الإنتاج الغذائي
{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ} (سبأ – 24)
السكان
{وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} (الإسراء – 31).
1 – المقدمة:
إن حوالي أكثر من 50% من سكان العالم يعانون من سوء التغذية، ويأتي معظم هؤلاء الناس المنكوبين من “الدول النامية” التي يكون المسلمون معظمها. إن البلدان المسلمة تحوز أفضل الموارد الطبيعية في العالم، وتحوز أيضا أكبر عدد من الأيدي العاملة، ولكنها لسوء الحظ تعد من أفقر الأمم من الناحية التكنولوجية؛ فإن معظم الأشخاص المثقفين في العالم الإسلامي يتوجهون للعمل في “البلدان المتطورة”، وقد أدى تحول الأيدي العاملة هذا إلى حدوث استنزاف عقلي في العالم الإسلامي، وأدى ذلك بدوره إلى حدوث كسب ذهني في الدول المتطورة.
إن الإنتاج الغذائي في العالم الإسلامي لا يكفي لسد حاجات الناس، ومن ثم فإنه ثمة نقص في الغذاء والتغذية إلى الحد الذي أصبح فيه سوء التغذية حقيقة واقعة واسعة الانتشار. ولقد أصبحت الأمراض الخاصة بسوء التغذية سمة مميزة في الكثير من البلدان المسلمة، ويرجع بعض هذه الأمراض إلى الافتقار إلى الفيتامينات أو الموارد المعدنية، والبروتين والوحدات الحرارية، أو المواد المعدنية، والبروتين والوحدات الحرارية، أو المواد الغذائية الضرورية الأخرى، وبعض من هذه الأمراض هي: الأستقربوط، والتقرن، والتهاب اللثة، والاستسقاء، وكساح الأطفال، وتضخم الغدة الدرقية، والأنيميا، وغيرها من الأمراض الخاصة بسوء التغذية.
2 – الإنتاج الغذائي:
حين نستخدم كلمة “الإنتاج الغذائي” يجب أن ندرك أنها تعني واحدا مما يلي:
1 – الإنتاج الغذائي للاستهلاك الحالي.
2 – الإنتاج الغذائي من أجل الاستهلاك المقبل الذي يؤدي بدوره إلى نشوء الحاجة إلى التخزين.
3 – الأغذية التي تتم المشاركة فيها بين المسلمين والبشرية ككل.
4 – الأغذية التي يتم إشراك الحيوانات فيها؛ أي العلف.
5 – الأغذية التي يتم استخدامها لأغراض فيما عدا الاستهلاك.
وفي أي وقت نستخدم كلمة الغذاء؛ فإننا قد نعني النباتات والحيوانات في الوقت نفسه. وتتمثل النباتات في جميع الأنواع والأشكال المختلفة، بينما تتمثل الحيوانات في جميع الحيوانات الأرضية والبحرية والطيور. ويجب أن ندرك في أسلوب غير قابل للنقاش أنه يجب ألا يتم إنتاج أو استهلاك إلا ما يعد شرعيا، أما ما هو غير شرعي؛ فيجب تحريم إنتاجه أو استهلاكه.
3 – الإنتاج الغذائي طبقا للقرآن:
في هذا الجزء سوف نقوم باقتباس بعض مفاهيم الإنتاج من القرآن، وسوف تتضمن استهلاك الغذاء أيضا لأنه لا يمكن فصل أي منهما عن الآخر.
1 – يعد الغذاء من نعم الله مالك الملك. ويقول الله في القرآن:
( أ ) {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ} (ص: 54).
(ب) {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (الملك: 15).
2 – إن الطعام من خلق الله وليس من خلق الإنسان. وعلى الناس أن يقوموا باستخدام وتطبيق أساليب الإنتاج، في حين يترك أمر الحفاظ عليه لله.
ويقول الله في القرآن:
( أ ) {يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ} (النحل/ 11).
(ب) {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ} (سبأ: 24)
(ج) {كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} (البقرة: 6).
3 – وقد يختبر الله الإنسان بتعريضه لبعض الكوارث الطبيعية وفي هذا الشأن يقول الله في القرآن:
( أ ) {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (البقرة: 155).
(ب) {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} (الأعراف: 13).
4 – إن الله قد خلق الطعام للناس من أشياء متنوعة، وفي هذا الشأن نستطيع أن نقرأ في القرآن:
{وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} (الأنعام: 14).
5 – لم يكتفِ الله سبحانه بخلق نوعيات مختلفة، ولكنه أيضا خلق نوعيات أفضل، يقول الله في القرآن:
{وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ} (الرعد: 4).
6 – ويجب على المسلمين أن يختاروا أفضل أنواع الطعام لاستهلاكها.
وفي هذا الشأن نقرأ في القرآن:
{فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} (الكهف: 19).
7 – وعليهم أيضا أن يأكلوا أطيب أنواع الطعام. وفي هذا يقول الله تعالى:
{كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} (الأعراف: 160).
8 – ويجب على الناس أن يأكلوا طعاما حلالا. يقول الله:
( أ ) {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّبًا} (البقرة: 168).
(ب) { وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلاَلاً طَيِّبًا} (المائدة: 91).
9 – كما يجب أن يتمتعوا بتناول منتجات الطعام المختلفة؛ لأن ذلك يدخل في إطار العبادة.
10 – مثلما يجب أن يشكروا الله، ويسبحوا بحمده من أجل نعمائه عليهم. يقول الله سبحانه:
( أ ) {لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ} (يس: 35).
(ب) {كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ} (سبأ: 15).
11 – وعلى المسلمين ألا يستهلكوا جميع الغذاء الذي تم إنتاجه، بل يجب أن يخزنوا بعضه من أجل المستقبل. وفي هذا يقول الله:
{فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ} (يوسف: 47).
12 – على الناس أن يحققوا سعادتهم عن طريق إعطاء جزء من الإنتاج للآخرين في صورة صدقة أو زكاة:
{كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} (الأنعام: 141).
13 – ومن المطلوب أيضا أن يقدم الناس لحيواناتهم جزءا من طعامهم. فالله يقول:
{كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لأُولِي النُّهَى} (طه: 54).
14 – والإنسان لا يستخدم الطعام كغذاء فقط، بل عليه أن يستخدمه في أغراض وفوائد أخرى:
( أ ) {وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} (فاطر: 12).
(ب) {اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} (غافر: 79).
(ج) {وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} (المؤمنون: 21).
4 – أسطورة الازدياد السكاني:
نُشرت الكثير من المقالات والكتب بالنسبة لمأزق الجنس البشري، وقد قام كل من المعسكرين الشرقي والغربي باستغلال ذلك الموقف الذي جلباه هم بأنفسهم على البشرية. وهما يرجعان البؤس لأسباب عديدة من بينها: الجوع، وندرة الطعام، وزيادة السكان، والجهل، وضعف الصحة، والافتقار إلى التعليم، والفيضانات، والحروب، والزلازل… إلخ.
وبالنسبة للجوع والمجاعات فإن “الأمم المتطورة” توازن بين تلك المشاكل والازدياد السكاني، ونادرا ما تكون ثمة إشارة إلى إنتاج كميات كافية من الطعام للإيفاء بحاجات الإنسان؛ فإن ذلك بالنسبة لهم يرجع إلى الافتقار إلى وجود الأراضي الخصبة، وإلى الازدياد السكاني. ومن ثم فإن الناس لا يجدون ما يكفيهم من الطعام، وحتى إن وجدوا فإن نوعية ذلك الطعام تكون ضئيلة القيمة. ونادرا ما نقرأ أي شيء عن كيفية تحسين التربة، وكيفية زيادة الإنتاج للأراضي المستصلحة بالفعل، وكيفية زيادة استخدام المساحة للأراضي التي يتم استخدامها لأول مرة… إلخ.
ومن أجل التغلب على ذلك البؤس فإن إجابة “الدول المتطورة” كانت تتمثل في إرسال الطعام للمحتاجين من أجل الاستهلاك الحالي، ويعني ذلك رغبتها في تلقين الناس كيفية البقاء كشحاذين، وعدم محاولة النهوض بأنفسهم. وفوق ذلك فإن أفضل الحلول التي قامت بعرضها كان يتمثل في الحد من عدد الناس من خلال ممارسة التخطيط العائلي، وتنظيم النسل، والعمل على عقم الذكور والإناث.. إلخ.
وطبقا لذلك نستطيع استنتاج الملاحظات التالية:
1 – إن “الأمم المتطورة” قد ابتدأت في إرسال الطعام للدول المحتاجة من أجل الاستهلاك المباشر، وفي معظم الأحيان كان الطعام ذا نوعية هزيلة ومصابا بالتلف، وكان يمنح للحكومات الديكتاتورية؛ تلك التي كانت بدورها تمنحه لأصدقائها من أجل تدعيم مراكزهم في حكوماتهم وأنظمتهم السياسية. ولكن تلك “الدول المتطورة” في معظم الأحيان كانت ترفض أن تمنح أو تقدم ما يكفي من الآلات والأساليب التكنولوجية والصناعية من أجل تطوير وتحسين وزيادة معدل إنتاج الطعام في “البلدان النامية”، وإذا قبلت ذلك في أي وقت، فإنه يكون تحت شروط وبشكل محدود من أجل الاستهلاك المباشر فقط؛ فنجد أن صيانة المعدات كانت تمثل قصورا آخر في تنمية تلك البلدان المحرومة.
2 – وثمة ملاحظة أخرى: فإن هناك عددا كبيرا من الهيئات (الحكومية وغير الحكومية) والتنظيمات، والهيئات السليمة والجماعات التبشيرية التي حاولت تقديم خدماتها. ولسوء الحظ فإن معظم هؤلاء قد أساءوا استخدام أغراضهم، وبدأوا في استغلال الناس الأبرياء. فإن الأعمال التبشيرية ابتدأت من أجل الهداية، ولكن البعض من تلك الجماعات تعاون مع الحكومات الأجنبية لتكون حلقة للجاسوسية. وقد كانت النتيجة النهائية لذلك هي التحرر التام من الوهم وفشل تلك البرامج. وقد أصبح المواطنون ينظرون بعين الكراهية لأي جماعة أجنبية؛ لأن تلك الجماعات كانت تعطي الانطباع بأنها قد جاءت من أجل الاستعمار، والاستغلال والقضاء على حرية أصحاب البلاد وحضارتهم، وإعادتهم ثانية إلى العبودية والسطوة الاستعمارية (من الناحية السياسية، والاقتصادية، والعسكرية).
3 – وثمة ملاحظة أخرى؛ فمن أجل الحد من عدد الناس في المجتمع قامت “الدول المتطورة” باقتراح نظام يتم فرضه على “البلدان النامية”، وقد تضمن ذلك النظام فرض التخطيط العائلي، وتحديد النسل، والعمل على عقم الذكور والإناث وما يماثله. ولسوء الحظ فإن الهيئات التنظيمية والحكومات قد تقدمت بمبادرات جادة في ذلك الاتجاه الممارسة، وكان يتم استخدام الضغط الحكومي مع الاستعانة بالجيوش المحلية ضد بعض الأشخاص في بعض أجزاء العالم. وقد نشبت المعارك وارتفعت معدلات الوفاة.
4 – وفي تلك المجتمعات التي أصبح فيها تحديد النسل والعقاقير المانعة للحمل التي يتم تناولها عن طريق الفم شيئا متوفرا، كان في الإمكان ملاحظة أن نسبة الدعارة، وانتهاك القيم الأخلاقية، والعائلات المنهارة، والطلاق، والجريمة، والاغتصاب، وجرائم الأحداث وغيرها.. قد ازدادت بشكل هائل، وقد ازداد أيضا معدل الأطفال غير الشرعيين، والأمهات غير المتزوجات، وإلى جانب ارتفاع معدل التشوهات الجسدية والتخلف العقلي والأخطاء الوراثية الخاصة بالعمليات المتصلة ببناء البروتوبلازما.
ولقد تم تعميم أسطورة الازدياد السكاني تفتقر إلى بعض المعلومات بالنسبة لما يلي:
1 – ثمة افتقار لمعدل السكان بالنسبة إلى معدل الوفاة الطبيعية وغير الطبيعية؛ فالناس يموتون نتيجة للتقدم التكنولوجي أكثر مما يموتون موتا طبيعيا.
2 – ثمة حاجة لتقييم لعدد السكان بالنسبة لكل كيلومتر مربع مثلما نرى في الجدول (1) بالملحق (أ، ب، ج)، فإنه من الأفضل أن نتحدث عن عدد السكان بالنسبة لكل كيلومتر مربع في البلدة بأكملها وليس فقط في المناطق المدنية. وفي معظم “البلدان النامية” نجد أن الازدياد السكاني يتركز بصفة رئيسية في المدن وخاصة العواصم، ويجب على الحكومات أن تعمل على تحسين الموقف عن طريق تحسين المناطق القروية؛ من الناحية التكنولوجية، والاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية وما يماثل ذلك.
3 – نصيب الفرد أيضا إلى معدل الزيادة السنوية للإنتاج وعدد السنوات التي يمكن مضاعفة الإنتاج القومي.
4 – ثمة افتقار أيضا إلى معدل الزيادة السنوية للإنتاج وعدد السنوات التي يمكن مضاعفة الإنتاج فيها.
5 – يجب أن تكون لدينا معرفة بالنسبة لمساحة الأراضي القاحلة وإمكانية تحسين الأراضي الصالحة للزراعة.
ولقد كانت المعلومات الخاصة بالازدياد السكاني متحيزة ومغالي في تقديمها، وكأنها يمكن تطبيقها بالنسبة لكل دولة ولكل عائلة فليست جميع الدول مصابة بالازدياد السكاني (انظر في الملحق، الجدول 1 (أ، ب، ج))، أي أنه توجد بعض الدول التي تشجع الازدياد السكاني لافتقارها للقوة البشرية التي تقوم بتطويرها والدفاع عنها.
لقد تم تلقين ذلك المفهوم الخاص بالازدياد السكاني في المدارس الثانوية والكليات والأماكن العامة، وقد تم قبول تلك الأسطورة بطريقة ساذجة بواسطة الكثير من طبقات المجتمع دون تقييم شرعيتها، وتطبيقها، وفوائدها، وسيئاتها وصحتها.
والشيء المؤسف هو أن مؤيدي تحديد النسل يحاولون الحد من البشرية ذاتها، وهم لا يفكرون بجدية في كيفية زيادة إنتاجية الأرض، وتحسين نوعية الطعام المنتج، واستخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة من أجل تحسين إنتاج الطعام، والتخزين، والتجفيف بحالة متجمدة من أجل الحفاظ، والإدارة وما يماثل ذلك.
إن الإسلام يؤيد زيادة السكان من تحسين الإنتاج الغذائي؛ فإن التكاثر يسير جنبا إلى جنب مع الإنتاج، وإن النبي محمدا عليه الصلاة والسلام قد أمر المسلمين بأن يزيدوا أعدادهم، فقد قال:
“تناكحوا تكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة” حديث.
ويقول الله في القرآن:
{وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُم مِّنْ إِمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} (الأنعام: 151).
وثمة آية أخرى في القرآن تقول:
{وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} (الإسراء: 31).
ويجب أن ندرك أنه إذا ازداد عدد الناس في منطقة معينة فإنهم يجب أن ينتقلوا إلى منطقة أخرى في العالم؛ لأن الأرض بأجمعها ملك الله، ومن ثم يجب على الناس أن يستغلوا جميع المناطق المتاحة أمامهم؛ فإن المسلمين أمة واحدة، ويجب أن تكون لديهم الحرية في الانتقال من منطقة إلى أخرى دون تقييد، وتعد ثروة العالم الإسلامي بمثابة ملكية لجميع المسلمين يجب عليهم أن يتقاسموها دون تقييد أو تحيز.
5 – مقاومة المجاعات:
من أجل الحيلولة دون حدوث المجاعة في بلدة ما يجب علينا أن نعتنق سلسلة من الاتجاهات المكملة، ومن بينها ما يلي:
1 – تطوير البلدة من الناحية التكنولوجية.
2 – زيادة القيمة الغذائية للأغذية المستهلكة محليا والحد من تكلفتها في الوقت نفسه.
3 – من الممكن أن يتم النظر في فكرة المتممات الغذائية إذا حدث أن أدت التكلفة إلى تذبذب الشراء.
4 – فكرة النباتية قد تكون بمثابة حل مؤقت لزيادة القيمة الغذائية.
5 – تشجيع الناس على اتخاذ نظم غذائية مختلطة، خاصة تلك الأطعمة التي تأتي من النباتات من أجل زيادة القيمة الغذائية للنظم الغذائية؛ أي باستكمال نظام غذائي بالآخر.
6 – تشجيع الناس على تضمن النباتات البرية الصالحة للأكل التي يتم زراعتها محليا.
7 – تشجيع الناس على تربية حيوانات المزارع الصغيرة والطيور مثل الفراخ، والأرانب، والماعز، والبط، والديوك الرومي، والأوز، والحمام وما يماثلها.
8 – تشجيع الناس على اتخاذ حدائق صغيرة إلى جانب منازلهم.
9 – يعتبر التعليم عاملا رئيسا في إعانة الناس على إدراك الاحتياجات الغذائية لأنفسهم ولعائلاتهم.
10 – من أجل مقاومة المجاعات يجب أن يدرك الفرد أن البلدان المسلمة بأكملها تعتبر دولة واحدة بالنسبة للمسلمين، ويعني ذلك وجوب اقتسام الثروات الخاصة بكل دولة مسلمة مع باقي الأمة المسلمة في جميع أنحاء العالم، وبهذا الأسلوب سوف يساهم الفرد في تدعيم وحدة المسلمين بشكل عملي، وسوف يحد من الأفكار الخاصة بالجنسية والعزلة.
ومن الناحية الأخرى حين تكون منطقة مزدحمة بالسكان في أي جزء من العالم المسلم سنجد منطقة تفتقر إلى السكان في أجزاء أخرى، والأمثلة بالنسبة للمناطق المزدحمة بالسكان (انظر في الملحق، الجدول 1، أ، ب، ج) هي: بنجلادش، جزر مالديث، البحرين، جزر الكومورو… إلخ. في حين أن الأمثلة بالنسبة للمناطق التي تفتقر للسكان هي: أفغانستان، الجزائر، ليبيا، تشاد، موريتانيا، النيجر، السعودية، الصومال، السودان، الإمارات العربية، الخ. وفي مثل تلك الحالات يجب أن يتم تشجيع المسلم على الانتقال لأي جزء آخر من العالم الإسلامي من أجل تحسين الموقف على كل من المستويين، ويجب اتخاذ التدابير من أجل مساعدة المهاجرين لأن يشعروا بأنهم في وطنهم، كما يجب أن يتم تحقيق كل من مفهوم الأخوة الإسلامية، والتماسك والوحدة من خلال ذلك الإجراء.
6 – م. ز. غ. ت، م.ع.ز.
لقد اقتراح المؤلف في مقالة سابقة أن يتم إقامة تنظيم إقليمي من أجل معالجة المشاكل العديدة الخاصة بالجوع والمجاعات التي تواجه المسلمين. وسوف يكون اسم ذلك التنظيم: منظمة الزراعة والغذاء والتكنولوجيا للأمم الإسلامية، واختصاره: م. ز غ. ت/ أ. 1. وسوف يتعاون ذلك التنظيم مع منظمة الغذاء بالأمم المتحدة، واختصارها م. غ . ز / أ. م. ولقد تحدثنا بالفعل بشكل تفصيلي عن أهداف وأغراض ووظائف وواجبات تلك المنظمة. أما بالنسبة لمن يبتدئ وأين وكيف يبتدئ؛ فلقد شرحنا أيضا جميع تلك الأسئلة بالتفصيل (المرجع 17).
7 – الملخص:
في هذه المقالة ناقش المؤلف مفهوم الإنتاج الغذائي طبقا للقرآن، وأسطورة الازدياد السكاني، وطرق وأساليب مواجهة المجاعة وعلاقة كل من م. ز. غ. ت، م. غ . ز بالأخرى.
وبمقتضى المناقشة السابقة يجب أن نستنتج أن المبادرة يجب أن يتم اتخاذها بواسطة المسلمين الذين يتمثل هدفهم في تخفيف مشكلة الجوع في العالم الإسلامي والعالم ككل. أما بالنسبة لمن في السلطة فإن واجبهم ومسئوليتهم تتمثل في اتخاذ تلك المبادرة، في حين أن هؤلاء الذين لسوا في السلطة ولكن لديهم المعرفة يجب أن يقوموا بتذكير من في السلطة بواجباتهم ومسئولياتهم، وإن أي خطوة إيجابية في ذلك الاتجاه سوف تؤدي بالتأكيد إلى حل الكثير من المشاكل التي تواجه المسلمين في جميع أنحاء العالم. وإن الشرف والمكافأة التي سوف تحوز عليها منطقة (ز. غ. ت) في الحياة الدنيا وفي الآخرة تعد غامرة وكبيرة. فليباركنا الله جميعا، وخاصة هؤلاء الذين يجاهدون أكثر ليعاونوا هؤلاء الذين هم في حاجة لتلك المساعدة. فليرشدنا الله وليهدنا الصراط المستقيم.
الملحقات
الجدول 1 – أ – الدول المسلمة المستقلة
الدولة المساحة السكان السكان
(كيلو متر مربع) (كيلو متر مربع)
أفغانستان 652.015 17.900.000 27.45
ألبانيا 28.860 2.350.000 81.42
الجزائر 1.500.212 15.700.000 10.46
البحرين 1.118 222.000 198.56
بنجلادش 143.328 75.000.000 523.27
الكاميرون 477.277 6.117.000 12.81
جمهورية أفريقيا الوسطى 618.420 1.649.000 2.65
تشاد 1.289.080 3.999.000 6.46
داهومي 115.154 3.909.000 25.26
مصر 1.005.321 35.900.000 35.70
إثيوبيا 1221.900 26.598.000 21.76
جامبيا 10.246 384.000 37.47
غينيا 245.857 4.259.000 17.32
غينيا بيساو 36.125 810.000 22.42
إندونيسيا 1.491.564 131.713.000 88.30
إيران 1.648.000 32.215.000 19.45
العراق 438.446 10.164.000 23.18
ساحل العاج 322.500 4.515.000 14.00
الأردن 94.500 2.556.000 27.04
الكويت 17.800 917.000 51.51
لبنان 8.806 3.021.000 343.06
ليبيا 1.759.000 2.178.000 1.23
ماليزيا 286.000 11.393.000 39.83
جزر مالديف 235 125.000 531.91
مالي 1.239.988 5.392.000 4.34
موريتانيا 1.030.000 1.227.000 1.19
المغرب 446.550 16.995.000 38.05
النيجر 1.271.896 4.355.000 3.42
نيجيريا 927.339 79.759.000 86.00
باكستان 1.041.375 64.892.000 62.31
قطر 10.400 170.000 16.34
السعودية 2.158.000 8.175.000 3.78
السنجال 196.192 4.02.000 20.49
سيراليون 72.605 2.769.000 38.13
صوماليا 702.000 3.950.000 5.62
اليمن الجنوبية 291.200 1.156.000 5.20
السودان 2.215.500 16.911.000 6.72
سوريا 186.808 6.890.000 36.88
تنزانيا 943.332 14.380.000 12.24
توجو 56.600 2.120.000 37.45
تونس 156.150 5.521.000 33.43
تركيا 780.580 38.000.000 48.86
الإمارات العربية المتحدة 85.800 320.000 3.72
فولتا العليا 275.259 5.514.000 20.03
اليمن 195.000 6.070.000 31.12
الجدول 1 – ب – الدول المسلمة / المناطق الواقعة تحت السيطرة غير المسلمة:
الدولة المساحة السكان السكان
(كيلومتر مربع) (كيلومتر مربع)
أذربيجان 68.63 9.003.000 103.92
بروني 5.665 150.000 26.01
جزر الكومورو 2.216 290.000 130.86
إريتريا 119.000 3.000.000 25.21
كشمير 318.400 6.620.000 20.79
كازاخستان 2.766.603 12.850.000 4.64
كرجيزيا 199.269 2.933.000 14.71
فلسطين 26.421 2.612.000 98.86
سينكيانج 1.834.999 9.310.000 5.07
تاجيكستان 140.448 2.900.000 20.07
تركمينيا 489.884 2.158.000 4.40
أوزباكستان 410.979 41.669.000 101.38
الصحراء الأسبانية 274.055 76.425 0.72
الجدول 1 – ج – المسلمون في الدول غير المسلمة:
الدولة المساحة إجمالي السكان السكان
(كيلومتر مربع) (كيلومتر مربع)
أنجولا 1.251.512 5.800.000 4.63
الأرجنتين 2.805.569 24.290.000 8.65
أرمينيا السوفيتية 9.395 2.493.000 84.81
أستراليا 7.724.810 13.130.000 1.69
بوتان 47.182 1.100.000 23.31
بوتسوانا 571.519 670.000 1.17
البرازيل 8.544.822 105.137.000 12.30
بلغاريا 111.270 8.620.000 77.46
بورما 680.568 29.260.000 43.43
بورندي 27.934 3.600.000 128.87
روسيا البيضاء السوفيتية208.400 9.003.000 43.20
كمبوديا 181.734 7.000.000 38.51
كندا 10.014.680 22.130.000 2.20
شيلي 744.629 10.230.000 13.73
الصين 9.561.748 850.000.000 88.89
الكونغو 343.319 1.000.000 2.91
قبرص 9.287 630.000 67.83
غينيا الاستوائية 28.215 300.000 10.63
جزر فيجي 28.293 550.000 30.06
فنلندا 338.403 4.660.000 13.77
فرنسا 552.913 52.130.000 94.28
جابون 265.954 520.000 1.95
جورجيا السوفيتية 69.968 4.688.000 67.00
ألمانية (الغربية) 372.320 61.960.000 166.44
غانا 238.768 9.360.000 39.20
اليونان 132.454 8.960.000 67.72
غينيا 215.800 760.000 3.52
هونج كونج 1.016 4.160.000 4094.48
المجر 93.386 10.430.000 111.68
الهند 3.280.152 574.220.000 175.05
إيطاليا 302.211 54.890.000 181.62
اليابان 370.988 108.350.000 292.05
كينيا 584.896 12.480.000 21.33
كوريا (الجنوبية) 92.881 33.333.000 358.87
ليبيريا 111.800 1.660.000 14.84
لاوس 237.715 3.180.000 13.37
ليسوثو 30.461 1.200.000 39.39
جمهورية ملاجاش 592.800 6.750.000 11.38
ملاوي 93.860 4.790.000 51.03
مالطا 317 320.000 1009.46
موريشيوس 1.872 830.000 443.37
المكسيك 1.980.163 54.300.000 27.42
ملدوفيا السوفيتية 33.831 3.572.000 105.58
موزامبيق 744.100 8.820.000 11.85
ناميبيا 827.478 670.000 0.80
نيبال 141.341 12.020.000 85.04
نيوزيلاند 296.713 2.960.000 10.97
باناما 74.758 1.570.000 21.00
الفلبين 300.970 40.220.000 133.63
بولندا 312.929 33.360.000 106.60
تيمور البرتغالية 19.058 640.000 33.58
ريونيون 2.519 470.000 186.58
رومانيا 238.118 20.830.000 87.47
S.F.S.R الروسية 17.075.416 130.090.000 7.61
روديسيا 390.865 5.900.000 15.09
جمهورية جنوب أفريقيا 1.228.133 23.720.000 19.31
سيريلانكا 65.863 13.250.000 201.17
سيري نام 165.452 430.000 2.95
سوازيلاند 17.430 460.000 26.39
تايوان 36.103 15.000.000 415.47
تايلاند 520.384 39.790.000 76.46
تزينيداد وتاباجو 4.846 1.060.000 218.73
أوغندا 244.350 10.810.000 44.22
أوكرانيا السوفيتية 603.319 47.136.000 78.12
الولايات المتحدة 9.399.299 211.210.000 22.47
فيتنام 330.200 42.430.000 128.49
يوغسلافيا 256.791 20.960.000 81.62
زائير 2.354.409 23.835.900 10.16
زامبيا 655.524 4.640.000 7.07