أبحاث

اتجاه إسلامي لدوافع وحوافز العاملين

العدد 31

لقد كثرت الكتابات والأبحاث عن موضوع الدوافع والحوافز، وتعددت النظريات في هذا المجال. ولكن الملاحظ أن معظم الباحثين والكتاب في هذ المجال غالبا ما يعبرون عن نتائج الفكر الإداري الأمريكي والاوروبي.

وهذا ولا شك اتجاه لا يرفضه الإسلام، ولكن مالا يقبله الإسلام هو أن نقصر تفكيرنا وأبحاثنا فق على الفكر الأمريكي والاوروبي، بالرغم من أن الفكر الإسلامي حصب في مجال الدوافع والحوافز، هذا علاوة على أنه غزير أيضا في معظم العلوم الإنسانية كعلم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم دراسة الانسان، وعلم الاقتصاد، وعلم الإدارة. كما توجد به بعض الحقائق العلمية التي تعتبر نقطة انطلاق للأبحاث في مجال البحوث العلمية التطبيقية مثل علوم الكيمياء وعلوم الطبيعة بشكل عام.

ويزيد من أهمية هذا الاتجاه الإسلامي في دراسة العلوم الإنسانية، أن هناك من المفكرين المسلمين من ينقل بقصد أو بدون قصد بعض الأفكار والنظريات المتعلقة بتلك العلوم مع أنها قد تتعارض مع مبادئ الإسلام ذات الصلة بفهم العلوم الإنسانية. ومن أمثلة هذه الأفكار والنظريات التي قد تتعارض مع المبادئ الإسلامية نظريات دارون المتعلقة بالإنسان ودراسات الشخصية السوية ودراسات فوريد في العلاقة بين الأولاد والآباء وتفسيرها تفسيرا جنسيا، ودراسات كارل ماركس وغيرهم.

وكان من نتيجة ذلك ان ظهر بعض رواد الفكر في هذه المجالات الذين أرادوا أن يظهروا مكانة الإسلام في العلوم الإنسانية. فظهرت جمعية علماء الاجتماع المسلمين بأمريكا لتقديم أبحاث في مجالات العلوم الإنسانية متبنيه الاتجاه الإسلامي. وهناك بعض الأبحاث الى بدأت تظهر في الآونة الأخيرة في هذه المجالات. ولقد أسهمت مجلة ” المسلم المعاصر” في نشر معظم هذه الأبحاث في السنوات الأخيرة.

ولقد ظهر أيضا في مجال الفكر الإداري بعض الأبحاث التي اخذت الاتجاه الإسلامي، وان كانت مازالت في مرحلتها الابتدائية. وهذا البحث ما هو إلا إسهام في نفس الاتجاه. وباتباع هذا الاتجاه قد يتمكن الباحثون في المجال الإداري من ان يكون لديهم نظرة إدارية إسلامية في المستقبل، وبالتالي تدار منظماتنا على أساس أفكار إدارية لها ذاتية إسلامية مستقلة.

وفي هذا البحث سوف يتناول الباحث موضوع دوافع وحوافز العاملين من منطلق إسلامي، ولذلك سوف يتضمن البحث:

1-مفهوم الدوافع والحوافز.

2-حاجات الافراد في صياغة إسلامية.

3-الايمان كدافع لسلوك الافراد في المنظمات.

4-ما هو دافع الايمان؟ وما هي اهم صفات المؤمن؟

5-المكافآت المادية والمعنوية التي تحقق اشباع حاجات الافراد المحددة بناء على الاتجاه الإسلامي.

6-شروط يجب توافرها عند تصميم نظام حوافز العاملين في المنظمة (صياغة إسلامية).

مفهوم الدوافع:

مع أن هناك عدة مفاهيم للدوافع، إلا انه يمكن القول بأن الدوافع عبارة عن شعور أو إحساس داخلي يحرك سلوك الفرد وذلك بهدف تقليل التوتر Tensionالناتج من نقص في اشباع حاجة أو حاجات معينة. فشعور فرد معين بالجوع يخلق عنده حالة من التوتر تدفعه إلى ضرورة أخذ سلوك معين يتمثل في السعي للحصول على الطعام، وفي حالة الحصول على الطعام يقل ذلك التوتر.

مفهوم الحوافز:

هي تلك العوامل او العناصر التي تشبع النقص في حاجات الافراد وقد يعرفها البعض تعريفات مختلفة مثل اعتبار ان الحوافز مجموعة من العوامل او الأساليب، أو القوى أو المغريات، أو أنها عبارة عن مجموع العوامل التي تهيئها الأداة للعاملين، لتحرك قداتهم الإنسانية بما يزيد من كفاءة آدائهم لأعمالهم على نحو أكبر وأفضل، وذلك بالشكل الذي يحقق لهم حاجاتهم وأهدافهم ورغباتهم وبما يحقق أيضا أهداف المنظمة العاملة.

وبذلك فإن الفرد عادة ما يتحرك في سلوكه لإتمام أداء معين، وهو يتوقع أنه بإتمام ذلك الأداء سف يحصل على حوافز معينة مادية ومعنوية تشبع حاجات يتطلع إليها. وبالتالي فدراسة حاجات الافراد هي الى تحدد نوع الحوافز المطلوبة لإشباع تلك الحاجات.

حاجات الأفراد:

لقد تنوعت النظريات التي تعالج تحديد حاجات الافراد. فهناك نظرية الحاجات لإبراهام ماسلوه، ونظرية حاجا الإنجاز لديفيد مكلولاند، ونظرية عوامل الوقاية وعوامل الدوافع لفريدريك هرتبرج، وهناك أيضا فكرة حاجات الانسان الاقتصادي لفريدريك تابلوره وماكس ويبره وهنرى فايول وموفي ورالي. كما أن هناك مفهوم إسلامي مميز للحاجات الإنسانية Need Human. فما هي لك الحاجات؟ وما هو مفهوم الإسلامي لتلك الحاجات؟ وهل حدد الإسلام حاجات غير الحاجات التي حددها الفكر الأمريكي الأوربي في الإدارة؟

ما هي حاجات الافراد؟يمكن القول ان هناك خمسة أنواع من الحاجات قد قدمتهم الدراسات الإدارية لتحديد الحاجات وهي الحاجات المادية Physical needsوحاجات الامن safety needsوالحاجات الاجتماعية social needsوحاجات احترام الذات، self estreem needsحاجات تحقيق الذات self-actualization needsولقد وضع إبراهيم مالو تلك الحاجات في تدرج معين حيث تأتي الحاجات المادية أولاً وتستمر محركة للسلوك حتى يتم اشباعها بشكل معقول ثم تليها حاجات الامن وتحرك السلوك أيضاً حتى يتم اشباعها، ثم يليها الحاجات الاجتماعية وتفقد دورها كمحرك للسلوك اذا ما اشبعت وذلك ليظهر تأثير الحاجات التالية وهي حاجات احترام الذات ثم حاجات تحقيق الذات . ويرى ماسلو ان حاجات احترام الذات وحاجات تحقيق الذات هما اللتان لهما دور فعال في دفع الافراد وتحريك سلوكهم وذلك لانهما غير مشبعين لدى غالبية الافراد او أنه ليس من السهل اشباعهما.

وقد تحدث الباحثون الآخرون عن الحاجات، ولكن تحت مسميات مختلفة. فالحاجات الفسيولوجية وحاجات الأمن والحاجات الاجتماعية هي نفسها عوامل الوقاية عن فريدريك هرزبرج. كما ان الحاجات احترام الذات وحاجات تحقيق الذات تسمى عند مكلولاند حاجات الإنجاز وعند هرزبرج عوامل الدفع، ولذلك يكفي ان نستخدم مسميات ابراهام ماسلو في تصنيف الحاجات عند بعض الباحثين الآخرين.

ويرى الباحثين ان حاجات الانسان لا تقتصر على الحاجات الفسيولوجية وحاجات الامن والحاجات الاجتماعية وحاجات احترام الذات وحاجات تحقيق الذات، ولكن يجب أن تضاف إليهم حاجات الايمان faith needsبل هي متداخلة مع الحاجات الأخرى ومؤثرة عليها. هذا علاوة على ان جميع أنواع الحاجات لها مفهوم مميز في نظر الإسلام.

1-الحاجات الفسيولوجية: وهي الحاجات التي يحتاجها الانسان من أجل البقا مثل الحاجة للطعام، والحاجة للمأوى، والحاجة للمشرب، والحاجة للملبس. ومثل هذه الحاجات ضرورية لكل انسان ولا يستطيع الانسان ان يعيش بدون اشباع الحد الأدنى على الأقل من هذه الحاجات.

ويرى ابراهام ماسلو ان الحاجات الفسيولوجية تأتى في التدرج كأولى الحاجات المحركة لسلوكالافراد، وان الفرد لا تحرك سلوكه الحاجات الأخرى مثل حاجات الامن والحاجات الاجتماعية وحاجات احترام الذات وحاجات تحقيق الذات، مادامت الحاجات الفسيولوجية غي مشبعة. اذ انه في ذلك الوضع تكون الحاجات الفسيولوجية هي المسيطرة على السلوك. وللإسلام نظرة مختلفة عن ذلك كما سيتضح فيما بعد. ولقد اعتبر هرزبرج العوامل التي تشبع الحاجات المادية عوامل وقائية فق مهمتها منع حالة عدم الرضا ولكنها لا تعتبر دافع للأفراد. ورواد الفكر الإداري الكلاسيكي مثل فريدريك تايلور، وهنري فايولن ورالي وموني اعتبروا أن مثل هذه الحاجات هي اهم حاجات يسعى الفرد لإشباعها، وان دور المنظمات الأول هو تقديم الحوافز المادية لإشباع الحاجات الفسيولوجية وحاجات الامن بالدرجة الأولى، وذلك لان الانسان في نظرهم انسان اقتصادي Economic man.

موقف الإسلام من الحاجات الفسيولوجية:

هذه الحاجات ضرورية للفرد من وجهة نظر الإسلام، وذلك لن طبيعة خلق الانسان بها العنصر المادي وبها العنصر الروحي. ومادام العنصران في طبيعة الانسان فان للجانب الروحي نصيباً متعادلاً من سلوك الانسان مثل ما للجانب المادي. وهنا يختلف الفكر الإسلامي عن الفكر الغربي، حيث يوازن الإسلام بين الجانبين، بينما يركز الفكر الغربي عل الجانب المادي للإنسان. ان على الفرد من وجهة النظر السلامية أن يسعى لإشباع حاجاته الفسيولوجية فلإسلام يقبل أن يحب الفرد مثل هذه الحوافز التي تشبع تلك الحاجات. يقول الله تعالى:

” المال والبنون زينة الحياة الدنيا “(الكهف آية 46).

” زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسمومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا” (آل عمران – آية 14).

من هذه الآيات تجد ان إشباع حاجات الانسان الفسيولوجية شيء طبيعي ومقبول من وجهة النظر الإسلامية، ولكن يجب ألا يكون ذلك على حساب الجانب الروحي والجانب الايماني للفرد. فالفرد عليه الموازنة بين الجانب المادي والجانب الروحي. يقول الله سبحانهوتعالى:

” وأبتغ فيما آتاك الله الدار واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغ الفساد في الأرض، ان الله لا يحب المفسدين ” . (القصص: آية 77).

وقد ورد في الآثر: ” اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا”.

ولا يكفي فقط أن يوازن الفرد بين حصوله على الحوافز المادية وبين إعطائه الجانب الروحي حقه، ولكن حصول الفرد على القوى المادية المتمثلة في نقود وعقارات أو خلافه يجب ان يستغل في الصورة التي رسمها الله. وهي في أن تنفق في حاجاته ويراعي أيضا حقوق المجتمع والفقراء والمساكين في هذا العائد المادي الذي يحصل عليه، ويظهر ذلك في قول الحق تبارك وتعالى.

” ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب، واقام الصلاة وآتي الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون” ( البقرة: 177).

كما أن زيادة الموارد المادية لدى الفرد والتي عادة ما توجه لاشباع الحاجات الفسيولوجية وحاجات الامن لها دور تعبدي ودور شكر لله سبحانه وتعالى لأنه هو المعطي لهذه الموارد المادية. وبالتالي فإنه ينبغي أن توجه بالطريقة الي يقبلها الله عز وجل. ولننظر في هذا المجال موقف سيدنا سليمان من زيادة الموارد لديه، إذ كان رسولا شاكرا متعبدا ومستخدما لموارده المادية في سبيل الله حيث يقول الله تعالى:

” وورث سيمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الي وأتينا من كل شيء ان هذا لهو الفضل المبين” (النمل: 16) ويعتبر سليمان ذلك فضلا من الله يجب أن يشكر الله عليه.

 “هذا من فضل ربي ليبلوني أأشك أم اكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم” (النمل: 40).

” ربي أوزعني ان اشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين”. (النمل: 19).

وكما تبين لنا انه من الرغم من ان الفرد المسلم من الطبيعي ان يحصل على العناصر المادية الى تشبع حاجاته الفسيولوجية، فإن ذلك لا يعني أنها الوحيدة المسيطرة على السلوك في حالة نقصها كما تفتض نظرية ابراهام ماسلو لتدرج الحاجات Need Hierarchy، حيث ان الإسلام يرى انه في حالة نقص هذه الحاجات او حتى في حالة اشباعها هناك الايمان الذى يعتبر موجها للسلوك. فالتاريخ الإسلامي يحكي لنا مواقف كثيرة كان الايمان هو المحرك لسلوك الافراد بالرغم من النقص الشديد في حاجاتهم الفسيولوجية من مأكل ومشرب ومأوى وراحة … الخ ، فكيف كان الايمان يحرك سلوك المسلمين الأوائل مثل بلال وآل ياسر وصهيب وخباب، بالرغم من ان المشركين قد منعوهم من اشباع حاجاتهم الفسيولوجية، بل تعدى الامر الى الايذاء الجسدي الوحشي . وهكذا يسقط الإسلام الفكرة التي يروجها بعض المفكرين السياسيين عن طريق إذلال الشعوب بتجويعها مادامت لدى هذه الشعوب قوة الايمان بالله.

ولا يرى الإسلام ان اشباع الحاجات الفسيولوجية تأتي في المرتبة الأولى كما يفترض ماسلو وذلك بالغم من قبول السلام لضرورة اشباع هذه الحاجات – وذلك لأن الحاجة للإيمان تمثل الدرجة الأولى لحاجات الافراد وبدون الايمان يصبح اشباع الحاجات الأخرى غير موجه التوجيه الصحيح.

حاجات الأمن

تتمثل حاجات الأمن في حاجة الفرد ان يحمي نفسه ضد مخاطر الحاضر والمستقبل مثل حاجة الفرد لضمان عدم انقطاع مصدر الرزق أو حاجة الانسان لان يكون آمنا على معيشته في حالة مرضه او عجزه او اصابته أو بلوغه سن التقاعد.

كما انه في حاجة ان يكون آمنا ضد البالة. وحاجة الأمن تأتي تالية في الترتيب بعد الحاجات الفسيولوجية في تدرج الحاجات عند ماسلو.

وأشباع حاجة الامن لدى الافراد شيء يطالب به الإسلام ويعتبره غاية من غايات الإسلام.

” لاءيلاف قريش، ايلافهم رحلة الشتاء والصيف، فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أعمهم من جوع وآمنهم من خوف”                              ( قريش: آية 1-4)

ولا يطالب الإسلام فقط بأن يتوفر للفرد الأمن على العناصر السابق ذكرها بل يطالب أيضا بأن يكون للفرد منا على اهله، آمنا على المال. وان يتوفر ذلك الامن بصف النظر على الانتماء السياسي، او الجنس، او القومية، او اللون.

والإسلام لا يعتمد على المنظماتفي اشباع حاجات الامن ولكن نظام الزكاة في الإسلام يلعب دورا مهما في الضمان الاجتماعي لجميع افراده خاصة الفقراء منهم بشكل يضمن لهم عيشة كريمة ويتمثل ذلك الامن المقدم للأفراد في ول الله تعالى:

” أرايت الذي يكذب بالدين، فذلك الذي يدع اليتيم، ولا يحض على طعام مسكين”.      ( الماعون: آية 1-3)

وقوله تعالى:

” ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين، آتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب، واقام الصلاة وآتى الزكاة”.

 وقوله تعالى:

” انما الصدقات للفقراء، والمساكين، والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل، فريضة من الله”.

(التوبة– 60)

وقوله صلى الله عليه وسلم:

” ليس بمؤمن من بات شبعان وجاره جائع الي جنبه وهو يعلم”

وقوله صلى الله عليه وسلم: ” لا يشبع الجل دون جاره” رواه أحمد 1/55

ومن طرق الامن في الإسلام ضرورة التمسك بكتاب الله وسنة رسوله وضرورة الايمان الحقيقي بالله قولا وعملا. وهنا يتحقق الامن في النفوس.

فيقول الله تعالى:

” وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها وغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله، فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون”

(النحل: 112)

وحاجات الأمن مثلها مثل الحاجات الفسيولوجية لابد ان تكون مبلورة في ظل الايمان بالله، حيث ان الايمان يعتب المصدر الأساسي لإشباع حاجات الامن، علاوة على ان وسائل اشباع حاجات الامن لابد ان تصمم وتصاغ في الصورة التي رسمها الله سبحانه وتعالى، واشباع حاجات الامن مسؤولية الفرد نفسه والمنظمة التي يعمل بها والمجتمع الذي فيه والحكومة التي تدير ذلك المجتمع. ويظهر ذلك جليا في الفهم الحقيقي للآيات القرآنية التي سبق ذكرها عن حاجات الأمن.

الحاجات الاجتماعية:

وهذه الحاجات تتمثل في حاجة الانسان ان يكون اجتماعيا يتصل بالآخرين ويكون بينه وبينهم علاقات محبة وصداقة وتعاون وكذلك رغبه الفرد في ان يكون عضوا في جماعة، وقد تكون هذه الجماعة جماعة العمل، جماعة الأصدقاء،جماعة الأسرة …الخ. وكلما كانت جماعة العمل محبة لدى الافراد وتشبع بعض حاجاتهم كلما ارتفعت معنويات العاملين في المنظمات.

ويضف الإسلام على ضرورة ان يكون الفرد في جماعة متحابة، وان يكون ذلك التحاب والترابط مبني على الايمان.

يقول الله تعالى:

” انما المؤمنون اخوة، فأصلحوا بين إخوائكم واتقوا الله لعلكم ترحمون”    (سورة الحجرات – آية 10)

 واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”     (آل عمران -103)

 وأذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا”    (آل عمران -103)

” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”             (الانفال: 46)

ويقول الله تعالى:

“والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله، ان الله عزيز حكيم”

(التوبة– 71)

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

” المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضهم بعضا”

ويقول صلى الله عليه وسلم:

“ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر حسده بالسهر والحمى” رواه البخاري في كتاب الأدب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

” والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا ادلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم” رواه مسلم في كتاب الايمان.

وعن أنس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان: من كان الله ورسوله أحب اليه مما سواهما. ومن أحب عبدا لا يحبه غلا الله، ومن يكره ان يعود في الكفر بعد اذ أنقذه الله كما يكره ان يلقى في النار”

متفق عليه – واللفظ للبخاري في كتاب الايمان. ولذلك ينبغي أن يراعي في المنظمات ان تتبنى اشباع الحالات الاجتماعية للعاملين داخل المنظمات على عنصر الايمان. وذلك لان الايمان هو الذي يقوي الرابطة بين الافراد ويمل على اشباع حاجاتهم الاجتماعية من خلال هذه الرابطة.

يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:

” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة. ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة” رواه البخاري في كتاب المظالم.

ويعتب الرسول صلى الله عليه وسلم الخروج عن الجماعة ردة الجاهلية. فيقول صلى الله عليه وسلم:

“من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية” رواه مسلم في كتاب الامارة.

كما يقول صلى الله عليه وسلم:

 من عأى من أميه شيئا يكرهه فليصبر فانه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتة جاهلية” رواه مسلم في كتاب الامارة.

الايمان يذكر مع الأخوة والمحبة الأفراد بعضهم لبعض. والحاجات الاجتماعية مالم تشرع على أساس الايمان ربما أوقعت أفرادها في الضلال.

ففي المنظمات ينبغي أن نراعي في الندوات والاجتماعات الدورية للعاملين والرحلات ولقاءات النوادي والمباريات والاحتفالات بالأعياد والمناسبات التي عادة ما تقوم بها المنظمة ان تراعي مظللة بالإيمان ومرعاه عدم تعارضها مع تعاليم الإسلام وبذلك تكون تقوية العلاقات الاجتماعية واشباع الحاجات الاجتماعية موجه التوجيه السليم حيث أن هذه الحاجات الأخرى مظللة بملة الايمان مسيرة به وموجهة به أيضا.

4-حاجات احترام الذات:

وتتمثل هذه الحاجات في حاجة الفرد ان يثير بانه يدي عملا ذا قيمة وفائدة للغير، أيضا أن يثير بانه انجز عملا ذا قيمة كان يصبو الي تحقيقه. كما أنها أيضا تمثل في حاجة الفرد للاستقلال، والتور – والنمو في قدراته وخبرته. اذ أن ذلك يفع قيمته في نظر الغي ويدفع الآخرين الى أن ينظروا إليه بتقدير. كما ان مفكرين مثل ماسلو ومكلولاند يرون ان حاجات احرام الذات أيضا تشجع عن طريق شعور الفرد بانه له اتباع أو أنه يشرف على منظمة وأفراد عديدين. وأيضا اعتبروا ان ممتلكات الفرد المادية تمثل قوة له والتي بدورها تشبع حاجته الى احترام ذاته. من ذلك نجد ان الفكر الإداري حول حاجات احترام الذات جعلت فقط العناصر المادية مثل كثرة الأموال. والاتباع، والنفوذ، والتقدم، والتأثير على الغير، والشهرة هما الوسائل الوحيدة التي تشبع حاجات احترام الذات لدى الفرد.

والنظرة الإسلامية لحاجات احترام الذات تقبل ان يشعر الانسان بقيمته عن طريق التقدم والنمو في عمله، وتقبل أيضا ان يزيد الفرد من امكانياته المادية وكذلك أن يزيد حجم أعماله أو ادارته وبالتالي زيادة مرؤسيته. وان يزداد احترام وتقدي الافراد له، ولكن ينبغي ان يكون ذلك في إطار المنهج الإسلامي وان يكون أيضا مرتبطا بالإيمان. لأنه ان لم يكن كذلك فقد يؤدي إلى التكبر والتعالي والاختيال والفخر. وهذا ما يتنافى مع الإسلام ولكن يمكن للفرد المسلم في المنظمة ان يعمل على زيادة الوسائل التي تزيد احترام ذاتها. ولكن في تواضع وايمان وعدم تكبر.

كما انه هناك عنصر مهما من وجهة النظر الإسلامية تزيد من احترام الانسان لنفسه وهو الايمان فبالإيمان يحترم المسلم الفقير احترامه للمغني. فالتفاضل عنده بالإيمان لا بالمال والجاه والسلطان. واحترام الفرد المسلم لذاته نتيجة لارتباطه بالإيمان يعتبر حافزا دائما وقويا ومحركا لسلوكه بصفة مستديمة. ودعنا نستوحي معاني احترام الذات من بعض آيا القرآن الكريم:

” ولله العزة ولرسوله والمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون”          (المنافقون -آية 8)

” وإذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد”           (البقرة – آية 206)

” الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا”       (النساء– آية 139)

” ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم”        (يونس– آية 65)

” يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير”    (المجادلة– آية 11)

” فألقوا حبالهم وعصبهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون”      (الشعراء– آية 44)

” من كان يريد العزة فالله العزة جميعا”

” يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعافوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم، عن الله عليم خبير”  (الحجرات– آية 13)

” الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم دجة عند الله وأولئك هم الفائزون”   (التوبة – 20)

ومن الآيات القرآنية السابقة نستطيع أن نستخلص ان احترام الذات واكتساب العزة لابد أن يأتي عن طريق الايمان بالله والتزام بمنهجه، أما العزة التي تأتي عن طريق كثرة الاتباع الذين يستخدمون لتنفيذ منهج غير منهج الله. فهذه عزة تؤدي بأصحابها إلى الهلاك في الدنيا والآخرة. وكما سبق ان ذكرت انه في اشباع حاجات احترام الذات يجب ان يلتزم الفرد بالتواضع وعدم التكبر. وهذا عنصر مهم يصفه الإسلام لبلورة حاجات احترام الذات.

” وأخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين”    (الشعراء – آية 214)

” … فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونهم أذلة على المؤمنين، اعزه على الكافرين”  (المائدة)

” تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً”      (القصص– آية 83)

” واستكبر هو وجنوده في الأرض بي الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون”      (القصص– آية 39)

 “ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور ”    (لقمان– آية 18)

5-حاجات تحقيق الذات

تتمثل حاجات تحقيق الذات في أن يكون الفرد كما يرغب ان يكون، فغذا كان يعرف الطب ويرغب في مزاولته ويشعر بالسعادة لذلك، قام بأعمال الطيب حتى يحقق ذاته في عمله. وبالتالي فالفرد يحقق ذاته عن طريق إعطائه عملا يستغل فيه قدراته الفعلية والذهنية ولا يجعله يشعر بالملل وعدم الأهمية. وهذا شيء يقبله الإسلام. فقد ورد في الحديث المأثور ” كل يسر لما خلق الله”

ويقول صلى الله عليه وسلم ” من ولى من أمر المسلمين شيئا فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح منه ن فقد خان الله ورسوله”

وقال صلى الله عليه وسلم:

” إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قيل: يارسول الله وما أضاعها قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله”

وهناك ضرورة أن يحقق الفرد ذاته عن طريق مساهمته في تحقيق ذاته عن ريق مساهمته في اتخاذ القرار حيث يشترك لا من الرئيس والمرؤوس في عملية اتخاذ القرارات، وهذا مبدأ مقرر في الإسلام.

” وشاروهم في الامر”      (آل عمران – 151).

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

” إذا استشار أحدكم أخاه فليشر عليه” و ” المستشار مؤمن”

وهناك الاشتراك في اتخاذ القرارات في شكل مجموعات حيث يقول الله تعالى.

” وأمرهم شورى بينهم”        (الشورى – 38)

وحتى يمكن ان يحقق الفرد ذاته من خلال عمله، نادى فريدك هرز برج وكرس اجرجرس بضرورة أثراء الوظائف وذلك بإعادة تصميمها لتمكن من استغلالها قدرات الفرد الذهنية ولا تجعله يشعر بالملل نتيجة لتكرار عمليات إنتاجية بسيطة. وغذا تم ذلك فإنه مقبول. ولكن هناك من الاعمال ما يصعب إعادة تصميمها لتحقيق ذلك نتيجة لطبيعة العملية الصناعية. وليس منى ذلك ان الفرد لا يحقق ذاته فالفرد المسلم يعمل لأن العمل واجب عليه والعمل جزء من العبادة.

” من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم بأحسن ما كانا يعملون”

(النحل– آية – 98)

ويقول صلى الله عليه وسلم:

” طلب الحلال فريضة بعد الفريضة”

ويقول صلى الله عليه وسلم:

” من أمسى آكلا من عمل يديه، أمسى مغفوراً له”

ولابد ان يكون العمل عملا صالحاً حتى يكون ذا قيمة للفرد ويستطيع ان يحقق الفرد ذاته فيه، ولابد ان يؤديه الفرد وهو مؤمن لن الايمان دائماً مرتبط بالعمل الصالح.

” فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن، فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون”   (الأنبياء – 94)

والعصر إن الانسان لفي خس. الا الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، وتأصلوا بالحق، وتواصلوا بالصبر”     ( العصر).

ومن ذلك نجد ان تحقيق الفرد لذاته في عمله لا يعيبه نوع العمل، كما انه ينبغي ان يكون مرتبطاً بالإيمان أيضاً مثله مثل إشباع الحاجات الأخرى.

الايمان كدافع لسلوك الأفراد في المنظمات:

كما اتضح لنا في استعراضنا للحاجات الإنسانية كدافع لسلوك الأفراد ان الايمان هو العنصر الحيوي والمحرك والمسيطر والموجه لهذه الحاجات كدوافع لسلوك الأفراد. فالإيمان عنصر حيوي في توجيه الحاجات الفسيولوجية لكي ترفع من سلوك الأفراد فكما اتضح لنا ان الايمان هو أولى حاجات الأفراد وليست الحاجات المادية حيث انه هو المحرك والمنظم لها والمحدد لوسيلة الحصول عليها، وكيفية استخدامها لإشباع حاجات الفرد المادية، فكذلك الايمان أيضاً مرتبط بإشباع حاجات الأمن كما وضح لنا عند حديثنا عن حاجت الأمن، وأن اشباع حاجات الأمن قد تكون مدمرة للأفراد إذا ما أسيء استخدامها. كما أن الايمان يحقق الأمن النفسي الذي لم تتحدث عنه نظريات الدوافع التي ركزت فقط على الأمن على الدخل في الحاضر والمستقبل. ويظهر ذلك الأمن في قلوب في قول الحق تبارك وتعالى:

” وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستحلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم آمنا، يعبدوني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفسقون”

(النور:55)

” الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم، أولئك هم الامن وهم مهتدون”  (الانعام: 82)

” لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون”   (الأنبياء: 103)

كما تبين لنا ان الحاجات الاجتماعية وحاجات احترام الذات وتحقيق الذات لا يمكن ان تكون موجهة ومحركة للسلوك التحريك السليم الا إذا كانت محددة ومسيرة عليها بالإيمان.

والايمان في حد ذاته دافع قوي لتحريك الافراد والجماعات فالفرد المسلم إذا قوي إيمانه يدفعه ذلك لتحمل الصعاب ومواجهة الفتن وتحمل نقص اشباع حاجاته الفسيولوجية وحاجات الامن والحاجات الاجتماعية وحاجا احترام وتحقيق الذات، وذلك في سبيل إعلاء كلمة الحق وفي سبيل المحافظة على ايمانه الحق. فالجيوش الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي عهد الخلفاء الراشدين وفي عصور التاريخ الإسلامي المختلفة، لم تهزم طالما كان يحرك سلوك افرادها وقادتها تحت راية الايمان.

–   الايمان محرك مستديم للسلوك، لأن الحاجة للإيمان لا يمكن إشباعها وكلما زاد الايمان في قلب الفرد زاد شوق الفرد للاستزادة منه وبافتراض ان الحاجات الغير مشبعة تستمر محرك لسلوك الافراد وموجهاً لهم. وكلما زاد ايمان الفرد عن طريق عمل الصالحات، كلما زاد دور الايمان في تحريك السلوك لان الايمان لا يزيد إلا بالعمل الصالح.

” عن الذين امنوا وعملوا الصالحات”

فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وغنما له كاتبون”

” من عمل صالحاً من ذكر أو انثى وهو ممن، فلنحييه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم بأحسن ما كانوا يعملون”    (النحل: 97)

” إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وغذا تليت عليهم آياته زادتهم ايماناً وعلى ربهم يتوكلون”

                                 (الانفال: 2)

ودافع الايمان ودوره في تحريك سلوك الأفراد مؤثر وفعال مادام الايمان قوياً عند الافراد بصرف النظر عن ان حاجات هؤلاء الافراد الافراد الفسيولوجية وحاجات الأمن، وحاجاتهم الاجتماعية، وحاجات احترام الذات وحاجات تحقيق الذات مشبعة بشكل كامل أو مشبعة بشكل جزئي او غير مشبعة بالمرة والدليل على ذلك انتصارات الجيوش الإسلامية في عهد الرسول والخلفاء الراشدين وفي عصور التاريخ الإسلامي اللاحقة بالرغم ان كثير من المسلمين كانت حاجاتهم غير مشبعة بالمفهوم

المادي لتلك الحاجات، ولكن إشباعها بدون زيادة الايمان لدى الافراد لا يمكن ان يكون محركاًللسلوك التحريك والتوجيه السلميين. وبعض الشعوب المسلمة في لك الأيام وخاصة التي تنقص عندها مصادر إشباع الحاجا الفسيولوجية بشكل كامل، يمكن أن تركز على زيادة الايمان لدى الافراد حتى تحرك سلوكهم لتحقيق النمو الاقتصادي والسياسي وتحقيق الحرية السياسية.كما أن الشعوب الإسلامية الغنية عليها أن تعيد توجيه سلوك أفرادها وذلك باستخدام دافع الايمان حتى يؤتي ذلك ثماره الطيبة وهذا أفضل من السماح للدول المتقدمة بالتحكم في سياستنا عن طريق المساعدات الاقتصادية او العسكرية. فعن ريق تحريك دافع الإيمان لدى الافراد يمكن ان يزداد فائض الإنتاج، وبالتالي ينمو المجتمع ف جميع المجالات، حيث ان الفرد مع دافع الايمان يعمل وينظر جزءاً من مقابل عمله متمثلاً في الجنة ورضاء الله سبحانه وتعالى والجزء الآخر متمثل فيما تعطيه له المنظمات التي يعمل بها من حوافز مادية وبالتالي فبدلا من ان يتحرك سلوك الفرد فقط بالحوافز المادية والمعنوية الدنيوية والملموسة يتحرك بالجزاء الذي وعد الله به وكذلك بما توفره له تلك المنظمات من حوافز دنيوية. وتصبح تلك الآية واقعاً حيوياً في نفوس الأفراد:

” من عمل صالحاً من ذكر او انثى وهو مؤمن، فلنحييه حياة طيبة ولنجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون”     ( النحل : 97)

علاوة على الخصائص السابقة لدافع الايمان ودوره في تحريك سلوك الأفراد فهو محرك لجميع الأفراد في المنظمات بصرف النظر عن موقعه الإداري في المنظمة وبصرف النظر عن طبيعة الوظيفة أو العمل الذي يقومون به فهو بذلك ليس مثل دور حاجات احترام الذات وتحقيق الذات في تحريك سلوك الافراد، حيث يرى مازلو وهرزبرج في نظرياتهم عن الدوافع ان حاجات احترام الذات وتحقيق الذات لا لعب دورها في تحريك السلوك الا لأصحاب الوظائف المثارة أو للأفراد الذين يحتلون في الغالب وظائف إدارية عليا. السبب في أن دافع الايمان يحرك السلوك لجميع الافراد في المنظمة بصرف النظر عن مواقفهم الإدارية أو نوع وظائفهم هو ان الايمان متاح لكل فرد ولكل فرد يمكن أن يزيد ايمانه بالعمل الصالح والإخلاص في عمله وتطبيق شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والفرد يأخذ جزاءه الأوفى على ذلك من الله أولاً، وبما تعطيه المنظمة من حوافز ثانياً. وتدبر هذه الآية، فهل يوجد أكثر من الجنة التي وعد الله المؤمنين بها.

” إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا، خالدين فيها لا يبغون عنها حولا”

                          (الكهف – آية: 107-108)

السبق الإسلامي في نظريات الدوافع:

من استعراضنا السابق للحاجات كأساس لدوافع الفرد، وكذلك من استعراضنا للآيتين كدافع جوهري وأساس لسلوك الافراد يتضح لنا ان الإسلام كان له السبق منذ أربعة عشر قرناً في إقرار حاجات الافراد واستخدامها كدافع لسلوكهم في حياتهم العملية وفي منظماتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وبذلك فإن نظريات الدوافع مثل ماسلو، هرزبرج، مكلولاند وفورم، وبورتر ولولر، وسكنز وغيرهم لم تكن أولى النظريات عن دوافع الافراد وحاجاتهم. بل أن مثل هذه النظريات ينقصها دافع قوي في تحريك سلوك الافراد وهو دافع الايمان، حيث لم تتحدث عنه. وكان الإسلام ومازال ينفرد بضرورة أخذ دافع الايمان كدافع مهم وأساس لتحريك سلوك الافراد في المنظمات وفي الحياة.

ما هو دافع الايمان؟

تعريف وتحديد الايمان كثرت فيه الكتب، وللتعميق في ذلك مكن الرجوع الى الكتب المتخصصة عن الايمان (15). ولكن ما يهمنا في هذا البحث هو ذكر الايمان وصفات المؤمن باختصار حتى نعمل على إيجاد دافع الايمان لدى الافراد أو على الأقل تساهم المنظمات في زيادة ايمان الافراد علاوة على دور الفرد نفسه ودور المجتمع في زيادة الايمان لدى الافراد.

والايمان كما ورد في حديث عن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إن تؤمن بالله وملائكة وكتبه ورسوله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره” رواه مسلم.

وبتحقيق دافع الايمان في الواقع العملي للمنظمات إذا وجد أفراد في المنظمات إذا وجد أفراد في المنظمات يتمتعون بصفات المؤمنين، ولذلك ينبغي علينا ان نلقي الضوء على صفات الفرد المؤمن.

ما هي صفات المؤمن:

الأصل ان كل عمل صالح يدي إلى زيادة الأيمانفالإيمان مفهوم شامل يشمل جميع الاخلاق والآداب الإسلامية وكذلك جميع المعاملات الإسلامية. كما يشمل التطبيق الشامل لكل ما جاء في كتاب الله وسنه رسوله. ولكن يمكن ان نسرد أهم صفات المؤمن حتى تكون الصورة أكثر وضوحاً.

1-الايمان بالله وبالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر، والقدر خيره وشره وذلك حتى يتحقق مضمون الايمان في القلب كما جاء في تعريف الايمان السابق الذكر.

” كل آمن بالله وملائكته ورسله، لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا اطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير”     ( البقرة : 285)

2-أداء فرائض الدين الإسلامي من صلاه، وزكاه، وصوم، وحج لما استطاع اليه سبيلا، والجهاد في سبيل الله.

” إنما المؤمنون الذين أمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وانفسهم في سبيل الله، أولئك هم الصادقون”   (الحجرات :15)

3-الخضوع والتسليم الكامل لأوامر الله ونواهيه.

” إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأعنا ، أولئك هم المفلحون”   (النور:51)

4-ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

” الذين ان مكناهم في الأرض ، اقاموا الصلاة وآتا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، لله عاقبة الأمور “.    (الحج: 41)

” ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون”    ( آل عمران: 104)

” يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين”.   ( آل عمران: 114)

” والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله، ان الله عزيز حكيم”.

5-إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحفظ الأمانة، والبعد عن اللغو.

” قد أفلح المؤمنون، الذين هم ف صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون، والذين هم لفروجهم حافظون، الا على أزواجهم أو ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون، والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون، والذين هم لى صلواتهم يحافظون، أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون”        ( المؤمنون: 1-11)

6-لزوم الجماعة المؤمنة

واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا….”   (آل عمران:103)

” إنما المؤمنون اخوة، فاصلحوا بين اخويكم، واتقوا الله لعلكم ترحمون”     ( الحجرات:10)

7-ان يتصف بالتعاون مع الغير، ويأمنه الناس، ويحسن الجوار، ويواسي الفقير.

“عن أبي موسى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا” وشبك بين أصابعه.    متفق عليه

” المؤمن من آمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم”

في رواية لمسلم  “لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه”

” من واسى الفقير من ماله، وأنصف الناس من نفسه، فذلك المؤمن حقاً”     ( الطحاوي)

8-ان يشكر الله على النعمة ويصبر على البلاء

عن ابي يحيى صهيب بن سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” عجباً لأمر المؤمن، ان امره كله له خير وليس ذلك لأحد غير المؤمن ، ان اصابته سراء شكر وان خيراً له، وان اصابته ضرا صبر وكان خيراً له”

9-ان يكون حذراً ويبتعد عن صفات السوء.

عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:” لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين”     متفق عليه

” المؤمن كيس فطن، حذر وقاف، ثبت لا يعجل عالم ورع”.      (الديلمي)

عن ابي مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا القادش، ولا البذيء.  (رواه الترمذي وقال حديث حسن)

المكافآت المادية والمعنوية التي تحقق اشباع حاجات الافراد المحددة بناء على الاتجاه الإسلامي:

مما ذكر في الصفحات السابقة، يمكن القول ان هناك اتجاهاً اسلامياً مميزاً في تحديد حاجات الافراد سواء الحاجات الفسيولوجية أو حاجات الأمن او الحاجات الاجتماعية اوحاجات احترام الذات او حاجات تحقيق الذات، وحاجات الايمان والمقصود بدافع الايمان والمقصود بدافع الايمان والمقصود بخصائص الفرد المؤمن. وتبين لنا ان دافع الايمان يلعب دوراً اساسياً ومهماً في تحريك وتوجيه سلوك الافراد، كما ان له دوراً ملموساً في خلق الفاعلية والتأثير الفعال في الحاجات الأخرى وفي تحريكها لسلوك الافراد. والسؤال الذي يثار هو، ما المكافآت المادية والمعنوية التي سبق ذكرها؟

يمكن تقسيم هذه المكافآت او الحوافز الي حوافز مادية وحوافز معنوية ملموسة، كما ان هناك حوافز يجب ان تقدمها المنظمة للعمل على إشباع الحاجات الحاجة للإيمان.

1-الحوافز التي تعمل على تحريك دوافع الايمان:

تنمية الايمان في نفوس الافراد لا يعتبر مسؤولية المنظمة التي يعمل فيها الفرد فقط ولكن أيضا يعتبر مسؤولية الفرد نفسه والمجتمع الذي يعيش فيه. فالفرد نفسه يمكن ان يزيد الايمان لنفسه وذلك بزيادة قيامه بالأعمال الصالحة، وبمحاولة قيامه بالأعمال التي تكسبه صفات الفرد المؤمن التي سبق ذكرها.

كما ان هناك مسئولية على المجتمع لزيادة دافع الايمان لدى الافراد وذلك من خلال برنامج التعليم في جميع مراحله حيث يمكن ان ساعد البرامج التعليمية على تعميق الايمان لدى الافراد، وذلك بمزاولة الاعمال الصالحة التي تزيد الايمان في بيئة المدرسة علاوة على صياغة العلوم الإنسانية والاجتماعية صياغة إسلامية، هذا بالإضافة الى الاهتمام بتعليم العلوم الدينية الإسلامية بقدر كاف من جميع المستويات التعليمية.

كما ان الدولة تزيد وتقوى دافع الايمان من خلال المؤسسات والهيئات والجمعيات الإسلامية ومن خلال المساجد التي تشرف عليها وزارة الأوقاف. كما ان دافع الايمان يرتفع أكثر بتطبيق كتاب الله وسنة ورسوله في النظام السياسي الاقتصادي، الاجتماعي، الدولي، وجميع نظم الدولة. حيث ان التطبيق العملي لمجالات الايمان وللدين الإسلامي هو أفضل وسيلة لرفع الايمان لدى الافراد.

كما ان المنطقة التي يعمل بها يمكن ان تقوم بدور من اجل تقوية دافع الايمان لدى العاملين بها. وهذه بعض المقترحات التي يمكن ان تقوم بها المنطقة في هذا المجال.

1-ان تنسجم سياسات الشركة وقواعدها مع تشريعات الإسلام ولا ينبغي ان يكون بالمنظمة من السياسات الإدارية التي تتعارض مع مفاهيم الإسلام.

2-تهتم المنظمة بإنشاء أماكن لإقامة الصلاة أثناء العمل ، ويسمح بوقت كاف لإتمام ولآداء الصلاة التي مواقيتها أثناء فترة العمل.

3-ان يؤخذ السلوك الإسلامي الذي يمكن قياسه وملاحظته في المنظمة كأحد عوامل تقييم أداء الافراد.

4-ان تعطي المنظمة بعض المحاضرات والندوات ذات التوجيه الديني.

5-ان يتضمن البرنامج المكافآت المادية والحوافز المادية التي تعطى للعاملين  بعض الحوافز ذات التوجه الديني مثل حوافز متمثلة في المساهمة في انشاء مكتبات إسلامية وثقافية للعاملين، زيارات بعض الدول الإسلامية، إعطاء زي إسلامي للعاملات في المنطقة وخاصة في منظمات مثل المستشفيات والمدارس.

6-ان نستخدم آيات القرآن الكريم المتعلقة بالعمل، وبالإيمان كمعلقات أو توزع في شكل منشورات إدارية على العاملين حيث تحفز الافراد على العمل والالتزام في المنظمة. وذلك بدلا من استخدام شعارات غيبة على مجتمعاتنا من الشارات الاشتراكية او غيرها.

7-ان يراعي عند اختيار الافراد للعمل، توافر حد ادني من المعلومات الدينية قبل اتخاذ قرار تعينهم.

8-يمكن لإدارة المنظمة ان تضيف أي حوافز أخرى او تصميم أي نظام آخر للحوافز لتقوية دافع الايمان حيث أن ما قدمته إنما هو مجرد اقتراحات.

2-الحوافز التي تعمل على اشباع الحاجات الأخرى:

وتتمثل في الحاجات الفسيولوجية، وحاجات الامن والحاجات الاجتماعية، وحاجات احترام الذات، وحاجات تحقيق الذات التي سبق إيضاحها في هذا البحث، وما تعنيه هذه الحاجات من الوجهة الإسلامية التي ذكرناها، ويمكن تقسيم هذه الحوافز إلى حوافز مهمة لإشباع الحاجات الفسيولوجية وحاجات الامن وحوافز موجهة لإشباع حاجات احترام وتحقيق الذات.

أولاً: حوافز موجهة لإشباع الحاجات الفسيولوجية وحاجات الامن وتتمثل في :

1-الحوافز المادية: وتتمثل هذه الحوافز في :

1-الاجر سواء أج على أساس زمني أو على أساس الإنتاج

2-المكافآت مثل مكافآت بعض العاملين لبعض اسهامات ممتازة وغير عادية يقدمونها للمنظمة، مكافآت انجاز بعض المشروعات.

3-المشاركة في الأرباح.

4-التأمين الصحي.

5-حوافز الرعاية الاجتماعية.

6-العلاوات الدورية والاستثنائية.

7-الترقية

8-تقديم خدمات عينية مثل السكن، وسائل مواصلات للعمل، تغطية تكاليف العلاج، تقديم وجبات غذائية، ملابس للعاملين، تغطية نفقات حضور بعض المؤتمرات.

9-الحوافز الموجهة لزيادة دافع الايمان التي سبق ذكرها.

10-     ساعات عمل مناسبة

11-     أوقات راحة مناسبة وكذلك اعطاء اجازات بمرتب علاوة على منح إجازة حج لمن يرغب من العاملين وذلك في شكل منظم حسب ظروف المنظمة.

12-     المعاشات

13-     الضمان الاجتماعي.

ب- حوافز معنوية : مثل خطابات التقدير، لقاءات بين العاملين والإدارة ، رحلات، الاحتفال بالأعياد، القيام ببعض النشا الرياضي.

ثانيا: حوافز تعمل على اشباع الحاجات الاجتماعية وحاجات احترام الذات وحاجا تحقيق الذات:

ومن أمثلة هذه الحوافز: (1) المشاركة في اتخاذ القرارات بين العاملين والإدارة، (2) تشجيع انجاز القرارات بشكل جماعي، (3) زيادة الترابط الاجتماعي والعلاقات الإنسانية بين العاملين، (4) تعميق احترام الذات عن ريق الايمان كما وضح عند الحديث عن حاجات احترام الذات في الصفحات السابقة، (5) استخدام أسلوب الوظيفي، (6) استخدام نظام التوسع الوظيفي Job Enlargement، (7) استخدام نظام الاثراء الوظيفي عند تصميم وظائف العاملين في المنظمة.

شروط يجب توافرها عند تصميم نظام حوافز العاملين في المنظمة:

هذه الشروط التي سأذكرها مستخلصة عن الفهم الإسلامي لدوافع وحوافز العاملين علاوة على الفهم السليم لنظريات دوافع العاملين مثل نظرية تدرج الحاجات لماسلو، ونظرية حاجات الإنجاز لمكلولاند، ونظرية X، ونظرية Yلمجروجر، ونظرية عوامل الوقاية وعوامل الدوافع لهرزبرج، ونظرية التوقع لفروم ونظرية تعديل السلوك التنظيمي لسكنر (14).

وفي ضوء المفهوم الإسلامي للدوافع وفي ضوء هذه النظريات يمكن القول بأن شروط نظام الحوافز هي:

1-حيث أنه ينبغي ان تأخذ الوظائف التي تستلزم نفس الكفايات ونفس ظروف العمل نفس الأجر الأساسي ، وعادة ما يتم ذلك العدل باستخدام تقويم الوظائف. والعدل يجب ان يدركه العاملون وان يشعروا به ونظرية المساواة لآرمز، ونظرية مراحل الدوافع لبورتر ولولر تستلزم توافر ذلك الشرط في تصميم نظام المكافآت والحوافز للعاملين. كما ان العدل في دفع الأجور مفهوم إسلامي ففي القرآن الكريم ورد:

” ليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون” ( الاحقاق : 19).

” ولا تبخسوا الناس أشياءهم” ( الأعراف : 85)

” آتي لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى” (آل عمران: 194).

” وان ليس للإنسان الا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى، ثم يجزاه الجزاء الاوفى”. ( النجم:  39 – 41).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

” ثلاث انا خصمهم يوم القيامة، ومنهم رجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره”. الراوى.

2-ان يتفاوت الاجر على أساس اختلاف مسئوليات وظروف العمل لكل وظيفة وذلك فيما يتعلق بالأجرالأساسي. اما بالنسبة للحوافز الأخرى المادية فيجب ان يرتبط الاختلاف فيها باختلاف انتاجية الافراد إذا كانت ظروف الوظيفة تسمح بذلك. وينبغي ان يرتبط حصول الفرد على تلك الحوافز بضرورة تحقيقه مستوى معين من الأداء. فإذا ما أنتج ذلك المستوى المحدد بطريقة علمية يحصل الفرد على الحوافز المادية المقررة لذلك.

3-ينبغي ان لا تتركز حوافز العاملين في العناصر المادية الملموسة فقط مثل التي سبق ذكرها ولكن ينبغي ان تشمل حوافز الايمان كما تم ايضاحها، وكذلك الحوافز التي تعمل على اشباع الحاجات الاجتماعية وحاجات احترام الذات، وحاجات تحقيق الذات. ولكن يجب مراعاة ظروف العاملين في تقديم هذه الحوافز، ودرجة تفضيلهم لأوليات هذه الحوافز بالنسبة لهم.

4-ان لا يكون هناك فارق زمني كبير بين أداء العامل لعمله وبين حصول على نتائج عمله من أجر وحوافز أخرى. ويرى الباحث ان الدفع الشهري مدة طويلة، وإذا ما قصرت لتصبح على أساس أسبوعين، أو كل أسبوعين يكون ذلك أفضل. وهذا الاتجاه تؤيده أبحاث سكنر في نظرية تعديل السلوك التنظيمي، وكذلك يؤيده حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه ” أعط الاجير أجره قبل ان يجف عرقه”.

5-يمكن ان يستخدم ما يسمى بنظام الكافتيريا في المكافآت المادية والمعنوية، ويعني أن تعرض المنظمة مجموعة الحوافز التي يمكن ان تقدمها للعاملين، وتترك للعاملين حرية الاختيار م بين هذه الحوافز حسب تفضيلهم للأهمية. فهناك من العاملين من يعتبر الاجر أو طبيعة الوظيفة أو التأمين الصحي أو المشاركة في اتخاذ القرارات أو الامن على الوظيفة حوافز ذات أهمية كبيرة بالنسبة له. وبالتالي يوزع المبلغ المخصص لحوافزه على تلك الحوافز حسب رغبته. وقد تكون هناك مجموعة أخرى من العاملين لها تفضيل لمجموعة أخرى من الحوافز. وبذلك تكون الحوافز لها قيمة لدى الافراد العاملين وبالتالي يزداد تأثيرها على الإنتاجية وعلى أداء الافراد. حيث ان قانون الأثر law of Effect يعنى ان الأداء المتبوع بحوافز أو معقبات مرغوبة يكون احتمال تكراره كبيراً.

6-ان تعمل الإدارة على مساعدة العاملين للوصول الى تحقيق مستوى الأداء المطلوب منهم والذي عادة يأخذون حوافز ومكافآت مرتفعة في حالة وصولهم اليه. وتتم المساعدة عن طريق تدبير برامج تدريبية، وحل المشاكل التي قد نسبب عوائق الوصول الى ذلك المستوى من الأداء.

7-ان يتضمن نظام حوافز العاملين من الحوافز ما يزيد ويقوى دافع الايمان لدى الافراد. وقد سبق ذكر بعض أنواع مقترحة لهذه الحوافز. طبعاً ذلك الى جانب الأنواع الأخرى من لحوافز التي سبق ذكرها.

الخلاصة:

لقد تناول هذا البحث صياغة إسلامية لدوافع وحوافز الافراد. ولقد تبين لنا ان الحاجات التي تدفع الافراد لأداء سلوك معين هي الحاجات الفسيولوجية، وحاجا الامن، والحاجات الاجتماعية، وحاجات احترام الذات وحاجات تحقيق الذات وحاجات الايمان. وتبين لنا انه يوجد مفهوم إسلامي لهذه الحاجات. فالاسلام يقبل ان يشبع الفرد حاجاته الفسيولوجية ولكن يجب ان لا يطغى اشباع الجانب الروحي للفرد. وان الايمان يجب ان يكون هو الموجه والمسير ولمحور لحاجات الافراد الفسيولوجية. ما ان المفهوم الإسلامي يرى ان الحاجات لفسيولوجية ليس من الضروري ان تكون هي المسير على سلوك الفرد في حالة نقصها، ولكن الايمان اذا توافر لدى الافراد يكون هو المسيطر والموجه لسلوكهم سواء توافر او تناقص الاشباع للحاجات الفسيولوجية هي أولى الحاجات من ناحية التدرج، ولكن الايمان يأتي في الدرجة الأولى لتحريك سلوك الافراد. كما أن الفرد في أدائه لسلوك معين لإشباع حاجاته الفسيولوجية يقوم بدور تعبدي في المفهوم الإسلامي، لان العمل عبادة في الإسلام.

وبالنسبة لحاجات الامن في الإسلام، نجد ان الإسلام ينادي بضرورة توافر أمن الفرد على الفرد على دخله الحالي وفي المستقبل، ولكن الأمن في الإسلام اشمل حيث يشمل عناصر أخرى مثل الامن على الاهل، والامن على مزاولة العبادة لله. وللزكاة دور مهم في تحقيق الامن الاجتماعي أو الضمان الاجتماعي للإفادة في السلام. كما ان الايمان في حد ذاته يحقق الامن النفسي كما ظهر لنا في ذلك البحث.

واشباع الحاجات الاجتماعية للأفراد شيء أساسي وضروي في المفهوم الإسلامي بل انه فرض على الفرد المسلم أن يقوم بدوره الاجتماعي تجاه أخوته وزملائه في العمل وفي المواقع الاجتماعية المختلفة وينبغي ان يكون اشباع تلك الحاجات محكوماً بتعاليم الإسلام وإلا فانه قد يؤدي الي الانحراف.

والإسلام يعترف بضرورة اشباع الحاجة لاحترام الذات، لكنه لا يقصرها فقط على المصادر المادية لإشباع هذه الحاجات، حيث أن قصور مصادرها على المصادر المادية قد يؤدي الى التكبر والغرور. ويعتبر الايمان مصدراً مهماً لاحترام الذات أمام الله وأمام الناس، وهذا المصدر مستديم ومحرك دائم للسلوك.

ويرى الإسلام ضرورة ان يعمل الفرد على تحقيق ذاته في عمله عن طريق اثراء الوظائف أو بأي وسيلة أخرى. ولكن يضاف الى ذلك أنه في بعض الوظائف التي يصعب اثراؤها، ما زال الفرد ينظر إليها كمصدر لتحقيق ذاته لان العمل مهما يكن بيعته عباده، والعبادة جزء من الايمان.

وكما اتضح في استعراضنا للبحث، ان دافع الايمان يعتبر جانباً مهماً في تحديد الحاجات المحركة لسلوك الافراد والتي سبق ذكرها، وهو أيضاً يعتبر دافعاً مهماً لسلوك الافراد في حد ذاته، لأنه يحرك سلوكهم حتى ولو نقص اشباع الحاجات الأخرى. والايمان محرك مستديم للسلوك لأنه لا يمكن إشباعه، فكلما ازداد الفرد منه ازداد شوقاً الى ان يستزيد أكثر. كما أنه يعتبر أنسب محركات السلوك بالنسبة لظروف الدول الإسلامية، وهو المخرج الوحيد لتحريك سلوك الافراد حتى تتقدم الدول الإسلامية وتخرج من التبعية للدول الغربية كما أنه محرك لسلوك الافراد بصرف النظر عن موقع الفرد الإداري في المنظمة.

ودافع الايمان يتمثل في أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. وهناك صفات أساسية يجب توافرها في الافراد حتى يمكن ان يرتفع لديهم دافع الايمان منها ان يقوم بجمع الاعمال الصالحة، وتطبيق كتاب الله وسنة رسوله في حياته، والجهاد بالمال والنفس، الخضوع الكامل لأوامر الله ونواهيه ووجود روح الاخوة لديه وروح التقوى في قلبه بالتعاون مع أخيه المسلم، وحسن الخلق وحسن المعاملة، وشكر الله، والصبر على البلاء، ومراعات حق الله في ماله والايمان بالجماعة، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الصلاة بخشوع وإيتاء الزكاة وحفظ الأمانة والبعد عن اللغو.

وحتى يمكن تحريك دوافع الافراد للقيام بأداء سلوك معين لإشباع هذه الحاجات، لابد من تصميم نظام المكافآت والحوافز التي تشبع تلك الحاجات. فهناك حوافز موجهة لإشباع الحاجة للإيمان. وهذه الحوافز يقوم بتقديمها الفرد نفسه، والمجتمع، المنظمة التي يعمل بها الفرد وقد بين البحث بعض الحوافز المقترحة الموجهة لزيادة أو تقوية دافع الايمان لدى الافراد . كما أنه تم ذكر الحوافز التي تشبع الحاجا الفسيولوجية، حاجات الامن، حاجات احترام الذات، وحاجات تحقيق الذات.

كما أن هناك شروطاً معينة ينبغي توافرها عند تصميم نظام للحوافز ومن هذه الشروط العدل والتفاوت في الحوافز بتفاوت مسؤوليات الوظائف وبتفاوت إنتاجية العاملين وان تشمل الحوافز الموجهة لإشباع حاجات الايمان. وأن يتم دفعها على فترات قصيرة وان تساعد الإدارة الافراد على تحقيق مستوى الأداء الذي يترتب على تحقيقه حصول الافراد على مستوى مرتفع من الحوافز.

ويمكن تصور المفهوم الإسلامي للدوافع والحوافز في النموذج المقترح لذلك. وهذا النموذج يعتبر صورة ملخصة لماء في هذا البحث حيث يظهر:

1-تحديد حاجات الأفراد وعلاقتها بحاجات الايمان.

2-مجهود الفر وسلوكه يتوقف على درجة رضاء العاملين وعلى قدرات الفرد، وعلى إدراك الفرد بأنه إذا أنتج مستوى معيناً من الأداء سوف يحصل على المكافآت والحوافز المرغوبة.

3- على الإدارة ان تسهل للأفراد تحقيق مستوى الأداء المطلوب بتقليل العقبات التي تواجه العاملين في سبيلهم للوصول الى ذلك المستوى.

4-إذا أدى فرد عملا (مجهودا) معينا أدى إلى الوصول إلى مستوى أداء محدد فان هذا الفرد يحصل على الحوافز والمكافآت التي يرغب في الحصول عليها.

5-يشترط في تلك الحوافز حتى تعمل على رضاء العاملين وتعمل على استمرار الفرد في العمل بمستوى أداء مرتفع وبدرجة رضاء عالية أن يكون هناك عل في دفع هذه الحوافز وأن يتم دفعها على فترات متقاربة.

الهوامش

1-مالك بدوي، ” علماء النفس المسلمون في حجرة الضب” ، المسلم المعاصر، العدد 15 يوليو- سبتمبر 1975)، ص 105 -123 .

2-يرجع في ذلك إلى أعداد مجلة المسلم المعاصر، الكويت دار البحوث العلمية.

3-حامد احمد بدر، السلوك التنظيمي، الكويت، دار القلم، 1982.

4-نبيل رسلان، ” حوافز العاملين بين الفكر الأداء وقوانين الخدمة المدنية”، المجلة العربية للإدارة، المجلد الرابع، العدد الثاني (ابريل 1980)، ص2 -17.

1-AbranhamMaslow ,Motivation and personality,New York Harper and Row,1954.

2-Dacid McClelland,Motivating economic Achievement,New York,Free Press,1969.

3-Fredrick Herezberg,Work and the Nature of Man,  Cleveland,Ohio,World Publishing co.,1960.

4-Fredrick W. Taylor,The Principles of scientific Managment,New York: Harper and Row,1911.

5-Max Weber ,The Theroy of Social and Eonomic Organization,New York,Free Press. 1947.

6-J.D Mooney and A.C .Reiley,Onward Industry,New York: Harper and Row,1931.

7-يمكن الرجوع لهذه النظريات في :

حامد أحمد بدر، السلوك التنظيمي، الكويت دار القلم،  1982.

8-A Masiaw,OP. cit

9-F. Herezberg,OP. Cit

10-     يمكن الرجوع لهذه النظريات في :

حامد أحمد بدر، السلوك التنظيمي، الكويت دار القلم،  1982.

11-     يمكن الرجوع إلى كتب عن الإيمان نذكر منها:

محمد نعيم ياسين، الايمان، شيخ الإسلام ابن تيمية والايمان ، بيروت، المكتب الإسلامي ، 1399 هـ.

المراجع

دوريات عربية

–   الفنجري، محمد شوقي ” حقوق العمال وواجباهم في الإسلام” رابطة العالم الإسلامي وعد خاص عن حقوق الانسان في الإسلام، 1980 ص 13-139.

–   الخولي، محمد عبد الغني، ” تكافؤ الايمان والعمل”، البنوك الإسلامية عدد 9،( ربيع الثاني 1400هـ فبراير 1980م) ، ص 63 – 65.

–   الدسوقي، عبد العظيم ” الانسان بين الهوان في الشرق والضياع في الغرب”، الدعوة / مصر ، عدد 4، ( مايو 1980)، ص 57-57.

–   منصور ، منصور أحمد، ” الدوافع النظرية والتطبيق”، عالم الفكر، المجلد السابع، العدد الرابع (يناير-فبراير-مارس 1977)، ص 169-188.

–   رسلان، نبيل إسماعيل ، ” حوافز العاملين بين الفكر الإداري وقوانين الخدمة المدنية” المجلة العربية للإدارة، المجلد الرابع، العدد الثاني (ابريل 1980)، ص -17.

–   الفنجري ، محمد شوقي، ” الضمان الاجتماعي في الإسلام”، الإدارة العامة العدد 5 ( ربيع الثاني – مارس 1980)، ص 9 – 26.

–   عبد الباقي، زيدان، ” حول دوافع وبراعث السلوك الإنساني” . مجلة العلوم الاجتماعية ، مارس 1979)، ص 45-62.

–   خميس، محمد عبد المنعم، ” حول الحوافز وأثرها في العمل”. الإدارة المجلد الرابع، العدد الرابع (ابريل 1971)، ص 19-30.

–   الشريفي، خضر، ” أثر العلوم السلوكية في الإدارة ” ، المجلة العربية للإدارة، العدد الثاني، (ابريل 1980)، ص 19-25.

–   أبو العلام، محمد طه، نظام الحوافز ” الكفاية الإنتاجية، العدد الثالث ( 1979)، ص 31-40.

–   فهمي، منصور  الدوافع والحوافز” الاقتصاد والإدارة، العدد السابع( رجب 1398، يونيو 1978)، ص 239-248.

–   الشرباصي، السعيد ، ” احترام الإسلام للعلاقات الإنسانية والمادية والعاطفية”، مجلة رابطة العالم الإسلامي، عدد خاص عن حقوق الإنساني في الإسلام، محرم ن ص 97-99.

–   الرافعي، قاسم الشماعين” العمل والعمال في الإسلام”، الفكر الإسلامي، السنة 9 عدد 5 (1980)، ص 38 -45.

–   البهي، محمد، ” دارة الله ومعجزة الايمان في النصر”، الفكر الإسلامي، السنة الخامسة، عدد 2 (1974)، 17 -19.

–   الشورى، مصطفى عبد الشافي، ” اثر الايمان في النفوس” ، الفكر الإسلامي، السة 5،11 (1974)، ص 92 – 97.

–   عيد التجلي، رجاء حنفي، ” دعائم البناء الروحي في الإسلام”، الفكر الإسلامي، السنة الثامنة، عدد 1 (1979) ص 60 – 69.

–   القاعود، حلمي محمد، ” بناء القوة في الإسلام” ، مجلة رابطة العالم الإسلامي، عدد 3 ( ربيع الأول 1401 هـ – يناير 1981) ص 26 -28.

–   الشرباصي، السعيد ، ” طريق العزة هو طريق المؤمن ” ، مجلة رابطة العالم الإسلامي ، العدد الثالث ( ربيع أول 1401 – يناير 1980) ص 29 – 31.

–   عابدين، حسن أحمد ، ” المادة بين الجاهلين والإسلام” ، مجلة رابطة العالم الإسلامي، عدد 4 ( مارس 1980)، ص 29- 31.

–   هاشم، احمد عمر، ” قوة الايمان وأثرها” مجلة رابطة العالم الإسلامي، عدد  ( صفر 1401 – ديسمبر 1980)، ص 10-11.

–   رؤوف، عدنان، ” الأجور والمكافآت”، مجلة البحوث الاقتصادية والإدارية، عدد 3، السنة السادسة (1979)، ص 395 – 436.

كتب عربية

–   بدر حامد احمد رمضان، السلوك التنظيمي، دار القلم، 1982.

–   بدر حامد احمد رمضان، إدارة التنظيمات: اتجاه شرطي، الكويت دار القلم، 1982.

–   الجزائري، أبو بكر ، منهاج المسلم، بيروت، دار الجبل، 1979.

–   بليق، عز الدين، منهاج الصالحين ، بيروت دار الفتح، 1978.

–   عبد الباقي، محمد فؤاد، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، بيروت، إحياء التراث العربي، 1939.

–   عبد الهادي، حمد أمين، الفكر الإداري الإسلامي والمقارن ، القاهرة، دار الفكر العربي، 1975.

مراجع اجنبية

Maslowm Abraham H.,“ ATherory of Human Motivation”. PsyhologicalReview ,Vol . 50 (1943).

Mayo,Elton,The Human Problems of a Industurialivilization,N.Y. : Macmillan Co.,1933.

Argyris,Chris,Personality and Organization,New York: Harper and Row,1957.

Herzberg,Fredick,Work and the Natural of Man,Cleveland,Ohio: World Publishing Co.,1960.

Maslow,Abraham H.,Motivation and Personality,New York: Harper and Rowm 1954.

McClellan,David C.,Motivation Economic Achievement ,New York: Free Press,1969.

MCGregor,Douglas,The Human Side of Enterprise,New York: McGraw-Hill Book Co.,1960.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: جميع الحقوق محفوظة لمجلة المسلم المعاصر