يضم هذا العدد مجموعة من البحوث المقاصدية، حيث يبدأ ببحث الأستاذ أحمد الريسوني الذي يستعرض آراء العلماء ليدلل على أهمية الاعتماد على مقاصد الشريعة في استنباط الأحكام الشرعية، ويبين كيف كانت المقاصد سارية في فقه الصحابة والفقهاء المتقدمين، ثم اختلفت الأمور عند المتأخرينن ثم بدرجة أكبر عند المعاصرين، ضارباً الأمثلة المختلفة في كل مرحلة من المراحل الثلاث، مع تحليل ومناقشة لكل منها بغية إلقاء المزيد من الأضواء على فقه مقاصد الشريعة وعلاقتها بأصول الفقه.
ثم يأتي بحث الدكتور محمد عبد اللطيف محمود البنا عن دراسة الضوابط الفقهية للنوازل العصرية في ضوء المقاصد الشرعية، حيث يتعرض لتعريف فقه النوازل، وأهمية دراسته، وأحكام دراسة النازلة، ومكونات عقلية الفقيه المتصدي للنازلة. ثم يتناول في الفصل الأول منهجية التعامل مع فتاوى المستجدات، وفي الفصل الثاني كيفية التعامل مع النازلة. مختتما بوضع ثمانية توصيات تلخص ما انتهى إليه في بحثه.
ويقدم بعد ذلك د. سيف الدين عبد الفتاح في بحثه عن بناء مقياس للفساد، رؤية متكاملة تقدمها المدرسة الخلدونية ويمكن أن ينطلق منها من يهتم بمعايشة التراث الإسلامي. حيث ينطلق البحث في أربع نقاط تشكل أعمدة المقياس الخلدوني، وهي الاعتبارات المنهجية التي تحدد المشكلة، ثم التعريفات الإجرائية والمفاهيم المرتبطة بها، ثم الإطار النظري الذي يحدد إطار منهج النظر للظاهرة، وأخيراً بناء المقياس وشروطه.
ويأتي بعد ذلك بحث الدكتورة آية نصار عن المسلمين وشبكة المعلومات، حيث يتعرض لعدد من المسلمات والافتراضات على المستوى المعرفي، والمنهجين النظري، والتطبيقي. فيحاول الجزء الأول من البحث تحديد الموضوع على الخريطة المعرفية، ثم ينتقل في الجزء الثاني إلى مناقشة عدد من الثنائيات كالغرب والآخر، والعام والخاص، وفي الجزء الثالث يتناول السمة التحريرية لعصر المعلومات. أما على المستوى الافتراضي، فيتناول مفهوم الأمة، والغرب، والأقليات والتفاعلات بينها، ثم يتناول الفارق بين الرؤية والممارسة، مختتما بالعلاقة بين الواقع الافتراضي والعالم الإسلامي.
كما يضم العدد تقريراً تحليلياً عن مؤتمر التحديث والتغيير في مجتمعاتنا الذي شارك فيه مركز الدراسات المعرفية بالقاهرة، جامعة عين شمس، وعقدت جلساته خلال شهر إبريل 2008م.