بلغني أن الدكتور عبد الرحمن الباشا قد تلقى عرضاً من إحدى دور النشر لتأليف كتاب في النحو العربي، على شرط أن يجرد المؤلف من شواهد القرآن الكريم، وبالطبع رفض العرض.
هذه الواقعة تنطوي على أكثر من دلالة، لعل أهمها تفطن الأعداء إلى أهمية المضمون في الشواهد. فهل كان أجدادنا أساطين اللغة والأدب غافلين عن هذه الأهمية، وإذا سوغ الأجداد اعتمادهم على الشعر الجاهلي، فهل لنا نحن اليوم مسوغاتنا؟
من المألوف اليوم أن مضمون النص الأدبي لا ينفصل عن شكله، بل الحاجة تستدعي في كثير من الأحيان ربط الشاهد بسياقه، بما سبقه أو لحقه، وبمناسبة الشاهد أو الظروف التي أحاطت به. فمن شواهد النحو قول امرئ القيس:
ألا رب يوم صالح لك منهما ولا سيما يوم بدارة جلجل
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تماثيم محول
أليس من الضروري تفسير (دارة جلجل) والتعريج على اليوم الفاجر الذي تحدث عنه الرواة؛ وطروق الحبلى ألا يستتبع بقية القصة:
إذا ما بكى من خلفها انصرفت له بشقٍ، وتحتي شقها لم يحول
زد على ذلك أن المثل الأعلى لبيت الشعر القديم أن يتمتع باستقلال ذاتي، يقول المرزوقي: (يوشك أن يكون القصيدة منه كالبيت، والبيت كالكلمة تسالماً لأجزائه وتقارناً) وعدوا التضمين (أن تتعلق القافية أو لفظة بما بعدها) عيباً من عيوب الشعر. فإذا الشواهد مع الأيام تشكل علماً متميزاً، مثلاً “كان أبو مسحل يروي عن علي بن المبارك الأحمر أربعين ألف بيت شاهد في النحو”، كما كان أبو بكر بن الأنباري “يحفظ فيما ذكر ثلاث مئة ألف بيت شاهد في القرآن”. وأفردت الكتب للشواهد، مثل (شرح أبيات سيبويه) لأبي جعفر النحاس (توفي 338هـ) و (شرح شواهد المفصل) لابن يعيش (ت 643هـ) و (شرح شواهد المغني) للسيوطي (ت 911هـ).
قد يقال: ما علاقة الشعر الجاهلي بأبيات الشواهد؟
والجواب: أن الشعر الذي يحتج به في علوم اللغة العربية نصفه أو أكثر جاهلي، فالمدى الزماني المحدد للشعر الصالح للاحتجاج من 150 ق هـ- 150 هـ. أي الشعر الجاهلي والمخضرم وما بعد المخضرم.
على أن أثر المضمون الجاهلي لم يقصر على علوم العربية من نحو وصرف ومعاجم وبلاغة، بل تجاوزها إلى تاريخ الأدب وإلى الثقافتين العربية والإسلامية فدواوين الحماسة لأبي تمام والبحتري وابن الشجري وكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني من مصادر هذا الشعر الأساسية. ومثل ذلك (المفضليات) التي اختاره المفضل الضبي لتدريس “تلميذه أمير المؤمنين المهدي حين كان ولي العهد لأبيه أبي جعفر المنصور)”، وعدتها 130 قصيدة “لستة وستين شاعراً عاشوا وماتوا في الجاهلية، وليس بينهم إلا عدد قليل من المخضرمين والإسلاميين الأولين” فالطبع الغالب جاهلي مبنى ومعنى: غزل وخمرة واقتتال قبلي، ولا سيما قصائد بشر بن أبي خازم التي يقول في إحداها متغزلاً:
نبيلة موضع الحجلين خود وفي الكشحين والبطن اضطمار
ثقال كلما رامت قياماً وفيها حين تندفع انبهار
ثم واصفاً الخمرة:
وخنذيذ ترى الغرمول منه كطي الزق علقه التجار
فما هذه التربية التي نشأة عليها خليفة ابن خليفة؟ ناهيك بقصيدة لرجل يهودي وقصيدتين لعامر بن طفيل الذي مات كافراً بعد أن حاول الغدر بالرسول محمد عليه السلام.
أما كتب الثقافة الإسلامية فالشعر الجاهلي يصول فيها ويجول بدءاً بمعاني القرآن للفراء ومجاز القرآن لأبي عبيدة، ومروراً بتفاسير الطبري والزمخشري والقرطبي، وانتهاء بالإعجاز البياني للدكتورة عائشة عبد الرحمن.
مجاز القرآن لأبي عبيدة (ت 210هـ) يضم حوالي 952 شاهداً، بينها: 74 للأعشى قيس و 40 للبيد و 21 لطرفة و 21 للنابغة الذبياني و 18 لزهير و 12 لامرئ القيس…
ففي سياق تفسير الآية “تساقط عليك..” يورد قول امرئ القيس:
ومثلك بيضاء العوارض طفلة لعوب، تناساني إذا قمت سربالي
وإعجاز القرآن للإمام الباقلاني (ت 404هـ) بني في عد من فصوله على المفاضلة بين أسلوبي القرآن والشعر جاهليه وإسلاميه، حتى أن معلقة امرئ القيس احتلت أكثر من عشرين صفحة: من البكاء على الأطلال على يوم دارة جلجل وعقر الناقة للعذارى والخروج بذات الخدر المنيع إلى بطن خبت…
والإعجاز البياني للدكتور عائشة عبد الرحمن يشتمل فيما يشتمل على (مسائل نافع بن الأزرق) المنسوبة إلى ابن عباس رضي الله عنه. وهي على الرغم من حاجتها إلى التوثيق تسبح في لجج الشواهد الجاهلية، حتى هجاء عدو الله أمية بن أبي الصلت الجاهلي للصحابي حسان بن ثابت:
يظل يشب كيراً بعد كيرٍ وينفخ دائباً لهب الشواظ
هذه رواية الدكتورة عائشة لم تشر إلى المقصود بالهجاء، لكن الدكتور إبراهيم السامرائي حقق (سؤالات نافع بن الأزرق إلى عبد الله بن عباس) في كتاب مستقل، وأورد الشتائم كاملة:
ألا من مبلغ حسان عني مغلغلة تدب إلى عكاظ
أليس أبوك فينا كان قيناً لدى القينات فسلاً في الحفاظ
يمانياً، يظل يشب كيراً وينفخ دائباً لهب الشواظ
أهذا هو التأدب مع القرآن وحملة القرآن؟ والقرآن الكريم نفسه يقول: “والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله ذكراً كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
كانت (المفضليات) مادة لتربية الخليفة ابن الخليفة، فما ظنك اليوم بالشعر الجاهلي تربى عليه أجيال الأمة، فكتاب (الأب والنصوص) للصف الأول الثانوي عام 1964- 1965 في القطر السوري يختار قصائد لامرئ القيس وحاتم الطائي وعمرو بن معد يكرب وعنترة والأعشى ولقيط بن يعمر وعبيد بن الأبرص وزهير وطرفة بن العبد وتأبط شراً والنابغة الذبياني، غير مُغفل الآفات كقول طرفة:
فإن تبغني في حلقة القوم تلقني وإن تلمسني في الحوانيت تصطد
ومازال تشرابي الخمور ولذتي وبيعي وإنفاقي طريفي ومتلدي
إلى أن تحامتني العشيرة كلها وأفردت إفراد البعير المعبد
وما القطر السوري ببدع. إليك أربعة أقطار تدرس نماذج من هذا الشعر: (امرؤ القيس: لبنان سورية مصر- النابغة: نفسها- زهير: نفسها- الأعشى: لبنان مصر- طرفة: لبنان سورية- عمرو بن كلثوم: سورية- عنترة: لبنان- المعلقات: لبنان- الحطيئة: سورية العراق).
هذا وإن المناهج الجامعية أدهى وأمر، حيث تخصص شهادات بعينها للشعر والأدب الجاهلين، وحيث تقضي الأمانة العلمية الرجوع إلى المصادر الأصلية دراسة وتحقيقاً، فهناك المجاميع الشعرية مثل (المعلقات) والدواوين المفردة كديوان امرئ القيس والنابغة الذبياني وعنترة…..وهناك مسألة الشك بالشعر الجاهلي التي أثارها الدكتور طه حسين، واستتبعت ردود فعل ضخمة في حينها، وأصبحت جزءاً من تاريخ الأدب القديم والحديث، والشعر الجاهلي قطب الرحى أخذاً ورداً؛ فما أهم مضمونات هذا الشعر:
لنتأمل مضمونات المعلقات (القصائد السبع الطوال الجاهليات)، وهي أشهر قصائد الجاهلية، وأكثرها تداولاً وتأثيراً في الثقافتين العربية والإسلامية إلى يومنا هذا:
الوقوف على الأطلال في 6 قصائد
الغزل 6
الخمرة 7
الحرب والاقتتال القبلي 6
وصف الطريق أو الظعائن أو الرحيل 5
وصف الفرس أو الناقة 5
الفخر بالكرم 3
الحكم 3
الغزل الفاحش 2
الإلحاد بالبعث صراحة 1
ذكر الأصنام 1
ولعل معلقة عمرو بن كلثوم (94 بيتاً) أوفرهن جهلاً وجاهلية، ففي العدوان يقول:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
بغاة ظالمين وما ظلمنا ولكنا سنبدأ ظالمينا
وفي الغزل:
تريك، إذا دخلت على خلاء وقد أمنت عيون الكاشحينا
ذراعي عيطل أدماء بكر تربعت الأجارع والمتونا
وثدياً مثل حق العاج رخصاً حصاناً من أكف اللامسينا
ومتني لدنة طالت ولانت روادفها تنوء بما يلينا
ثم إن من المضمونات ما يعمل خفية على سبيل التشبيه الجميل مثلاً، كتشبيه امرئ القيس سرب البقر الوحشي بالفتيات العذارى المائسات، وهن يطفن حول الصنم (دوار):
فعن لنا سرب كأن نعاجه عذارى (دوارٍ) في ملاءٍ مذيل
أو كوصفه ترجيع طيور (المكاكي) مغردة بأنها سكارى من خمرة مفلفلة اصطبحن بها:
كأن مكاكي الجواء غدية صبحن سلافاً من رحيق مفلفل
أما معلقة الحارث بن حلزة (84 بيتاً) فأحفلهن بالأيام والثارات القبلية. اقرأ معي الأبيات التي تشير إلى قمة التشفي والانتقام:
وفككنا غل امرئ القيس عنا بعد ما طال حبسه والعناء
وأقدناه رب غسان بالمنذر كرهاً إذ لا تكال الدماء
وفديناهم بتسعة أملاًك ندامى، أسلابهم أغلاء
أي أن قوم الشاعر بكر بن وائل مع عمرو بن هند أغاروا على بعض الشام، فقتلوا ملكاً غسانياً واستنفذوا امرأ القيس بن ماء السماء، فكانت قتلى غسان أكثر من أن تحصى، ولا تكال دماؤها من كثرتها. وكان المنذر بن ماء السماء بعث خيلاً من بكر بن وائل في طلب حجر آكل المرار حين قتل حجر فظفرت بهم بكر بن وائل، وقد كانوا دنوا من بلاد اليمن، فأتوا بهم المنذر بن ماء السماء. فأمر بذبحهم وهو بالحيرة، فذبحوا عند منزل (بني مرينا)، وكانوا ينزلون الحيرة، وهم قوم من العباد. وفي ذلك يقول امرؤ القيس:
ألا يا عين بكي لي شنيناً وبكي للملوك الذاهبينا
ملوك من بني حجر بن عمرو يساقون العشية يقتلونا
فلو في يوم معركة أصيبوا ولكن في ديار بني مرينا
تلك هي أكثر المضمونات التي اشتملت عليها المعلقات. اهتمامات محدودة لا تكاد تجاوز الأرض والنساء والطعام والشراب والحرب؛ وانصراف عما وراء هذه الحسيات من قدر مغيب أو إله مصرف متعال، له الأمر من قبل ومن بعد. وحسبهم من الدين يميناً تقسم، أو صنفاً يطاف، أو تشبيهاً عارضاً لراهب. يقول امرؤ القيس:
تضيء الظلام بالعشاء كأنها منارة ممسى راهب متبتل
فالراهب المتبتل مهمته هنا أن يعرف المنارة، ومهمة المنارة أن تعرفنا مدى ضياء وجه الحبيبة في ظلام العشاء!.
ليس غرضنا ها هنا التشنيع على الشعر الجاهلي ولا تضخيم معايبه على حساب مزاياه، بل السعي إلى وضعه في إطاره الصحيح لا يتجاوزه ولا يتقاصر عنه. فمن منا ينكر بعض الشمائل الحميدة التي تغنى بها كالشجاعة والكرم، ومن منا لا يتمثل بعفة عنترة:
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مثواها
فضلاً عن حكم زهير بن أبي سلمى الذي اعتبره عمر بن الخطاب رضي الله عنه “أشعر الشعراء” “لأنه كان لا يعاظل في الكلام، وكان يتجنب وحشي الشعر، ولم يمدح الرجل إلا بما فيه”.
وهنا تطرح قيمة الشعر الجاهلي بمجموعه، وهل من المصلحة استبعاده أو عرضه من خلال نماذج مختارة منخولة. لا فحش فيها ولا خمر ولا عصبيات قبلية؟.
إن العلماء القدامى اضطروا إلى الحفاظ على ما بقي من الشعر الجاهلي وإلى الاحتجاج به في علوم اللغة والدين لأسباب، أولها: أن هذا الشعر معين اللغة بعد القرآن الكريم والحديث الشريف. وإنه الوعاء التاريخي والجغرافي والأدبي للنصوص والأحداث الإسلامية. لكن هل حاجتنا اليوم كحاجتهم، وقد ترسخت أركان اللغة الفصحى وأساليبها أربعة عشر قرناً؟ قد يقال: من لا يعرف سوء الجاهلية لا يدرك فضل الإسلام، ومن لا يطلع على بيان الأدب الجاهلي لا يقدر الإعجاز في القرآن الكريم. وهذا الشعر جزء من التراث. فأقول: هل التراث كله مقدس بعجره وبجره؟ وهل نحن نتعامل مع هذا التراث في ضوء التصور الإسلامي؟
ها هو ذا عمر بن الخطاب يسن لنا مواقف من الشعر الجاهلي تناسب كل مضمون على حدة من أقصى النهي إلى أقصى الطلب. فقد روي عنه النهي عن شعر التهاجي: “إني قد نهيتكم أن تذكروا مما كان بين المسلمين والمشركين شيئاً دفعاً للتضاغن عنكم، وبث القبيح فيما بينكم” وحين استحمله أبو شجرة السلمي رده مذموماً لقوله شعراً جاهلياً في الردة، ثم لخف عليه بالدرة كما نهى الشاعر الخنساء عن رثاء قوم “هلكوا في الجاهلية وهم أعضاء اللهب وحشو جهنم”، “وأنذر الشعراء بالجلد إذا هم شببوا النساء” وهذا لم يمنعه من الحض على رواية الشعر الحسن قائلاً: “ارووا من الشعر أعفه، ومن الحديث أحسنه….ومحاسن الشعراء تدل على مكارم الأخلاق، وتنهى عن مساويها” ذلك لإدراكه الوظيفة الاجتماعية الخطيرة للشعر، يقول: “من خير صناعات العرب الأبيات يقدمها الرجل بين يدي حاجته، يستنزل بها الكريم، ويستعطف بها اللئيم” ولتقديره قيمة الشعر الجاهلي بالذات: “كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه” فعمر بن الخطاب لا يحظره بعامة ولا يطلقه بعامة، بل يطابقه على مقتضى الحال، منطلقاً من هدي الإسلام ومصلحة جماعة المسلمين، والأمثلة على ذلك كثيرة، كاعتذاره لعبد الرحمن بن عوف بعد أن سمعه ينشد بالركبانية مما يقول الناس في بيوتهم، وكتعليقه على بيت شعر للحطيئة يمدح رجلاً جاهلياً من آل شماس:
متى تأته إلى ضوء ناره تجد خير نارٍ عندها خير موقد
فقال عمر: على سبيل المثال والتأويل-: ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن صنيع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب –على الرغم من تباعد الزمن واختلاف البيئة- لمنهاج يقاس عليه، فنتخذ كل ضرب من الشعر الجاهلي ضرباً من المواقف: ففي ميادين التربية العامة نقصي ما يبعث على الانحلال والجهالة ونبرز ما يهدف إلى مكارم الأخلاق، وفي حال الاحتجاج لمسائل اللغة والأدب والدين نعمد إلى الحذر والتخفف من المنكرات إن أمكن. أما إذا اقتضت الضرورة عرض صورة تاريخية متكاملة للعصر الجاهلي من خلال الشعر فالأمانة تستلزم الوضوح والصراحة، بشرط أن يقبح القبيح، لا أن يزين أو يترك على عواهنهن يسري في النفوس البريئة أو الغافلة سريان السم في الدسم. فما المانع في تاريخ الأدب أو في دراسة شاعر جاهلي أن نورد أن رأي الإسلام. في الوقت الذي تُورد أقوال النقاد وغير النقاد، كالحديث المروي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار”. وما المانع أن نبرز الشعر الإسلامي مشجعين ودارسين، كما فعل عمر بن الخطاب حين كتب إلى واليه على الكوفة المغيرة بن شعبة “أن استنشد من قبلك من شعراء مصرك ما قالوا في الإسلام” ليجعل لهم عطاء، فكان عطاء الشاعر لبيد ألفين وخمس مئة وعطاء الأغلب الراجز العجلي ألفين.
وإلى أن ينضج تصور إسلامي شامل للشعر الجاهلي، وفي سبيل ذلك، أضع بين يدي الدارسين والمربين الاقتراحات التالية:
1- عدم إغفال مضمون الشعر الجاهلي، خلافاً للقدامى من أدباء ولغويين، أولئك الذين أسهموا من غير قصد في ارتكاس الشعر العربي إلى التقاليد الجاهلية بعد شعر الدعوة الإسلامية وشعر الفتوح.
2- النظر إلى مضمونات الشعر من خلال التصور الإسلامي…للإنسان والكون والحياة وعلاقة ذلك كله بكتاب الله تعالى.
3- إخراج دراسات نظرية وتطبيقية جادة، وتعميمها على المعنيين.
4- الاهتمام بالشعر الإسلامي، لا الشعر الذي ظهر في عصور إسلامية، بل الذي تمثل التصور الإسلامي، شكلاً ومضموناً.
ولا يهمنا أن يقال: إن هذه الدعوة قديمة سبق إليها الصحابة في صدر الإسلام، أو أنها تقليعة جديدة ينادي بها جماعة الأدب الملتزم!