مقدمة:
إن أهمية دراسة السيرة النبوية لا تخفى من حيث أنها المصدر الثاني – بعد القرآن الكريم- للتشريع الإسلامي. وهنالك كم كبير من الكتابات المتعلقة بسيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم- وذلك من خلال دراسة الوقائع والأحداث المهمة التي حدثت في حياته. وهذه الكتابات العديدة في السيرة النبوية هي جديرة بالدراسة واستخلاص العبر والدروس من حياته صلى الله عليه وسلم.
ولكن كتب السيرة المشهورة تتحدث عن السيرة إما في شكل أحداث ووقائع مهمة -كما أسلفنا – وهو الأغلب، أو عن طريق التسلسل الزمني الذي يجمع الأحداث التي حدثت في سنة ما أو في أشهر ما من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. وبالرغم من أن الأحاديث النبوية شكلت مصدرا مهما في كتابة السيرة –إن لم يكن الجزء الأكبر والأهم- إلا أن جزءا يسيرا جدا منها قد احتوته كتب السيرة. والهدف من هذا البحث هو إيجاد تسلسل زمني للسيرة بصورة أكثر تفصيلا مما هي عليه حاليا في كتب السيرة، بحيث نربط حياة الرسول “اليومية إن امكن” بتسلسل زمني مع تضمين الأحداث والوقائع المهمة، مستفيدين من الحصيلة الوافرة من الأحاديث النبوية. وهذا التسلل الزمني الدقيق سيضيف فهمًا جديدًا للسيرة النبوية والسنة بصورة عامة، وسنتعرف من خلاله على كيفية الحياة اليومية للرسول صلى الله عليه وسلم وفقًا لما ورد في كتب الحديث، ونتعرف أيضًا على الأحوال التي ذكرت فيها أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. ونحن بذلك أيضًا نعطي مثالاً أكثر حيوية وواقعية لاتباع الرسول والاقتداء به.
أهداف البحث:
* استخدام البرمجيات والحاسوب في ترتيب الأحاديث النبوية بغرض إعادة تدوين السيرة النبوية .
عناصر البحث:
أولاً: المنهجية المتبعة في التدوين الزمني للسيرة النبوية من حيث المواضيع المتناولة.
ثانيًا: تحديد العناصر التي تساعد في إعادة كتابة السيرة النبوية بشكل أكثر تفصيلاً مما هي عليه الآن.
ثالثًا: وضع خطة عامة لإعادة كتابة السيرة ووضع المخطط التسلسلي لبرنامج الحاسوب.
رابعًا: مثال تطبيقي من صحيح البخاري.
خامسًا: الفرضيات والإشكالات المرتبطة بطريقة التقليص الزمني الواردة في البحث.
أولاً: المنهجية المتبعة في التدوين الزمني للسيرة النبوية: عرض لبعض أهم مواضيع كتب السيرة المشهورة
الذي ينظر إلى كتب السيرة المشهورة والتي تتبع منهج التسلسل الزمني في تدوين السيرة يجد أن مواضيع السيرة التي ترد في هذه الكتب متقاربة لدرجة كبيرة. بالرغم من أن درجة تغطية المواضيع تختلف من كتاب إلى آخر، فبعض الكتب يكتفي بإشارات موجزة عن أهم الأحداث والآخر يسهب في إيراد تفاصيل أكثر عن ذلك الموضوع المتعلق بالسيرة النبوية. كما أن كتب السيرة التي تتبع النظام التسلسلي الزمني تختلف في أن بعضها قد يتطرق لأحداث ومواقف لا يتم التطرق إليها في كتب سيرة أخرى. ومن أهم مواضيع كتب السيرة النبوية ذات طابع التسلسل الزمني هي ما يلي:
– العصر الجاهلي والوضع السياسي والاجتماعي والديني في الجزيرة العربية.
– الوضع السياسي والاجتماعي والديني في العالم .
– الأحداث المهمة قبل بعثة الرسول – صلى الله عليه وسلم- مع التركيز على الفترة بين ولادة الرسول- صلى الله عليه وسلم- وحتى بعثته، وتشمل تلك الفترة أحداثا متنوعة كوفاة والديه وجده ورضاعته وعلامات النبوة وزواجه وبنيان الكعبة وحِلف الفضول…إلخ.
– فترة ما بعد البعثة في مكة، وتشمل عدة أحداث منها – على سبيل المثال- نـزول الوحي ودعوته السرية والمسلمون الأوائل وصدعه بالدعوة وإيذاء قريش للرسول – صلى الله عليه وسلم- والمسلمين والمقاطعة ووفاة عمه وزوجته خديجة والهجرة إلى الحبشة ورحلة الطائف وحادثة الإسراء والمعراج وبيعة العقبة الأولى والثانية والهجرة إلى المدينة وأحداثها.
– فترة ما بعد البعثة في المدينة وتشمل مواضيع مثل الأوضاع في المدينة قبل قدوم الرسول – صلى الله عليه وسلم- واستقبال أهل المدينة له ونـزوله بها وبناء المساجد والمؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين وموقفه من اليهود بالمدينة وتعامله مع المنافقين بالمدينة وفرض الجهاد، المعارك والغزوات والسرايا وما وقع من أحداث خلالها، ودعوته للأمراء والملوك وعقد المعاهدات والوفود إلى المدينة، وفتح مكة وحجة الوداع ووفاته.
ثانيًا: تحديد العناصر التي تساعد في إعادة كتابة السيرة النبوية بصورة زمنية أكثر تفصيلاً
لكي نضع خطة عامة تمكننا من إعادة كتابة السيرة النبوية بشكل أكثر تفصيلاً مما هي عليه الآن يمكن الاستفادة من جميع الأحاديث النبوية التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن العناصر التي يمكن أن تساعد في هذه العملية ما يلي:
أ- سيرة رواة الأحاديث من الصحابة
وذلك عن طريق معرفة سيرتهم ومعلومات عن حياتهم ووقت إسلامهم والفترات التي صاحبوا واختلطوا فيها بالرسول – صلى الله عليه وسلم- والأحداث والوقائع التي وردت فيها أسماؤهم. فمعلوم مثلاً أن أبا هريرة أسلم في خيبر(1) أي في السنة السابعة من الهجرة. فقد ورد في مدة صحبة أبي هريرة رضي الله عنه أنه “قدم في خيبر سنة سبع، وكانت خيبر في صفر، ومات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول سنة إحدى عشرة، فتكون المدة أربع سنين وزيادة، وبذلك جزم حميد بن عبد الرحمن الحميري”(2). كما أن أبا هريرة يخبر عن نفسه بأنه لازم الرسول لفترة ثلاث سنوات فقط(3). وبصفته من أكثر رواة الاحاديث – إن لم يكن أكثرهم- فإن الكثير من الأحاديث التي رواها يمكن أن تصنف على أنها تحكي أحاديث وأفعال الرسول – صلى الله عليه وسلم- في تلك الأربع أو الثلاث سنوات الأخيرة من حياته صلى الله عليه وسلم. وبذلك نحاول توزيعها على تلك الفترة فقط. وهنالك من الصحابة مثلاً من توفوا في غزوة أحد وهذا يعني أن الأحاديث التي رووها ارتبطت بالفترة قبل شوال من السنة الثالثة للهجرة وهكذا(4).
ب- الربط بين التشريع القرآني وأسباب النـزول والأحاديث المتعلقة بالتشريعات والعبادات
فمثلاً الأحاديث التي تتعلق بالصلاة نعلم أنها ذكرت بعد فرض الصلاة (أي بعد حادثة الإسراء والمعراج) وكذلك التي تتعلق بالوضوء وهكذا. وكذلك معرفة أوقات نـزول الآيات المرتبطة بأحداث مهمة، فالأحاديث التي تتكلم عن حادثة معينة وورد ذكرها في القرآن نستطيع تحديد وقت هذه الأحاديث بمعرفة وقت نـزول الآيات المتعلقة بالحادثة. فمثلاً إذا علمنا وقت نـزول آيات سورة النور التي تتحدث عن حادثة الإفك فإننا نستطيع أن نربط جميع الأحاديث الواردة في هذا الموضوع بفترة نـزول الآيات.
جـ- تقريب الوقت بالتقاطع
أي ننظر إذا روى عدد من الصحابة حديثًا معينًا بمعنى واحد ولكن بطرق مختلفة فهذا يعطي احتمالاً كبيرًا لاجتماعهم وقت ذكر الحديث أو فعل الرسول صلى الله عليه وسلم. وربما يكون الحديث تكرر في أوقات مختلفة وبالتالي يتنافى التزامن. فمثلاً إذا علمنا أن صحابيًّا روى حديثًا معينًا وأن هذا الصحابي لازم الرسول منذ هجرته حتى السنة الثامنة للهجرة فإن كان نفس الحديث مثلاً رواه أبو هريرة الذي لازم الرسول حتى وفاته فهذا يعني أن الحديث قد قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة أو الثامنة للهجرة لأن أبا هريرة لازم الرسول منذ السنة السابعة ولم يلازمه قبلها في الفترة التي لازمه فيها الصحابي الأول. أي نستطيع أن نحذف عددًا من السنين إذا علمنا فترات الصحبة لعدد من رواة نفس الحديث. وهذا أيضًا يمكن أن يستعمل في تصحيح أسانيد الأحاديث إن لم يكن مستعملاً. وهنا يصبح من المفيد معرفة زمن إسلام الرواة وزمن ملازمتهم الرسول متى أمكن ذلك.
د- تقريب الوقت بإضافة حديث إلى حادثة
إذا روى مجموعة من الصحابة حديثا في حادثة معينة ورووا حديثا آخر لا علاقة له مباشرة بالحادثة فإن تكرار روايتهم للحديث الآخر قد يستوجب حدوثه في نفس الفترة الزمنية للحديث الأول. هذا مع مراعاة أنهم لم يكثروا من رواية الأحاديث لأن إكثارهم من الرواية يجعل احتمال اجتماع روايتهم لعدة أحاديث أمرًا واردًا ومحتملاً.
هـ- تقريب الوقت بإضافة حديث الصحابي المقل في الرواية
إذا روى مجموعة من الصحابة أحاديث مختلفة وعلمنا وقت حدوثها وروى أحدهم حديثًا آخر (أو أحاديث أخرى) فيمكن إلحاق الحديث الآخر بنفس الفترة الزمنية للأحاديث باعتبار أن هذا الصحابي لم يروي أحاديث أخرى كثيرة. فيمكن أن يكون الحديث قد ورد في نفس الفترة ولكن لم يرويه البقية لسبب أو لآخر، مع ضعف هذا الاحتمال.
و- النظرة المتأملة في الحديث
لمعرفة إن كان الحديث يعطي أي معلومة عن تاريخه وهل يمكن أن يُربط بواقعة معينة، ومثال ذلك الحديث الذي رواه البخاري عن زيد ابن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلَّى لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صلاة الصبح بالحديبية على إِثْر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: (هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأمَّا من قال: مُطِرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: مُطِرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب)(5). فبالرغم من أن هذا الحديث قد لا يذكر في كتب السيرة ضمن الحديث عن صلح الحديبية لأنه لا يحكي أي شيء عن صلح الحديبية إلا وأنه من الواضح حدوثه في تلك الفترة وبالتالي يمكن تصنيفه في تلك الفترة الزمنية المحددة.
ثالثًا: وضع خطة عامة لإعادة كتابة السيرة ووضع المخطط التسلسلي لبرنامج الحاسوب
وتشمل هذه الخطة العامة ما يلي:
أ- جمع المعلومات:
يمكن البدء بالعمل في أحد كتب الحديث المشهورة كصحيح البخاري مثلاً على النحو التالي:
– نقوم بحصر جميع أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث البخاري.
– نتعرف على سيرتهم لمعرفة تفاصيل تفيد في حصر الفترات الزمنية للأحاديث، كوقت إسلامهم ووقت وفاتهم وزمن ملازمتهم للرسول – صلى الله عليه وسلم – وصحبتهم له وأي معلومات أخرى تفيد في التقييد الزمني.
– نقوم بالخطوة السابقة لجميع الرواة من الصحابة (في غير صحيح البخاري من الكتب المشهورة والمعتمدة) ونضع ذلك في قاعدة بيانات لأننا سنحتاج لاحقًا لمعرفة معلومات عن رواة أحاديث الشواهد.
– استخراج الأحاديث المرتبطة بعبادات أو شعائر ومن ثم تحديد وقت فروض هذه العبادات والشعائر كالصلاة والزكاة،… إلخ.
– لمعرفة أوقات الأحداث الكبيرة والغزوات والمواقف الكبيرة التي حدثت ووردت في القرآن يمكن تتبع سيرة ابن هشام مثلاً أو البداية والنهاية لابن كثير أو أي مجموعة من كتب السيرة التي تعطي تواريخ تلك الأحداث.
ب- الخطوات الترتبية
1- الترتيب حسب الرواة: نبدأ بوضع الأحاديث بترتيب أولي (بحسب إسلام الراوي وملازمته الرسول ومدة وفاته) فنضع مثلاً أحاديث أبي هريرة في خيبر من صفر للسنة السابعة: مما يعني أنها كلها وقعت بعد تلك الفترة دون الالتفات إلى أي سنة قد تكون وردت فيها، فربما تكون في الثامنة أو التاسعة أو العاشرة أو الحادية عشر. وهنا يمكن إعطاء رمز لكل حديث ورد في البخاري وهذا الرقم مكون من 6 أرقام (أ) (ب) (ت) (ث) (ج) (ح)، حيث (أ) و(ب) و(ت) تمثل أقرب يوم وشهر وسنة يمكن أن يكون قد ورد فيها الحديث (يوم وشهر وسنة إسلام الصحابي مثلا أو بداية وقت ملازمته للرسول صلى الله عليه وسلم إن عُلم وهو أفضل من وقت إسلامه لأنه يكون أدق وإن لم يعلم اكتفينا بتاريخ إسلامه) وأما (ث) و(ج) و(ح) فتمثل أبعد يوم وشهر وسنة يمكن أن يكون ورد فيهما الحديث (يوم وشهر وسنة وفاة الصحابي أو تاريخ وفاة الرسول إن كان الصحابي قد توفي بعده ولكن الأفضل هو معرفة وقت مفارقته الرسول لأنه الأقرب زمنيًّا إن علم) وبالتالي كل حديث في البخاري يعطى رمزًا من ستة أرقام. وبالتالي نكون قد عرفنا وقت كل حديث بصورة محصورة ولكنها قد تكون ضمن مجال زمني كبير كعدة سنوات أو شهور وعليه تكون المهام التالية هي تقصير هذه الفترات الزمنية شيئًا فشيئا.
2- معرفة أوقات فروض العبادات كالصلاة والصوم والزكاة وغيرها من الشعائر (وهنا تجدر الإشارة إلى أنه توجد الكثير من الأحاديث المتعلقة بالعبادات والتي قد لا ترد أصلاً في كتب السيرة بل قد ترد في كتب الفقه فقط) ومن ثم تبدأ عملية التقريب الأولى بحيث إن كان الحديث متعلقًا بأي من الفروض والعبادات المعلوم وقت فرضها فهذا يمنحنا فرصة لاستبدال الرقم الأول والثاني والثالث من الأرقام التي أعطيناها لكل حديث برقم (أ َ) و(ب َ) و(تَ) (وبالتأكيد ستكون أ َ أقل من أ و بَ أقل ب وت كذلك) أي نكون بذلك قد قلصنا المدى الأول بمدى أقل منه لعدد كبير من الأحاديث وليست كلها بالتأكيد لأنه ليس كل حديث مرتبطًا بشعيرة أو عبادة.
3- وضع قاعدة بيانات للصحابة تضم أقصر فترات زمنية يمكن أن يكون قد لازموا فيها الرسول صلى الله عليه وسلم.
4- تحديد الشواهد للحديث وذلك عن طريق اختيار نسبة مئوية للتشابه في متن الحديث. فمثلاً نجعل الحاسب الآلي يقوم بعملية بحث في جميع الأحاديث المتوفرة (ويمكن أن نختار مجموعة معينة من كتب الحديث كالتسعة مثلاً) ونحدد نسبة التشابه (80% مثلاً) وعندها سيقوم الحاسوب باستخراج جميع الأحاديث المشابهة للحديث – المراد معرفة وقته- بنسبة 80% فما فوق. وهنا تجدر الإشارة إلى وجود برامج عديدة تحوي قواعد بيانات كبيرة جدا، واستخدام مثل هذه البرامج سيساعد في عملية البحث. ومن أمثلة تلك البرامج: جوامع الكلم(6) والذي يحوي 1400 مجلد وكتاب من كتب الأحاديث النبوية. كما أن الدرر السنية الحديثية(7) أيضا تحوي قاعدة بيانات ضخمة يمكن الاستفادة منها، وموسوعة الحديث من موقع إسلام ويب(8) والموسوعة الشاملة(9)، وتوجد كذلك مواقع عدة تحوي قواعد بيانات عن صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- والتي يمكن الاستفادة منها في الحصول على فترات ملازمة الرواة من الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم. ومن أمثلة تلك المواقع موقع إسلام ويب وموقع قصة الإسلام(10) وبرنامج معرفة الصحابة المتاح على موقع أمتي(11) وموقع صحابة رسول الله(12).
5- التقريب بالتقاطع: وهو إذا روى الحديث مجموعة من الرواة بروايات متقاربة فإننا ننظر إلى فترات صحبة الرواة ونعتبر أن الحديث وقع في أقل الرواة فترة زمنية. وهنا نطلب من الحاسوب بأن يقارن الفترات الزمنية لجميع رواة الأحاديث المتشابهة ويأخذ أقلها من ناحية المدى الزمني؛ عندئذ يتم استبدال الأرقام المعطاة للحديث المعين بأرقام الحديث المشابه من الشواهد.
6- التقريب بالاشتراك: وهو أن نجمع الأحاديث التي نعلم وقت حدوثها بدقة ونطلب من الحاسوب عرض جميع الرواة للحديث المعلوم وقته، ثم نطلب من الحاسوب البحث عن الأحاديث التي اشترك فيها هؤلاء الرواة أو مجموعة منهم (ثلاثة مثلاً أو أكثر)؛ ومن ثم يمكن أن نلحق فترة حدوث هذه الأحاديث بالفترة السابقة المعلومة.
7- التقريب بالإضافة: ونعني به إضافة حديث الصحابي المقل أو إضافة حديث إلى حادثة (كما ورد سابقًا)، وهنا نطلب من الحاسوب تحديد أحاديث الرواة الذين رووا حديثين مثلاً (أو أكثر بقليل) ومن ثم البحث فيما إذا كان أي من هذه الأحاديث معلومًا وقته وبالتالي يعطى الحديث الآخر (أو الأحاديث الأخرى) نفس الوقت المعلوم سابقًا باعتبار حدوثهما في نفس الوقت.
8- التقريب بتأمل الحديث (كحديث صلح الحديبية الوارد سابقًا).
9- التقريب بكتب السيرة النبوية وسير وحياة الصحابة رضوان الله عليهم: ونعني به استصحاب ماورد في كتب السيرة من سير الصحابة والأحداث والوقائع ووقت حدوثها، وهنا يمكن إضافة الأحاديث التي قمنا بمعرفة أوقاتها للأحداث التي ذكرت في كتب السيرة، وهنا يمكن الاستفادة من كتب السيرة المتاحة كالبداية والنهاية وسيرة ابن هشام وغيرها من كتب السيرة المتوسعة وصياغة مادة تفصيلية أكثر عن السيرة وأخذها كنقطة بداية لإضافة تفاصيل أكثر.
ومن العوامل المساعدة على هذا العمل هو أن نبدأ في البحث عن الصحابة الذين لازموا الرسول لفترات قليلة أو من تأخر إسلامهم؛ لأن تحديد الفترات الزمنية للأحاديث التي رووها ستكون أكثر سهولة ومن ثم ننتقل إلى شواهد الأحاديث التي رووها ومنها إلى صحابة لازموا الرسول لفترات أطول وهكذا. والمخطط التالي يضع خوارزمية أولية لتحديد أوقات ورود الأحاديث النبوية.
مخطط لخطوات تحديد الفترة الزمنية للأحاديث
رابعًا: مثال تطبيقي من صحيح البخاري
الخطوة الأولى: إدخال الحديث:
وقد اختار الكاتب أول حديث من كتاب الإيمان في صحيح البخاري وهو:
* حدثنا عبيدالله بن موسى، قال: أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان”(13).
الخطوة الثانية: تحديد الفترة القصوى:
وبما أن الراوي هو عبدالله بن عمر فقد ورد أنه ولد بعد بعثة الرسول بيسير، وكان عمره أربع عشرة سنة في أحد، وتوفي في آخر سنة ثلاث وسبعين من الهجرة(14)، وعليه فإن الفترة القصوى قد تمتد لأكثر من عشر سنوات حيث تنتهي بتاريخ وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام؛ ولذلك نحتاج لتقليص الفترة الزمنية وذلك بالنظر في ارتباط الحديث بعبادة أو شعيرة.
الخطوة الثالثة: التقريب بالعبادة أو الشعيرة:
بالنظر إلى العبادات والشعائر التي وردت في الحديث فالحديث ذكر الصلاة والزكاة والصيام والحج، وهذا يعني أنه ورد بعد أن فرضت جميع تلك العبادات، فالصلاة فرضت في مكة قبل الهجرة في حادثة الإسراء والمعراج، وفرضت الزكاة في السنة الثانية من الهجرة، وفرض صيام شهر رمضان في شعبان من السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة بالمدينة المنورة أيضًا، أما الحج فقد ورد أنه فرض في الحديبية من سنة ست هجرية(15)؛ وعليه نخلص من هنا أن هذا الحديث ورد بعد الحديبية (ذو القعدة من سنة ست هجرية).
ومن هذه الخطوة نستطيع تقليص الفترة السابقة (والتي كانت ممتدة لأكثر من عشرة سنوات) إلى أربع سنوات تقريبًا أي من صلح الحديبية إلى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم (ذو القعدة من سنة 6 هجرية – 12 ربيع الأول سنة 11 هجرية).
الخطوة الرابعة: حصر جميع رواة الحديث: (الشواهد بنسبة تشابه 90% فما أكثر مثلاً).
وهنالك أربعة رواة للحديث من أحاديث الشواهد – بنسبة 90% فما أكثر- وهم:
1- عبدالله بن عمر (راوي الحديث السابق):
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان.
2- جرير بن عبد الله البجلي:
عن جرير بن عبد الله البجلي عن النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم قال رسول الله بُني الاسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان(16).
3- أبوهريرة :
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بُني الاسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت(17).
4- عبدالله بن مسعود:
قال عبدالله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بُني الاسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان(18).
الخطوة الخامسة: تقليص الفترة الزمنية بالتقاطع:
وذلك بمقارنة الفترة الزمنية بين إسلام الرواة ووفاتهم (أو وفاة الرسول – صلى الله عليه وسلم- في حال توفي أحدهم قبل الرسول). وبالنظر إلى رواة الحديث من الصحابة نجد أن الرواة الأربعة هم عبدالله بن عمر وجرير بن عبد الله البجلي وأبوهريرة وعبدالله بن مسعود، ومن خلال النظر لسير هؤلاء الصحابة وزمن إسلامهم وملازمتهم للرسول نجد أن أقلهم ملازمة للرسول وآخرهم هو جرير ابن عبدالله، ومن تتبع سيرة جرير نجد أن هنالك قول بأنه أسلم قبل وفاة الرسول بأربعين يومًا(19)، ومن هنا نستطيع تقليل الفترة الزمنية للحديث وأن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قد قاله في الفترة ما بين (2 صفر من سنة 11 هجرية – 12 ربيع الأول سنة 11 هجرية) وهذا القول أيضًا جزم به ابن عبد البر(20). وهنالك قول آخر بأن الصحابي جرير قد أسلم في العاشر من رمضان لسنة 10 هجرية(21)، فهذا يجعل الفترة الزمنية لورود الحديث تمتد إلى 82 يومًا. وقد استدل ابن حجر على هذا القول بأن جرير –رضي الله عنه- كان في حجة الوداع لروايته لحديث “استنصت الناس”(22) مما يدلل على أنه أسلم قبل حجة الوادع، الأمر الذي يتناسب مع القول بأنه قد أسلم في رمضان لسنة 10هـ. وهنالك قول آخر بأنه روى حديث نعت الرسول للنجاشي(23)، وهذا يجعل الفترة الزمنية تمتد إلى السنة التاسعة من الهجرة.
وعليه فإن هذه الخطوة قللت الفترة السابقة من أربع سنوات إلى 40 يومًا أو 82 يومًا أو سنة وسبع أشهر على أبعد تقدير.
الخطوة السادسة: التقليص بالأحداث – ذات الصلة- والتي وردت في كتب السيرة:
وإذا تتبعنا سيرة الصحابي جرير نجد أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قد أرسله لهدم ذي الخلصة بالتبالة(24) وهي تبعد حوالي ثمانية أيام من مكة (أي ست عشرة يوما ذهابًا وإيابًا)(25) بالإضافة إلى المدة التي قضاها هناك، وأنه أيضًا كان باليمن والتقى ذي الكلاع الحميري وتوفي رسول الله وهو باليمن(26). فكل هذه الفترات يمكن أن تحذف من فترة احتمال وقوع الحديث لتصبح الفترة الزمنية أقل بكثير من أربعين يومًا (أو 82 يومًا).
كما تجدر الإشارة إلى أن الصحابي جرير بن عبدالله البجلي له 117 حديثا(27) رويت عنه والتي يمكن محاولة توزيعها على تلك الفترة الزمنية والتي ليست بالطويلة.
خامسًا: الفرضيات والإشكالات المرتبطة بطريقة التقليص الزمني الواردة في البحث
من هذه الفرضيات والإشكالات ما يلي:
1- أن رواية الصحابي للحديث بلفظ غير “سمعت” (مثل “قال”) قد لا يفيد السماع المباشر من الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالتالي لا نستطيع الجزم بوجود الصحابي الراوي لحظة ورود الحديث حتى وإن جزمنا بصحة الحديث. ولكننا نستطيع حصر نتائج البحث الآلي في ألفاظ تفيد السماع المباشر بالرغم من أن ذلك سيؤثر في عدد الأحاديث التي يمكن الاستفادة منها، كما أننا نستطيع أن نضع الأحاديث التي لا تفيد السماع المباشر في مرتبة ظنية دون التي تفيد السماع المباشر.
2- تفترض الطريقة المذكورة أن تطابق حديثين لاثنين من الصحابة بنسبة كبيرة هو دليل على تواجد الصحابيين لحظة ورود الحديث، الأمر الذي ليس بالضرورة أن يكون صحيحًا لاحتمال أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد كرر نفس الحديث في مناسبة أخرى بنفس المفردات. ويمكن التقليل من أثر هذه الاحتمالية بالتأكد من احتمال تلازم الصحابيين، كما أن وجود عدد كبير من الشواهد لحديث معين يقلل من احتمال تكرار الرسول صلى الله عليه وسلم لنفس الحديث بنفس المفردات وبعدد كبير من المرات في مناسبات مختلفة.
3- نظرًا لعدم تطابق جميع تواريخ الأحداث المرتبطة بسيرة الرسول وسير الصحابة في كتب السير فإن تطبيق عملية التقليص الزمني المقترحة يجب أن تسبقه عملية تدقيق وترجيح للأقوال المختلفة في تواقيت أحداث السير.
4- عملية التقليص الزمني المقترحة (والتي تستفيد من كتب الأحاديث النبوية والسير) تسهل كلما زاد عدد الكتب التي يتم إدخالها في قاعدة البيانات. وإذا اعتمدنا فقط على المجزوم بصحته منها فإن ذلك سيؤثر في كفاءة عملية التقليص الزمني.
خاتمة:
إن الاستفادة من الأحاديث النبوية – التي لا يرد ذكرها عادة في كتب السيرة – وإضافتها إلى مادة السيرة يساعد كثيرًا في إعادة تدوين السيرة بتسلسل زمني أكثر تفصيلاً مما هي عليه الآن. وبالرغم من أن عملية تضمين الأحاديث النبوية للسيرة ليست بالعملية السهلة إلا أن الاستفادة من التطور الذي حدث في علم البرمجيات والحاسوب بصورة عامة يجعل هذه المهمة أقل صعوبة. وقد حاول الباحث أن يعرض موجهات عامة وخوارزمية أولية يمكن من خلالها تقليص الفترة الزمنية لاحتمال ورود الأحاديث المراد تضمينها في السيرة. وبتطبيق هذه الموجهات على واحد من أحاديث صحيح البخاري (كمثال لتوضيح الفكرة) استطاع الباحث تقليص فترة احتمال ورود الحديث وتقليصها من أكثر من عشرة سنوات إلى فترة لا تتجاوز عشرات من الأيام (وذلك باعتماد القول الذي يرجح إسلام الصحابي جرير البجلي في العاشر من رمضان من سنة 10هـ).
* * *
الهوامش
(1) الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر (ج 2 / ص 69).
(2) فتح الباري لابن حجر (ج 6 / ص 608).
(3) صحيح البخاري (حديث رقم/3591).
(4) الخلاصة البهية.
(5) صحيح البخاري (حديث رقم 804).
(6) http://gk.islamweb.net:8080/
(7) http://www.dorar.net/enc/hadith
(8) http://www.islamweb.net
(9) www.islamport.com
(10) http://islamstory.com
(11) www.oummaty.com
(12) www.sahaba.rasoolona.com
(13) صحيح البخاري (حديث رقم 7).
(14) تقريب التهذيب لابن حجر (3514)/ص 528.
(15) الخلاصة البهية لوحيد (ص 25-49).
(16) المعجم الصغير للطبراني (حديث رقم 784)/ ج 2، ص 8.
(17) تاريخ بغداد لابن النجار (حديث رقم 995)/ ص 463.
(18) شعب الإيمان للبيهقي (حديث رقم 3020)/ ص 1102.
(19) جمع الوسائل للقاري (ص 8).
(20) الإصابة لابن حجر(ج.2/ص 190).
(21) الإصابة لابن حجر(ج.2/ص 191).
(22) مسند الإمام أحمد (حديث رقم 18835).
(23) الإصابة لابن حجر(ج.2/ص 191).
(24) صحيح البخاري (حديث رقم 2813).
(25) مجلة البحوث الإسلامية، خطاب (ص 217).
(26) مجلة البحوث الإسلامية، خطاب (ص 219).
(27) برنامج جوامع الكلم، موقع إسلام ويب.
المصادر
1- الاستيعاب في معرفة الأصحاب: يوسف بن عبد البر القرطبي الأندلسي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة الأولى 1995م، تحقيق: عادل عبد الموجود وعلي معوض.
2- الإصابة في تمييز الصحابة: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1996م.
3- الجامع الصحيح المختصر، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي، دار ابن كثير، اليمامة – بيروت، الطبعة الثالثة، 1407هـ / 1987م، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا.
4- الخلاصة البهية في ترتيب أحداث السيرة النبوية، وحيد بن بالي، دار ابن رجب، الطبعة الثانية، 2007.
5- المعجم الصغير: سليمان بن احمد الطبراني، دار الفكر، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1997م تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان.
6- تاريخ بغداد: أحمد بن علي الخطيب البغدادي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1997م، تحقيق: مصطفى عطا.
7- جرير بن عبد الله البجلي، محمود شيت خطاب، مجلة البحوث الإسلامية، الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، المملكة العربية السعودية، العدد الثالث والثلاثون، 1412هــ.
8- جمع الوسائل في شرح الشمائل، علي بن سلطان محمد القاري، دار الأقصى، الطبعة الأولى، 1900م.
9- شُعَب الإيمان: أحمد بن حسين البيهقي، دار الكتب العلمية، بيروت -لبنان، الطبعة الأولى 1990م، تحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول.
10- فتح الباري شرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دارالريان للتراث، 1407هـ / 1986م.
11- موقع أمتي، متاح على www.oummaty.com
12- موقع الدرر السنية، متاح على http://www.dorar.net/enc/hadith
13- موقع الموسوعة الشاملة، متاح على www.islamport.com
14- موقع برنامج جوامع الكلم، متاح على http://gk.islamweb.net:8080
15- موقع صحابة رسول الله، متاح على www.sahaba.rasoolona.com
16- موقع قصة الإسلام، متاح على http://islamstory.com
المراجع
17- أسد الغابة: علي بن محمد بن الأثير، دار الفكر، بيروت – لبنان، طبعة عام 1993م، تحقيق مكتب البحوث في الدار.
18- تاريخ الإسلام: شمس الدين الذهبي، دار الكتاب العربي، بيروت – لبنان، الطبعة الثانية 1989م، تحقيق: عمر تدمري.
19- تقريب التهذيب: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الثانية 1995م، تحقيق: مصطفى عطا.
20- تاريخ الطبري المعروف بتاريخ الأمم والملوك: محمد بن جرير الطبري، مطبعة الاستقامة – القاهرة 1939م.
21- جوامع السيرة لابن حزم، المتوفى 456هـ، تحقيق: إحسان عباس والدكتور ناصر الدين الأسد، طبع دار إحياء السنة باكستان 1368هـ.
22- سيرة ابن هشام: عبدالملك بن هشام، دار الكتاب العربي، بيروت – لبنان، الطبعة الثانية 1989م، تحقيق: عمر تدمري.
23- صحيح السيرة النبوية للطرهوني، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، الطبعة الأولى 1414هـ.
24- فقه السيرة، محمد سعيد رمضان البوطي، الطبعة الحادية عشرة، دار الفكر، دمشق– سوريا، 1991م.
25- البداية والنهاية: إسماعيل بن كثير، مؤسسة التاريخ العربي، دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان.
26- الرحيق المختوم، لصفي الدين عبد الرحمن المباركفوري، مؤسسة الرسالة، لبنان، الطبعة الأولى، 1417هـ – 1996م.
27- السير والمغازي لابن إسحاق، تحقق: سهيل زكار، دار الفكر، الطبعة الأولى 1978م.
28- السيرة النبوية، أبو الحسن الندوي، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة الطبعة السابعة، 1408هـ.
29- السيرة النبوية: عرض وقائع وتحليل أحداث، علي محمد الصلابي، دار المعرفة، بيروت – لبنان، الطبعة السابعة، 2008.
30- السيرة النبوية الصحيحة، أكرم العمري، مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1412هـ/ 1992م.
31- السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، مهدي رزق الله أحمد، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الطبعة الاولى، 1412هـ/1992 م.
32- السيرة النبوية: دروس وعبر، مصطفى السباعي، المكتب الإسلامي، بيروت، لبنان، الطبعة التاسعة، 1406هـ – 1986م.