التعريف بالتراث

التعريف بالتراث : آداب المريدين للسهروردي

العدد 61

التعريف بالمؤلف:

هو احمد بن محمد بن عبد الكريم، أبو الفضل تاج الدين (وهي ربما من ألقابه) ابن عطاء الله السكندرية متصوف شاذلي من العلماء، كان من أشد خصوم شيخ الإسلام ابن تيمية.

له تصانيف كثيرة منها «الحكم العطائية» في التصوف، «وتاج العروس» في الوصايا والعظات، ولطائف المنن في مناقب المرسى، وأبي الحسن. وينسب إليه كتاب مفتاح الفلاح، وليس من تأليفه، والدرر الكامنة، الرحلة العباسية، وكشف الظنون، والكتاب الذي نحن بصدده.

توفى بالقاهرة في سنة 709 هجرية (1309 ميلادية) وورد في كتابه كشف الظنون أنه توفى سنة 707 هجرية.

(استمدت هذه الترجمة من: الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين: بيروت، المجلد الأول).

عرض الكتاب:

يتكون الكتاب من اثنتين وستين صفحة من القطع الصغير دون تحقيق أو تقسيم إلى فصول داخلية ولا يحوي أية عناوين. وفيه يسترسل ابن عطاء الله السكندري ويقدم عديدًا من المواعظ ترمي إلى نبذ الدنيا والزهد فيها والعمل للآخرة. «الشافعية»، و«آداب المريدين» الذي نعرض له في تلك الصفحات.

توفى ببغداد سنة (563هـ، 1168م)، ودفن برباطه على شاطئ دجلة، ويقصد الناس قبره للزيارة.

مصادر التعريف بالمؤلف:

1- مقدمة كتاب «آداب المريدين» وكتبها المحقق فهيم محمد شلتوت.

2- خير الدين الزركلي، الأعلام، بيروت، دار العلم للملايين، المجلد الرابع، 1986.

3- عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، بيروت، مكتبة المثنى، المجلد الخامس.

عرض الكتاب:

يقع الكتاب في 183 صفحة من القطع الصغير ويهدف إلى التعريف بالتراث الصوفي وطريقة معالجته لأمور العقيدة والآداب والأخلاق والسلوك وتوضيح الأساس الذي يقوم عليه الفكر الصوفي وهو مقاومة الشهوات وملذات الدنيا والتطلع إلى عالم روحاني عبر الزهد وجهاد النفس.

ويشير المحقق في المقدمة إلى: أن أسلوب الكتاب يتميز بالسهولة كما يخلو من الإشارات والرموز الغامضة والقصص التي (200 ص184) العقل، كما أن صاحبه من أعلام الصوفية جاء في أعقاب عهد أبي القاسم القشيري وقد عالج قضايا مهمة في كتابه منها ما يتفق عليه اتباع المذهب الصوفي، وسماع أهل الطريقة الصوفية، وآراؤهم في علوم الشريعة ودعوتهم لتحصيل العلم، وآدابهم في الصحبة، والسفر، وحال المرض والموت والابتلاء والرخص ومدى إباحتها.

ويستهل السهروردي كتابه ببيان أهمية العلم بعقائد أهل الصوفية وآدابهم واصطلاحاتهم وبدأ بذكر مذهبهم في أصل الاعتقاد فذكر أن الصوفية قد أجمعوا على أن الله تعالى واحد لا شريك له وعلى جواز رؤية الله يوم القيامة وعلى الإيمان بكتاب الله وسنة رسوله ويرون الخلافة في قريش ويؤمنون بالكتب المنزلة وبالأنبياء وأنهم أفضل البشر وأن محمدًا سيد المرسلين وأفضل البشر ويأتي بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم العشرة المبشرون بالجنة وأباحوا الكسب والتجارة والصناعة باعتبارها تعاون على البر والتقوى وأجمعوا على أن الفقر أفضل من الغنى إذا كان مقرونًا بالرضا والصبر وشكر الله على كل حال وأجمعوا على أن خصال العباد ليست سببًا للسعادة أو للشقاوة وأن السعادة والشقاوة مقدرة للمرء قبل ولادته ويرون الرضا بالقضاء والصبر على البلاء والشكر على النعماء وأن الخوف والرجاء يمنعان العبد من سوء الأدب وأن الحب في الله والبغض في الله من أوثق دلائل الإيمان، وأجمعوا على إباحة لبس سائر أنواع الثياب إلا ما حرمته الشريعة ويفضلون المرقع منها لدلالتها على التواضع، وأحب الألوان إلى أنفسهم الأبيض والأخضر وأجمعوا على استحباب تحسين الصوت بالقرآن دون إخلال بالمعنى وسماع ما كان من الشعر في المواعظ والحكم، وأباحوا سماع الصوت الحسن والنغمة الطيبة، ويبين السهروردي أن الناس يتعاونون في تعبيرهم عن الإعجاب بالسماع والاندماج فيه فمنهم من يظهر الفرح، والطرب وعلاماته ثلاث وهي: الرقص والتصفيق والفرح، أو الوجد وعلاماته الغيبة وقطع أعضاء الجسم كالأُذن والصرخات، أو الخوف وعلاماته البكاء واللطم والزفرات وأن من شروط مكان السماع أن يكون طيب الرائحة مع الالتزام بالوقار.

ومن المفاهيم السيكولوجية التي وردت في هذا الفصل الرضا Satisfaction (ص21)، والخوف Fear (ص25) والسعادة Happiness (ص24)، والانفعالات Emotions خاصة الحب Liking (ص26)، والقيم Values وسمات الشخصية Personality Traits ومنها التواضع Modesty (ص27) والتفضيلات الجمالية Aesthetic Preferences فيما يتعلق بتفضيل اللونين الأبيض والأخضر (ص27)، وإباحة سماع الصوت الحسن وردود الأفعال Reactions للسماع ومنها النشوة Elation أو الحزن Sadness أو الخوف Fear والبيئة الفيزيقية الملائمة للسماع Physical environment.

ويمضي السهروردي ليبين ما يجب العلم به من علوم الدين وأحكام الشريعة ثم يتعرض لأقاويلهم في التصوف فيوضح أن ظاهر مذهب الصوفية استعمال الأدب مع الخلق وفي رأيه أن التصوف كله أدب فلكل وقت أدب ولكل حال أدب ولكل مقام أدب ومن لزم الأدب بلغ مبلغ الرجال، ويعرف أدب النفس بأن تعرفها الخير وتحثها عليه وتعرفها الشر وتزجرها عنه، ومن آداب أهل الدين يذكر رياضة النفس وتأديب الجوارح وتهذيب الطباع وترك الشهوات واجتناب الشبهات والمسارعة في الخيرات ويبين أن العارفين يتفاضلون بالهمة وهي ما يبعث النفس على طلب المعالي.

ويفصل بعد ذلك خصالهم فيذكر منها الحلم والوفاء والتواضع والنصيحة والإحسان والخدمة والكرم والمودة والتلطف والبشر والعفو وتوقير الإخوان، والوفاء والحياء.

ثم يقدم بعد ذلك فصلاً في المقامات وهي الحال التي يكون العبد عليها مع ربه، وفصلاً تاليًا في معاملات القلوب وما يحل من الأذكار وفصلاً في ذكر اختلاف المسالك الموصلة للعبادة الصحيحة ومنها لزوم العبادة، أو رياضة النفس، أو الخلوة والعزلة، أو السياحة أو الخدمة وبذل الجاه للإخوان وإدخال السرور عليهم، أو طريق العجز والانكسار، أو طريق التعلم والمساءلة ومجالسة العلماء.

ومن المفاهيم النفسية هنا القيم Values وحسن الخلق Moral (ص39) ومراقبة الذات Self-monitor وكبت الشهوات والرغبات Repression. والدافعية Motivation كما يتبين في الحرص على طلب المعالي (ص40)، وهناك مفاهيم مرتبطة بسمات الشخصية Personality  والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين Social interaction حيث يؤكد أهمية تقديم النصيحة Advice والخدمة Service والمساعدة Help والاحترام  Respectوالتقدير Recognition وإدخال السرور  على الإخوان، أو العزلة  إذا عجز الإنسان عن القيام بواجبات المخالطة (ص42، 46).

وفي فصل آداب المجاورة يقدم الآداب الآتية:

1- أن يقصد من الكلام النصح والإرشاد ونفع الكل.

2- كلام الناس على قدر عقولهم وعلى قدر السائل وعدم الحديث فيما لا يسأل فيه.

3- ألا يتكلم العبد أمام من هو أعلم منهم وألا يتكلم في العلم قبل أوانه.

4- ألا يطلب الجاه والمنزلة بعلمه.

5- محاولة استعمال ما سمعه وتعلمه حتى يصير ذلك العلم حكمة في قلبه ولا ينساه.

وفي فصل الشطحات المحكية يفرق السهروردي بين العقل أو العلم وبين المعرفة، فالعالم يقتدي به والعارف يهتدى به والعلم يتحدد في ضوء ما يُشاهد خَبْرًا، أما المعرفة فهي ما يُشاهد حسًا ويغيب العقل إذا غاب الهوى، والفرق بين العاقل والأحمق هو أن الأحمق يقبل المحال.

وفي فصل حال البداية والفصل الذي يليه يتعرض لمناهج تأديب النفس، وتتلخص في معرفة النفس ومجاهدتها ومنعها عن مألوفاتها ومخالفة أهوائها ودفعها عن شهواتها، وإنهاكها بكثرة الأذى والأوراد والصوم والصلاة والسهر وتجويعها والندم على المخالفات والعزم على التوبة، والاجتهاد في تبديل أخلاق النفس كالكبر والبخل والحرص والأمل والحيرة والحسد والرياء والمنازعة والغيبة وسوء الظن بأضدادها من الأخلاق الحميدة.

وتقترب أفكار هذا الفصل من بعض المفاهيم السيكولوجية هي التواصل اللفظي Verbal communication والطلاقة اللفظية Verbal fluency والقدرة على الإغراء Persuasion وشروط الرسالة Message الجيدة والتي يسهل فهمها عند التخاطب بين الأشخاص ومنها مراعاة طبيعة المتلقي Receiver وقدرته على الفهم Understanding (ص 48-50).

ومن المفاهيم أيضًا ما يتصل بدور التدريب Training والممارسة Practice واستعمال المعلومات المكتسبة في تنشيط الذاكرة Memory وتسهيل الاستدعاء Recall (ص 48-50).

وهناك أفكار أخرى تقترب من مفهوم العقل Mind والمعرفة والتفرقة بين الخبرة الإمبيريقية Empirical أو الواقعية والإحساس Sensation كوسائل للتعلم Learning وأهمية القدرة على الحكم Judgement في الكشف عن درجة الذكاء Intelligence فقد ذكر السهروردي أن الفرق بين العاقل والأحمق هو أن الأحمق يقبل المحال (ص51).

وهناك مفاهيم أخرى مرتبطة بالذات والضبط الذاتي والتنشئة الاجتماعية Socialization وسبل تربية النفس ومنها كبت Deprivation الدوافع الأولية Primary drives والإنهاك بكثرة العبادة والحرمان Deprivation من الرغبات والإحساس بالذنب Guilt feeling بالإضافة إلى التمسك ببعض القيم Values وسمات الشخصية مثل التواضع والكرم وتجنب النزاع والصراع Comflict (ص 52-60).

ومن آداب الصحبة بين الناس يذكر حفظ الحرمات وحسن العشرة والنصيحة وترك مصاحبة من ليس في طبقتهم وملازمة الإيثار والمعاونة في الدنيا والدين والتأني في اختيار الصديق والصبر على الإيذاء عملاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم وفي الكل خير» كما يرغب الرسول في حسن المعاشرة كما يتبين من حديثه.. لا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف..

ويضيف السهروردي أن من شروط الصحبة الموافقة في الاعتقاد وفي الدين، ويوضح أن آداب الصحبة تعتمد على قدر المصاحَب، فالصحبة مع المشايخ والكبراء تقوم على الاحترام والخدمة والتوقير، والصحبة مع الأقران بالبشر والانبساط والموافقة وبذل المعروف والإحسان، ومع الأصاغر بالشفقة والإرشاد والتأديب والنصح بما ينفع، والصحبة مع الأستاذ باتباع الأوامر والنواهي وخدمته وقبول قوله واحترامه، والصحبة مع الخدم بالتلطف والدعاء ومع الغرباء بالبشر وطلاقة الوجه والصبر عليهم وخدمتهم، ومع السلطان بالسمع والطاعة إلا في معصية والدعاء له.

ويدعو السهروردي إلى التأني في اختيار الأصدقاء وتجنب أصدقاء السوء لأن المرء على دين خليله. ويذكر أن هناك ثلاثة أصناف من الناس، فمنهم صنف كالغذاء لا يستغنى عنه وصنف كالدواء يحتاج إليه بعض الأحيان، وصنف كالداء ننفر منه في كل حين.

وتمر الصداقة بعدة مراحل تمضي على النحو التالي: معرفة ثم مودة ثم ألفة ثم عشرة ثم محبة ثم صحبة (وهي اتفاق البواطن) ثم أخوة. ومن آداب الصوفية إذا اجتمعوا أن يقدموا عليهم أحدهم ليكون مرجعًا لهم والشروط في هذا الشخص هي رجاحة العقل ثم علو الهمة ثم علو الحال ثم العلم بالمذهب ثم كبر السن ثم حسن الخلق ثم قدم الهجرة ثم تمام الأدب ثم كونه أسبقهم بلقاء الشيخ ثم كونه أحسنهم خلقًا.

ومن المفاهيم النفسية الواردة هنا الصداقة Friendship والمهارات الاجتماعية Social skills التفاعل الاجتماعي Social interaction والعلاقات بين الأشخاص Interpersonal relations (ص 62-70) وشروطها مثل التشابه Similiarity في المكانة أو المركز الاجتماعي Social status والديانة Religion والموائمة القيمية Value congruence أي تشابه القيم والمعتقدات Reliefs بين الشخصين (ص64) بالإضافة إلى واجبات الصداقة ومنها الإيثار Altruism والتعاون Cooperation وتقديم النصيحة Advice والتوجيه Guidance والاحترام Respect وقد أشار السهروردي إلى تباين تلك الواجبات باختلاف طبيعة العلاقة الاجتماعية بين صديقين من نفس الجنس أو مع الشيخ الكبير إلى الصغير أو السلطان (ص64).

ومن المفاهيم المتعلقة بموضوع الصداقة أيضًا مفهوم الفروق الفردية Individual differences بين الأفراد وتباين الرغبة في عقد صداقة معهم تبعًا لذلك حيث أشار السهروردي إلى أن بعض الأشخاص كالغذاء لا يمكن الاستغناء عنه وبعضهم كالدواء نحتاج إليه أحيانًا والبعض الثالث كالداء يجب الاحتراز منه. ومن المفاهيم السيكولوجية أيضًا ارتقاء الصداقة Development of friendship أو النفاذ الاجتماعي social penetration والذي يكشف عن تقدم وتوطد الصداقة مع الوقت والتفاعل من التعارف السطحي Superficial acquaintance وحتى الصداقة الحميمة Intimate friendship (ص76).

علاوة على مفاهيم متصلة بالقيادة Leadership أو الرئاسة Headship وشروطها الذكاء Intelligence والدافعية Motivation والخبرة Experience والعمر Age (ص77).

ويتناول السهروردي بعد ذلك آدابهم في عدد من الأحوال والمعاملات. ففي الأسفار يبين الحالات التي يستحب فيها السفر وكيفية السير في السفر وما يستحب في اللباس من آدابهم عدم التكلفة أو المبالغة في الشراء والاقتصار على ما يستر العورة مع النظافة وتجنب لباس الشهرة وتفضيل ارتداء ثوب واحد.

ومن آداب الأكل والطعام يذكر عدم الإسراف أو الشره والرضا بالطعام وتفضيل القليل النظيف الطيب على الكثير الردئ والأكل مما يعرف أصله والامتناع عن طعام الفاسقين. ومن آداب الطعام أيضًا تصغير اللقمة وإجادة المضغ وتفضيل الاجتماع على الأكل وعدم الإمساك عن الطعام قبل الضيف ويكره انتظار الأكل وتضييع الوقت بالاشتغال بالطعام.

ومن آداب الضيافة يذكر أن على المضيف ثلاثة واجبات وهي إطعام الضيف بالحلال وحفظ أوقات الصلاة عليه وتقديم ما يقدر عليه من الطعام وعلى الضيف ثلاث واجبات هي أن يجلس حيث يُجَلَّس وأن يرضى بما يقدم إليه وألا يخرج إلا بعد الاستئذان.

ومن آداب النوم تجنب النوم حتى الصباح وتجنب النوم بين جماعة متيقظين وعدم الإفراط في النوم وأن يكون النوم للتقوية على القيام وفعل الطاعات ويستحب النوم وقت القيلولة للمعاونة على قيام الليل.

ثم يعود السهروردي لاستعراض آداب الاستماع على النحو الذي بيناه من قبل ومن آدابهم في التزويج يذكر الرغبة في المرأة المتدينة وعلى الرجل كفاية حاجات البيت فإذا عجز أو طلبت الزوجة فوق الطاقة خيرها بين الوفاق في حدود المتاح أو الطلاق وإذا لم يستطع الإنسان النكاح فعليه بالصوم والرياضة والجوع والسهر والسفر وينصح بعدم المغالاة في المهور لتيسير الزواج.

ومن آداب السؤال يذكر عدم الإلحاح في السؤال عند الضرورة والحاجة والأخذ بقدر الكفاية فقط ويكرهون السؤال لأنفسهم ويستحبونه للأصحاب ويشير إلى أن من يتعود السؤال يبتلى بالطمع والخيانة.

ومن آدابهم عند المرض الصبر وطلب الدواء عملاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التداوي لأن الله لم يخلق داء إلا وخلق له الدواء. ومن آدابهم وقت الابتلاء الصبر وذلك لأن الابتلاء ترك الجزع والشكوى والعجز.

ومن المفاهيم الواردة في هذا الجزء التطبيع أو التنشئة الاجتماعية Socialization والتدريب Training على عادات Habits الأكل واللبس والسفر والضيافة (ص 84-129)، فمن آداب الأكل يذكر الرضا Satisfaction وتفضيل القليل النظيف على الكثير الردئ وإجادة المضغ وتفضيل الأكل في جماعة (ص 93-98) وفي فصل النوم يستثير الدافعية Motivation والنشاط (ص 100-102) وفي فصل الزواج يتعرض لطرق ضبط الدافع الجنسي ومنها الصوم والرياضة والجوع أي الإنهاك Exhaustion عمومًا (ص 113-115) وفي فصل آداب السؤال (ص 116-118) تظهر مفاهيم طلب المساعدة Help وشروطه ومنها عدم الإلحاح وأن يكون لضرورة وأن يكون الأخذ بقدر الكفاية. وفي فصل الابتلاء (ص 125-129) تقترب أفكاره من مفهوم الاتزان الوجداني Emotional-stability والقدرة على تحمل المشقة Stress وأحداث الحياة Life-events وتجنب الشعور بالعجز Helplessness.

أما الفصل الأخير فيختص بذكر آدابهم في الرخص والمبدأ الأساسي هنا هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه»، ويذكر السهروردي من تلك الرخص الاشتغال بالكسب لصاحب العيال أو الوالدين، والمزاح الذي يخلو من الكذب والغيبة والسخف دون إكثار خاصة لذوي المكانة والمعانقة عند اللقاء لإثبات المودة، وحب الرياسة مع ضرورة أن يعرف العبد مقدار نفسه فلا يرفعها فوق قدرها ولا يحطها ولا يطلب ما لا يناله، وإظهار الطاعات والعبادات إذا كان الهدف أن يقتدى بها مقتد دون رياء، وتناول الأطعمة الطيبة ولكن ليس على سبيل العادة ولكن بعد فاقة وقبل رياضة، ومن الرخص الهرب من الهوان ومن تحمل الأذى والجفاء واجتناب المعاداة، والانبساط على الأصدقاء وزيارتهم بدون استدعاء إذا كانت الزيارة تسرهم، والمعاتبة للأخوان بهدف إزالة الخلاف وتطهير القلب من الغل والحقد، ومن آدابهم قبول العذر ومدح الممدوح وذم المذموم ومراعاة الصدق في الحالتين دون اتباع الهوى، ومن آدابهم النِّثار عند المصيبة من غير نوح أو رفع صوت، ومنها أيضًا نهب النشار وهو ما يفرق في الأفراح والمناسبات السعيدة دون شره لإدخال السرور على صاحبه.

ومن المفاهيم هنا الاعتدال في العمل Work والمرح Fun خاصة لذوي المكانة الاجتماعية المرتفعة High social status حرصًا على احترام الآخرين لهم (ص 134-135).

ومن المفاهيم أيضًا التعبير عن الحب Expression of love (ص136) وحب القيادة Leadership أو الرئاسة Headship (ص136) واحترام الذات Self-respect والاعتدال في مستوى الطموح Level of aspiration من خلال عدم التطلع إلى ما لا ينال (ص136)، وكذلك أهمية التعلم بالعبرة Vicarious learning أو التعلم بالمشاهدة Observational learning (ص137) وهو تعلم ناشئ من مشاهدة شخص آخر يسمى القدوةModel  يصدر عن الاستجابة المرغوبة مما يغري الشخص الذي يجرى تعليمه بإصدار نفس الاستجابة المرغوبة. ومن المفاهيم السيكولوجية أيضًا تجنب النزاع والصراع Conflict والحث على التفاعل الاجتماعي Social interaction والاتصال ومودة الأصدقاء Friends وفاعلية العتاب وشروطه كأسلوب لحل الخلاف Conflict resolution بين الأصدقاء (ص140). وأخيرًا تقترب أفكار هذا الجزء من الصدق Truth والموضوعية Objectivity وتجنب الذاتية Subjectivity في الحكم على الأمور من خلال حثه على مدح الممدوح وذم المذموم بدون اتباع الهوى (ص141)، وكذلك التعبير المعتدل عن الحزن عند المصيبة كوسيلة للتفريغ الانفعالي والتخفيف النفسي Psychological relif لتفادي الاضطراب النفسي الناجم عن كبت الانفعالات (ص144) ثم مفهوم المشاركة الاجتماعية والمجاملة Gourtesy في الأفراح والمناسبات السعيدة لإدخال السرور على الآخرين (ص 148، 149).

أوجه الاستفادة من الكتاب في علم النفس.

يمكن الاستفادة من هذا الكتاب في مجال علم النفس الاجتماعي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: جميع الحقوق محفوظة لمجلة المسلم المعاصر