أبحاث

اتجاهات حديثة في الخدمة الاجتماعية الأمريكية

العدد 96

أولا : التمهيد

تتميز الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية بالدينامية والتطور المستمر ، والذي يتجلى بوضوح في سرعة استجابة المهنة للتغيرات الاجتماعية التي يموج بها المجتمع الكبير من حولها ، وسرعة متابعة واستيعاب المشتغلين بتعليمها لكل جديد من التطورات والبصائر العلمية التي تظهر في العلوم الاجتماعية ومهن المساعدة الاجتماعية الأخرى ، كما يتجلى في سرعة استجابة ممارسيها لما تدعو إليه عمليات التقويم والموجهة المستمرة لمدي فاعلية المهنة في تحقيق أهدافها من تعديلات ، مما انعكس بوضوح علي الثراء العظيم للكتابات المهنية التي تسجل تلك التطورات المستمرة سواء في التنظير أو في الممارسة .

ولاشك أن من المفيد للمشتغلين بتعليم الخدمة الاجتماعية في مصر وفي الوطن العربي أن يتابعوا ما يستجد علي الساحة من مثل تلك التطورات ، لا بهدف النقل والتقليد دون وعي ، وإنما بهدف التعرف علي خبرات المجتمعات الاخرى التي سبقتنا في مضمار ممارسة الخدمة الاجتماعية  إحاطة بها ، وتعرًفا علي ما يمكن أن يكون لها من دلالة با لنسبة لممارستنا …. في ضوء ظروفنا وواقعنا .

وهذه ورقه أولي تركز علي قضية هامة مطروحة اليوم بقوة بين المشتغلين بتعليم الخدمة الاجتماعية في امريكا … ألا وهي قضية العوامل الروحيه والدينية في الخدمة الاجتماعية ، وهي الأوراق التي أرجو أن أتناول فيها في المستقبل – بإذن الله – عددًا من الاتجاهات الحديثة المطروحة في الوقت الحالي علي ساحة التنظير والممارسة والبحوث في محيط الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية .

ورغم أن الاهتمام بقضية العوامل الروحية والدنية في الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية ليس وليد اليوم ،ورغم أن العقدين الماضيين تحديدًا قد شهدا ظهور عدد هائل من المقالات التي  نشرت في الدوريات العلمية الشهيرة في محيط الخدمة الاجتماعية ، كم شهدا إجراء عدد كبير من البحوث وعقد العديد من المؤتمرات حول الموضوع ، إلا أن السنوات الخمس الماضية قد شهدت عددٌا من التطورات الهامة التي تعتبر علامات بارزة علي الطريق لهذا الاتجاه الحديث ، تدل علي أن المهنة قد أدركت أن أخذ العوامل الروحيه والدنية في الاعتبار في ممارسة وتعليم الخدمة الاجتماعية هو الضمان لتحقيق المهنة لفاعليتها في تحقيق الأهداف التي يتوقع المجتمع منها ان تحققها ، ولعل أهم تلك المعالم التي تدل علي أن هذا الاتجاه الحديث قد حصل علي اعتراف المهنة بجدارته وأهميته ما يلي:

  • خصصت دائرة معارف الخدمة الاجتماعية التي تصدر عن الجمعية الأمريكية للأخصائيين الاجتماعيين….. والتي تعتبر أوثق المراجع العلمية في الخدمة الاجتماعية في العالم … خصصت في طبعتها الأخيرة (الطبعة التاسعة عشر الصادرة عام 1995 ) ضمن التحديث الأخيرة (1997)ولأول مرة مقالاً من مقالاتها الرئيسية Entry موضوعة ( العوامل الروحية في الخدمة الاجتماعية ) ، مما يرقي إلي الاعتراف الرسمي بأن هذا التوجه الجديد قد حصل علي الاعتراف المهني / العلمي ليكون ضمن التوجهات النظرية المستقرة للمهنة .
  • ظهر في عام 1996 م أول كتاب مرجعي جامعي Textbook تاريخ الخدمة الاجتماعية الامريكية حول ممارسة الخدمة الاجتماعية منطلقا من العوامل الروحية موضعها من الممارسة المهنية ألا وهو كتاب بولليس :
  1. K. Bullis, Spirituality in Social Work Practice,(Washington: Tayl- Or & Farncis).

(3) ظهر في عام 1998 م أول كتاب مرجعي في مساق العلوم التأسيسية في الخدمة الاجتماعية يتناول قضايا السلوك الانساني للفرد في البيئة الاجتماعية في ضوء اتجاه العوامل الروحية في الخدمة الاجتماعية , ألا وهو كتاب سوزان روبنز وزملاؤها :

Robbins,     etal.,     Contemporary     Human Behavior Theory :

A Critical Perspective for Social Work ( Bost- on : Allyn & Bacon).

(4) تضمن( دليل إجراءت ومستويات الاعتراف ببرامج الخدمة الاجتماعية) طبعه 1995م والصادرة عن المجلس الأمريكي لتعليم الخدمة الاجتماعية CSWE  ولأول مرة نصًا يشير إلي النواحي الروحية , والدين , والأنساق الاعتقادية خصوصًا في اختلافاتها وتنوعها , كمكونات هامة ضمن محتوى المناهج الدراسية لكليات ومدارس وبرامج الخدمة الاجتماعية .

(5) ظهر كتاب << العوامل الروحية في الخدمة الاجتماعية  : اتجاهات حديثة >> عام 1998م مخصص بكليته لمجموعة من المقالات المهمة التي تتناول قضايا ممارسة وتعليم الخدمة الاجتماعية من وجهة النظر الروحية والدينية وهو كتاب :

Edward Canda, ed., Spirituality in Social Work : New  Directions ( New  York:Howarth)

(6) قيام ( جمعية النواحي الروحية في الخدمة الاجتماعية ) Society for Spir – ituality and Social Work  بتنظيم ثلاثة مؤتمرات علي المستوي القومي في الأعوام 1997,1996,1995 تعكس موضوعاتها وضع العلاقة بين النواحي الروحية والخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية بوضوح ،  فكان موضوع أولها (عودة الروح إلي الخدمة الاجتماعية )، وكان موضوع ثانيها (التعبير عن الروح الخدمة الاجتماعية)، وكان موضوع ثالثها (تثبيت الروح في الخدمة الاجتماعية)

“Retrieving  the  Soul  of  Social  Work” ; “Expressing  the  Soul  of   Social  Work” ;  ” Nurturing   Soul  of  Social  Work”.

وينبغي أن أقرر بادئ  ذي بدء بأن استقصاء هذه التطورات الرائعة تفصيلاٌ الآن لا يسمح به الوقت المتاح ولا المساحة المتاحة في هذه الورقة ، ويغلب أن يتطلب عملاٌ آخر للإحاطة بمختلف جوانبه علي وجه مقبول ، ولهذا فإنني سأكتفي في هذه الورقة بما يشبه التمهيد للموضوع ، بأمل استكماله في وقت لاحق بإذن الله ، فأحاول التعريف بشكل مبدئي بهذا الاتجاه الحديث ، وأن أوضح أبعاده الرئيسية ، وأن أعرض إجمالاً لعدد من القضايا التي يلفت هذا الاتجاه الانتباه إليها .

 

مراحل تطور العلاقة بين الدين والنواحي الروحيه والخدمة الاجتماعية

لقد أوضح إدوارد كاندا أنه بالرغم من أن الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية قد ارتبطت في نشأتها الأولي إلي حد كبير بالمؤسسات الدينية وبالتوجهات الروحية ، إلا أن المهنة قد تحولت منذ بدايات القرن العشرين في اتجاه التباعد عن أصولها الدينية ، ولكنها قد عادت للاهتمام بالنواحي الروحية منذ الثمانينات إلي الوقت الحاضر ، كما قام باستعراض تاريخ العلاقة بين الخدمة الاجتماعية والنواحي الروحية والدينية في الولايات المتحدة الأمريكية مبياً أن هذه العلاقة قد مرت بثلاثة مراحل متميزة نشير إليها فيما يلي (Canda, 1997:300-301)

المرحلة الأولي : مرحلة الأصول الدينية الطائفية Sectarian Origins

وتبدأ هذه المرحلة منذ نشأة المستعمرات الأمريكية حتى العقود الأولي من القرن العشرين ، وقد نشأت    فيها الخدمة الاجتماعية في إطار المؤسسات والأيدلوجيات الدينية الفئوية أو المذهبية المتصلة بالإحسان أو خدمة المجتمع ، حيث كانت الخدمات تقدم عادة لأبناء الديانة أو المذاهب كما تتجه إلي اجتذاب  أصحاب المذاهب الأخرى وتحويلهم إلي ديانة أو مذاهب مقدمي الخدمات   Proselytizing

المرحلة الثانية : مرحلة المهنية والعلمنة Professionalization and Secularization: في هذه المرحلة – التي تمتد من العشرينيات الي السبعينات – تعاظم دور الحكومة في تقديم الخدمات للمواطنين .. خدمات تقدم للكافة دون الاقتصار علي أتباع أي دين ، وذلك علي أساس  فكرة الفصل بين الدين والدولة ، كما اتجه تعليم الخدمة الاجتماعية وجهة أكاديمية في اطار جامعات علمانيه فتحول المشتغلون بتعليم الخدمة الاجتماعية – في سعيهم لتحقيق المكانة المهنية – إلي تبني توجهات علمية أو شبه علمية كالتوجهات الفرويدية أو الماركسية أو السلوكية … والتي تتعارض بطبيعتها مع ما هو روحي أو ديني ، فاستشرت الاتجاهات العلمانية في هذه المرحلة مما يظهر بوضوح في سياسات المجلس الأمريكي لتعليم الخدمة الاجتماعية CSWE ، حيث كانت تلك السياسات تشير طوال الخمسينات والستينات إلي أهمية الحاجات الروحية للناس ، ولكنها ألغت هذه الإشارات في السبعينات والثمانيات

المرحلة الثالثة : مرحلة عودة الاهتمام بالنواحي الروحية من جديد Resurgence of interest in spiritual- ity:

بدأت بواكير هذه المرحلة في الظهور في أواخر السبعينات ، ولكنها اكتسبت قوة دافعة بشكل سريع منذ الثمانيات ، حيث بدأ الكثيرون يطالبون بإيجاد طرق مناسبة للتعامل مع العوامل الروحية ، بشكل يتسع للتنوع الكبير في الصور التي تعبر بها تلك العوامل عن نفسها ، في نفس الوقت الذي نتجنب فيه مزالق استبعاد الآخر ، ومحاولات تحويل الناس عن ديانتهم ، فجاءت هذه المرحلة تمثل عودة اللاهتمام الواسع بالجوانب الروحية للخبرة الإنسانية ولكنها متحررة من ضيق المنطلقات التي تميزت بها المرحلة الأولي ، فظهر عدد هائل من المقالات التي تعكس ذلك الاتجاه،واتسمت التسعينات بتزايد البحوث حول العوامل الروحية في الخدمة الاجتماعية مع التركيز علي قضايا محددة تواجه ممارسة وتعليم الخدمة الاجتماعية ، وأنشئت (جمعيه النواحي الروحية والخدمة الاجتماعية) عام 1190 ، واستمرت في عقد مؤتمراتها السنوية منذ 1995م علي ما أسلفنا

الإطار الثقافي /السياسي والأكاديمي للمناقشة

قبل أن نتعرض الطريقة التي تناولت بها كتابات الخدمة الاجتماعية قضية تعريف النواحي الروحية والدينية فإن من المناسب أن نشير بكلمة إلي الإطار الثقافي / السياسي / الاجتماعي / الأكاديمي الذي تتم المناقشة في ضوئه ، فهذا أمر ضروري لتقديم قيمة البصائر المعروضة في هذه الورقة ووضعها في مكانها الصحيح وستتركز المناقشة هنا علي نقطتين أساسيتين هما :

(1) واقع التنوع والتغاير الديني الكبير في المجتمع الأمريكي .

(2) ضغوط المذهب الوضعي / الإمبيريقي التقليدية علي الباحثين والمهنيين .

 (1) واقع التنوع والتغاير الديني الكبير في المجتمع الأمريكي :

المجتمع الأمريكي يتسم بالتنوع الشديد فيما يتعلق بمعتقدات المواطنين وانتماءاتهم الدينية أو رفضهم لأي التزام ديني ، وهو لذلك – ولغير ذلك أيضًا – مجتمع قائم علي فكرة العلمانية  بمعني فصل الدين عن الدولة ، لأن من المستحيل أن تتبني الدولة أي عقيدة أو دين أو حتى مذهب معين غلا وقد ضمنت أن تثير ثائرة بقية أتباع الديانات والمذاهب الأخرى ، وقد بذل إدوارد كاندا جهدا كبيرًا في محاولة رسم الخريطة الاعتقادية للمواطنين الأمريكيين انتهي منه إلي القول أنه ( في الحقيقة فإنك لن تجد أي ديانة أو توجه روحي في العالم كله إلا وتجده في الواقع ممثلاً بدرجة أو أخري في الولايات المتحدة الأمريكية)  (Canda, 1997:305) .

وهذه الحقيقة لا تنعكس علي واقع معتقدات ( العملاء ) وحدهم – نقصد مسألة التنوع الشديد وعدم التجانس – وإنما أيضًا علي واقع معتقدات (الأخصائيين الاجتماعيين) أنفسهم ، والتي تظهر صعوبتها بشكل خاص فيما يتصل بطريقة تعامل الأخصائيين الاجتماعيين مع العملاء في حالة اختلاف الاعتقاد الديني أو التوجه الروحي .. تلك الاختلافات التي تكاد تكون الاستثناء إلا القاعدة. ولقد أراح الأخصائيون الاجتماعيون أنفسهم في الماضي من الصعوبات التي تتضمنها تلك المواقف وذلك عن طريق تجاهل النواحي الروحية والدينية برمتها بشكل تام ، وكأنها  غير موجودة أو غير فاعلة في الموقف التي يواجهها العملاء ، ولكنهم وقد وجدوا الآن أن عملاءهم أنفسهم يأخذون هذه النواحي وكأنها بمثابة المحور الذي تدور حوله حياتهم … خصوصًا في مواقف الأزمات… فقد كان من الضروري أن تكون الصياغات المهنية لاستخدام النواحي الروحية والدينية في عملية المساعدة صياغات عامة… بل شديدة العمومية … حتى تصلح للتعامل مع كل ظلال التوجهات الروحية – للعملاء والأخصائيين الاجتماعيين – ذات المنطلقات الدينية أو غير الدينية كما سنري بعد قليل

(2) ضغوط المذهب الوضعي / الإمبيريقي التقليدية علي الباحثين والمهنيين:

في أي مناقشة جادة وجديدة (توشك أن تصل إلي ما يشبه الثورة العلمية في الخدمة الاجتماعية ) كتلك التي بين أيدينا لا ينبغي لنا أن ننسي أن الأطر الفكرية التقليدية التي تبنتها المهنة ضمن نطاق فلسفة العلم الوضعية / الإمبيريقية والتي كانت في أصلها ثورة علي الدين (ممثلا في الكنيسة )لازلت فاعله في إطار الخطاب العلمي  والمهني المعاصر ما يلقي بظلاله الكثيفة علي الحوار حول طبيعة العوامل الروحية والدينية في الخدمة الاجتماعية ، وإذا كان من المفهوم أن نتوقع أن يلقي هذا الاتجاه الجديد مقاومة من جانب الأشخاص الذين تمت تنشئتهم العلمية وتم تشكيل شخصيتهم المهنية في إطار التوجهات الوضعية الإمبيريقية القديمة ، فإننا يجب ألا ننسي أن هذا يؤثر علي خطاب رواد التوجه الجديد الذين يتوقعون هذه المقاومة ، فتراهم يحاولون ألا يبدوا مختلفين كثيراً عن المألوف والمطروق ، ويظهر هذا الموقف بوضوح في أنبعض الباحثين يتجهون إلي الصياغات الشديدة العمومية غير الملتزمة بأبعاد غيبية ، ليتجنبوا فيما يبدو التركيز الواضح علي النواحي الروحية المتعالية التي تنكرها التصورات الوضعية الإمبيريقية .

مراجعة أدبيات الموضوع 

قد يكون من الطبيعي أن نتساءل عن الدوافع التي أدت إلي ظهور التوجه المهني الجديد ، وعلي تنامي الاهتمام به علي هذه الصورة في هذه الفترة بالذات ، وللإجابة عن هذا التساؤل فإن لابد لنا من أن نرجع إلي المناقشات الحامية الوطيس التي أثارتها نتائج البحوث التقويمية لمدي فاعلية الخدمات المهنية التي يقدمها الأخصائيون الاجتماعيون لعملائهم منذ أواخر الستينات وأوائل السبعينات ، ذلك أن تلك البحوث التقويمية قد خرجت علينا بنتائج مخيبة للآمال ، وكانت بمثابة الصدمة التي ألقت  المهني في دوامة من المرجعات للبحث والتنقيب عن أسباب الفشل والقصور (Fischer , 1973 , 1981 ; Reid & Hanrahan , 1982 ; Gordon , 1983)، وقد عبر فيشر عن الموقف بقولة أن تلك السلسلة من النتائج السلبية المستمرة قد أدت إلي (أزمة) أدت بدورها إلي نشاط عمليات التحميص والتنقيب بحثًا عن نماذج جديدة للممارسة (Fischer,1981:200) ، وقد كان لهذا كله أثرة في قيام الكثيرين بإعادة النظر جذريًا  فيما كان ينظر إلية من قبل علي أنه من المسلمات ( العلمية ) ، وقد شجع علي هذا تزامنه في الوقت ذاته مع عملية إعادة نظر موازية في نطاق فلسفه العلوم الاجتماعية بصفه عامة طالبت بتوجه علمي جديد New Paradigm يتجاوز التصورات الوضعية / الإمبيريقية التقليدية  ويقوم علي أساس نظرة شمولية لا تختزل الإنسان إلي جوانبه المادية / البدنية وحدها (Ragab,1993) .

وخلال الجهود التي بذلت لتشخيص الموقف بدأت أصابع الاتهام تشير إلي العواقب الوخيمة التي نجمت عن علمنه للإنسان  والطبيعة الإنسانية ، فتحدث جوزف هيس مثلاً عما أسماه ( أزمة الهوية) التي تعاني منها الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأوضح أن أساس هذه الأزمة إنما يمكن في اهمال البعد الروحي في الممارسة ، وانتهي إلي أن هذه ألازمة – في تحليل الأخير – ترجع إلي  أنه بالرغم من أن الرسالة الأساسية للمهنة تتصل اتصالاً وثيقًا (بمعني الوجود الإنساني ذاته) فإنها مع ذلك كغيرها من مهن المساعدة الإنسانية الحديثة قد ( أهملت هذا العامل الروحي في الإنسان إهمالاً ذريعًا إذ اختزلت الإنسان إلي مجرد تفاعل بين قوي غريزية أو حاجة أساسية (حاكمه) للحصول علي اقوة)، ثم استشهد بفكتور فرانكل الذي قال أن هذه العوامل الروحية تتصل(بقدرة الإنسان علي أن يجد معني أعمق لوجوده خلال عملية مكافحته أو محاولة لتغير موقفه في الحياة) ونقل عنه قوله (إن البعد الروحي لا يمكن تجاهله ، لأنه هو ما يجعل الإنسان إنسانًا) (Hess,(1980:59-66)

كما بين مارتين مارتي فيما قال هام بعنوان (الخدمات الاجتماعية :مؤمنة أم كافرة) إن إهمال الدين في كتابات وممارسات الخدمة لاجتماعية يؤدي إلي وجود ( فجوة في التصور بين الأخصائيين الاجتماعين وبين الناس الذين تقدم الخدمات الاجتماعية ، فأولئك الناس قد تكون لديهم دوافع تحركها الرغبة في ايجاد معني لحياتهم ، لكن تلك الدوافع والرغبات لا تجد آذاًنا صاغية عند الأخصائي الاجتماعي الذي يستبعد في لغته المتخصصة أي اهتمام بهذه النواحي) ، كما أشار مارتي إلي أن فصل الدين عن شئون الدنيا فيما يعرف بالتوجه العلماني Secularizati – on (مما يعني أن الممارسات والمؤسسات الاجتماعية – مثل غيرها – ينبغي أن تبني علي أسس تتصل فقط بهذه الحياة الدنيا , مستبعدة بذلك أي صلة بالله أو اليوم الآخر) الذي قطعت الخدمة الاجتماعية فيه شوطاً طويلاً يعتبر مسئولاً عن قصور الممارسة في الخدمة الاجتماعية ودعا للتخلص من آثاره المريرة (Martin Marty,1980:463-465).

أما سوسبنر فقد تساءلت قبل ذلك بسنوات طويلة ، وبعبارات تتضمن التعجب الشديد من هيمنة هذه التوجهات العلمانية علي إعداد الأخصائيين الاجتماعين وممارستهم بقولها (إذا كانت هذه الحاجات والدوافع الروحية هي جزء لا يتجزأ من حياة تلك الأعداد الكبيرة من الناس , وإذا كان استخدام العقيدة الدينية  له تلك القيمة الحقيقية أو المحتملة بالنسبة لهذه الأعداد الغفيرة من الناس فإن المرء ليتساءل عن أسباب تردد الأخصائيين الاجتماعين في الاعتراف بتلك الحاجات ومقابلتها) (Sue Spencer,1957:527).

وتتفق فنسنتا جوزيف مع من يرون أن (العوامل الدينية والروحية التي تؤثر تأثيراً كبيراً علي الأفراد في مختلف مراحل حياتهم لم تناقش إلا قليلاً في كتابات  الخدمة الاجتماعية ] في الولايات المتحدة الأمريكية] .. وأنه لم يقدم أحد أي ؟إطار نظري لمساعدة الأخصائي علي فهم وتقويم ديناميات الحياة الدينية للعملاء ، أو لمساعدته علي التدخل بمهارة في المجال( (Josph,1988:443، كما أكد ماكس سيبورين وإيرين براور (Canda, 1988:238)   أنه (لما كانت الجوانب الروحية تمثل بعداً أساسيًا من أبعاد الخبرة الإنسانية … فلا بد من إعطائها ما تستحق من اهتمام في بحوث الخدمة الاجتماعية وفي  بناء نظرياها ، وفي ممارستها المهنية) .

ودعا كاندا (Canda, 1988:246) إلي توسيع نطاق مفهوم ( الشخص – في البيئة) الذي يعتبر محور ارتكاز الخدمة الاجتماعية لكي يشمل ليس فقط (دراسة علاقات  العميل مع البيئة الاجتماعية ، وإنما أيضًا مع العالم لم غير الإنساني ، ومع الحقيقة المطلقة ) كما ينبغي أن نتوصل إلي معايير لتقدير (درجه الارتقاء الروحي والأخلاقي للعميل) Moral and Spiritual development  ، ثم يقترح كاندا بعض المعايير التي يري أنها تصلح مبدئًيا لتقيم أو قياس درجة الارتقاء الروحي للعملاء مثل

أ- درجة رضاء العميل عن حياته

ب- درجة الاهتمام والحدب التي تشيع في علاقات العميل مع الآخرين

ج- القدرة علي إدراك المعاني الأخلاقية السامية في المواقف المعقدة

د- الاستعداد لتقبل فكرة حتمية الموت والمرض وما يشابهها مما يتحدى شعور الإنسان بمعني الحياة وهدفها .

وينبهنا كاندا بعد ذلك إلي أن (بلورة هذه المعايير لتقيم (درجة الارتقاء الروحي ) تتطلب بذل جهود كبيرة ، وأن هذه المعايير ينبغي ألا تختزل الحياة الروحية للعميل إلي مجرد السلوكيات الظاهرة القابلة للملاحظة من الخارج) (P.246).

أما دادلي وهلفجوت فقد ناقشا مفهوم النواحي الروحية والفرق بينه وبين النواحي الدينية ، فأصبحوا أولاً أن السبب في الخلافات الدائرة حول النواحي الروحية إنما يرجع إلي أنها (تتطلب الاعتقاد بوجود روح)

وينقلان عن هايفيلد وكاسون تعريفهما للنواحي الروحيه علي أنها (ذللك البعد المتضمن لحاجة الإنسان للتوصل إلي إجابات مرضية حول معني الحياة ومعني المرض ومعني الموت إضافة إلي السعي للوصول إلي علاقة اعمق مع الله ومع الناس ومع الذات ) وقد اتجه المؤلفان بعد ذلك للقول بأن الجوانب الروحية أشمل من الدين علي أساس أن الدين (في إطار الحضارة الغربية ) يشير إلي (الأطر المؤسسية الرسمية التي تمارس في إطارها المعتقدات والممارسات الروحية )، وأن الجدل الدائر حول النواحي الروحية إنما يرجع في جانب منه إلي صلة النواحي الروحية بالدين، ذلك أن الفصل القانوني بين الدين والدولة في لولايات المتحدة الأمريكية يمنع تدريس الدين في اي مؤسسة حكومية ،ويحول دون إدخال الدين كجزء من برامج المؤسسات الاجتماعية التي تتلقي دعمًا حكوميا -278) 277 (Dudley & Helfgott,1990:

وعلي أي حال فأن مفهوم الدين في الكتابات المهنية في الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية يركز علي صفة المؤسسية تلك , وبالتالي فإن مفهوم التدين Religioslty يقصد به

(المشاركة في المؤسسات الدينية) (Canda, 1997 :305) ولكن هناك بالطبع إدراكًا واضحًا للعلاقة الوثيقة بين الدين والنواحي الروحية ، فيقول كاندا أن (الدين يتضمن تنميطا للمعتقدات والممارسات الروحية في إطار مؤسسات اجتماعية ودعم مجتمعي ، وفي إطار تقاليد ذات استمرار عبر الزمان ) (P.303) . ومن هنا فإن مفهوم العوامل الروحية في الاستخدام الحالي في كتابات الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية يعتبر أوسع نطاقاً وأكثر شمولاً من مفهوم الدين علي اعتبار أن اصطلاح العوامل الروحية لا يقتصر علي الديانات السماوية التوحيدية بل يمتد ليستوعب كل الصور اممكنة لسعي الناس لإضفاء المعني علي وجودهم في هذه الحياة وللارتباط بالكون والتي قد تستعصي علي الحصر في مجتمع كالمجتمع الأمريكي

تعريف العوامل الروحيه والجوانب الدينية في الخدمة الاجتماعية

لقد حاول كاندا أن يتبع الطرق التي يستخدم بها المشتغلون بتعليم الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية  اصطلاحات النواحي الروحية والدنية Spirituality  Religion  , فأشار (Canda, 1997 :302) إلي أن الأخصائيين الاجتماعيين قد كانوا في الماضي أكثر استخداماً لاصطلاح الدين من اصطلاح العوامل الروحية ، لأنهم كانوا ينطلقون عادة من تقاليد دينية محددة كالمسيحية أو اليهودية ، ولكنهم منذ الستينات قد بدءوا يوسعون نطاق اهتمامهم ليمكنهم الاستجابة للتنوع الكبير في المعتقدات الدينية الأخرى الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية كالبوذية والهندوسية والإسلام ، ومن هنا بدأ مفهوم العوامل الروحية يصبح أكثر شيوعًا في الكتابات المهنية .

ولعل أن محاولة للتعامل مع القضية من هذا المنظور الواسع هو ما قدمته شالورت تاول Towle  في مؤلفها الشهير عن ( الحاجات الإنسانية المشتركة ) الذي ظهر في عام 1915م والذي استخدم في الأربعينات لتوجيه الأخصائيين الاجتماعيين العاملين في المؤسسات الحكومية (والتي لا تملك التوحد مع أي ديانة بعينها ) والذي أصرت فيه علي أن <<الحاجات الروحية يجب أخذها في الاعتبار ، ويجب فهمها واحترامها كأحد الحاجات الإنسانية الأساسية  (Spencer , 1956) .

وفي منتصف الثمانينات أشار براور Brower إلي ما أسماه (البعد الروحي Spiritual Dimension)الذي أوضح أنه يتضمن الروح الإنسانية غير المادية ، كما يتضمن عملية التكامل بين كل جوانب الشخصية الإنسانية .  اضافة إلي الوعي بوجود (مصدر للروح / الطاقة للخلق) ووجود علاقة مع هذا المصدر . أما ماكس سيبورين Siporin  فقد أوضح في عام 1985م أن ما هو روحي إنما يشير إلي جانب أخلاقي في الفرد يسمو بالروح التي تهفو نحو القيم المتعالية الرفيعة Transcendental  , ونحو إعطاء معني للحياة , ونحو معرفة الحقيقة المطلقة Ultimate Reality ونحو الارتباط بغيرنا من الناس والارتباط بالقوي الغيبية أو فوق الطبيعية Supernatural  , مشيرا إلي أن من الممكن للعوامل الروحية أن تعبر عن نفسها داخل او خارج المؤسسات الدينية ، كما بين فيما بعد ان مفهوم العوامل الروحية لا ينبغي قصره علي الاعتقاد بوجود الله أو بوجود الروح ، مفسحاً بذلك الطريق أمام شمول نظريه العوامل الروحية لكل أشكال وصور التعبيرات الروحية المتضمنة في الديانات غير السماوية أو الوثنية أو التوجهات الإلحادية . أما فنسنتيا جوزيف فقد قدمت عام 1987م تعريفا للعوامل الروحية علي أنها (البعد الكامن وراء الوعي الباحث عن المعني ، والباحث عن الوحدة مع هذه  الكون ومع كل الأشياء ، والذي يمتد ليمثل استشعار المتعالي ذي القوة الأعلى منا).

وفي ضوء ذلك فقد توصل كاندا إلي ما يعتبره تصوراً شاملاً لمفهوم العوامل الروحية في الخدمة الاجتماعية حيث يقول :

(إنني أتصور العوامل الروحية علي أنها ذلك الجشطلت من العمليات الكلية للحياة الإنسانية والنمو الإنساني الذي يشمل الجوانب البيولوجية والعقلية والاجتماعية والروحية والتي لا يمكن اختزالها بالوقوف عند أي واحد من هذه المكونات منفردا ً ، بل الأصح القول أنه مفهوم يشير إلي (كلية ما هو إنساني ) , وهذه التعريف يشير إلي أوسع معاني الاصطلاح)

(ولكن وبطبيعة الحال فإن العوامل الروحية معنية بالجوانب الروحية لخبرتنا ، وبهذا المعني الضيق فإن العوامل الروحية تشير إلي المكون الروحي لخبرة الفرد أو الجماعة ،(فالروحية ) هنا تشير إلي بحث الإنسان عن الشعور بمعني العلاقات المشبعة أخلاقًيا بين الإنسان  وغيرة من الناس ،شمولاً للكون المحيط بنا ، وكأساس لوجودنا في هذه الحياة .. سواء فهم الفرد ذلك في إطار الإيمان بوجود الله ، أو عدم الإيمان ، أو الإلحاد ،أو أي توليفة من هذه جميعًا (P.302) . وينبغي أن نذكر هنا بما أوضحناه من قبل من أن كاندا  وغيره من المؤلفين والمنظرين في الولايات المتحدة الأمريكية عندما يتكلمون عن الحياة الروحية فإنهم يوسعون نطاقها لكي تشمل كل جوانب الخبرة الدينية وغير الدينية دون إصدار أي حكم عام أو قطعي في هذه النطاق ، وذلك بحكم الظروف الخاصة بمجتمعاتهم والتي  أشرنا إليها من قبل.

ممارسة الخدمة الاجتماعية في ضوء التوجه الروحي

أود أن أكرر هنا ما سبق الاشارة إلية من قبل من جهة استحالة توفيه هذا الجانب بالذات ما يستحقه في هذه العجالة ، نظراً للثراء الكبير للمادة المتاحة حول صورة ممارسة  الخدمة  الاجتماعية في ضوء التوجه الروحي ، وسنكتفي بتحليل أحد التعريفات المهمة الذي  قدمه كاندا في ذلك المقال التاريخي الذي نشر أخيرا ً غي دائرة معارف الخدمة الاجتماعية عام 1997م ، حيث قام بتعريف ما أسماه بالممارسة الموجهة روحًيا أو الممارسة الواعية بالعوامل الروحيةctice  Spiritually Sensitive  Pra-

وفيما يلي نص التعريف (P.299) ( الممارسة الواعية بالعوامل  الروحية هي علاقة مساعدة يرتبط فيها النمو الشخصي والنمو المهني الأخصائي الاجتماعي ، الذي يدخل في حوار مع العملاء حول الأطر الأخلاقية والمعنوية التي يتبنونها ، وحيث يدرك الأخصائي الاجتماعي قيمة  وأهمية مختلف التعبيرات التي يعبرون بها عن النواحي الروحية – الدينية منها وغير الدينية ، بما يدعم التوصل إلي حلول خلاقة للأزمات الحياتية  التي تواجههم ، مع الاتصال بالموارد الروحية المتنوعة المطلوبة وفق حاجة العملاء) ، وهذا التعريف يتضمن عدداً من الجوانب الأساسية التي يتطلب الأمر الوقوف عندها ملًيا ومنها  ما يلي بوجه خاص :

(1) أن هذا المنظور للممارسة لا يعني أننا سنأخذ في اعتبارنا النواحي الروحية والدينية للعملاء وحدهم ، ولكن القضية هنا تتصل ؟ايضا وبنفس القدر بدرجة النمو الروحي للأخصائي الاجتماعي ذاته ، وهو ما عبر عنه . التعريف بالنمو الشخصي … الذي هو ضروري للنمو المهني للأخصائي الاجتماعي. فالنمو الروحي أو الارتقاء الروحي الذي يتحقق للأخصائي الاجتماعي ضروري لإدراكه وتقديره لمكان العوامل الروحية عند العملاء ، وضروري لتقديم المساعدة لهم حيث يستطيع عندئذ أن يأخذ بأيديهم نحو إعادة النظر في المواقف التي يواجهونها ولكن من منظور إيجابي أوسع ، يستجيب لأعمق ما في الجود الإنساني من الحاجات الروحية .

(2) يكون الأخصائي الاجتماعي الواعي بالدور الإيجابي الفعال للجوانب الروحية في التأثير علي سلوك العملاء ( خصوصًا في مواقف الأزمات ) قادرًا علي إدراك طبيعة الصراعات التي يواجهها العميل في تلك الظروف ، كما يكون مستعدًا لتقدير دور العوامل الروحية في المواقف ، مهما اختلفت تعبيرات العميل عنها ، و مهما  كانت الصور التي تتخذها ، ومهما اختلفت تلك الصور عن التعبيرات الروحية المحددة التي يرتاح إليها الأخصائي الاجتماعي نفسه .. وبهذا لا يمثل اختلاف الدين بين الأخصائي والعميل مشكلة لأيهما ، فالأخصائي الاجتماعي يتقبل اختلاف العميل في الدين أو المذاهب ويحترم حقه في صياغة حياته الروحية وفق ما يرتاح إلية ضميره ، ويقدم إليه المساعدة قدر استطاعته دون أي  محاولة لتحويله عن معتقداته إجبارًا أو إغراًء .

(3)  يحوي التعريف إشارة ضمنية إلي أن استخدام هذا المنظور الروحي يحتمل أن يكون أكثر نجاحًا في العمل مع العملاء الذين يواجهون ازمات أو مواقف صعبة  أكثر من فرص نحاجه مع غيرهم ، ومن أمثلة تلك المواقف الصعبة حالات الأشخاص الذين يكتشفون أنهم مرضي بأمراض تفضي إلي الموت ، أو المسنين الذين ضعفت قواهم بشكل خطير ، أو من يحالون إلي جهات طبية لعلاج مشكلات إدمان متقدمة ، ففي مثل تلك الحالات تكون حالة الخطورة عاملاً فعالاً مساعداً في تحقيق النمو الإيجابي ، بمعني الارتقاء إلي مرحلة أعلي من إدراك الوجود الإنساني ، تري في المواقف الصعبة طريقاً لمعرفة الذات وفرصة لتجاوز الخبرات الحياتية السابقة والاستيلاء عليها بطريقة إيجابية ، ومن هنا يربط التعريف الجوانب الروحية بالجوانب الأخلاقية والمعنوية

(4) يشير التعريف إلي أن الأخصائي الاجتماعي ينبغي أن يستخدم الموارد الروحية الموجودة في البيئة لمصلحة  العميل ، وقد يتضمن ذلك طلب النصيحة أو المعونة أو حتى التحويل إلي من لديهم القدرة علي مساعدة العميل ، ويظهر ذلك خصوصاً في حالة اختلاف ديانة العميل عن ديانة الأخصائي الاجتماعي .

 

Selected Bibliography

هذه مجموعة مختارة من المصادر الهامة حول العوامل  الروحية والدينية في الخدمة الاجتماعية ركزنا فيها علي اختيار المصادر التي تحوي قوائم بيبليوجرافية حديثة ومتميزة ليستطيع القارئي الرجوع إليها إن شاء ، إضافة ألي المصادر اكلاسيكية التي تخدم الموضوع وإن طال العهد بها :

Augros, Robert M. & Stanciu,  George  N. (1984)  The  New  Story  Of  Science  Chicago : Gateway Edition)

Bergin, Allen (1980) “Psychotherapy and Religious Values” Journal of Consul – ting and Clinical Psychology, 48, pp95-105

Borgen, Fred (1984)”Are there Necessary Linkages betweent  Research Par- ctices and the Philosophy of Science?”Journal of Counseling Psychology, 31, p.p.457- 460

Bullis, Ronald (1996) . Spirituality in Social Work Parctice, (Washington, DC : Taylor & Francis .

Canda, Edward (1988)”Spirituality, Religious Diversity and Social Work Pra- ctice”, Social Casework, April 1988, p.p 238- 247

Canda, Edward(1989) ” Religious Content in Social  Work Education ” Journal of Work  Education, 25,1,p.p36 -45

Canda, Edward (1997), “Spirituality” Encyclopedia of Social Work,

19th ed, 1997 Supplement (New York: NASM Press).

Canda, Edward (1998), ” Afterword: Linking   Spirituality and Social    Work: Five Themes for Innovation” In Edward Canda, ed., Spirituality in Social Work: New Directions (New York: Haworth).

Capra, Fritjof (1982) The Turning Point: Science, Society, and the Rising Cu- Iture (New York: Simon & Schuster).

Carroll, Maria M., (1998) “Social Work’s Conceptualization of Spiritualiy.  In, Edward Canda, ed., Spirituality in Social Work: New Directions (New York: Haworth).

CSWE (1982) ” Curriculum policy for the Master‘s Degree and Baccalaureate Degree Porgrams in Social Work Education” in Encyclopedia of Social Work, 18th ed., 1987, App, 2, p.p. 957- 964.

Dudley , James & Helfgott, Chava, “Exploring  a place for Spirituality in the Social Work Curriculum” Journal of Social Work Education, Vol. 26, No3, Fall 1990,p.p 287 -294

Fischer, Joel (1973) “Is Casework Effective? A Review “Social Work 18,p.p 5-20

Fischer, Joel (1981) “The Social Work Revolution”, Social Work, 26, p.p.199 – 207.

Furman, L. (1994) “Religion and Spirituality in Social Work Education”, Social Work and Christianity, 21, p.p. 103 – 115.

Goldberg, Constance (1996) “The Privileged Position of Religion in the Cl- inical Dialogue”, Clinical Social Work Journal 24, 2, p.p.125 – 135.

Gordon, William (1983)” Social  Work Revolution or Evolution?” Social Work, 28, p.p. 181 -185

Hess, Joseph. (Winter 1980) Social Work‘s Identity Crisis: A Christian Ant – hropological Response” Social Thought, 6, 1, p.p. 59- 69.

Joseph, M. Vincentia “Religion and Social Work Practice”, Social Casework, Sept. 1988, p.p.443 – 452.

Kimble, Gergory (1984) ” Psychology‘s Two Cultures” American Psychologist, 39, p.p. 833 – 839.

Loewenberg, Frank (1988) Religion and Social Work Practice in Contempor – ary American Society (New York: Columbia Univ., Press).

Marty, Martin (1980) “Social Service: Godly and Godless” Social Service Review, 54 (December) p.p. 463 – 481

Maslow, Abraham (1977) A theory of Metamotivation” In Hung – Min Chang ed. the Heathy Personality (New York: Van Nostrand).

O‘Doherty, E.F. (1978) Religion and Psychology‘s (New York: Alba).

Peile, Colin (1988) “Research Paradigms in Social Work: From Stalemate to Creative Synthesis”, Social Service Review, 62, March 1988, p.p. 1-19.

Ragab Ibrahim (1993) “Islamic Prespectives on theory Building in the Social Sciences”, In the American Journal of  Islamic Social Sciences, Vol. 10,No. 1, Spring 1993. Reprinted in, Periodica Islamica,   Vol.  6,    No1, 1996.

Ravetz, Jerome (1975) “History of Science” Encyclopedia Britannica, 15th ed.  Vol. 16, p.p. 366 – 375

Robbins, Susan P., et al (1998) Contemporary Human Behavior Theory: A Cr- itical Perspective for Social Work (Boston: Allyn & Bacon).

Reason, Peter & Rowan, John Eds. (1981) Human Inquiry: A Sourcebook of New Paradigm Research (New York: John Wiley).

Reid William & Hanrahan, Patricia (1982) “Recent Evaluations of Social work: Grounds for Optimism” Social Work, 27, p.p. 328 -340

Russel, Robin (1998) ” Spirituality and Religion in Graduate Social Work : New Directi – ons , (New York: Haworth)

Sermabeikian, P.  (1994) “Our Clients, ourselves: The Spiritual Perspective and Social Work Practice”, Social Work, 39, p.p. 178 – 183

Sheridan, M., et al. (1992) “Practitioner‘s Personal and Professional Attitudes and Behaviors Toward Religion and Spirituality: Issues for  Education and Practice ” Journal of Social Work Education, 28, 2, p.p.190 -302.

Sheridan, M., et al. (1994) “Inclusion of content on Religion and Spirituality in Social Work Curriculum : A Study of Faculty Views”

Journal of Social Work Education, 30, p.p. 516 – 538

Siporin, Max (1982) “Moral Philosophy in Social Work Today” Social Service Review, 56 (December) p.p. 363 – 376.

Siporin, Max (1985) “Current Social Work Perspective on Clinical Practice” Clinical Social Work Journal, 13 (fall) p.p. 198-217

Reality: A” Transpersonal Approach “, Social Work, 40, 3, p.p. 402 – 413

Spencer, Sue (1959)” Religion and Social  Work” Social  Work, 1, (July) p.p. 19 -29

Spencer, Sue (1957) “Religious and Spiritual Values in Social Casework Pra – ctice” Social Casework, 38,p.p 519 -527

Sperry, Roger (August 1988) “Psychology‘s Mentalist Paradigm and the Rel- igion Science Tension”. American Psycholodist.  Vol.  43. No 8.

Stroup, Herbert (1962) “the common Predicament of Religion and Social Work” Social Work, 7, (April) p.p. 89 – 93.

Weick, Ann (1987) “Reconceptualizing the philosophical Perspectiv of Social Work” Social Service Review, 61 (June) P.P 218 – 230

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: جميع الحقوق محفوظة لمجلة المسلم المعاصر