ملخص البحث
البحث يرنو إلى بيان الإعجاز العددي في القرآن الكريم بين النظرية والتحقيق البرهاني، وذلك من خلال مفهوم النظرية العلمية والتحقيق البرهاني، وبيان مفهوم الإعجاز في القرآن الكريم، ومن ثم البحث عن حقيقة إعجازية العدد في القرآن، وعلاقة مدلولاته بمدلولات الإعجاز التشريعي في ضوء الأحكام الشرعية الخمسة (الواجب، المندوب، الحرام، المكروه، المباح).
وقد عرف البحث مصطلحاته كالآتي مع أهم نتائجه: النظرية العلمية: هي المبنية على مقدمات ظنية في إفادتها العلمية، والتحقيق البرهاني: هو الدليل المبني على حقائق قطعية في إفادتها العلمية، ومفهوم الإعجاز في القرآن: هو: تحدي الثقلين الإتيان بمثله لفظًا ومعنًا؛ تصديقًا للنبوة؛ مع تسلم المعارضة له، وتتضمن مضامينه الإعجازية: البلاغة، والغيب، والتشريع، والعلم، والحساب، ومفهوم الإعجاز العددي: هو النظام الحسابي القرآني والذي به يحصى آياته وكلماته وأحرفه بأعدادها، المثبتة لإحكامها وكمال ترابطها، ودلائل أوجه إعجازها، والمبرهنة على صدق القرآن، وضوابط الإعجاز العددي المبينة من قبل الباحث: أ. معرفة حكم الآية من جهة نسخها. ب. معرفة سبب نزولها. ج. عرض المعجز عددًا على الأحكام الشرعية: (الواجب، المندوب، الحرام، المكروه، المباح) د. مراعاة سياق الآية هـ. عدم الخوض في الأمور الغيبية التي فوض الله علمها إلى نفسه. والإعجاز العددي وارد إذا توفرت فيه الضوابط القرآنية، ومجالات الإعجاز التشريعي: أ. العقيدة ب. العبادة ج. الأخلاق د. المعاملات هـ. الأحوال الشخصية و. الاقتصاد منه الزكاة ي. السياسة: كفلسفة العدل، والشورى، والجهاد، وكلها تتمثل في الضروريات الخمس: حفظ الدين، والنفس، والنسل، والعقل، والمال، وأهم خصائص التشريع الإسلامي: أن مجالاته التي سبقت سارية في ظل الأحكام الشرعية الخمسة، وهذه الخاصية بمثابة روح الإعجاز التشريعي؛ لأن تحدي القرآن للبشرية الإتيان بمثل تشريعه؛ لأجل بيان عجز البشر؛ لكي يخضعوا للحق والعمل في ضوء الأحكام الشرعية الخمسة. وقاعدة السبر والتقسيم المنحصر هو الاختبار والفرز الذي ينحصر القضايا الشرعية وغيرها بين النفي والإثبات والتخيير، ولذلك فالأحكام الشرعية؛ إنما تنضبط باختبار وفحص ما تدور عليها؛ وانحصارها بين الواجب والمستحب عن الحرام والمكروه، وفرز المطلق المباح عنهما، وعلاقة الإعجاز العددي بالإعجاز التشريعي، هي وفق المنهجية الدلالية للتشريع الإسلامي التي تعرف بها مقصود الآيات؛ فبإدراك مدلول التشريع الإسلامي من خلال الأحكام الشرعية الخمسة، والمنضبطة الأعمال المنطوية تحتها؛ بقاعدة السبر والتقسيم المنحصرة ؛ نستطيع أن نعرف مدى تحقيق إعجازية العدد في القرآن الكريم، من تناسقيه؛ وقد قمنا بإدراج جدول مظهر لذلك.
وسبب اختيار البحث هو؛ لإظهار قضية محورية عن مقصود الآيات والتي ينبني عليها الإعجاز في القرآن، وهي نظرية الإعمال التكليفي الذي من أجله خلق الله الخلق، حتى يجلوا تجديد إعجازية العدد من خلاله؟