أبحاث

جوهر الحضارة الإسلامية

العدد 27

تميزت الحضارة الإسلامية وكان لا بد ان تتميز بين حضارات الشرق وحضارات الغربذلك أنها انطلقت وسارت واستهدفت غايتها من زاوية خاصة ، هي التوحيد الذي هو لب الاسلام وجوهره ، حيث الفصل بين الخالق وخلقة ، وما يقتضي هذا من صلة هي طريق تحقيق ارادة الخالق في كونه الذي تعمره مخلوقات أكثرها مسئولية الانسان.

وحين التزمت الحضارة الاسلامية بالشكل الذي يفرضه الانطلاق من مبدأ التوحيد ، وما يقتضية من تناسق وبعد عن التناقض ، وحين انطلقت الحضارة الاسلامية من مضمون يلتزم بتتبع ارادة الله وغايته في الطبيعة ، وفي المجتمع ، مؤمنة بدور الانسان في هذا الكون تحملا للمسئولية ، وتعميرا لكون الله ، واستشعارا بضرورة وحدة الأمة الاسلامية ، اقول حين انطلقت هذه الحضارة ملتزمة بما ذكرنا كان لها الجوهر الذي ميزها عن غيرها بالسبق والأصالة في مجالات العلوم الانسانية والفنون.

لكن ما جدوى أن نعرف جوهر حضارتنا هذه وسط ظروفنا المعاصرة؟

لاشك ان جوهر الحضارة الاسلامية هو الاسلام. ولاشك ان جوهر الاسلام هو التوحيد.

هاتان المسلمتان بديهيتان. ولم تكونا موضع شك ابدا من قبل ممن ساهموا في هذه الحضارة او انتمو اليها. وان موضعها المستشرقون والمبشرون من أعداء الاسلام موضع شك فى هذه الايام ، فنحن نوقن ان الحضارة الاسلامية جوهرا ، وان جوهرها قابل للمعرفة والتحليل والوصف ، وانه هو التوحيد(1).

فالتوحيد هو الذي يعطى الحضارة الاسلامية هويتها. هو الذى يربط بين اجزائها. هو الذى يطبع كل ما يدخل اليها من عناصر فيؤسلمها ويطهرها فتخرج من عبورها في التوحيد متجانسة مع كل ما حولها. قديما وحديثاًً ، كتب مفكرونا آراءهم في جميع الميادين تحت عنوان التوحيد ، وذلك لأنهم رأوا فيه المبدأ الأكبر الذي يشمل جميع المبادئ الأخرى ، ورأوا فية القوة الكبرى التى تفجرت عنها جميع المظاهر المكونة للحضارة الاسلامية.

التوحيد هو الشهادة عن ايمان بأن ((لا اله الا الله )). هذه الشهادة السلبية في مظهرها ، والمختصرة (( اختصارا)) لا اختصار بعده ، تحمل أسمى المعانى وأجلهّا. فاذا أمكن التعبير عن حضارة برمتها بكلمة واحدة ان امكن صب كل الثراء والتنوع والتاريخ في أبلغ الكلام – وهو أقصره طولا واكثره دلالة – كان هذا في ((لا اله الا الله)) عنوانا للتوحيد ، وبالتالى للحضارة الاسلامية.

التوحيد كتصور عام

التوحيد تصور عام للحقيقة ، بما فيها الدنيا كلها والحياة كلها والتاريخ كله. ويعنى التوحيد المبادئ الخمسة الآتية:

1- الحقيقة عالمان. عالم الله وعالم الخلق. ينفرد بعالم الله موجود واحد لا شريك له ، هو الله جل جلاله. هو الخالق الوحيد ، المنزه الصمد. اما عالم الخلق فهو عالم الزمان والمكان لكل ما احتوياه من موجودات وحوادث. ثنائية الحقيقة نهائية قاطعة. ينفصل العالمان  عن بعضهما انفصالا تاما كونيا ووجوديا. لا يمكن للخالق ان يتحد أو يتصل وجوديا أو يحل أو يتجسد في المخلوق ، ولا للمخلوق ان يتحد أو يتصل وجوديا في الخالق أو يسمو بنفسه الى مرتية الخالق(2).

2- ولا صلة بين الخالق والانسان المخلوق الا بقوة العقل، وهي قوة فطرية تؤهل المخلوق لادراك ارادة الخالق وحيا أو تعقلا. وحيا ان أنزل الله كلامه المعبر عن ارادته ، وتعقلا ان أمعن النظر في المخلوقات فاكتشف سننها وهى ارادة الله سبحانه(3).

3- لعالم الخلق غاية من وجوده ، هى تحقيق ارادة الخالق. فالله لم يخلق عبثا ، ولم يخلق باطلا(4)، بل سوى كل شئ خلقه وقدره تقديرا(5).فارادة اللهفي خلقه ما عدا الانسان تتحقق بالضرورة وذلك بان الله وضع تلك الارادة سنة أو فطرة في جبلة المخلوق(6). اما في الانسان ، فارادة الله تتحقق باختياره فضلا عن تحققها بالضرورة فى جبلته. وللارادة الالهية التى تتحقق باختيار الانسان مرتبه أعلى من مرتبة الادارة  المحققة بالضرورة. وهذا هو التفاضل القائم بين القيم الاخلاقية والقيم النفعية(7).

4- طالما ان الخلق كله خلق لغاية فلا بد انه قادر على تحقيقها(8).ففى الانسان قوة على تغيير نفسه وتغيير مجتمعه وتغير الطبيعة المحيطة به ، وفى نفس الانسان ومجتمعه ومحيطه الطبيعى قوة على تقبل فعل الانسان(9). فالخلق كله عجين يقوى الانسان على تكييفه ، على جعله يحقق ارادة الله كما فهمها ، على اعادة تخريجه كما ينبغى وتحويله الى ما يجب ان يكون(10).

5- اذا كان الانسان مكلفا بتحقيق أوامر الخالق وقادرا على القيام به ،حق عليه الحساب ، أذ بدونه تسقط جدية التكليف(11).فالحساب قائم في التاريخ وبعده. يؤتى المستجيب للأمر ، المحقق له ، فلاحا وسعادة ويسرا ويؤتى العاصى للأمر ، عذابا واخفاقا وضيقا.

التوحيد كجوهر حضارى

للتوحيد كجوهر حضارى جانبان: جانب اسلوبى وجانب فحوى.

الجانب الاسلوبي يحدد الشكل الذى تنتظم به المبادئ المكونة للحضارة في التطبيق أو التحقيق. اما الجانب الفحوى فهو المبادئ نفسها المنتظمة بالشكل.

ويتألف الجانب الأسلوبى من مبادئ ثلاثة: الوحدة. والتعقل والسعة. فهى تؤلف الشكل الجامع ، الطابع للحضارة الاسلامية.

الجانب الاسلوبي:

1– الوحدة.

لا حضارة بدون وحدة ، اى بدون تعلق المفاهيم الفحوية ببعضها البعض بحيث تصبح نسقا متجانسا واحدا. فالوحدة انتظام في اطار واحد تكون العلاقات داخلة هرمية تفاضلية تشد بعضها بعضا. والانتظام في الاطار الواحد هو الصهر الاسلامى. فالحضارة الاسلامية انبثقت عن غيرها من الحضارات واخذت منها. لكنها ليست مجرد جمع واضافة ، بل هضما وتسوية وتخريجا جديدا. فما من حضارة الاخرجت من سابقاتها وتغذت بمواد جديدة غريبة عنها. لكنها هضمتها وسوتها فحولتها من جوهر غريب عن الحضارة الى مادة فحوية تنتسب الى الحضارة الاسلامية انتسابا عضويا. والوحدة الاسلوبية هى وحدة المبادئ المؤلفة للجوهر ، ووحدة الجوهر مع جميع الأغراض. ولعل اسوا ما نزل بنا من كوارث في العصر الحديث هو انتزاع وحدة الاسلوب من حضارتنا. وذلك بادخال عناصر غريبة على حياتنا دون ان نصرها ونسويها ونخرجها التخريج الذى يجعلها نسقا متواحد. فجمع الأفندى المسلم للاسلام من جهة ، وللزى الغير الاسلامي ولبناء بيته بشكل غير اسلامى ، وتأثيثه وتزيينه بالأثاث والتحف الغير اسلامية ، من جهة أخرى وجمع ذلك الأفندى المثقف للدين الاسلامى من جهة ولآسلوب عيش وترفية غير اسلامى أو لعلوم انسانية واجتماعية تتناقض مع معطيات هذا الدين من جهة أخرى ، وكذلك جمع الأفندى الجامعى للاسلام من جهة وللفلفسات الغريبة من جهة أخرى معتقدا بأن الدين شئ والعلم شئ آخر ، كما يدعى البعض من مقلدى مصطفى كمال أتاتورك أن الدين شئ والسياسة شئ آخر ، فذلك كله من الكبائر التى يأباها الضمير ويشمئز منها الذوق السليم.

فالتوحيد وحدة الله. ووحدة الله هى انه وحده جدير بالعبادة ، اى بالطاعه. فاذا عاش الانسان حياته مطيعا لله محققا لارادته ، لا بد لحياته من ان تتسم بوحدة من تدين له ، فتأتى مرتبطة الاجزاء بخيط واحد يجمعها. واذا ارتبطت اجزاؤها وتنسقت كانت ذا شكل أو اسلوب واحد.

2- التعقل.

التعقل مبأ اسلوبي مؤلف لجوهر الحضارة الاسلامية. يتألف التعقل من ثلاثة بنود. الأول: رفض ما يخالف الحقيقة. الثانى: رفض استمرار المتناقضين. والثالث: الانفتاح وتقبل الدليل المخالف.

فالبند الأول يحمى من الظن – ان بعض الظن اثم – ويطالب بموافقة الفكرة مع واقع الحقيقة(12). والثانى يحمى من التناقض البسيط من جهة ، ومن ال Paradoxمن جهة أخرى(13). ليس التعقل اعلاء العقل على الوحى(14) ، بل هو رفض استمرار التناقض بينهما. فالتعقل يرجع المتناقض عليه الى العقل ليمعن النظر فية تارة أخرى عله يكتشف فيه جانبا جديدا يزيل التناقض ، كما يرجع قارئ الوحى – لا الوحى نفسه – الى الوحى ليمعن النظر فيه عله يكتشف فيه معنى غاب عنه يعيد الى تفهمه للوحى – لا الى الوحى كوحى – حسن سياقة مع وصل اليه العقل. فاستمرار المتناقض نهائيا لا يتقبله الا ضعيف العقل. انما المسلم المتعقل هو الذى يصر على اتفاق مصدرى المعرفة. مبدأ التعقل الثالث ، اى الانفتاح امام الدليل المخالف يحمى المسلم من التزمت والتنطع ، ويدفعه الى التواضع الفكرى. فالمتعقل هو الذى يقرن حكمه دائما ب ((الله اعلم)) لانه يعلم علم اليقين بان الحقيقة أكبر من ان يلم بها كلها.

قلنا ان التوحيد هو الاقرار بوحدة الله. والله ، هو الحق. فوحدته اذا هى وحدة الحقيقة. هو مصدر الوحى وهو خالق الخلق الذى علقه الانسان. وهو المحرك الموحى للانسان بكل عمله. هو الذى يؤتى الحكمه لمن يشاء. والله ، جل وعلا ، منزه عن البداء ، أى عن تغيير فكره ، منزه عن الخطا فهو العليم المحيط بكل شئ علما. وهو منزه عن التناقض ، عن اساءة الاعلام  ، تعالى عما يصفون علوا كبيرا.

3– السعة:

السعة كمبدأ اسلوبى هو حسن الظن بالظاهر الى ان يثبت خطاه. فهى اذا مبدأ معرفى ، يقابله اليسر كمبدا اخلاقى كما ان اليسر هو تقبل المرغوب فيه الى ان يثبت فساده(15). فالسعة الفكرية واليسر الاخلاقي يحيمان المسلم من الانغلاق والتزمت ويدفعان به الى الاقبال على مجالات جديدة ليجول فيها فكرة ويعمل فيها ساعده. والسعة واليسر تمهدان لاثراء فكر المسلم وانجازه.

السعة كمبدأ اسلوبى في جوهر الحضارة الاسلامية هي الايمان بان الله لم يترك قوما الا ارسل اليهم نذيرا يعلمهم بان يعبدوا الله (16). ويتجنبوا الطاغوت(17). بل ان في فطرة البشر أجمع ما يؤهلهم لمعرفة الدين الحنيف القيم وادراك أوامر الله وارادته. فالسعة هي الايمان بان اختلاف الاديان وتعددها مرجعه التاريخ وما يؤثر فيه من تغير هوى ، وهذا هو ما يجدر بالمسلم دراسته والاطلاع عليه بحثا عن تلك الفطرة التى فطر الله الناس عليها(18) أو ذلك التنزيل الذى أنزله على عباده في جميع الاصقاع والازمنه. حتى في الدين ، اذا ، وهو أهم الحقول ، تحل السعة مكان النقض المتقابل وتحول المجابهة الى بحث علمى في تاريخ الدين المذكور. وفي الاخلاق ، يقوم مبدأ اليسر بابعاد المسلم عن التنكر للحياة ويحفظ له حسن تفاؤله رغم كل ما قد يعترى حياته من وهن ومصائب. ان مع العسر يسرا(19). وكما أمرنا الله بالتبين قبل الحكم(20) ، اقر الاصوليون التجربة قبل الحكم على المرغوب فيه ان لم يكن مخالفا بينا لأمر الله.

تنحدر السعة واليسر من التوحيد كمبدأ أخلاقى فالله الذى خلق الانسان ليبلوه حسن العمل ، جعله حرا قادرا على التحرك في الكون مقبلا عليه. فالاصل فيه الحركة لاالجمود(21).

الجانب الفحوى:

1- التوحيد مبدأ ميتافيزيقى:

تعنى الشهادة بان لا اله الا الله أن الله وحده هو الخالق ، هو الموجد لكل شئ ، هو الفاعل لكل حادث ، هو الغاية من كل شئ ، هو الأول والآخر. فاذا شهد الانسان بهذه الشهادة عن وعى وايمان بمدلولها ، أيقن ان كل ما يحيط به من الحوادث طبيعية كانت او اجتماعية ام نفسانية ، كلها من فعل الله وتحقيق لغاية من غاياته. وهذا اليقين اذا وجد ، لا يقوى الانسان على مفارقة مفهومه ولو للحظة واحدة. فهو يعيش كل لحظات حياته تحت ظله. فاذا رأى الانسان أمر الله في كل شئ وحادث ، وكان لا بد من تتبعه لأنه امر الله. فاذ نتبعه في الطبيعة كانت العلوم الطبيعية(22). ذلك ان أمر الله فيها هو السنن التى فطرت عليها والتى لا تبديل لها(23).واذا تتبع غاية الله في نفسه أو في مجتمعه كانت العلوم الانسانية والاجتماعية(24). فاذا كان العالم كله مبنيا على هذه السنن التى هى ارادة الله واوامره ، كان العالم في نظر المسلم حيا ينبض بأوامر هي المفسرة لكل ما يقوم فيه ويحدث. فتوحيد الله يعنى انفراده بتسبيب الاشياء والحوادث ، وهذا يعنى تجريدها عن كل قوة أخرى.

وتجريد الطبيعة عن كل قوة غير الله هو علمنتها أو Profanizationوهذا هو الشرط الأساسي لقيام العلوم الطبيعية. فقبل علمنه الطبيعة بتجريدها عن سائر القوى ، من سحر والهة وارواح وقوى سرية ، لم يكن العلم يقف على قدمية. اما في التوحيد ، فقد جردت الطبيعة عن الالهة والارواح والقوى السحرية فأصبح العلم ممكنا.

ليست المسيحية دين توحيد؛ بل هى دين يؤكد تجسد الاله في الطبيعة ويعتمد التناقض مبدأ للمعرفة. لذلك لم تنتح المسيحية علوما طبيعية مدى ألف سنه تحكمت في عقول الناس. ولم ينتج المسيحيون العلوم الا بعد ان انتقلت اليهم علوم المسلمين. وحكمت الهندوكية والبوذية آسيا وجنوب شرقها مدى ألف سنة لم يتقدم أهلها الى مستوى التفكير العلمى. ولكن ما أن اسلمو ووحدوا الله ، حققوا وانجزوا بنفس السرعة التى نراها في ازدهار العلوم عند المسلمين العرب.

التوحيد هو عكس الخرافة. والخرافة او الاسطورة هى عدوة العلم والحضارة. والتوحيد يجمع خيوط السببية ويرجعها الى الله. وفى هذا الارجاع تنظيم للأسباب وترابط لها يمكن الباحث من استقصائها واكتشاف علاقاتها. وذاك هو العلم بها والتمكن منها. وهما الشرطان اللازمان للانتفاع بها واستثمارها.

2- التوحيد مبدأ أخلاقى:  

يقول التوحيد بان الله الأحد خلق الانسان وقدره وسواه ليعبده(25). اى ليطيعه ويكون له خليفة في الأرض(26). وقد حمله امانته التى لم تقو السموات والأرض على ان يحملنها واشفقن منها(27). والامانة هى تحقيق ارادة الله الاخلاقية. فالانسان وحده قادرا على تحقيقها لأنها تتطلب الحرية والاختيار ، والانسان وحده حر مختار.

لم يخلق الله الانسان عبثا ولم يتركه سدى. بل منحه حواسه واحسن خلقه واكمله ، بل ونفخ فيه من روحه(28) – كل ذلك لتأهيله للقيام بهذا الواجب العظيم.

فهذا الواجب العظيم هو سبب وجود الانسان. وهو غايته. وهو تعريفه. وهو معنى وجوده وحياته. فالانسان مخلوق كونى ، له أهمية كونية لأن الكون ليس كونا بدون الجانب الأهم والأعلى من الارادة الالهية. ولا محقق لها سوى الانسان في عمله الحر الاختيارى ، الأخلاقى. فطوبى للانسان ان يكون الجسر الكونى الذى تعبره ارادة الله الاخلاقية لتدخل التاريخ ، لتتحقق فى الزمان والمكان.

هذا التكليف الذي اختص به الانسان لا يعرف حدا. فالوجود كله داخل ضمن نطاقة. جميع البشر هدف لعمل الانسان الاخلاقي ، وجميع الارضين والافلاك هدف ومجال له. هو مكلف بها جميعا الى أبعد زواياها وأصغر أعضائها. تكليفه عالمى ، كونى ، لا ينتهى الا يوم القيامة.

على هذا تقوم انسانية الانسان. فهو اكمل من الملائكة وارفع منهم درجة لأنه يقدر على العمل الاخلاقى طوعا. وشتان بين هذه الانسانية وانسانيات الحضارات الاخرى.فالاغريقية الهته والهت معه فساده. والمسيحية اسقطته وجعلته (( كتله خطيئة)) Massa Peccata(29)  لتقدمه لالهها تفسيرا لصلبه كعملية انقاذ وتخليص. والهندوكية صنفته درجات وطبقات ، من اسفل سافلين حيث لا يرجى امل الى طبقة البراهمة المقربين ، دون ان يكون للأنسان ذاته حق فى تقرير طبقته ، وذلك بتمييع شخصيته في انتقالها من جسد الى جسد. وأما البوذية فقد حكمت على الانسان والحياة كلها والوجود كله بانه شر وفساد.

فالتوحيد فقط يقول بانسانية الانسان لأنه يحترمه كانسان دون تأليه ودون تشرير.

3- التوحيد مبدأ قيمى:

يقول التوحيد بان الله سبحانه وتعالى خلق البشر ليبلوهم أيهم احسن عملا(30) ، وان عملهم سيرى(31) ،وانهم سيجازون عليه خيرا ان كان خيرا وشرا ان كان شرا ويقول التوحيد أيضا أن الله استعمر الانسان في الأرض(33) ، اى وضعه فيها ليسعى في مناكبها وياكل من رزقها ويتطيب بطيبها ويتحلى ويتزين بحليتها وزينتها(34).

هذه هى الايجابية. والاقبال على الدنيا لأنها خير برئ صنعها الله وسخر كل ما فيها ، بما في ذلك الشمس والقمر ، كى يعمل الانسان فيها عمله الاخلاقى ويحقق به الجانب الاعلى من الارادة الالهية. فالانسان مكلف باشباع غرائزه وحاجاته ، بتوفير هذا الاشباع لبنى البشر أجمعين. وهو مكلف بتنمية مواردهم الانسانية الى اقصى ما يمكن ، تحقيقا لجميع طاقاتهم. وهو مكلف أيضا بتحويل الارض كلها الى رياض وجنان وله ان يفرقع القمر والشمس ان لزم(35). فعلية ادراك سنن الطبيعة وسنن النفس وسنن المجتمع وعلية ان يصنع ويصنع ويحول الدنيا الى جنة تعلو فيها كلمة الله.

هذه هى الايجابية المنشئة للحضارة ، المؤكدة لحركيتها وتقدمها فالتوحيد لا يعرف الرهبنة(36) ، ولا الانعزال عن الناس ، ولا الزهد في الدنيا ولا التنكر لها. وليست الايجابية الاقبال على الدنيا دون وازع. فالوزاع هذا هو أمر من الله ، هو الاخلاق. والأخلاق لازمة للايجابية اذ بدونها سرعان ما تناقض الايجابية نفسها وتهدم كل ما انجزته من بناء.

غالت الحضارة الاغريقية من قبل ، كما تغالى الحضارة الغربية اليوم ، في ايجابيتها. قالت ان كل ما في الطبيعة خير يرجى وان كل ما يرجى أو يرغب فيه خير لأنه طبيعة. ولكن الطبيعة تتناقض أجزاؤها بعضها بعضا. فان لم يكن هنالك وازع أخلاقى يحل التناقض ويضبط المتناقضين ويحسم خلافهما بما يعود على الانسان والحياة بالخير والنفع فسد أمرها وتحولت الى جحيم –  يدمر فيه اعضاؤه بعضهم بعضا تماما كما حصل في جبل الالهة –  أوليمبس وفالها لا. ضمانه الايجابية  هى الاخلاق. والايجابية المهذبة بالاخلاق هى الحضارة. وهذا ما يعطينا التوحيد.

التوحيد مبدأ اجتماعي:

يقول لنا التوحيد بأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاغبدون(37). وانما المؤمنون اخوة ، يتحابون في الله ، ويتواصون بالحق والصبر(38) ، يعتصمون بحبل الله جميعا ولا يتفرقون(39) ، يحتسبون بعضهم بعضا فيأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر(40) ، يطيعون الله ورسوله(41). فالرؤيا واحدة ، والشعور واحد ، والعمل واحد. يجمعون في فكرهم ، وفى تقريرهم ، وفي موقفهم وشعورهم ، وفى سواعدهم. أمتهم ثالوث من مراتب الاجماع ، واخوة عالمية لا تعرف لونا ولا جنسا ولا هيئة ولا تفرق بين الناس الا بالتقوى(42).

فاذا علم أحد ، عليه أن يعلم غيره؛ واذا طعم أحد عليه أن يطعم غيره ، وإذا استقر وافلح احد عليه أن يعاون آخر على الاستقرار والفلاح(43).

فلا توحيد اذا الا بالأمة. فالأمة هى مجال المعرفة ، ومجال الأخلاق ومجال الخلافة والايجابية. والأمة نظام ينتظم فيه البشر حتى وان لم يؤمنوا. فالأمة نظام سلام يدخل فيه كل من يرضي بحرية الفكر والدعوة الى الحق من افراد وجماعات . الأمة اذا نظام دولى أفضل من الأمم المتحدة ، وليدة الأمس القريب ، القائمة على السلطان القومى ونسبية القيم ، والمكتفية بمنع الحروب ولكن دون أن يكون لها وسيلة الجيش الرادع او المدافع. وضع الرسول (ص) لها دستورها في المدينة في أول أيام الهجرة وادخل فيها اليهود والنصارى مؤمنا لهم حريتهم وعقيدتهم ومعاهدهم هو بينهم. وما من دستور عرفة التاريخ احترم الاقليات كما احترمها دستور الدولة الاسلامية.

فالأمة اذا نظام سلام عالمى بالاضافة الى كونه نظام اجتماعى داخلى. الأمة هى صرح الحضارة الذى لا غنى لها عنه. وكما قال فلا سفتنا في تمثيلهم العقل الانسانى بحى بن يقظان ، كان لا بد لحى بعد ان توصل الى الحقيقة النهائية ، وهى التوحيد ، من ان يصنع مركبا يعبر البحر فيه بحثا عن الأمة.

فالتوحيد هو الأمنية.

5- التوحيد مبدأ جمالى:

يقول التوحيد بان لا اله الا الله ، ويعنى بذلك ان لا اله في الطبيعة أو الخلق. فكل ما في الخلق مخلوق ، ليس من الله في شئ. فالله منزه عن خلقه تنزيها تاما. ويقول التوحيد أن ليس كمثله شئ ، ويعنى بذلك ان كل ما فى الخلق لا يمكن ان يكون مثلا لله ، لا حاملا لصورته (ليس لله صورة) ولا معبرا تعبيرا مرئيا عن الله.

ويقول الفن ان فى كل شئ في الخلق ، لاسيما في الانسان (بدرجة أقل في الحيوان والنبات) جوهر Gsseuceاولى aprioi   ما ورائى ، قائم بذاته ، هو ما يجب على الشئ ان يكون وان لم يكنه. فالفن هو اكتشاف الجوهر واعطاؤه الجسد المرئى المطابق له. فهو ليس مجرد نقل عن الطبيعة ، بل هو استقراء لها عن جوهرها الماورائى وتصويره وتمثيل ذلك الجوهر بما يلائمه من ملامح مرئية.

هذا الجوهر الماورائى الذى يهدف الفنان اليه ، الهى في طبيعته الماورائية. فهو جدير بالمحبة والاعجاب الشديد كلما اقترب من الالوهية. لذلك جاء النحت الاغريقى تصويرا للالهة قبل كل شئ. ولم يتدهور الى تصوير البشر الا في روما ولكن حتى هناك كان الامبراطور الها مؤلها قبل ان تصنع له التماثيل. كذلك ، جاءت الفنون المسرحية من دراما وتمثيل. في الحضارة الأغريقية كلها تصويرا للآلهة في صراعها مع بعضها البعض. وحقا قال المستشرق فون جرونباوم ، ان الاسلام يفتقر الى الفنون التشكيلية ( من نحت وتصوير ودراما) لأنه خال من الالهة المجسدة في الطبيعة والمصارعة لبعضها البعض أو لقوى الشر(44).

وقديما قال اليهود بأن تنزيه الله تعالى يحرم صنيع التماثيل ، وتوقفوا عند ذلك الحد فلم يأتوا باى فن مرئى على الاطلاق(45).

لكن التوحيد لا ينكر الابداع الفنى ، ولا يتنكر للجمال. على العكس انه يؤثر الجمال اى ايثار ويرى الجمال كله في الله وفي كلامه. لذلك اندفع بحبه هذا الى ابداع فن جديد.

فبما انه يؤمن بالتوحيد ويقول ان لا اله الا الله ، يقضى الفنان المسلم بان لا شئ في الطبيعة يحمل صورة الله أو يعبر عنه. لذلك أسلب كل ما صوره ، اى ابعده عن طبيعيته الى درجة الانكار ، وقدمه بمثابة شهادته بان لا اله في الطبيعة.

وتامل الفنان الموحد بان عدم التعبير عن الله شئ والتعبير عن عدم التعبير شئ آخر ، اى ان استحالة التعبير عن الله هى اسمى الاهداف الجمالية التى يمكن له ان ينشدها. ورأى انه يمكن التعبير عن استحالة التعبير؛ وذلك بحمل ما يرى على الايحاء باللانهائية ، هو المحال التعبير عنه.

وعليه ابدع الفنان المسلم فن الزخرفة الاسلامية وهى رسم يمتد في جميع الاتجاهات الى مالا نهاية له. فاذا تتبعه المشاهد وادراك أنه لا نهاية له ، ادرك معنى من معانى استحالة التعبير ، وبذلك أدرك معنى من معانى التنزية(46).

لهذا جاءت فنون المسلمين كلها تجريدية ، الا في القليل النادر الذى جاءت فيه مؤسلبة متنكرة للطبيعة وبالتالى للاعتراف بأى جوهر ماورائى يمكن فيها.

وقد ساعد الفنان المسلم تراثه اللغوى والأدبي. فطور الخط العربى لكى يكون زخرفة اسلامية Arabesqueلا متناهية في امتدادها وإشكالها. وكذلك العمارة الاسلامية في هندستها وزخرفها.

فالتوحيد هو العامل المشترك بين المسلمين ، وهو المبدأ الجمالى الموحد لفنونهم انى وجدت(47).

هذا هو جوهر الحضارة الاسلامية. كلما وضحت رؤيانا له استطعنا التمسك به ، وبذلك يمكن الصمود في وجه الحضارة الغازية. وكلما التزمنا به هضمنا الحضارات الاخرى ومنجزاتها.

وكلما اختصصناه بولائنا ، تمكنا من البناء والإبداع الحضارى.

والحمد لله الذى جعل التوحيد جوهر حضارتنا. فلا اله إلا الله وحده ، لا شريك له ، له الحمد وله الملك ، يحيى ويميت ، وهو على كل شئ قدير.

الذيول

1- راجع نقد المؤلف للمستشرقين الذين وجهوا شكوكهم الى حقيقة ان للإسلام جوهرا معروفا او قابلا للمعرفة. وذلك في مقالته بعنوان (( جوهر الاختبار الدينى فى الاسلام)) (The Essence of Religious in Islam)

نشرت في مجلة Numenفي عددها 20 (3) بتاريخ 1973 ، ص186 – 02010

2- بهذا يخالف التوحيد الصوفية وبعض مذاهب الهندوكية التى أذابت الدنيا في الله ورفضت الاعتراف بأية حقيقة سوى الله. ففى هذا الرأى ، لا حقيقة ولا وجود ولا كيان الا لله وحده ، وأن العالم المخلوق وكل ما فيه لا وجود ولا حقيقة له البته. انما هو خيال عابر. ويخالف التوحيد بالمبدأ ذاته المصريين  والأغرايق القدماء والطاوية الصينية الذين أذابوا الله – تعالى سبحانه عما يصفون – في مخلوقاته فقالوا انه هو فرعون بلحمه ودمه أو النبات الأخضر أو النيل بمائه أو الشمس بحرارتها وضوئها. أو مجموع المخلوقات؛ أو أن كل مخلوق اله اذا انتفخت صفاته وتضخمت الى درجة اللانهاية والعكس صحيح أى ليس الاله الا المخلوق المتضخم الصفات. وقد ابتعدت المسيحية كل البعد عن التوحيد عندما ادعت ان الله حل في جسم بشر وتجسم فيه فأصبح المخلوق خالقا. وانها لميزة الاسلام الأولى انه ركز على حقيقة العالمين أو الطبقتين – الله الخالق والعالم المخلوق – وعلى تمام انفصالهما عن بعضها البعض طبعا وطبيعة واصلا وفرعا وبداية ونهاية. وبذلك تميز الاسلام وما سبقه من تراث التوحيد الذى جاء به الأنبياء من قبل ، عن عالم الهند والصين المجاور شرقا وعن عالم مضر والاغريق المجاور غربا.

3- يشير هذا المبدأ الى انقطاع الصلة اطلاقا بين الله والانسان عن طريق الاتحاد أو الحلول أو التالية؛ وان كل ما يمكن ان يقوم من اتصال هو ان يأمر الله العبد فيسمع العبد القول ويعطية ، وهذا هو سبيل الوحى. أو ان يعقل الانسان المخلوقات فيدرك ان لها صانعا خلقها وقدرها ومحركا يبقيها ويوجهها وانه يجب ان يعبد ويطاع ، وهذا هو سبيل التعقل. يخالف التوحيد بهذا المبدأ جميع مؤلهى البشر ومجسمى الاله من اغريق ورومان وصنيين وهندوكيين وبوذيين ومسيحيين.

4- تؤكد هذا المبدأ الآيتان 3: 191؛ 23: 116.

5- ذلك مما جاء في الآيات 7: 15؛ 10: 5؛ 13: 9؛  15: 29؛ 25: 2؛ 32: 29؛ 38: 72؛ 41: 10؛ 54: 49؛ 65: 3؛ 75: 4؛ 38؛ 80: 19؛ 82: 7؛ 87: 2- 3.

6- كما أشارت الآيات 17: 77؛ 33: 62؛ 35؛43؛ 48: 23؛ 65: 3.

7- فالعمل الصادر عن الطبيعة – أى بالضرورة – غير خلقى بمعنى انه لا يستحق الجزاء ، لا خيره ولا شره. اذ لا يجزى الانسان على تنفسه أو هضمه ولا على معروف أو منكر اكره عليه اكراها. وذلك بخلاف العمل الصادر عنه مع تمكنه عدم القيام به أو القيام بعكسه أو بعمل آخر مغاير له.

8- يؤكد ذلك ما أشير اليه من آيات في موضوع تسوية وتقدير الله لمخلوقاته (ذيل 4 و5 أعلاه) وجميع آيات التكليف وتحميل المسؤلية التى لا تحصى لكثرتها في القران الكريم.

9-  وهذا ما حملته آيات التسخير من معانى ، 13: 2؛ 14: 32- 33؛ 16: 12؛ 14؛22:36-37 ، 65؛ 29: 61 ، 31: 20 ، 29؛35: 13؛ 38: 18؛ 39: 5 ، 43: 13 ، 45: 11 -12.

10- كما تدل آيات التكليف العديدة.

11- آيات الحساب في كتاب الله عديدة جدا لا حاجه لاحصائها فالانسان لن يترك سدى (75: 36) بل على الله حسابه(88: 26 و 4: 85) على سبيل المثال.

12- نهى الله تعالى عن الظن في الآيات 4: 56؛ 6: 116 ، 148؛ 10: 26 ، 66؛ 49: 12؛ 53: 23 ، 28.

13- لا مرادف لهذه الكلمة بالعربية فهى خاصة بالتراث المسيحى الاغريقى وهى مركبة من كلمتين: (( شبه)) و ((عقيدة)) وتعنى ((كل ما يتقبله المسيحى من عقائد بأباها العقل السليم)).

14- أعلى الفلاسفة العقل على الدين والوحى وجعلوه حاكما عليهما ، وهم طبعا على غير حق في هذا بل في ضلال مبين. للمفكر الاسلامى ان يعرف العقل والتعقل تعريفا مغايرة ينطلق منه. وهذا هو تعريفنا الذى عمل به سلفنا الصالح ، أى: التعقل هو رفض التناقض النهائى.

15- تدل على ذلك آيات التساؤل عن التحريم العرفى: 5: 90؛ 7: 13؛ 66: 1. كما يدل عليه المبدأ الأصولى المجمع عليه بان لا حرام الا بنص وذلك انطلاقا من قوله تعالى: (( وقد فضل الله لكم ما حرم عليكم)) (6: 119 ، 153).

16- وهذا ما تؤكده الآيات 6: 42؛ 12: 109؛ 13: 40؛ 14: 44؛ 15: 9؛ 16: 43؛ 17: 77؛ 21: 7 ، 25 ، 23: 44 ، 25: 20؛ 30: 47؛ 37: 72؛ 40: 70.

17- الآيات 4: 162؛ 35: 23. (( وما أرسلنا من قبلك من رسول الا نوحى اليه انهخ لا اله الا انا فاعبدون))

18- كما اشارت الآية 30: 30.

19- الآية 94: 6.

20- الآية 49: 6.

21- سيأتى بحث هذا الجانب بالتفصيل في ما يلى من صفحات.

22- لم تنشأ وتزدهر علوم الطبيعة في أى عصر ومكان الا بافتراض المبدأ: بان الطبيعة مفطورة على سنن تابته لا تبديل لها. وهذا ما قدمه الاسلام وهو السبب المباشر لنمو العلوم الطبيعية في جوه. اما الاعتقاد المعاكس – أى ان الطبيعة لاثبات لها – فانه يسمح للآلهة المجسمة في الطبيعة لا يمكن ان تؤدى دراستها وملاحظتها الى علم.

23- وذلك خلافا للتاريخ الذى يقف عند كل حادث أو حقيقة معينه ليحللها ويتفحصها. اذ تهتم العلوم الطبيعية بما هو عام مشارك به قبل المخلوقات كلها أو ما انتمى منها الى فصيلة واحدة ، اى بقانون الطبيعة اذى تسير عليها جميع الوحدات الخاصة بفصيلة أو طبقة معينه من الطبيعة.

24- كذلك في العلوم الانسانية والاجتماعية حيث يبحث العلم عن القوانين المكونة أو المميزة للانسان في سلوكه الفردى والجماعى.

25- عملا بقوله تعالى: (( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)) (51: 56).

26- كما دلت الآيات 2: 30؛ 6: 165؛ 10: 14.

27- الآية 33: 72.

28- حسب ما في الايات 15: 29؛ 21: 91؛ 38: 72؛ 66: 12.

29- على حد تعبير القديس أو غسطينوس ، ومعناه ((كتله من الخطيئة)).

30- الآيات 11: 7؛ 18: 7؛ 47: 31؛ 67: 2.

31- الآيتان 9: 95 ، 106.

32- الآيات 99: 7 – 8؛ 101: 6 : 11.

33- الأية – 11: 61.

34 – الآيات 2: 57 ، 172؛ 5: 90؛ 7: 31 ، 159؛ 20: 81 ، 67: 15 ، 92: 10.

35- أو كما قال تعالى: ((ان استطعتم أن تنفذو من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان)) (55: 33)

36- الآية 57: 27. بل امرنا الله تعالى بقوله (( ولا تنسى نصيبك من الدنيا)) (28: 77) وعلمنا سبحانه ان ندعوه بأن يوتينا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنة (2: 201؛ 7: 156) ، وانه تعالى سيستجيب لنا ان احسنا (16: 30؛ 39: 10).

37- الآيتان 21: 92؛ 23: 53.

38- كما دلت سورة العصر (103) والآية 49: 10.

39- الآية 3: 103.

40- الآيات 3: 110؛ 5: 82؛ 9: 113؛ 20: 54 ، 128.

41 كما أمر الله تعالى في آياته الكريمة 3: 32 ، 132؛ 4: 85؛ 5: 95؛ 24: 54 ، 47: 33؛ 64: 12.

42- حسب الحديث الشريف من حجة الوداع. المراد من الاجماع المثلث هو اجماع الرؤيا أو العقل والفكر ، واجماع الارادة أو التقرير والنية واجماع العمل او السواعد .

43- شبه النبى صلى الله وعليه وسلم المسلمين بالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، وبالجسم الغضوى الذى يتداعى كله اذا أصيب أى عضو منه بسوء ويعمل لنصرة ذلك العضو.

44- مع الاعتذار للغة أو اللغويين. فالمعنى المطلوب – وهو المشتق من اعتبار الامة المقولة السائدة التى يرجع اليها في كل شئ – لا تؤديه كلمة ((أمية)) ولا (( جماعية)) ولا ((قومية)) ولا ((شعبية)).

45- راجع تفاصيل ذلك في مقال للمؤلف نشر في مجلة ستوديا اسلاميكا Studia Islamica  الضادرة في باريس ، بعنوان (( الاسلام والفن)). وذلك في العدد رقم 37 الصادر سنة 1973 ص81 – 109.

46- انظر مقال المؤلف في مجلة الاسلام والعصر الحديث  (Islam and The Modern Aga)الصادرة في دلهى ، بعنوان (( في طبيعة العمل الفنى الدينى )). وذلك في العدد 1 (2) الصادر في اب 1970 ، ص 68 – 81.

47- ان رغب القارئ بالاستزادة في موضوع علاقة التوحيد بالفنون المرئية الاسلامية فعلية بمراجعة كتاب الدكتورة لمياء الفاروقى التجربة الجمالية والفنون الاسلامية نشر جمعية الاسلام والعصر الحديث ، الجامعة الملية الاسلامية ، دلهى الجديدة 1399/ 1979.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: جميع الحقوق محفوظة لمجلة المسلم المعاصر