مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فإن احتكاكي لما يربو عن عشر سنوات بالمادة الأصولية، منذ إرهاصات نشأتها الأولى إلى زمننا الحاضر؛ قد تولدت معه عندي إشكالات كبرى، مثل:
– قضية التأسيس الأصولي، وهو البحث في اللبنات الأولى التي شُيِّد منها صرح علم أصول الفقه.
– قضية الخلاف الأصولي، والبحث في أسبابه وآثاره.
– قضية التجديد الأصولي، والبحث في دواعيه ومقترحات القائلين به.
– قضية النقد الأصولي، والبحث في مناهجه، ومعالمه، ومستوياته، وآثاره.
وقد نظرتُ فإذا بهذا الأخير خرج من عبارات الأصوليين النقاد أنفسهم، على العكس من سابقيه؛ فكان بهذه الخاصية أحقَّ بالدراسة من غيره.
ثم نظرتُ في صنيع النقاد الأصوليين فوجدت أثر النقد الأصولي عند أبي حامد الغزالي في صنيع الأصوليين بعده لم يُوازِه نقدُ نَظَّارٍ أصولي آخَر؛ فكان بهذا أحق بالدراسة والتحليل والتتبع لمنهجه النقدي، وعَرْض قضاياه النقدية، وكَشْف آثاره النقدية في صنيع الأصوليين بعده.
وهذا ما سنعمل على بيانه في المباحث التالية:
النقد الأصولي عند الغزالي: المنهج والقضايا (مبحث أول).
أثر النقد الأصولي عند الغزالي في صنيع الأصوليين بعده (مبحث ثان).
وذلك بعد (تمهيد) موجز في بيان مدلول النقد الأصولي.
* * *
أقرأ المزيد