمصدرها الوحي وتعنى بأمور العقيدة والقيم والتصور العام للــوجود والنفس الإنسانية ونظام المجتمع(13).

وأما الشق المادي فهو العلوم التى تبحث في ظواهر الكون والحياة، ويهتدي الإنسان إليها بمداركه البشرية التى أنعم الله بها عليه ؛ ليبصر طريق المعرفة الصائبة ويفتح مغاليق الحضارة، على أن تظل هذه العلوم الكونية في عالم الشهادة دنيوية بعلاقاتها مع الأشياء، وتعبدية في الوقت نفسه لصلتها بالخالق الواحد سبحانه وتعالى(14). فلقد حدد القرآن الكريم الظواهر الطبيعية والإنسانية باعتبارها موضوعًا للبحث والحقيقة. والوسيلة إلى إدراكها لا تكون بالحواس فقط ؛ ذلك أن المدركات الحسية تعجز بطبيعتها عن تقديم صورة كاملة لحركة الكون والأشياء. ومن ثم فإن العقل هو القادر على هذا كله بالتأليف بين نتائج المعرفة التى يحصل عليها من العلوم المختلفة، ثم تحليلها واستخلاص النتيجة منها. ولهذا فإن الدعوة إلى تأمل الطبيعة في القرآن الكريم هي في صميمها دعوة عقلية إلى تأمل حركة الظواهر الكونية وقراءة آيات الله في الكون(15).

وإذا كان صاحب المقدمة، ابن خلدون، قد صنف العلوم إلى قسمين رئيسيين هما : العلوم النقلية التىتستند إلى الواضع الشرعي، والعلوم العقلية التى يهتدي إليها الإنسان بفكره(16)، فإن أحمد فؤاد باشا يضع العلوم النقلية في المرتبة الأولى ؛ لأن الإيمان هو الأساس في كل دعوة دينية ويعصم الفكر من الانحراف، كما أن العلوم العقلية التى تهدف إلى التفكر في الظواهر الكونية والتعرف على نواميسها الإلهية تؤدي إلى تعميق الإيمان بالله وزيادة الخشية منه(17). وكأنه يريد أن يربط في علاقة تبادلية تكاملية بين علوم الدين وعلوم الدنيا حيث تأتي علوم الدين في المرتبة الأولى لتحفظ الفكر من الخطأ خلال تحصيله لعلوم الدنيا التى تؤدي بدورها إلى زيادة الخشية من الله وتعميق الإيمان به على هدى وبصيرة.

ومن هنا فإنه يحرص على تأكيد شمولية المفهوم الإسلامي للعلم ؛ وذلك لسببين : أولهما : إظهار القصور في تصور العلم على أنه المقصود به العلم الطبيعي من فيزياء وفلك وكيمياء وغير ذلك من العلوم التى تتخذ من الملاحظة والتجربة وسيلة للوصول إلى قوانين الظواهر الكونية. وثانيهما : عدم وجود مبرر للتفرقة بين ما هو فرض عين وفرض كفاية في طلب العلم، فطلب العلم النافع فرض لازم على المسلمين ؛ ذلك أن الإسلام فرض على الناس أن يتفكروا ويعقلوا ويعلموا، مثلما فرض عليهم التعبد وذكر الله.

فالقرآن الكريم يحث على النظر والتأمل ويرفع من قدر العلماء، وهذا ما يتضح في الكثير من الآيات الكريمة، مثل قول الله تعالى : {أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ(17)وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ(18)وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ(19)وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَت} (الغاشية : 17 _ 20). وقوله سبحانه : {قُل هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُــــون} (الزمر : 9)، وقوله تعالى : {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة : 11). وكذلك أيضا تحث الأحاديث النبوية الشريفة على طلب العلم <<اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد>>، << غزوة في طلب العلم أحب إلى الله من مائة غزوة>>، << طلب العلم فــريضة على كل مسلم ومسلمة>>(18).

2_ أسباب الحضارة الإسلامية :

اهتم أحمد فؤاد باشا بتوضيح الأسباب التى أدت إلى الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى والتى يمكن أن يؤدى الأخذ بها إلى بعث النهضة العلمية مرة أخرى، فلقد قامت الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى نتيحة مجموعة من العوامل لعل أهمها ما يلي :

أ _ فطنة المسلمين الأوائل إلى  دعوة القرآن الكريم والأحاديث النبوية لطلب العلم النافع وإمعان النظر في ملكوت السموات والأرض، وتلبيتهم لهذه الدعوة _ كان من أهم العوامل في الحضارة الإسلامية. فقد ذهبوا إلى أن الفكر في المعقولات لا يتأتى إلا لمن له خبرة بالطبيعيات والرياضيات بعد تحسين الأخلاق وتهذيب النفس، فعند ذلك تتفتح له عين البصيرة ويرى في كل شيء مـن العجائب ما يعجز عن إدراك بعضها(19).

ب _ الموارد الثقافية والطبيعة البشرية: فقد وصل إلى المسلمين إنجازات وعلوم الحضارات القديمة ؛ حيث بدأت حركة النهضة العلمية بترجمة المعارف السابقة وترتيبها وشرحها والتعليق عليها(20). وانتقلت حركة الترجمة العلمية من طور الترجمة واستيعاب العلوم إلى مرحلة التأليف والابتكار وإجراء التجارب والتوصل إلى القوانين على أساس المنهج العلمي التجريبي الذي يدين له تقدم العلوم، وأصبحت اللغة العربية لغة عالمية تتسع للتعبير عن دقائق العلوم الكونية وتقنياتها(21).

كما أن البلاد الإسلامية الممتدة في موقع من الأرض يتوسط كل حضارات العالم القديم شرقًا وغربًا امتلأت بالثروات الطبيعية والبشرية التى مكنتها من تحقيق النهضة العلمية.

ج_ البيئة العلمية : كانت الحضارة الإسلامية نتيجة تشجيع الخلفاء للحركة العلمية وإنشاء المدارس والمكتبات ودور العلم. وكانوا يتسابقون في إقامة المكتبات الضخمة وتزويدها بكل أنواع المعارف. ومثل ذلك كانت مكتبة العزيز بالله الفاطمي تضم مليونًا وستمائة ألف مجلد مفهرسة ومنظمة، وغيرها من المكتبات التى انتشرت في جميع البلدان الإسلامية، ومما شجع على ازدهار العلم هو شعور العلماء بالأمن والإستقرار، وحيث كانت البيئة صالحة لنشأة العلم وتطوره ظهر المئات من العلماء الــذين أقاموا الحضارة الإسلامية(22).

د ـ الأخذ بالمنهج العلمي التجريبي : كان استخدام العلماء المسلمين للمنهج التجريبي سببًا أساسيًّا للحضارة الإسلامية، فقام العلماء المسلمون بنقد منطق أرسطو. ويعتبر ابن تيمية من أوائل المفكرين الذين نقدوا منطق أرسطو. كما اتجهوا إلى الأخذ بالمنهج الذي يستند إلى الملاحظة والتجربة في دراسة الظواهر الطبيعية. ويعتبر كل من جابر بن حيان والرازي وابن الهيثم والبيروني من رواد هذا المنهج. وبذلك يكون المسلمون هم أول من وضعوا أصول المنهج العلمي التجريبي الذي أخذه عنهم علماء الغرب فيما بعد.

هـ _ سمات العلماء : تميز العلماء في عصر الحضارة الإسلامية بتعدد اهتماماتهم، فكانوا موسوعيين لا يقتصرون علىتخصص بعينه ؛ ولذلك تركوا أعدادًا ضخمة من المؤلفات العلمية في مختلف التخصصات.

وحرص هؤلاء العلماء على تعلم اللغات الأجنبية، مثال ذلك البيروني الذي أجاد الفارسية واليونانية والسريانية. كما كانوا يتميزون بالخصال الحميدة من حب العلم والمثابرة على البحث العلمي والأمانة والزهد في المال والتواضع(23).

3_ عدم الفصل بين العلم والدين :

يرفض أحمد فؤاد باشا الفصل بين العلم والدين ويؤكد على ضرورة الجمع بينهما حتى يمكن أن يحدث التقدم والتطوير. فهو يدعو إلى استيعاب لغة العصر وثقافته بالعلم والدين معًا ؛ إذ لا يمكن العيش على الفكر الغربي كاملاً بدون الاهتمام بمشكلات الواقع الإنساني المعاش، كما صورها الدين الإسلامي وتدخل العلم في دراسة بعض جوانبها(24).

ومن منطلق ضرورة الجمع بين العلم والدين وعدم الفصل بينهما ذهب أحمد فؤاد باشا إلى أن الفهم السليم لنظرية المعرفة _ من حيث إمكانها وأدواتها ومصادرها وطبيعتها وقيمتها _ يتحقق فقط بالنظرة الإسلامية. فالحقيقة التى ينبغي للإنسان معرفتها ليست هي الحقيقة التى يضعها الفلاسفة، ولكنها الحقيقة المرتبطة بالعلم والواقع، وهي أيضًا الحقيقة الهادفة إلى اليقين المرتبط بالصدق والعقيدة(25).

ومن ثم فإن أهم سمات الحقيقة في المعرفة الإسلامية(26) :

أ _ عدم الفصل بين النظرية والتطبيق؛ إذ لا فصل بين النظر والعمل في الثقافة الإسلامية، ولا خير في علم إلا إذا كان معه عمل، فإن البحث عن الحقيقة بمنظور إسلامي لا يمكن أن يكون مجرد بحث معرفي مجرد، بل لابد أن يمتزج بالبحث عن قواعد السلوك السليم من الناحية الأخلاقية.

ب _ تحديد مركز الإنسان بين العالم الذي يعيش فيه :

توضح آيات القرآن الكريم أن الإنسان هو خليفة الله في الأرض وهو الذي حمل الأمانة بعد أن عرضها الله تعالى على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، وهو الذي سخر الله له ما في السموات وما في الأرض. كما أن هناك آيات أخرى تظهر الإنسان على أن الكون أكبر منه وعلى أن مركز الثقل في بحثه عن الحقيقة لا يوجد في عقله ونفسه فقط بل يوجد أيضًا في الطبيعة من حوله قال الله تعالى : {لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِـنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون} (غافر : 57 ).

كما يوضح القرآن الصورة الحقيقة للإنسان كما أرادها الله سبحانه وتعالى وهي ارتباطه بالعلم ويكون أهلاً للبحث عن الحقيقة وحمل الأمانة.

ج _ موضوع البحث عن الحقيقة العلمية :

يعتبر أحمد فؤاد باشا أن الظواهر الطبيعية والإنسانية هي الموضوع الذي يجب البحث فيه، لأنهما المصدران للثقة واليقين ؛ وذلك طبقًا لما حدده القرآن الكريم، ويذهب إلى القول بأنه إذا كانت الأمة الإسلامية غنية بثروتها الطبيعية والبشرية فإن ذلك لا يكفي وحده لأداء فريضة البحث العلمي على النحو الذي يحقق التقدم، ولا يمكن لهذه المقومات المادية مهما تضاعفت أن تؤتي ثمارها المرجوة منها في التنمية والتطوير والتتغير الحضارى دون اعتبار المقومات المعنوية والروحية(27).

4_ التأصيل الإسلامي للعلوم

ولما كان العلم هو حجر الزاوية والأساس الذي تأخذ به الدول التى تريد التقدم ؛ فإنه لا سبيل إلى تقدم الأمة الإسلامية إلا بالعلم. ويجب أن ينطلق هذا العلم _ منهجًا وأسلوبًا _ من تعاليم الإسلام. ومن ثم فإنه من الضرورة بمكان أن تبدأ الأمة الإسلامية بإصلاح التعليم بتنقية جميع المناهج الدراسية من أية مفاهيم غير إسلامية، وأن يعاد صياغتها بحيث يكون تحديد أهدافها ومحتواها وأساليب تدريسها في ضوء التصور الإسلامي المستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة(28).

ويهدف هذا التصور بصفة أساسية إلى تحقيق الكمال الإنساني لأن الإسلام نفسه يمثل الكمال الديني. فالذين يعيشون ويعملون في كنف الإيمان بالخالق الواحد هم الذين يستطيعون أكثر من غيرهم مواصلة الترقي في السلم المعرفي إلى غايته القصوى بإدراك حقيقة الوجود الإنساني في هذا الكون كما أرادها رب العالمين، ومن ثم فهم القادرون _ أكثر من غيرهم _ على جني ثمار المعرفة التى حصلوها دون أن يسيئوا استخدامها في غير موضعها(29).

ولن يكون للتعليم أثره المطلوب في تحقيق النهضة إلا إذا اتحدت أهدافه في <<تأصيل الثقافة الإسلامية وتجديدها في ضوء المعاني الربانية لغايات التربية الإسلامية >>(30). كما أنه لا يمكن أن يكون هناك أية آمال في إحياء حقيقي للأمة ما لم يستحدث لها نظام تعليمي واحد ينبع من الروح الإسلامية ويعمل باعتباره وحدة متكاملة مع برنامج الإسلام العقيدي(31).

إذن يرفض أحمد فؤاد باشا النظام التعليمي المحاكي للنموذج الغربي الذي يبعد الطلاب عن جذورهم الإسلامية ويجعلهم يعيشون على الازدواج، فلا هو بالمسلم السوى ولا هو بالغربي. فهو يرى أن المعرفة لدى النموذج الغربي بعيدة كل البعد عن النموذج الإسلامي في طبيعتها ومنهجها وغاياتها(32). ومن ثم فإن أسلمة المعرفة يقصد بها <<إقامة العلاقة الصحيحة بين الإلهي والإنساني في العلوم والمعارف وفق منهجية إسلامية رشيدة تلتزم بتعاليم الوحي وتتمثل مقاصده وقيمه وغاياته دون أن تعطل عمل العقل أو تعوق حرية البحث والتفكير ابتغاء مرضاة الله سبحانه في الدنيا والآخرة(33).. فلا يجب أن يكون هناك انفصام بين العلوم التى مصدرها الوحي والعلوم التي مصدرها الكون والإنسان كما سبق وذكرنا. ذلك أن الإعتقاد الخاطئ بأن الإنفصال بين العلم والدين شرط لقيام الحضارة قد أدى إلى حالة الركود العلمى في بلاد المسلمين(34). والخلاصة أن العلم الذي يصنع التقدم يجب أن ينطلق _ منهجًا وأسلوبًا _ من تعاليم الإسلام، ويمكن ذلك إذا ما تحققت الأمور التالية(35) :

أ _ إصلاح نظام التعليم ولا يكون ذلك إلا بإذكاء الطموح الديني والقومي ومحو الأمية العلمية.

ب _ التنسيق بين مختلف المؤسسات العاملة في ميدان البحث العلمي بإنشاء <<اتحاد علمى إسلامي >> يكون من أهم أعماله وضع السياسات العلمية والتقنية طبقًا لإمكانيات الأمة الإسلامية، والعمل على تحقيق التكامل بين البرامج العلمية، والقضاء على الفجوة القائمة بين العلم الإسلامي والعلم العالمي.

ج _ توافر الإرادة القوية لدى المسلمين لتغيير واقعهم واستيفاء أركان فريضة العلم الغائبة والجهاد من أجل ذلك :{إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد : 11). فأسلمة المعرفة ما هي إلا مشروع حضارى يهدف إلى تكوين العقلية العلمية الإسلامية القادرة على تحقيق النهضة المنشودة.

5_ المنهج العلمي الإسلامي :

إن غياب المنظور الإسلامي عند تناول مناهج البحث العلمي هو ما اعتبره أحمد فؤاد باشا خللاً  يجب إصلاحه؛ وذلك عن طريق << وضع تصور عام لنسق إسلامي ينتظم مختلف مناهج البحث العلمي الفرعية، ويستوحي خصائصه العامة مباشرة من خصائص التصور الإسلامي ومقوماته، ويستمد عناصره الرئيسية من واقع مشكلات البحث العلمي وتاريخه، ويشكل وحداته البنائية على أساس الثوابت والمتغيرات المعروفة في الأطر الفكرية والعملية للعلوم الطبيعية والتقنية، ويتيح من خلاله مجالاً أرحب لإعداد الباحث العلمي الجيد، واستفادة أكبر من السبل التى يســلكها الباحثون أنفسهم>>(36).

ويذهب أحمد فؤاد باشا إلى أن مناهج البحث لدى علماء المسلمين قامت على مجموعة من المسلمات والقضايا الإيمانية التى ينبغي على الباحث التسليم بها منذ البداية والانطلاق منها نحو الفكرة الصائبة في عمليات البحث والتفكير العلمي. وأهم هذه المسلمات هي عقيدة التوحيد الإسلامي، وتقوم على أن الله سبحانه وتعالى هو الحق المطلق وهو مصدر كل الحقائق المعرفية. فالعقل الإسلامي لا يفصل بين العلم والحكمة أو الحقيقة(37).

فالإنسان المؤمن بوحدانية الله يرد كل شيء في الكون إلى الخالق الحكيم الذي خلق هذ العالم وأخضعه لقوانين ثابتة. كما أن الباحث المؤمن بعقيدة التوحيد يبحث دائمًا نحو الوحدة التى تؤلف بين الكثرة أيًّا كان الموضوع. وعلى الباحث المسلم أن يكون على دراية كاملة بكل التعاليم الإسلامية التى تجعل من مهمته فرضًا كفائيًّا، فكل علم يحتاجه المسلمون فرض كفاية.

كما أنه من المسلمات نسبية المعرفة العلمية وذلك ما يتضح في كثير من الآيات الكريمة {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} (الإسراء : 85}، و{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} ( طه : 114)، {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (يوسف :76)(38).

ولقد اتبع العلماء المسلمون المنهج التجريبي، بل إن تاريخ العلم يؤكد سبقهم في استخدام هذا المنهج من ملاحظات وتجارب ووضع للفروض، بل واتسم علماء المسلمين بالحس النقدي، ويتضح ذلك فيما قدموه من نقد لمنهج اليونان القدامي. فلقد كان لعلماء المسلمين دور رائد في تأسيس المنهجية العلمية.

ويذهب أحمد فؤاد باشا إلى أن القراءة المتأنية للتراث العلمي الإسلامي تدل على أن  المسلك الذي اتبعه علماء الأصول وعلماء الحديث في الوصول إلى الصحيح من الوقائع والأخبار والأقوال قد انسحب على أسلوب الفكر والتجريب في البحث العملي(39)، ولقد تطور القياس الأصولي إلى نوع من الاستقراء العلمى الدقيق القائم على مبدأي العلية والاضطراد في وقوع الحوادث.

ويعتقد أحمد فؤاد باشا أن الإيمان الخالص أو السمو الروحي من أهم الخصائص التى تميز بنية المنهج العلمي. فلقد تعلم علماء الحضارة الإسلامية من دينهم أن تقوى الله سبب من أسباب العلم {وَاتَّقُــــوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّه } (البقرة : 282). فالعلم لا يحصل كله بالاستعداد والجد، بل هناك جزء من العلم يتلقى بالفتح من الله(40).

ولقد تنبه علماء أوروبا إلى سر تقدم المسلمين وقاموا باتباع منهجهم، إلا أنهم لم يأخذوا منهم سوى الجانب المادي وتركوا _ جانبًا _ الإيمان الذي يوجه العلم نحو الله تعالى(41) ؛ ولذا فإنه من الضروري الأخذ بالمنهج العلمي الإسلامي ؛ لأنه الأقدر على تحقيق النهضة وتصحيح وجهة العلوم لدى علماء الغرب(42).

الخاتمة..

خاتمة لهذه الدراسة يمكن القول بأن أحمد فؤاد باشا مفكر إصلاحي يهدف إلى إنقاذ المسلمين من مستنقع التخلف والتبعية الذي وصل حالهم إليه. فهو يقوم بمناقشة قضايا الفكر العلمي وفق منهاج إيماني عقلاني يعتبر العلم حالة فكرية وفريضة إسلامية لها إطارها العقائدي ورصيدها الحضاري، ولا يهدف من هذه الرؤية الإسلامية إلى فلسفة نظرية وحسب بل إن الهدف الأساسي منها هو التطبيق العملي من أجل الإصلاح الاجتماعي. فهو لا يكتفي بوصف وتقرير للمعرفة العلمية إنما يؤكد على ما ينبغي عمله من أجل إصلاح حال المسلمين، بل والبشرية جمعاء.

وكما سبق واتضح فإن العوامل الأساسية التى يدور حولها المنظور الإسلامي لنظرية العلم هي :

أولاً : إثبات عدم التعارض بين العلم والدين، بل والتأكيد على أهمية العلم باعتباره فريضة دينية.

ثانيًا : إن الفصل بين العلم والدين هو بمثابة عزل العلم عن القيم، فيكون بذلك قوة ضد البشرية وليس قوة لخدمتها.

ثالثًا : إبراز دور علماء المسلمين في الحضارة الإنسانية وتوضيح مكانتهم في مسيرة التطور العلمية بإحياء التراث العلمي والتقني.

رابعًا : إذكاء روح الصحوة الإسلامية، وذلك عن طريق التأكيد على أهمية العلم ؛ حتى يمكنها أن تتعايش مع التغير الحضاري المعاصر وأنه لن ينصلح حالها إلا بالعلم المرتبط بالقيم الإيمانية.

خامسًا : أسلمة العلوم _ أو بعبارة أخرى توجيه العلوم والتعليم توجيهًا إسلاميًّا، وترشيد الفكر العلمي بحيث يحقق غايات الإسلام ومقاصده في إطار الثوابت الإيمانية والمتغيرات المنهجية.

وأخيرًا فإنه إذا كان الهدف من فلسفة العلم _ طبقًا لفلاسفة العلم في الغرب هو تقديم التحليل والنقد للعلم من أجل حل مشاكله، ودراسة تاريخ العلم من أجل توضيح كيفية نمو المعرفة العلمية وتطورها، فإن أحمد فؤاد باشا بالمنظور الإسلامي الذي يدعو إليه أوجد هدفًا آخر هو حل مشاكل الأمة الإسلامية عن طريق الأخذ بما أسماه <<نظرية العلم الإسلامية>>. والحقيقة، يكون الأمر بالغ النفع إذا كان _ كما يقول _ إنه لم يقدم هذه النظرية في صورتها النهائية إلا أنها فكرة واعدة جديرة بمزيد من البحث والدراسة.

(*) الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد باشا من مواليد محافظة الشرقية سنة 1942 ويشغل منصبي أستاذ الفيزياء ووكيل كلية العلوم لشئون المجتمع والبيئة بجامعة القاهرة. وهو عضو بالعديد من الجمعيات العلمية واللجان القومية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الجمعية المصرية لتاريخ العلوم، اللجنة القومية لتاريخ وفلسفة العلم، المجمع المصري للثقافة العلمية، المجلس الأعلى للثقافة، المجمع العلمى المصرى، الجمعية المصرية لتعريب العلوم، والجمعية المصرية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة. كما شارك في العديد من المؤتمرات والندوات المتخصصة في العلوم الفيزيائية والمعنية بتاريخ العلم وفلسفته وقضايا التراث العلمي والثقافة العلمية. وشارك في تأليف وترجمة عدة كتب وموسوعات في مجالات الفيزياء والرياضيات وتبسيط العلوم للأطفال والناشئة والكبار، وله عديد من المؤلفات في مجال فلسفة العلم من المنظور الإسلامي والفكر العلمي الإسلامي.

(**) أستاذة المنطق وفلسفة العلم، كلية البنات _ جامعة عين شمس.

(1) د. أحمد فؤاد باشا، فلسفة العلوم بنظرة إسلامية، ط1، 1984.

(2) د. أحمد فؤاد باشا، دراسات إسلامية في الفكر العلمي، دار الهداية، 1997، ص 12.

(3) د : أحمد فؤاد باشا، فلسفة العلوم بنظرة إسلامية، ط1، 1984، ص 28.

(4) د. أحمد فؤاد باشا، التوجيه الإسلامي لعلم الفيزياء وتقويم مناهجه الحالية في معاهد التعليم بالعالم الإسلامي في ضوء هذا التوجيه، بحث منشور في مؤتمر التوجيه الإسلامي للعلوم، 1992، ص 17.

(5) د.أحمد فؤاد باشا، دراسات إسلامية في الفكر العلمي، ص 9.

(6) المرجع السابق، ص 11.

(7) المرجع السابق : ص 16.

(8) المرجع السابق : ص 17.

(9) المرجع السابق، ص 26 _ 30.

(10) المرجع السابق، ص 32.

(11) د. أحمد فؤاد باشا، نحو صياغة إسلامية لنظرية العلم والتقنية، بحث منشور في دراسات إسلامية في الفكر العلمي ص ص 91 _ 121.

(12) د. أحمد فؤاد باشا، في فقه العلم والحضارة، سلسلة قضايا إسلامية، العدد 20، القاهرة 1997،ص 17.

(13) المراجع السابق، ص 18.

(14) المرجع السابق، ص 19.

(15) د. أحمد فؤاد باشا، فلسفة العلوم بنظرة إسلامية، الطبعة الأولى 1984، ص 21.

(16) د. أحمد فؤاد باشا، الاتجاه العلمى عند الهمداني، مجلة المسلم المعاصر، السنة الخامسة عشر، العدد 57، ص 112.

(17) د. أحمد فؤاد باشا، في فقه العلم والحضارة، ص 19.

(18) أحمد فؤاد باشا، التراث العلمي للحضارة الإسلامية، الطبعة الثانية، دار المعارف، 1984، ص 28.

(19) أحمد فؤاد باشا، في فقه العلم والحضارة، ص 25.

(20) أحمد فؤاد باشا، العلوم الفيزيائية في التراث الإسلامي، بحث منشور في ندوة التراث العلمي العربي في العلوم الأساسية، طرابلس _ ليبيا، 1990، ص 542.

(21) أحمد فؤاد باشا : التراث العلمي للحضارة الإسلامية،ص 31 _ 33.

(22) المرجع السابق، ص 35.

(23) أحمد فؤاد باشا، التراث العلمي للحضارة الإسلامية، ص 36.

(24) أحمد فؤاد باشا، فلسفة العلوم بنظرة إسلامية، ص 5.

(25) المرجع السابق، ص 24.

(26) المرجع السابق، ص 19 _ 22.

(27) أحمد فؤاد باشا، في فقه العلم والحضارة ص 26، 27.

(28) أحمد فؤادباشا التوجيه الإسلامي لعلوم الفيزياء، ص 21 ( انظر أيضًا فلسفة التأصيل الإسلامي للعلوم>> في <<أساسيات العلوم المعاصرة في التراث الإسلامي >> دار الهداية، 1997).

(29) المرجع السابق، ص 22.

(30) المرجع السابق، الموضع نفسه.

(31) المرجع السابق، ص 24.

(32) أحمد فؤاد باشا، في فقه العلم والحضارة، ص 55.

(33) المرجع السابق، ص 56.

(34) أحمد فؤاد باشا، التوجيه الإسلامي لعلوم الفيزياء، ص 17.

(35) أحمد فؤاد باشا، في فقه العلم والحضارة، ص 28، 29.

(36) أحمد فؤاد باشا، في فقه العلم والحضارة، ص 22 (انظر أيضًا <<نسق إسلامي لمناهج البحث العلمي>> في <<دراسات إسلامية في الفكر العلمي، ص ص 123،  147 ).

(37) أحمد فؤاد باشا، دراسات إسلامية في الفكر العلمي، ص 134.

(38) المرجع السابق، ص 140.

(39) أحمد فؤاد باشا، في فقه العلم والحضارة، ص 38.

(40) المرجع السابق، ص 45.

(41) المرجع السابق، ص 46.

(42) المرجع السابق، ص 47.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: جميع الحقوق محفوظة لمجلة المسلم المعاصر