هل يمكن للوقف أن يستعيد دوره في التنمية المجتمعية؟

مقـدمـة :

أسهـم الوقف عبـر التـاريخ الإســلامي في التنميـة المجتمعيـة بكـافـة جـوانبهـا, الدينيـة والعلميــة والفكـريـة والثقـافيـة والصحيـة والاقتصــاديـــة. وتـوجـد الآن محــاولات حـديثــة جـادة وحثيثــة لتفعيـل دور الوقـف كـي يسـتعيـد مكـانتــه التي فقـدهــا نتيجـة لعـوامـل داخليـة وخـارجيـة.

ويقتضــي الدخــول في المـوضـوع المـراد طـرحـة تحـديـد المصطـلحـات الواردة في عنـوانـه مثـل التنميــة, والمجتمـع, والتنميـة المجتمعيــة, ليكـون الحـديث واضحًـا لا لبـس فيه.

مصـطـلح «التنميــــة» : تربــط المـوسـوعـات مـا بيـن التنميـة والاقتصـاد والنظـريـات المـرتبطـة بـه, وتعتــبر أن علاقـة التنميــة بالمجتمـع إنمــا تتـم مـن خـلال الاقتصـاد فقط(2). ولكـن هنــاك من يري ضـرورة تـوســيع مفهــوم التنميــة وعـدم حصـره بالجـانب الاقتصــادي وحـده, على اعتبــار أن مصطـلح التنميـة إنمــا يعنـي تحقيق زيـادة سـريعـة تراكميــة ودائمــة عبر فتـرة من الزمـن. وتحقيق التنميـة إنمـا يتـم عبـر الجهـود المنظمــة الـتي يقـوم بهـا الإنســان لتحقيق أهـداف معينــة, ويفــترض في التنميـة أن تســير بالمجتــمع مـن مـرحـلـة إلى أخـرى أحسـن منهـا وفي اتجـاه صـاعـد وإلى الأمــام دائمــا(3).

مصطلــح  «المجتمــع» : هـو بمفهــومـــه البســيط ودون الدخــول في التفـاصيــل التـاريخيـة يعنـي جمـاعـة بينهـم شــركـة أو لهـم مصلحــة مشــتركـة(4).

مصطـلح  «التنميـــة المجتمعيـــة» : وسـأســـتخـدم هـذا المصطـلح بـدلاً عـن مصطـلح  «التنميــة الاجتمـاعيـة» الذي تتحـدث عنـه العـديـد من الكتب, ذلك أن مصطـلح التنميـة الاجتمـاعيـة مــازال غيـر محـدد المعـالم بعـد(5), كمـا أنـه يعتبر أحـد المفــاهيـم الفضـفـاضــــة التي كثــرت تعـريفـاتهــا(6), وأعتقـد أن مصطـلح التنميـة المجتمعيــة أوثق بالمجتمعـات العـربيـــة والإســلاميــة من حيث اللغـة والاستعمـال, إذ أنـه مشـتق من المجتمـع, أمـا الآخــر فهـو ترجمـة عـربيـة للمصطـلح الأجنبـي (Social development)وبـذا يكـون التعـريف المختـار للتنميـة المجتمعيـة(7)أنهــا عبـارة عـن عمليــات تغيـير مجتمعـي تلحق ببنـاء المجتمـع ووظـائفــه, بغـرض إشــباع الحـاجـات الفـرديــة, والتي تتـوزع مــا بيـن حـاجـات اقتصـاديـة, وأسـريـة, ودينيـة, وسيـاسيـة, وتعليميـة تربـويـة, وتـرويحيـة, وأخـلاقيــة, وجمـاليـة وتعبيـريـة, وحيـاتيـة معيشيـة. ولهـذه التنميـة ركــائز عــدة تتمثـل في : الاعتمــاد على المـوارد المحليـة للمجتمـع, سـواء كـانت مـاديـة أم بشـريـة؛ وإشـــراك أعضــاء البيئـة المحليـة في التفكيـر, والعمـل على وضـع وتنفيـذ الــبرامج التي تهــدف إلى النهـوض بهـم, عبـر إثــارة الوعـي بمســتوى أفضــل من الحيــاة تتخطـى حـدود حيــاتهـم التقليـديـة, وإقنــاعهـم بالحـاجـات الجـديـدة, وتـدريبهــم على اسـتعمــال الوســائل الحـديثـة في الإنتـاج, وتعـويـدهـم على أنمـاط جـديـدة من العـادات الاقتصـاديـة والاجتمـاعيـة؛ وتكـامـل مشــروعـات الخـدمـات والتنسيق بـين أعمـالهــا, بحـيث لا تتكـرر ولا تتعـارض؛ والإســراع بالـوصـول إلى النتـائج المـاديــة الملمـوســـة ذات النفــع العــام للمجتمــع(8).

وســيعمـل هـذا البحـث على تبيـان أن هـذه المـرتكـزات هـي نفسهــا التي يسعـى الوقف لتحقيقهـا, عن طـريق سـرد عـدد مـن الأمثلــة المـوضحـة الـتي تلقـي الضـوء على هـذا المـواضـوع الشـاســع من خـلال تقســيم البحث إلى قسميـن, أولهمـا عـن الدور الذي أداه الوقف تـاريخيًّـا في التنميـة المجتمعيـة, وثـانيهمـا عـن تجـربـة الأمـانـة العـامــة للأوقــاف بـدولــة الكـويت في استعـادة هـذا الدور.

القســـم الأول : الـدور التــاريخي للـوقف في التنميـة المجتمعيـة :

كـان الوقف مصـدراً رئيســيًّـــا لكـل عمـل خيــري طيب على مـدار التـاريخ الإســلامي, وأسهــم في إذكـاء روح الخيـر والعمـل المثمـر في المجتمـع الإســلامـي, وشــكّـا ضمـانة قـويـة لأوجـه عـديـدة من الخيـر والتكـافل الاجتمـاعي, وامتــاز عـن ســائر وجـوه الإنفــاق الخيـري بكـونــه مضمــون البقـاء والاســتمـرار وذا هـدف محـدد. وكـانت إســهـامـات الوقف على مـدار التـاريـخ الإســلامي في خـدمـة التنميـة المجتمعيـة على الشكــل التـالي :

أولاً : في الجـانب الشـاعـري :

لقـد أسهــم الوقف ببنـاء المســاجـد في حـواضــر الإســلام المختلفــة(9), والتي أصبحـت فيمــا بعـد صـروحـا لنشــر الديـن الإســلامي والعـلوم بمختلـف أنـواعهــا. وقـد وصـلت أعـداد المســاجـد في دمشق حـوالي القـرن العـاشـر الهجـري قـرابـة الستمـائـة مسجـد(10), كمــا وصـلت أعـدادهـا في مدينـة فـارس أيـام الدولـة المـوحـديــة في المغـرب إلى (782) مسجـدًا, وُقفت عليهــا أعـداد كبيـرة من الحمـامـات والفنـادق والحـوانيت(11). في حيـن بلغـت أعـداد المســاجـد في مصــر حـوالي القـرن التـاسـع الهجـري قـرابـة الستـة وثلاثيـن ألف مسجـد(12).

ومـن أهـم وأشــهـر هـذه المســاجـد : الجـامع الأزهـر بالقـاهـرة, وجـامع الزيتـونـة يتـونس, وجـامع القـرويين بفـاس, والجـامع الأمـوي بـدمشق, وجـامع قرطبـة, وغيـرهــا كثــير. ولتـوضـيح هـذا الاهتمــام الذي حظيت به هـذه المسـاجـد, سـيتم الحـديث عـن جـامعيـن همـا الجـامع الأزهـر أكـبر مؤسسـة وقفيـة في تـاريخ مصـر(13), وهـو أول جــامع تـم تـأسيسـة في القـاهـرة من قبل القــائـد جـوهـر الصقلي عنـدمــا اختـط المـدينــة, واســتغـرق بنـاؤه زهــاد الثلاث ســنوات (359 ـــ 361 هــ), وتـم وقف العـديـد من الحـوانيت والـدور والأرض على الصـرف عليـه(14), كمــا أن معظــم الأوقـاف المصـريـة التي بلغت من الضخـامـة سنـة 1227هـ /1812م (600) ألف فـدان, أي مــا يـزيـد على خمس الأراضـي الزراعيــة المصـريـة, كـانت مـوقـوفـة للصـرف على الجـامع الأزهـر(15). أمــا الجـامع الأمـوي في دمشق, والذي بنـاه الخليفـة الأمـوي الوليـد بـن عبـد الملـك, فقـد عمـل في بنـائـه مــا يزيـد على اثني عشــر ألف عـامـل, واستمــرت مـدة البنـاء زهــاء التسـع ســنين, وحلّيت جـدرانـه بـالذهـب والجـواهــر وأستــار الحـرير حتـى عـدّه الإمــام الشـافعـي من عجـائب الدنيـا الخمسـة في زمـانـه, وقيـل إنـه انفق في عمــارة الجـامع أربعمـائـة صنـدوق, في كـل صنـدوق أربعـة عشــر ألف دينــار. كمــا أخـرجت عليــه أوقـاف عـدة لخطيبـه وأئمـته وحلقـات قـراءة القــرآن والحـديث الشــريف والمـدارس المنعقـدة فيـه(16).

وإسهـامًــا من الوقف في تنميــة المجتمـع في جـانبــه الشــعـائري, فقـد دعــم بنــاء الخـوانق(17) والزوايـا المخصصـة للصلاة وذكـر الله(18)والتي انتشـرت في مختلف أرجـاء العـالم الإسـلامي. كمـا دعـم الوقف الـرُبَط (جمــع ربـاط) التي تخصـص للذكـر والمجـاهـديـن(19), حيث كـانت شــعيرة الجهـاد في سبيل الله من أهـم الشعـائر التي أسهـم في دعمهــا الوقف, من حيث تجهيـز الجيـوش الإســلاميـة, وجمـع العـدة والعتـاد للمجــاهـديـن لفتــح البلدان ونشــر الإســلام فيهــا, ودعــم الثغــور المـواجهـة خطـر الغـزو الأجنبـي مثــل صـد غــزوات الـروم أيــام العبــاسيين وغـزوات الغـربيين أيـام الحـروب الصليبيـة على الشــام ومصـر(20).

كمــا رعــى دور القـرآن الكـريـم(21), ووفّـر الوقت الزاد والميـاه والمنـازل الحجـاج بيت الله الحــرام في مكــة والمـدينــة(22), وزوّد الصــائميـن بالفطـور والسحـور(23), بل وكـانت هنـالك أوقـات للديكـة التي تكـون على ســطح الجـامع وتـوقـظ المـؤذنيـن في السحـر(24).

ثـانيًـا : في الجـانب العلمـي :

لقــد تكفــل الوقـف بالمجــال التعليمـي كـاملا, عبـر إنشـاء المـدارس ورعـايـة طـلاب العلـم وتشــجيع البحث العلمـي وتشـييد المكتبــات واستنســاخ الكتب والدعـوة لدراستهــاوالتفـرغ للاطـلاع عليهــا(25), حيث لم يظهـر ديــوان التعليم في الـدولــة الإســلاميــة, وأسهــم ذلـك في حفـظ رزق ومعيشــة العلمـاء والمتعلمـين, وبالتـالي وفّر للتعليــم حـريتـه فلـم يرتبـط برأي حـاكـم ولا مذهب معيـن(26).

وقـد كــان المســجـد هـو النـواة الأولـى للمـدرســة في الحضــارة الإســلاميــة, يتعلــم فيــه المسلمــون القــراءة والكتـابـة والقـرآن وعلـوم الشـريعــة واللغـة وفـروع العـلوم المختلفــة. ثــم نشــأت بجـانبـه الكتـاتيب للأطفــال والتي تشــبه المـدارس الابتـدائيـة اليـوم. وكـانت هـذه الكتـاتيب مـن الكثـرة أن عــدّ ابـن حـوقـل في مـدينــة واحـدة مـن مـدن صقليــة ثلاثمـائــة كتّــاب, وكـان بعضهــا على درجـة كبيــرة ن السعــة مثـل كتّـاب أبـي القـاســم البلخـي الذي كـان يتعلــم بــه ثـلاث آلاف تلميـذ, ممـا احتــاج معـه إلى دايـة كـي يطــوف على الدارسـين ويشــرف على شـــؤونهــم(27). وقـد ألحق بـالعـديـد منهــا أطبــاء مخصصـين لعلاج التلاميـذ, وحمـامـات لاغتسـالهـم ونظـافتهــم, ومطــابخ تقـدم لهـم الوجبــات مجـانـاً, بالإضــافـة إلى تقـديـم مرتبـات للمـدرســين, ونفقـات لـدواب كـل منهـم.

كـذلــك اهتـم الوقف بـالتعليـم العـالي, إذ مــوّل الدراســات البحثيــة والأنشــطـة الأكــاديميـة في مجـالات اللغـة والفقـه والطب والكيميـاء والصيـدلــة والفلك(28). ومـن الأمثـلة على ذلـك وقف الأميـر نـور الديـن الشــهيد في بلاد الشـام وحـدهــا لأربعــة عشــر معهـدًا. كمــا مـلأت المدارس التي وقفهــا الوزيـر الســلجـوقي نظــام الملـك المســافـة مـا بيـن بلاد العـراق وخـراسـان, حتى قيـل إن لــه في كـل مـدينـة بـالعـراق وخـرســان مـدرســة(29). وتعتــبر المـدرســة المستنصــرية مـن أشهــر المـدارس المـوقـوفـة في التـاريخ الإســلامي, والتي أنشــأهــا الخليفـة العبـاسـي المستنصـر بالله ببغـداد, واسـتغـراق بنـاؤهــا قـرابــة الست ســنوات (625 ـــ 631هـ), وقيـل إنـه يُبن مثلهــا قبلهــا, ووقفت على المـذاهب الأربعــة, من كـل طـائفــة اثنـان وســتون فقيهــا, وأربعــة معيـديـن, ومـدرس لكـل مذهب, وشــيخ حـديث, وقـارئـان, وعشــرة مســتمعيـن, وشــيخ طب, وعشــرة من المسلميـن المشتغليـن بعلـم الطب, ومكتب للأيتـام, وخصص لكـل منهـم مـا يحتـاجـونه من خبز ولحـم وحلـوى ونفقـة, كمـا وقفت عليهـا أيضــا خـزائـن كتب لم يسمــع بمثلهــا في كثـرتهــا وحسـن ونســخهــا وجـودتهـا(30). كمــا بلغ عـدد طـلاب مـدرسـة أخـرى من المـدارس الوقفيــة الشهـيرة, وهي المـدرســة النظـاميــة في بغـداد, ستــة آلاف طــالب, كلهــم يـدرســون بالمجـان, بل وللفقيـر منهـم جـرايـات يتقـاضـون من ريع أوقـافهـا(31). وقــام الوالــي محمــد علــي بوقف جـزيرة كـاملــة ببحــر اليونـان (جـزيرة طــاشـيوز أو تـاسيـوس) على مـدرســة ومكتب تحفيظ للقـرآن(32).

كـذلـك رعـى الوقف المكتبـات, حيث تســابق الآلاف من النــاس إلى وقف الكتب التي تخصهـم ســواء في بيـوتهـم أو في دور مستقلـة مثلت مكتبـات عـامـة أو في المـدارس والمســاجـد والمستشفيـات(33). ومـن الأمثــلة على ذلـك أنــه كــان للفـاطمييـن في القـاهـرة مكتبـات كثــيرة, منهــا أربعــون خـزانــة في قصــر الخـلافـة وحـده, مليئـة بنفــائس المـؤلفـات الجليلـة القـدر والنـادرة المثــال, وكـانت أشهـرهـا «خـزانــة الكتـب» التي قيــل عنهــا إنـه لـم يكـن في ديــار الإســلام مثلهــا في وقتهـا, ذلـك أنهــا جمعت من المجلــدات فقـط مــا يزيــد على مــائتي ألف مجلـد في مختلـف أنـواع العـلوم والفنـون, في حيـن وصلـت أعـداد كتبهـا إلى الســتمـائـة ألف كتـاب, كمــا ذُكــر أن فيهــا ألف ومـائتــا نسخــة من تـاريخ الطـبري وحـدة(34). ويـذكــر ياقـوت الحمـوي أنـه فـارق مـدينــة مـرو الشــاهجـان (أشهــر مـدن خـراسـان) وبـهـا عشــر خـزائـن كتب مـوقوفـة, لم ير مثلهــا كثـرة وجـودة منهـا خـزانتـان في الجـامع إحـداهمـا يقـال لـهـا العـزيزيـة, وفيهـا اثنـا عشــر ألف مجلـد أو مــا يقـاريهــا(35).

كمـا كـانت المستشفيـات أيضـاً معـاهـد طبيـــة, إذ كــان فيهــا قـاعــة كبــيرة للمحـاضـرات, تجـرى فيهــا المبـاحث الطبيـة والمنـاقشـات بيـن يـدي الأستـاذ وتلاميـذه, وكثـيراُ مـا كـان الأستـاذ يصطحـب تلاميـذه, وكثـيراً مـا كـان الأستـاذ يصطحب تلاميـذه إلى داخــل المستشفـى لإجـراء دروس عمليـة لهـم على المـرضـى, كمــا هـو حـاصـل اليـوم في المستشــفيـات الملحقـة بكليـات الطب. وكـانت لا تتـم إجـازة الطبيب لمـزاولـة مهنـة الطب إلا بعـد أن يجتـاز امتحـانًـا أمـام كبير أطبـاء الدولـة, يتقـدم فيـه برسـالـة في الفن الطبي الـذي يريـد حصــول الإجــازة فيــة, فيجــري ســؤاله عـن كـل مــا يتعلق بهـذا الفـن, فـإذا أحسـن الإجـابـة أجيـز مـن قبـل كبيــر الأطبــاء ليصبح طبيبًـا ممـارسًــا(36).

وقـد مـوّل الوقف كـلا مـن ابـن رافـد وابـن الســرافيــه في أبحــاثهمــا الخـاصــة بـإدخــال الســكـر في الأدويـــة كـي يستســيغهـا المـرضى. كمـا مــؤّل أشهــر المـؤلفـات الطبيـة مثــل كتــاب «الكليــات» في الطب لابـن رشـد الذي ترجمتـه أوروبـا وأصبح كتـابهــا الرئيســي لتـدريس الطب قـرونـا عـدة, وكتــاب «الحــاوي» في الطب لـلرازي, وكتـاب «القـانـون» في الطب لابن سينــا, وكتــاب «تـذكـرة الكمــاليـن» في طب العيـون لعـلي بـن عيســى الـذي وصف فيـه 130 مـرضًــا مـن أمـراض العيـون. وبنيت بـأمـوال الوقف كليـات الطب الشــهيرة مثـل «كليـة طب دار الشفـاء» التي أنشــات سنــة 875هـ, واحتـوت علـى مستشفـى تعليمـي, وإســــكـان جــامعـي للطلبـــة, وأرزاق على الطلبـة والمـدرسـين(37).

ثـالثًــا : في الجـانب الصحـي:

أنشــأ الوقف العـديـد من المستشـفيـات التي كـانت نـوعـان : متنقـلة وثـابتـة. فالمتنقلـة كـانت عبــارة عـن جمـال تحمـل مــا يحتـاجـه المـرضـى مـن أدويــــة وأطعمــة وملابـس وأطبــاء وصـيـادلـــة, وتـطـوف بـالبـلدان والقـرى, ووصـل بعضهـا مـن الضخـامـة أن بلغت أربعيـن جمـلاً؛ أمــا الثـابتــة فلــم تخـل منهــا بلـدة في أرجــاء العــالم الإســلامي, حتــى إنــه كــان في مـدينــة قـرطبــة وحـدهــا أكثــر من خمســين مستشـفى مـوقـوفًـا. وكـان لكــل فئــة من فئــات المجتمع مستشفيــات خـاصـة, حتـى إنـه كـان هنـاك مستشفيـات للجيش, ومستشـــفيـات لمســاجيـن, ومستشــفيـات للمجـانيـن, ومستشفيـات للمجـذومــين …الخ وكــان الأطبــاء يطـوفون عليهــم بالأدويـة.

وتعتبـر المستشفيـات الحـاليـة نمـاذج عن المستشفيـات المـوقوفـة قـديمًــا, حيث كـان في كـل مستشفى قسمـان منفصـلان, أحـدهمـا للذكـور, والآخـر للإنـاث. وفي كـل قســم منهــا قـاعـات متعـددة, كـا واحـدة منهــا لعــلاج نـوع معيـن مـن الأمــراض (للعيـون, وللجـراحـــة, وللكســـور والتجبــير وللأمـراض الداخليــة, وللأمـراض العقليـة). بـل وكـان قســم الأمـراض الداخليــة وحـده مقســمًـا إلى غـرف عــدة, منهــا غـرف للحمّيـات, وغـرف للإسهــال … الخ. ولكـل قســم من هـذه الأقســام أطبـاء عليهـم رئيس يلقب بــ «سـاعـور», ولكـل طبيب وقت معـين يـلازم فيــه قـاعـات لمعـالجـة المـرضـى. وفي كـل مستشفــى عـدد مـن الفـراشــين والممـرضـيـن والمســاعديـن, ولكــل منهـم رواتب وافـرة معلـومـة. كمــا كـان في كـل مستشــفى صيـدليــــة تسمــى «خـزانـة الشــراب» فيهــا أصنــاف الأدويــة والعطــورات الفـائقــة والأشــربـة النفيســة والأغـذيــة الجيــدة والآلات الجـراحيــة والزبـادي والأواني الزجـاجيـة الغـاليـة, ممـا لا يـوجـد إلا في خـزائـن الملـوك اليـوم. وكـان الدخـول إلى مستشفيـات مجـاني للجميـع, لا فـرق في ذلـك بيـن غنـي وفقـير(38).

ومـن أشهــر الأمثــلة على هـذه المستشــفيـات «مـارستــان ابن طـولـون» الذي يعـد أول مستشفـى بمصـر. وقـد أمـر ببنــاءه أحمـد بـن طـولـون, فبني 259 هــ. ولمـا فـرغ منــه وقف عليــه العـديـد مـن الــدور والممتلكــات. وكـان إذا جــئ بـالعليـل تـنـزع ثيـابـه ونفقتــه وتحفـظ عنـد أمـين المستشفـى, ثـم يلبس ثـيـابًـا ويفـرش له, ويغـدى عليـه ويـراح بالأدويـة والأغـذيـة والأطبــاء حتـى يــبرأ, فــإذا أكــل فـروجًــا ورغيفًــا أمــر بالانصـراف وأعطـي مـالــه وثيـابـه. وكــان من عنـايـة ابـن طـولـون بالمـارسـتان أنــه كـان يتفقـد المستشــفى بنفســه كـل يوم جمعــة, بمـا في ذلـك خـزائنـه وأطبـائـة ومـرضـاه(39).

وكـان من رقــة مشــاعـر بعض الواقفيـن أنهــم خصصـوا أوقـافــا لعلاج المـرضـى النفسـيين, عبـر ترتيب مـن يتهــامســون وراء المـريض بقصـد إسمــاعهـم, وكــأنهـم لا يقصـدون إسمـاعهـم, رأي الطبيب بقـرب شفـاءهـم من مرضهـم(40).

كـذلـك رعــى الوقف الجيـوانـات والطب البيطـري, نظـراً إلى أن قـوام حيـاة المسلميـن متعلقــة بالثـروة الحيـوانيـة(41), إذ وجـدت أوقـاف مختصـة بتطبيب الحيـوانـات المـريضـة, وأخـرى لرعي الحيـوانـات المسنـة العـاجـزة كــالخيـول العــاجـزة التي يـأبى أصحـابهــا الإنفـاق عليهــا لعـدم انتفــاعهـم بهــا, فتــأكل وترعـى حتـى تمـوت. وكـان بـدمشق وقف على القطط عبــارة عـن دار تــأكـل وتـرعـى وتنــام فيهــا, ويجمـع فيهــا المئــات من القـطط التي أصبحـت سمينـة ومـرفهـة بمـا يقـدم لهــا مـن طعـام باستمـرار(41).

رابعًــا : في الجـانب الاجتمـاعي والاقتصـادي :

يمكـن اعتبـار الوقف بمـا قــام بــه مـن أدوار في الجـانب الاجتمـاعي, بمثــابـة وزارات الشــؤون الاجتمــاعيـة في الوقت الحـاضـر, وذلـك بمـا قـدمتـه من خـدمـات في رعـايـة الفئـات الضعيفــة في المجتمـع, وتـوفير أوجــه الرعـايـة المنـاســبة للفئـات الخـاصـة, وتقـديــم العـون لمـن يقســو عليهــم الزمـان بفـواجعــه(42). وكــانت بـدايـــة معـظـم الأوقــاف قـائمـة على مـا يسمـى في الوقت الحـاضـر «البنى التحتيــة»(43)أو مـا يسـميهـا البعض «أعمــال الأشغـال العـامـة» مثـل شق التـرع والقنـوات وحفــر الآبــار للإنســان والحيـوان, وبنـاء الجسـور, وتمهيـد الطـرق, وإقـامـة أســواق تجـاريــة, وإنشــاء منـارات لهـدايــة الســفن, وإنشــاء المقــابر وتجهيـو المـوتى, وغــير ذلـك, بالإضــافــة إلى الصـرف على أنشـطـة الترفيـه الاجتمـاعي(44).

وعمــل الوقف أيضــا على تقليص الفـروق بين الطبقــات بســبل عــدة, إذ وفـىّ بالحـاجــات الأســاســية للفقـراء كــالغـذاء والكســاء والمسكــن ممـا حـوّل المـزيـد من المـوارد لصـالحهــم, ورفـع من مســتوى معيشــتهـم, وقـلّــل من الهـوة بينهـم وبيـن الأغنيــاء, وأســهـم في تقـديــم التعليـم والتـدريب لهـم مجـانـا ممـا جعلهــم مـؤهليـن للحصـول على وظـائف جيـدة, بل وأعـانهـم على أن يكـونـوا أصحـاب أعمــال بعـد مـدة بمــا قـدمـه لهـم آلات وقـروض(45). وفـوفّـر الوقت مــا يـدعي بــ «الأمـن الاجتمـاعي» مـن خلال محـاربتـــه للفقــر والعمــل على القضــاء على جــذوره(46), ومن خلال تـوفــيرة الميــاه ومـراكــز الاســتضـافـة في الخـانـات والنـزل للفقـراء وأبنـاء الســبيل, وبـوضــع عـلامــات علــى الطــرق للاسـترشــاد, وغــير ذلك. ومـن الأمثلــة على ذلك أنـه وجـد بالشـام وقف لتجهيـز تـزويج البنـات الفقـيرات اللواتي لا قـدرة لأهـاليهـن علـى تجهـيزهـن إلى أزواجهـن. وكــان بمـدينــة فــاس دار اسمهــا «دار الشــيوخ» وقفت على تعـريس المكفـوفيـن الذيـن لا سكـن لهـم, فكلمــا اقتـرن كفيـف بنظيـرتــه أقـامــا بهــا مـراســيم الزفـاف(47). كمــا خصصت بعـض الأوقـات في المـدينـة نفسهــا على أغـراض تخص المدينــة كنقــل الزبـالــة, وإضــاءة البلــد, وجمـع الفــئران. ووجـد بـالقطـر التـونســي وقف مخصص على ختــان أولاد الفقـراء, فيختن الولـد ويعطـى كســورة ودراهــم(48). ووقف السلطـان الظـاهـر بيبـرس «وقف الطـرحـاء» الذي يعتــبر أشهــر الأوقــاف الخـاصـة بتغسـيل الأمـوات من الفقـراء وتكفينهـم ثـم دفنهـم بعـد الصـلاة عليهـم(49). كمـا وجـد وقف على تعـويض الأولاد الذيـن يكســرون الزبـادي (الصحـون والأواني) وهـم في طـريقهـم إلى بيـوتهــم, فيــأخذون منــه زبـادي جـديـدة بدلا عن المكسـورة, ثـم يرجعـوا لأهـاليهـم وكـأن شيئًـا لم يكـن حتـى لا يؤنبـوهـم أو يضـربـوهــم. ووقف السلطــان صلاح الديـن الأيـوبي ميـزابيـن في قلعتـه, أحـدهمــا يسـيل منـه الحليب, وآخــر بسيـل منـه المـاء المـذاب فيــه الســكـر, خصص للأمهــات يـومـين في الأسـبوع, يـأخـذ منه مـا يحتـاج إليـه أطفـالهـن(50).

هـذا بالإضـافــة إلى رعـايـــة الوقف للجـانب الأســري المتمثـل بمــد الأبنـاء والمحتـاجيـن مـن الأقـارب بمــا يــلزمهـم مـن مـوارد ونفقـات لمعيشتهـم(51).

كـذلك أسهـم الوقف في تطـوير الخـدمـة البريـديـة, إذ أمّـن محطـات البـريـد ومـراكــزه بـين مختلف أصقــاع المـدن الإســلاميــة. وكـان البريـد عبــارة عن جعـل عـدة خيـول في عـدة أمـاكـن على الطـرق, فــإذا وصـل صـاحب البــريـد حـاملاً خــبرًا مسـرعًـا إلى مكـان منهــا وقـد تعب فرسـه, فيسـتبدله بــآخـر أعـد لنفس الغـرض كـي يصـلبـأقصـى سـرعـة ممكن،ة إلى البلـد المـراد إبـلاغ الرسـالـة إليـه(52).

وهنــاك اتفـاق لـدى الكثـير مـن البـاحثـين المعـاصـريـن, ومـن قبلهـم كثـير من المـؤرخيـن القـدامــى, وعلى أن الوقف اجتـذب إلى دائـرتــه قسـمـا لا يستهـان بـه من المـوارد الاقتصـاديـة, والأمثـلة على ذلـك كثـيرة(53), حتــى أن بعضـهـم ذكــر أن معـظـم دور وحـوانيــت مصــر أصبحت أوقـافـــا في العصــر المملـوكـي, فضـلا عن مـا يقـرب من نصف مســاحـة الأراضـي الزراعيــة(54). كمــا احتلت الأســواق المـوقـوفــة, تاريخيًّـا, مكـانًــا في الخـريطــة الاقتصــاديــة للمـدن الإســلاميــة, ومـن حيث قيـامهــا بضبـط الأسعــار, وتـأجــير محـالهـا بمبــالغ منخفضــة عن مثيلاتهــا, وكســرهـا العـزلـة مـا بيـن القـريــة والمـدينــة بفـرضهــا على الفلاحيـن والقـروييـن التـواصـل مع الحـواضـر الإســلاميــة بغــرض تســويق محـاصيـلهـم وتسـلم مستحقـاتهـم(55).

وكــان للوقـف آثــار مبــاشــرة في التشــغيل وتـوفـير فــرص العمـل, ذلك أن كثـــرة الأوقــاف وضخـامتهــا وتنـوعهــا اســتدعى أعـدادا هـائـلــة من العـامليـن في مختلف الأنشــطة : ففــي المجــال الدينــي والتعليمـي وفّـرت الأوقــاف وظـائف مثـل الإمــام والمـؤذن والقيّــم والمـدرس والمعيـد والفقيـــه, وفي مجـال الإداري وفّـرت وظـائف مثـل نـاظـر الوقف ونـائب الوكيـل ووكيـل النــاظــر والمبــاشــر والشــاهـد والكــاتب, وفي مجـال المــالى وفّـرت وظـائف مثـل الجــابي والصـراف والشـاد وأميـن المخـزن, وفي مجـال المعمـاري والفنـي وفّـرت وظـائف مثــل الكهـربـائي والسـباك والنجـار …الخ. كمــا أنــه ترتب على كـل وقف نـاشـئ إيجـاد وظـائف خـاصـة به مثـل المسـتشــفى المـوقـوف الـذي يحتــاج إلى وظـائف إداريــة وفنيــة كـالمـدير والطبيب والممـرض والصيـدالي وفنــي المختـبر …الخ, دون نســيان وظـائف الأمـن والحـراســة للممتلكــات الوقفيــة. كمــا كـان للوقف آثــار غــير مبــاشـرة في التشغيـل, تمثـل في تـزويــد المجتمـع بــالمتخصصـين والمـؤهليـن والمـدربيـن تعلمـوا وتـدربـوا في المعـاهـد والمـراكـز والمـدارس التعليميـة الوقفيـة(56).

وأسهــم الوقف أيضًـا في دعـم التجـار وأصحـاب المهـن الصغيرة والمتـوسطـة, عبـر تـوفــير صنــاديق وقفيــة للقـرض, مثـل ذلك الصنـدوق الذي كـان مـوجـودا بقيســاريـة مـدينـة فـارس ويقـرض النـاس دون فـائـدة(57). ويظهـر من تتبـع التـاريخ الإســلامي أن هنــاك علاقــة طـرديــة مـا بيـن زيـادة عـدد الأوقـاف وحجمهــا وبيـن تقليص ظـاهـرة البطـالـة, فكلمــا ازداد العـدد والحجــم, كلمــا زاد دور الوقف في تشــغيل القــوى العـاملـة(58), ومـن الأمثلـــة على ذلـك أن الأوقــاف التـركيـة استطـاعت بدايـة القـرن العشــريـن أن توظف مـا نسـبته 13% من مجمــوع القـوى العـاملـة في تـركيـا, والتي تعتــبر نســبة عاليــة بالمقيــاس الاقتصـادي الحديث(59). وهنــاك اتجــاه جـديـد يميـل إلى فكــرة اسـتثمـار أمـوال الوقف وتنميتهــا, ممـا يسهــم بلا شــك في تنميـة المجتمـع اقتصـاديًّـا(60).

خـامســاً : في الجـانب الفنـي والمعمــاري والأثـري :

كـان الوقف إحــدى آليــات تكـويـن الثـروة الفنيـة والأثـريـة ومصـدرًا من مصــادر تـراكمهــا عبـر مسـار التـاريخ الإسـلامي وفي مختلف البقــاع الإســلاميـة(61). ولم يقتصــر دور الوقف في مجـال خـدمـة الآثـار والفنـون الجميلــة على قطــاع العمــارة الدينيــة فحسب (من جـوامع, وزوايــا, وخـوانق للمتصـوفــة, ومـدافـن …الخ), بـل امتـد إلى قطـاعي العمـارة العسكـريـة والعمـارة المـدنيـة (مـن أســـوار, وقـلاع, وأربطـــة, ومستشـــفيـات, ومـدارس, وخـانــات, وحمـامـات, وقصـور, …الخ). كمــا أن الحجج الوقفيـة تعتـبر أعمـالاً فنيـة في ذاتهـا, نظــرا لغنـاهـا بـالقيـم الجمـاليـة من زخـارف فنيـــة, وخـطـوط تراثيــة, وتـوقيعـات, وأختـام …الخ. كـذلـك كــان للوقف مســاهمـات في إثـراء المتـاحف بمختلف فنـونهـا, وفي إنشــاء المـدارس المتخصصـة في تعليــم أصـول الفنــون الجميلــة. كمـا أن الزائـر إلى متحف الفـن الإســلامي بالقـاهـرة اليـوم, يجـد أن كثـيراً من مقتنيـاتـه مـا هـي إلا آثــار وقفيــة من الثـريـات ومنـابر المســاجـد والســيوف والخنـــاجـر والمشغـولات الذهبيـة والفضيـة والمصـاحف والـدروع والأطبـاق والصحـون والأبـاريق واللوحـات الفنيـة. وتحتـوي كـل هـذه الآثـار على نقـوش وزخـارف بـديعـة تنتمـي إلى بـلدان متعـددة, من الصيـن شــرقًـا إلى تركيــا شمــالاً, ومن مـراكش غـربًــا إلى الســـودان جنـوبًــــا(62). وتبعـا لهـذه المسـاهمـات يصـح القـول إن الوقف قـد سـابقـا بـأدوار وزارات الفنـون حـاليـا.

ســادسًــا : في الجـانب السـيـاسي :

قـام لوقف بـدعـم الدولــة من خـلال تخفيق الأعبــاء المـاليـة الملقــاة على عـاتقهــا في مختلف المجــالات الاجتمــاعيـة والاقتصـاديـة والدينيــة والتعليميـة …الخ, وفي مجــال الخـدمـــات العـامــة والأمـن والدفــاع عن الوطـن؛ ممـا مثّـل مصـدر قـوة للـدولـة(63).

القســم الثـاني : دور الأمـانـة العـامـة للأوقـاف في التنميـة المجتمعيـة :

لا تخـرج الأمـانـة العـامــة للأوقــاف في سيـاسـاتهـا عن التـوجهـات العـامـة لدولـة الكـويت. وهـذه التـوجهـات تحكمهـا رؤيـة مستقبليـة تـؤكـد على أهميـة إحـداث تغـيير تـدريجـي في مسيـرة التنميـة بالارتكـاز على بعض المحـاور التاليـة :

1 ـــ تعـزيـز مبــادئ الأمـن المحلي : والذي لا تخفـى أهميتـه لاستقـرار التنميـة, كمـا أن هـذا الأمـن لا يتـوقف على المجـال العسكـري إنمـا يتعـدى ذلـك إلى مجـال الأمـن الاجتمـاعي.

2 ـــ تنميـة المـوارد البشـريـة : وذلـك نظـراً لأن العنصـر البشـري عـامل محـدد وأسـاسي للنمـو والتنميـة, إذ هـو الذي يقـود التنميـة, كمـا أنـه شـرط ضـروري لاسـتدامتهـا.

3 ـــ إصـلاح المسـار الاقتصـادي : عبـر إحـداث تعـديلات جـوهـريـة على مكـونـات الهيكـل الاقتصـادي, بحيث يتــم التخلص من التـوجهــات التقليـديـــة ومعـالجــة الاختلالات القـائمـة بمـا يسمـح بتـوفير البيئـة المنـاسبــة لبنـاء اقتصــاد قــائم على قـاعـدة إنتـاجيـة متنـوعـة, مع إطـلاق قـوى السـوق وتعـزيـز قـدرة الاقتصـاد المحلي على التعـامل مع المعطيـات الاقتصـاديـة محليًّـا وإقـليميًّــا ودوليًّــا.

4 ـــ تنميــة دور البحث العلمـي وتـرســيخ التقنيـة : إذ أن تحقيق التنميــة بحـاجـة إلى الاستخـدام الواعي لمخـرجـات مـؤسسـات البحث العلمـي, وهـذا البحث العلمـي مقـترن بتـرســيخ التقنيـة المـرتبطـة بالاستمـرار في بنـاء قـاعـدة تكنـولوجيــة محليـة والرتقــاء بعمليــة نقـل التكنـولوجيــا وتنظيــم اسـتخـدامهـا.

5 ـــ تعـزيـز قطــاع الخـدمــات : على اعتبــار أن قطــاع الخـدمــات هـو أحـد القطـاعـات الرائـدة في عمليــة التنميــة, والمقصــود بــه قطــاع الخـدمـات المتطـورة ممثلـة بتكنـولوجيـا المعلـومـات والاتصـالات ونظـم الخـدمـات الإداريـة والماليـة.

6 ـــ تطـويـر الإدارة العـامــة : حيث ينبغـي أن يتغــير مفهــوم ودور الجهــاز الإداري للـدولـــة من جهــاز لتقــديـم الخـدمـات إلى جهــاز يـديـر التنميـة.

7 ـــ تعـزيـز المشــاركـة المجتمعيــة وتنميـة دور المجتمـع المـدني : مـن خـلال تطـويـر صيـغ البـرامج التطـوعيـة بهـدف المحـافظـة على الرفـاه الاجتمـاعي وتطـوير المسـتويات التكنـولوجيـة, بمـا بسـتلزمـه ذلك مـن تنفيـذ الأنشـطـة الإنمـائيـة القـائمــة على الاعتمـاد على الذات والاستـفـادة القصـوى من المعـارف والمـوارد المحليـة, وافســاح المجـال أمــام منظمــات المجتمـع المـدني لتعـزيـز المشــاركـة الشعبيـة في عمليـة التنميـة(64).

وتنسجــم الأمــانـة العـامـة للأوقـاف مع التـوجــه العـام للدولــة, حيث إن الرؤيــة الإســتراتيجيــة الحـاليـة المتبعـة لديهــا تقـوم على «الريــادة في تنميـة الوقف والمحـافظـة عليــه, والفعـاليـــة في صـرف الريـع, وفق المقـاصـد الشـرعيـة, من خـلال بنـاء مـؤسسـي متطـور, وتـواصـل مع مجتمـع داعــم»(65). وقـد تمثلت فعـاليـة الصـرف لـدى الأمـانـة العـامـة للأوقـاف في إنجـازهــا العـديـد من خـدمـات التنميـة المجتمعيـة, على الرغـم من أن تجـربتهــا قصــيرة نســبية إذ أنهـــا تنـاهز العشــر ســنوات, لكنهــا تنــاولت مجـالات عـدة يسـتعـرضهـا التقســيم التـالي للوقـوف على المـدى الذي يمكـن للوقف ومـؤسسـاته المعـاصـرة أن تقـوم به في الوقت الحـاضـر بمـا يسهـم في تحقيق التنميـة المجتمعيـة.

أولاً : في المجـال الفكـري والعلمـي والثقـافي :

لقـد كــان مـن أهــم الأولويــات لـدى الأمـانـة العـامـة للأوقـاف إيـلاء العنـايـة بكـل مـا يتعلق بالقـرآن الكـريـم الذي يعتبـر المنبع الفكــري الأول للمســـلميـن, دراســـة وحفظــا ونشــرا, فقــامت بـإنجــاز حمـلات إعلانيـة للحث على قـراءة القـرآن الكـريـم والعمـل به وتفنـد الشــبهـات حـولــه مثـــل «المـدخـل لدراســـة القــرآن الكـريـم», وإعـداد برامـج تلفـزيـونيـة تقــدم معلـومـات قـرآنيـة, وإقـامـة مـؤتمــرات قـرآنيـة لتـدارس شــؤونـه, وتنظــيم معــارض للإبـداعـات والمخطـوطـات الفنيـة القـرآنيـة, وبرامـج حـاسب آلي في مجـال تعليــم القــرآن الكـريـم وتـدريس علـومــه والتـدريب على إتقـان أحكـام تجـويـده, وتسجيـل ختمـات قـرآنيــة لبعض القـراء, وإعـداد ببليـوغـرافيــا قـرآنيـة.

كمــا أنهــا رعت حكلــة القـرآن الكـريـمعبـر إنشــاء مـراكـز لتحفيظ القـرآن الكـريـم لكـلا الجنسـين, وتســيير رحـلات لحفـظ القـرآن الكـريـم بهـدف تنميــة مهــارات الحفـظ والاحتكــاك بالتجــارب الدوليــة الأخـرى وإعـداد الحفظـة للمشــاركـة في مسـابقـات دوليـة. وتعتبــر مســابقـة الكـويت الكبـري لحفـظ القـرآن الكـريـم وتجـويـده من أبـرز الانجـازات في هـذه الرعـايـة, وكـذلـك المســابقـات الثقـافيـة المتعلقــة بحفـظ الأحــاديث الـتي تتحـدث عـن فضــائل القـرآن أو الأبحـاث المتصـلة بـه.

وكـان اهتمـام الأمـانـة حليًّـا بالمسـاجـد, حيث إنهــا المـرتع العلمـي والمحضن الثقـافي الأصيـل للأمــة, إذ تقـوى على رعـايـة فرش المســاجـد والقيـام بـأعمـال صيـانـة جـذريــة لهــا, وتخضـير ســاحـاتهـا عــبر زراعتهــا بـأشجــار مثمـرة, وعـرض قطـع أرضيـة لبنـاء مســاجـد عليهــا مـن قبـل من يرغب في التبــرع بتكــااليف بنـائهـا مـن أهـل الخيـر, إضـافـة إلى اسـتكمـال تجهـيز وتـأثيث مشــروع المكتبـات الوقفيــة الملحقــة بالمسـاجـد, وإعـادة تـأهيـل المسـاجـد التـراثيـة للمحـافظـة عليهـا عبــر تـرميمهـا وصيـانتهـا, وطبـاعـة كتب عن تـاريخ هـذه المسـاجـد وإنتـاج برامـج تلفزيـونيـة خـاصــة بهـا. كمـا تقـوم الأمـانـة على إحيـاء المنـاسبـات الدينيـة بهــدف تحقيق الفـاعليــة المطلــوبـة لهـذه المنـاسبـات من مثـل إعـداد وتجهـيز مصليـات عيـد الأضحـى المبــارك في الخلاء. كـذلـك تـدعــم الأمـانـة بنـاء مسـاجـد خـارج الدولـة.

تـرعـى الأمـانـة أيضًــا العــامليـن في قطــاع المسـاجـد ثقـافيًّــا من خـلال إقـامـة دورات تـدريبيـــة للأئمــة والخطبــاء وشــاغلي الوظـائف الإشــرافيــة بقطـاع المســاجـد لتنميـة مهــاراتهــم في العلـوم الشــرعيــة والإنســانيـة والخطـابيـة, وإصـدار سلسـلـة كتب بعنــوان «رســائل المســاجـد». كمـا أنهــا تـرعـاهـم معنـويـا بطبـع شهـادات شكـر وتقـديـر للمـوظفيـن المثـاليين في القطـاع. في حيـن أنهــا ترعـاهـم مـاديًّــا عبـر توفيـر السكـن لعـدد كبيـر منهـم, والإسهـام في تـأثيث السكـن الوقفي للعـامليـن ببيـوت الله, وتـوفيـر حـوافـز ورواتب لهـم, بل وصـرف مســاعـدات ماليـة لهـم في الظـروف الطـارئـة والاسـتثنـائيـة, ومســاعـدات ماليــة أخـرى لأبنـائهـم في المـدارس.

تعمــل الأمــانـة على تثقيف غــير المسـلميـن بالإســلام, إضـافـة إلى رعـايـة من أســلم, من خـلال مشــروع الدعـوة إلى الإســلام عبــر سبكـة الإنتـرنت عن طـريق برنــامج «إســلام نت» الـذي يحتـوي معلـومـات متنـوعـة عن الإســلام, وتخصيص مبـالغ متنـوعـة عـن الإسـلام, وتخصيص مبـالغ مـاليــة لـدعـم المحتـاجيـن من المسلميـن الجـدد لأداء فريضـة الحج, ودعـم مشــروع كفـالـــة الداعيــات بلجنـــة التعـريف بالإســلام, ودعـم مشــروع وقف الدعـاة الذي مـن أهـدافــه تـوفيــر دعــاة متفـرغيـن وذوي خبـرة للدعـوة إلى الإســلام بمختلف اللغـات في أوســاط الجـاليـات غيـر المسلمـة.

وكـان اهتمـام الأمـانـة واضحـاً في تثقيف البـاحثيـن والعمـوم في الشـأن الوقفي عــبر مجمــوعـة من المشــاريع الوقفيــة التعـريفيـة, مـن أهمهــا مشــروع كشــاف أدبيـات الأوقـاف الذي يستهـدف جمـع وتصنيف وفهـرســـة أدبيـات الأوقـاف المتـوفـرة في أهـم المكتبــات في عـدد مـن الدول العـربيـة والإســلاميـة بمـا يخـدم البحث العلمـي في مجـال الوقف, وإعـداد كتب تشــرح مفـردات الوقف, وإعــداد كتب تشــريح مفــردات الوقف مثـل كتــاب «المصطلحـات الوقفيـــة». كمــا جـرت المشـــاركتة في العـديـد من الملتقيــات والمـؤتمـرات والنـدوات التي تنــاولت العمـل الوقفـي بـل والعمـل الخــيري (التطـوعـي) عمـومـا في دول عربيـة وإسـلاميـة وغـربيـة. وتمت إقـامـة مســابقـات وقفيـة ثقـافيــة من خـلال الوســائط الإعــلاميــة المختلفــة والمتنـوعـــة (إذاعـــة وصخـافــة وتلفـزيـون), وجـرى تنظيـم نـدوات دوليـة عـدة متعلقـة بالوقف مثل نـدوة «نظـام الوقف والمجتمـع المـدني في الوطـن العـربي» ومنتـدى قضـايـا الوقف الفقهيـة الأول.

وتعمـل الأمـانـة من خلال مشــروع الترجمـة على الاستفـادة من تجـربـة الدول الأخـرى التي لهــا تـاريخ غـني في العمـل الخــيري التطـوعـي ودعــم المجتمـع المـدني, فتتـم ترجمــة مطـبوعـاتهــا من اللغـات الأجنبيـة (الإنجليـزيـة على الخصـوص) إلى اللغـة العـربيـة, إضـافـة إلى ترجمــة بعض الكتب التي تتحـدث عن دور الأمـانــة العـامــة للأوقـاف, وتـوفـير مختلف التقـارير والدوريـات والمجـلات والنشــرات عن العمـل الخيـري وأدلــة المؤسســات الخيـريـة العـالميـة للعـامــة, بمــا يـدعـم نشــر الفكـرة الوقفيــة التي هي, في أسـاس نشـأتهـا, فكـرة خيريـة تطـوعيـة.

تسـهـم الأمـانـة العـامـة للأوقــاف كـذلـك من خـلال مشــروع التجـربـة الوقفيــة الكـويتيـة على التعـريف بهـذه التجـربـة المعــاصـرة في بلــدان العــالم العـربي والإســلامي, مـن خـلال المشـاركـة في العـديـد مـن النـدوات الفكـريـة في دول إسـلاميـة مختلفـة. كمـا جـرى تكـويـن مكتبـة متخصصـة في مجــال الأوقــاف والعمـل الخـيري التطـوعـي, والاشــتراك في بعـض الدوريـات العلميـة واقتنـاء عـدد آخـر.

وتســعى الأمـانــة عــبر مشــروع الدراســات العليـا الوقفيـة إلى تكـويـن نخبـة علميـــة متخـصصـة في مجـال البحـوث والدراسـات الفقهيـة, مـن خـلال تقـديـم الدعــم المـالي والعلمـي للطلبــة المتميـزيـن الـذيـن يُعـدّون دراســاتهـم العليـا (المـاجسـتير والدكتـوراه) في مجـال الوقف, بالإضـافـة إلى طبـاعـة الرســائل الجـامعيـة في مجـال الوقف. كمـا تسهــم مســابقـة الكـويت الدوليـة لأبحـاث الوقف في تشــجيع البـاحثيـن على الخـوض في مســائل الأوقـاف المختلفـة, إسهــامًـا في إيجـاد حـلول ملائمــة, كمــا أن لدوريـة «أوقـاف» العلميـة المحكمـة المتخصصــة في مجـال الوقف والعمـل الخـيري دور هـام في تحقيق هـذا الأمـر صـدر منهـا ســبعـة أعــداد حتـى نهـايـة سنـة (2004م).

وكـان لنشــر التـراث والثقـافـة الإســلاميـة نصيب وافـر مـن رعـايـة الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, إذ قـامت بطبـاعـة عـدد من المخطـوطـات مثل مخطـوطـة مـوطـأ الإمـام مالك التي نُسـخت في جـزيرة فيلكــا سنـة 1094هــ /1682م, وطبـاعـة بعض الكتيبـات الدينيـة مثـل كتـيب «الرسـول وفضـل شــهـر رمضـان». كمــا أنهــا أسهمت في مشــروع توثيق تـاريخ التعليـم الدينـي في دولـة الكـويت بمـراحلـه المختلفـة وبشــخصيـاتـه الذيـن قـامـوا فيـه بالإسهــام الــتربوي والإداري, إضـافـة إلى تـوقيعهــا اتفـاقيـات تعــاون ومـذكــرات تفــاهـم مع عـدد من المنظمــات والهيئـات والجـامعـات خـدمـة للثقـافـة الإســلاميـة.

كمــا أولت الأمـانـة اهتمـامهــا للأطفـال وأوليــاء أمـورهـم عــبر تنظـيم حملات إعـلانيـة ثقـافيـة مـوجهـة لهـذه الشـريحـة من خـلال الوســائط الإعـلاميـة المختلفـة الصحـف والتلفزيــون والإعـلان في الشـــوارع …الخ, وإقـامـة مهـرجـانـات ثقـافيــة, وتكــريـم عـدد من المتمـيزيـن في ميــدان كتب وقصص الأطفـال, ودعـم دورات علميـة تطبيقيـة للأطفـال, وإصـدار منتجـات ثقـافيـة للطفـل مثـل «كـراس المعمـاري الصغـير» الذي يســتثيـر اهتمـام الأطفــال بفـن العمـارة الإســلاميــة ويعـرفهـم بعنـاصـرهــا في المسـاجـد وغيرهـا بـأســلوب جـديـد ينمـي ملكـة الإبـداع لـديهـم, إضـافـة إلى تجهــيز ورشـات للقـراءة مخصصـة لاستقبـال الأطفـال في المهـرجـانـات الثقـافيـة ليقضـي الأطفـال أوقـاتًــا ممتعـة في قـراءة مخصصـة لاستقبـال الأطفـال في المهـرجـانـات الثقـافيــة ليقضـي الأطفـال أوقـاتـاً ممتعـة في قـراءة القصص المفيـدة. كمـا تمت طبـاعـة كتب تتحـدث عن ثقـافـة الطفـل لمسـاعـدة الآبـاء على فهـم أبنـائهـم.

وكـان لنــادي «أنيس» (نـادي القـارئ الصغير) دور مهـم في نشــر الثقـافــة لدى الطفـل, إذ هـو نـا للكتـاب للأطفـال بالمـراســلة, ويحتـوي على برامج حـول كيفيـة تنميـة عـادة القـراءة, ويعـدّ مســابقـات ثقـافيـة لأعضـائــه, ويــوزّع عليهــم صنــاديق بريـديـة مجـانيـة لضمـان وصـول منتج النـادي إلى سـكـنـاهـم, وهنـاك مشـروع «ترجمـات أنيس التربويـة» المـوجّــه إلى أوليـاء الأمـور, ومشــروع «سلســـة حكـايـات أنيس» الـذي أنجـز منــه العـديــد من القصـص للأطفـال. كمــا يجـري تنظـيم مســابقـات عـدة للصغـار في مجـال البحث العلمـي والمهـارات الأدبيـة, وإصـدار دوريـة «أنيس الوالـديـن», بالإضـافـة إلى كتيبـات أخـرى تثقيفيــة للوالـديـن بهـدف توعيتهـم بكيفيـة الاهتمـام بـأطفــالهـم الرضـع وبــالطـرق الســـليمـة لتحــافـظ الأم المـرضعـة على صحتهـا مثـل كتيب «الرضـاعـة الطبيعيـة هبـة الخـالق لمـولودك».

اهتمـت الأمـانـة أيضًـا بفئــة طـلاب المـدارس, فعملت على نشـر الثقـافـة بينهـم من خـلال دعــم الملتقيــات التـربويـــة ومنتـديـات الحـوار لطلبـة المـدارس, وتـوقيع بروتوكـولات تعـاون مـع اللجـان الوطنيـة المختصـة بـدعــم التعليـم وتطـويـر أنظمتــه, ومســانـدة المشــروعـات التـربويــة التطـويريـة الكبـرى المقـدمــة من قبـل الجهـات التـربـويـة ذات العلاقـة, والإسهـام في شـركـات تخـدم عمليــة التعليـم. وهنــاك مشــروع مكتبــة الفصـل الدراســي الـذي بـدأ تجـريبــه في بعض المـدارس من خـلال إنشـاء مكتبـة في كـل فصـل دراســي, تحتـوي على قصص تعليميـة وتـرفيهيـة ودينيـة, تعيـن الطلبـة على ممـارســة عـادة القـراءة والمطـالعـة في أوقـات الفـراغ. إضـافـة إلى تنظيـم زيـارات طـلابيـة لعـدد من المعـارض الثقـافيـة, وتـوزيـع بعـض المنتجـات الثقـافيـة لفــائـدة الطلبـة, وإقـامـة ودعــم دورات علميــة تـدريبيـة للطلبـة مثـل دورات وبـرامج في أســـاليب التفكــير الإبـداعـي, ودعــم الأنشــطة الثقـافيــة والعلميـة المتعـددة لمـراكـز الشـباب خـلال الفتـرة الصيفيـة, وتنفيـذ مشــروع إدخـال الحـاسب الآلي إلى مـدارس وزارة التـربيـة, وتجهـيز بعـض المـدارس بمختبرات لغـويـة.

وتجلـى الاهتمـام بفئـة الطلبـة كـذلـك من خـلال مشــروع رعـايـة طـالب العلـم الذي يرمـي إلى تـوفيـر الرعـايـة المنـاسبـة للطلبـة المحتـاجيـن وأسـرهـم عــبر تقـديـم الدعــم المـالي, وعبـر توفــير الدعــم التـدريبي على شــكـل دورات فنيــة وعلميــة في مجــالات متعــددة مثــل التمـديــدات الكهـربـائيــة, والرســـم على الزجـاج, وإعـادة تـدوير المســتهلكـات, وتشكـيل الخشب. هـذا إضـافـة إلى دعـم مشــروع كفـالـة الأيتـام الذي يرعـى الأيتـام في كـافـة جـوانب حيـاتهـم ومن ضمنهــا الجـانب التعليمـي.

كمــا تسهــم مســابقـة الحقـائب التعليميـة بيـن المـدارس وزارة التـربيـة في تثقيف الطلبـة, إذ الحقيبـة التعليميـة هي عبـارة عن مختبـرات علميــة كصغـرة متكـاملـة تجـرى بواسـطتهـا التجـارب المعمليـة ويتــم فيهــا تقـديـم أفضـل المقـترحـات المتعلقـة بمحتـوى هـذه الحقيبـة لكـل مـادة بمـا يمكّـن الطلبـة من فهـم واسـتيعـاب منـاهجهـم الدراســية واكتسـاب المهـارات العلميـة التطبيقيـة في المجـالات العلميـة المختلفـة. ويجـري كـذلـك تنفيـذ مشــروع العلـوم المـرحـة في بعض مـدارس الدولـة, والذي يهـدف إلى تشجيـع الطلبـة على تعلـم العلـوم بطـريقـة مرحـة. كمـا يتـم تنظيـم برامج تـدريبيـة عن مهـارات القيـادات الشـابلة للطلبـة, وتنسيق دورات تـدريبيـة تعنـى بمـواد العلـوم لطلبـة المـرحلتيـن الابتـدائيـة والمتـوســطـة, وتصميـم الدروس التعليميــة على أقـراص صلبــة(CD), وتـوزيـع  ملصقـات عن قيمـة القـراءة ومنفعـة الكتـاب على طلبــة مختلف المـراحـل الدراسيـة. إضـافـة لذلك يتـم تنظـيم مسـابقـة الصنـدوق الوقفـي للتنميـــة العلميـــة والاجتمـاعيــة في مجــال الأجهـزة والتطبيقــات العمليــة, والـتي مـن أهـم  أهـدافهــا تـدريب الطـلاب على اســتخـدام الأسـلوب العلمـي في التفكـير والبحث, وإثـارة روح التنـافس الشـريف فيمـا بينهـم, وتعـزيز الاتجـاهـات الإيجـابيـة للطلاب نحـو العمـل اليـدوي.

وكــان اهتمــام الأمـانــة واضحًــا بالبــاحثيـن وطـلاب الدراسـات العليـا, من خـلال التعـاون مع المـؤسسـات الأكـاديميــة التعليميــة في مجـال الأبحـاث مثـل جـامعـة الكـويت التي تعــدّ بمـوجب هـذا التعـاون كتـابـا عن «تـاريخ العمـل الخيـري في دولـة الكـويت», وكـذلـك بتقـديـم المنح للطلبـة المتفـوقـين في بعض الكليـات ودعـم بعضهـم للمشــاركـة في المـؤتمـرات والنـدوات وورش العمـل الـتي تنظمهــا جـامعـات مجلس التعـاون لـدول الخليج العـربيـة, ودعـم إصـدار بعـض المطبـوعـات لصـالح أنشـطـة بعض الكليـات, ومسـاندة الـدورات التـدريبيـــة لطـلاب المـرحلـة الجـامعيـة. كمــا أنهــا تقـوم بـدعـم المكتبـات العـامـة من خـلال البـرامج المشـتركـة الجـاذبـة للجمهـور والدراسـات المســحية عـن واقعهـا واحتيـاجـاتهــا التطـويريـة. كمــا قـامت الأمـانـة بـإثراء المكتبـة الخـاصـة بهـا عبر تـزويـدهـا بالمـراجع اللازمـة وبالبرامج الآليــة الـتي تيســر عمليـــة حصر الكتب والاسـتعـلام عن البيـانـات المطلوبـة. وتقـوم الأمـانــة أيضــا على تمـويـل ودعــم بعض الدورات التـدريبيــة العلميــة للشــرائح المجتمعيـة المختلفـة لتشمـل ميـدان الحـاسب الآلي وغـيرهـا, كمـا أن لهـا مسـاهمـات في تطـوير النــادي العلمـي من خـلال البحـوث التقييميـة والدعــم المــالي لتجهيـز مـدينتـه العلميـة.

ولتكثيف الجهـود الهـادفـة لنشــر الثقـافـة العلميـة لـدى العمـوم, تعمـل الأمـانـة على إصـدار الأفـلام ثقـافيـة مـرئيـة, وتســهـم في شــركـات تخـدم الفقـه الإسـلامي, وتصـدر كتبًـا ثقـافيـة إسـلاميــة مثـل «تربيـة المسـلم في عـالم معـاصـر». كمـا أنهــا تقيـم وتـدعـم العـديـد من المســابقـات الثقـافيـة والعلميـة المبتكـرة العـامـة مثل مسـابقـة قبــة النجـوم, ومســابقـة حـدائق الحيـوان, ومســابقـة المتحف العلمـي. وجـرى افتتـاح المعـرض العلمـي المتنقـل للعـلوم الفيـزيـائيـة والكيميـائيـة وعلـوم الأحيـاء والـزراعـة, والـذي هو عبــارة عن سـيارة خـاصــة مجهـزة بكـافـة الأدوات والأجهـزة اللازمـة. إضـافـة لذلـك تمت المشـاركـة في معـارض علميـة دوليـة, واســتضـافـة عـدد من الوفـود العلميــة مثـل وفـد جـامعـة «ناتـال» العلمـي من جنـوب إفـريقيـا. كـذلك يجـري دعـم عقـد العـديـد من اللقــاءات الثقـافيــة والعلميــة العـامـة ولاشــتراك في فعـاليـاتهـا مثـل نـدوة «مـوقـع الإعـلام في المشـــروع الحضــاري الإســلامي» ونـدوة «التـربيــة والتنميـــة الشـاملـة في العـالم الإســلامي» ومـؤتمـر «طـرق البحث العلمـي», وإصـدار عـدد مـن الـبرامـج العلميــة التي تنمـي المهـارات العلميـة الفكـريـة مثـل برنـامج «السهــل», ودعــم إصـدار كتـب علميـــة عـدة مثـل كتـاب حـول «توفــير المنـاخ العلمـي لتنميـة القـدرات الفـرديــة» وكتــاب آخـر حـول «الإنتـرنت», والمســاهمـة في تطـويـر بعـض الجهـات العلميــة مثـل المتحف العلمـي. كمــا يجـري دعــم اللجـان الوطنيــة التي تحتضـن الأنشــطـة العلميــة المبتكــرة مثـل اللجنـة الوطنيـة المشـتركـة لرعـايـة النشـاط الابتكــاري, وتـم افتتـاح قـاعـة ومـركــز للعـلوم والثقـافـة بحـديقــة الحيـوان لتقـديـم الخـدمـات العلميـة والثقـافيـة, إضـافـة إلى إقـامـة مطـير (قفص) أو محميــة صغـيرة لطيور البيئـة المحليـة بغــرض التعـرف على هـذه الطيـور وتـوفير البيئـة والرعـايـة المنـاسبـة لهــا, وإقـامــة معــارض كتـب وحلقـات نقـاش حـول القضـايـا التي تخـص الكتـاب العـربي.

وتتويجًــا الأمـانــة العـامــة للأوقــاف المتعلقـة بخـدمـة الثقـافـة ونشــرهــا, فقـد عملـت على دعـم مجمـوعـة من الفنـون الأدبيـة والجمـاليـة المشــروعـة, مثــل :

*الشــعر والأناشـــيد : عبــر إقـامـة مســابقـات للشعـر العـربي, وإنتـاج أشـرطـة لروائع الشــعر التي ضمنت مجمـوعـة منتخبـة من قصـائـد فطـاحـل الشعـراء العرب تشـجيعـا للأجيــال على سمــاع الشــعر الأصيـل وتيسيـر ســبل حفظــه, ودعــم وإقـامــة مجمــوعــة من الأمســيات والمهرجـانـات الشعــريـة مثــل مهـرجـان الأنشــودة العـالمـي ومهـرجـان روائع الشعـر العـربي الثـالث ومهـرجـان النـاشئــة للشـعـر العـربي للطلبـة.

*الخـط العـربي والزخـرفــة الإســلاميــة : مـن خـلال تنظيــم نـدوات علميـــة بهـذا الخصـوص مثـل نـدوة «مســتقبل فن الخط العـربي في ظـل التقــدم التكنولـوجـي», وإقـامـة معــارض عـالميـة للخط العـربي بمشــاركـة نخبـة من الخطـاطيـن العـالمييـن وتقـديـم عـدد من أعمـالهـم الفنيـة مثـل المعـرض العـالمي الثالث للخط العربي.

*العمــارة الإســلاميـة : وذلـك عبـر إقـامـة معــارض للعمـارة الإســلاميـة, وتنظـيم نــدوات بهـذا الخصــوص مثــل نـدوة العمــارة الإســلاميـة والـدور الحضـاري المنشـود”.

*الإنتـاج التلفـزيونـي : الـذي تـم دعمــه من خـلال إنتـاج بعـض الأفـلام التلفـزيـونيـة مثـل فيـلم «كـاظمـة .. حنيـن الحـاضـر إلى عبق المـاضي» الذي يـعرّف بمنطقـة كـاظمـة ذات الــتراث الإسـلامي العـريق وأهـم الأحـداث الـتي عـاصـرتهـا وأبـرز شعـرائهــا وأدبـائهــا, والفيلـم الوثـائقـي «جـواهـر المجـد» الـذي يتنــاول مكـانـة السـيوف الإســلاميــة ومـا ارتبط بهــا من بطـولات وإبـداعـات صنـاعيـة في المـاضي, والتـاريخ العـريق لمجمـوعــة من الســيوف المبـاركــة المنســوبـة إلى النبي ـــ صّلى الله عليــه وســلم ـــ وخلفـائـه الراشـديـن. إضـافـة إلى انتـاج عـدد من الأفـلام الخـاصـة بالعمـل الوقفـي والـدور التـاريخـي للوقف في المجتمع الكـويتي وإنجـازات الأمـانـة العـامـة للأوقـاف(66).

ويجـري حـاليـاً انجـازا مجمـع الحـديث الشـريف السـيرة النبـويـة والـذي سـيـدعـم البـاحثيـن والمحقّقيـن وطـلاب العلـم, حيث إنـه سـيركـز على سـيرة وحيـاة الرسـول ـــ صّلى الله عليــه وسـلم ـــ والتعـريف بـه وبسنتـه الشـريفـة, وتشجيـع الأبحـاث والدراسـات المتعلقـة بهـذا الشـأن, وذلـك من خـلال محـوريـن أســاســيين : أولهمـا يختص بالجــانب العلمـي الذي يشــمل جميع الإصـدارات المتعلقـة بالحـديث الشـريف والسـيرة النبـويـة العطـرة, تحقيقـا وتـرجمـة وطبـاعـة ونشـرا, مع إبـراز الإعجـاز العلمـي النبـوي, وإقـامـة مســابقـات بحثيـة ودراسـات وتحقيقـات خـاصـة بالسيرة النبـويـة على المســتوييـن المحـلي والـدولي, ومسـابقـات أخـرى لحفـظ الحـديث النبـوي الشـريف. وثـانيهمـا يتعلق بالجـانب التثقيفي الذي سيشــمل عـرضـا لحيــاة النبي ـــ صّلى الله عليــه وســلم ـــ وأهــم الأحـداث التي واكبتهـا والمـرتبطـة بشـخصيتـه, باسـتخـدام وسـائط الإعـلام والتقنيـات الحـديثة, من خـلال إقـامـة «متحف الســيرة النبـويـة العطـرة» الذي يتكـون من قـاعـات عـدة, كـل واحـدة منهــا تحتـوي على أجنحــة عـدة, وكـل جنـاح مخـصص لمـرحـلة معينـة أو لمـأثرة نبـويـة كـريمـة(67).

بعــد اســتعـراض تجـربـة الأمـانـة العـامـة للأوقـاف في المجـال الفكـري والعلمـي والثقـافي, يشــرع التســاؤل هـل أنهــا اســتطـاعت تحقيق التنميـة المجتمعيـة في هـذا الجـانب ؟.

يمـكـن القـول أن الأمـانـة تسهـم في تغـيير بعـض العـادات والأفكــار التي تحصـر العلـم والثقـافـة في أمـاكـن الـدرس والعلـم فقـط, حيث تسهــم في جعـل العلـم متـاحـا لعمـوم الجمهـور بطـرق سهلـة وميسـرة. كمـا أنهـا تعمـل على إشـباع رغبـات الأفـراد العلميـة والثقـافيـة في المجتمـع بتـوفيـر الوســائل المختلفـة وفي أمـاكـن ســهلـة الارتيـاد ومفتـوحـة للعمـوم. كمـا أنهــا تعتـمد على قـدرات أفـراد المجتمـع غي إنشــاء وتســيير المشــاؤيـع العلميــة والفكـريـة والثقـافيـة, بالاستنـاد إلى قـدرات تكنـولوجيــة حـديثـة ومتطـورة في كثـير من الأحيـان. كمـا أنهــا تسعـى إلى التكـامـل والتنسـيق مع الجهـات الأخـرى, الأهليــة منهــا والحكـوميـة, في انجـاز برامجهـا العلميـة والثقـافيـة, وفي توجيـه الجمهــور للاهتمـام بالعلـوم والتكنـولوجيا, وبفتـح آفـاق رحبــة للاطـلاع والبحث العلمـي.

لـكـن تجـربـة الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, هي ككـل التجـارب البشـريـة, بحـاجـة دومـا إلى المـراجعـة والمتـابعـة, ولعـل هـذا مـا ينقصهــا, حيث يلاحـظ المتتبـع عـدم اسـتمـراريـة عـدد من هـذه المشــاريـع الهـامـة كمهـرجـان كـاظمـة للتـراث, وكـذلـك قلة تنظـيـم المنتـديــات والمـؤتمـرات الثقـافيـة والعلميـة في السـنوات اللاحقـة, وضعف المشـاركـة في العـديـد من أمثـالهـا. كمـا يلحـظ أن عـددًا مـن هـذه المشـاريع ما زالت في طـور الدراســة ولم يتــم البت بشــأن تنطـلاقهـا مثـل التحضـير لإقـامـة دار الخـط العـربي والزخـرفــة الإسـلاميـة. والمـرجـو أن تبـذل الأمـانـة العـامـة للأوقـاف جهـودهـا في إيجـاد أنشطـة تمس عـددًا كـبيرًا من الجمهـور كـالنشــر العلمـي باللغـات الحيـة, والمسـابقـات العـامـة, والخـدمـة عـبر شـبكـة الانتـرنت, وكـذلك إيجـاد برامج للجمهـور عــبر الخـدمــة الهـاتفيــة من أحـاديث قصيـرة على أرقـام معينـة أو عبـر الرســائـل التـذكيـريـة القصيـرة للهـولتف المحمـولـة.

ثـانيــاً : في المجـال الصحـي :

تعمـل الأمـانـة العـامـة للأوقــاف على الرفـع مـن مستـوى الثقـافـة الصحيـة لدى مختلف فئـات المجتمـع, وذلـك للوصـول إلى أن يكـون كـل امــرىء طبيـب نفســه. فقــامت بـدعـم العـديـد من حمـلات التـوعيـة الصحيـة, ودعـم وتنظيـم والاشــتراك في مجمـوعـة من المعــارض والملتقيـات والمـؤتمـرات والنـدوات والـدورات الصحيـة, المحليـة والدوليـة مثـل مـؤتمـر «السـرطـان بين الحقيقـة والخيـال» الذي يعتـبر أول مـؤتمـر دولي على مسـتوى المنظمـات الشـعبيـة والهيئـات غــير الحكـوميـة, وتنفيـذ دورات خـاصـة في مجـال الإســعـافـات الأوليـة وحـوادث المنـازل, ودعـم وإصـدار العـديـد من المطبـوعـات والملصقـات في الشــوارع والدراسـات في المجـال الصحـي, إضـافـة إلى الإعـلانـات الصحفيـة والإذاعيــة والتلفـزيـونيـة, وإقـامـة مســابقـات توعيـة صحيـة وعـدد من المســابقـات الريـاضيـة, وتـوقيـع اتفـافـات تعـاون مع حمعيـات طبيـة عـديـدة, ودعـم انشــطـة لجـان التـوعيــة الصحيـة في المنـاطق المختلفـة.

وكـان للفئـات الخـاصـة نصيب وافـر مـن اهتمـامـات الأمـــانــة ورعـايتهــا, نظـراً للضعف الـذي تعـاني منـه هـذه الفئـات ممـا يتطلب إيلاءهــا عنـايـة زائــدة. وتـوزعت هـذه العنـايـة على فئتيـن رئيسيتيـن همـا :

*فئـة المعــاقيـن : وتجـلت العنـايـة بهــا مـن خـلال دعـم وإصـدار العـديـد من الدراســات والبحـوث الخـاصـة بالإعـاقــة, والمشــاركـة بالمنـاسبـات والمـؤتمـرات والحلقـات النقـاشيــة الخـاصـة بهــا مثــل المشــاركـة بيـوم المعـاق العـالمـي, وتنظيـم منتـديـات ودورات تـدريبيـة وورش تعليميـــة عـدة خـاصــة بالمعـاقيـن, وإقـامـة نـواد خـاصـة بهـم, وتقـديـم الـدعـم اللازم إلى برنــامج الفصـول الخـاصـة ببطيئي التعلـم, وطبـاعــة قصص تلقـي الضـوء على الـدور الــذي يمكـن أن يقـدمـه المعـاق في بنـاء المجتمـع مثـل قصـة «إصـرار», وتمـويـل إنتـاج أفـلام تحكــي واقـع الشــباب المعـاق وإمكـانيـاتهـم في بنـاء مجتمعهـم والدفـاع عنـه مثـل فيـلــم «الإرادة», ودعــم مشــروع الفصـول التعليميـة لأطفـال «متلازمـة الداون» (المنغـوليـيـن), وتـوفــير حــافـلات وآلات خـاصــة للمعـاقيـن في مـدارســهم وأمـاكـن تواجـدهـم, وإنشــاء دار حضـانـة لـذوي الاحتيـاجـات الخـاصـة من الصـم وضعـاف السمـع بغـرض معـالجـة صعـوبـات السمـع والنطق لديهـم, وتـزويـد مشــروع غــرف التـأهيـل التخـاطبي بمـا يلـزمهــا لزيـادة كفـاءة تشـخيص من يعـانـون من صعـوبـات في الســمع, وإنجـاز صــالات متعـددة الأغـراض للطلبــة المكفـوفيـن في بعـض المـدارس لممـارسـة الألعـاب الريـاضيـة وإقـامـة الحفـلات والمحـاضـرات والنـدوات. كمـا تـم اســتخـدام الوســائط الإعـلميـة الختلفـة كالتلفـزيـون لبحث شـئؤون الإعـاقـة والمعـاق.

ومـن المشــريع الهـامـة المفيـدة مشــروع العـلاج النفسـي للأطفـال المصـابيـن بـإعـاقـات في النطق باســتخـدام الألعـاب, فيجـري تـوفيـر وحـدات عـلاجيـة مليئــة بالألعـاب, يتمكـن فيهـا الطفـل من التقــدم في العـلاج العضـوي عـن طـريق الإقنـاع النفســي بواسـطـة الألعـاب التي تعتـبر وسـائـل مسـاعـدة للطفـل على التعـبيـر عـن نفســه متخطيًّـا مشكـلـة عـدم وجـود لغـة متطـورة لديـه.

كمــا يعتبـر مشــروع البرنـامج العـلاجـي الصبــاحي من المشــاريـع الهـامـة في هـذا الميـدان, إذ يـرمـي إلى تعـليـم الأطفـال الذيـن يعـانـون صعـوبـة في التعلـم؛ وكـذلـك الأمـر نفســه في مشــروع مـركـز التـدخـل المبكـر الـذي يهـدف إلى تـوفــير مجمـوعـة من المشــرفـات وتـدريبهـن على القيـام بـزيـارات للمعـاقيـن في منـازلهـم, وتعليـم ذويهـم كيفيـة رعـايتهـم؛ ومشــروع وحـدة العـلاج المـائي للأطفـال المعـاقيـن ذوي الشــد العصبي التصلبي في بعـض المـدارس.

وكـان إنشــاء مـركـز الكـويت للتـوحـد من أهـم الانجـازات في هـذا الميـدان, حيث يعتــبر أول مـركــز تـربـوي وتعليمـي واجتمـاعي للأطفـال المصـابيـن بـإعـاقـة التـوحــد (Autism)(68) داخــل دولـــة الكـويت, ويهـدف إلى تـأميـن برنـامج دقيق لمـواجهـة الصـعـوبـات في ســلوك الطفـل المصـاب بهـذه الإعـاقـة, من خـلال بيئـة تعليميـة متكـاملــة تمكنـه من الوصـول إلى أقصـى مـا يملكــه من طـاقـات ليســتطيع الانـدمــاج من محيطـه. وقـد عمـل المـركـز على دعـوة عـدد مـن الشــخصيـات والمجمـوعـات الدوليــة المتخصصـة لعقـد اجتمـاعـات دوريـة وتقييـم البـرامـج التـربـويـة للمـركـز وأداء المعلميـن فيــه وتقـديــم خـدمـات ودورات تـدريبيـة وجلسـات فـرديـة استشــاريـة للأسـر, إضـافـة إلى جلسـات تعـديـل السـلوك الفـردي للأطفـال التـوحـدييـن. كمــا قـام بـزيـارات إلى جهـات أخـرى مشــابهـة في الاختصـاص للإفـادة وتـلاقح التجـارب. وقـام بـإجـراء دراسـات وبحـوث ميـدانيـة عـديـدة عـن هـذه الإعـاقـة, ودعـم البــاحثيـن على التخـصص في هـذا الميـدان مـن خـلال المنح الدراسـيـة, وقـدم منحـاً ومســاعـدات لافتتـاح فصـول التـوحـد في عـدد من الدول.

كـذلــك يقــوم المـركــز بتنظيــم مهـرجـانـات ريـاضيـة ومخيمـات صيفيـة ورحـلات علميــة وتـرويحيــة للأطفـال التـوحـدييـن إلى بعـض المنتزهـات, كمــا أنـه يعــدّ برامـج تلفـزيونيـة وإذاعيــة ولقـاءات, ويشــارك في العـدد مـن المنـاســبات والنـدوات والمؤتمـرات والمهـرجـانــات والمعـارض للتعـريف بهـذه الإعـاقـة وربمــا يحقق التـواصـل مـع الآخــريـن وتجــاربهــم, ويـدعــم مشــاركــة هـذه الفئـة في البطـولات الريـاضيــة, كمـا يصـدر المجلـة العلميــة «صـرخـة صـامتـة» الـتي تعتـبر أول مجلـة علميـة متخصصـة في إعـاقـة التـوحـد على مسـتوى الوطـن العـربي, وتضـم آخــر الأخبـار العلميـة في مجـال إعـاقـة التـوحـد والفئـات الخـاصـة, وتســلط الضـوء على أنشـطـة تلك الفئـات. ومن إنجـازات المـركـز أيضًـا إشهــار رابطـة التـوحـد الخليجيـة, وتهيئــة الكــوادر التعليميـة والتـدريبيــة اللازمـة, ومشــاركـتـة بمعــرض الفـن التشــكيلي «إبـداعـات 2003» بـدولـة الإمـارات العـربيـة المتحـدة من خـلال تقـديمـه عـددًا مـن اللوحـات الفنيـة من رسـم طلبتـه.

وتســهـم الأمـانـة في دعــم الهيئـات والجهـات العـاملـة على تخفيف المعـانـاة عـن المعـاق بكـافـة أشكـال الدعـم, سـواء أكـان ماليًّـا أم بالأجهــزو والمعـدات, وتعـويض مـن يتعـرض من هـذه الجهـات والهيئـات لأضـرار معينـة. كمـا عملت الأمـانـة العـامـة للأوقــاف على تـأهيـل المعــاقيـن إنتـاجيًّــا ومهنيًّــا, ليصبحـوا أعضـاء منتجـيـن في المجتمـع يســهمـون في تنميتــه ورقيــه, فـأنفقت على إقـامـة مشــاريـع عـديـدة منهــا مشــروع ورشــة تصـويـر وطبـاعـة وتغليف للمســتندات والكتب الـذي يهـدف إلى اسـتغلال طـاقـات المعـاقيـن إعـاقـة حـركيـة أو ذهنيــة بســيطـة, كمــا دعمـت تســويق منتجـات هـؤلاء المعـاقيـن.

*فئــة كبــار الســن : وتـم الاهتمـام بهـم من خـلال مشــروع «مـركـز الرعـايـة المتنقلـة للمســـنيـن» الـذي يوفــر جهــازاً فنيًّــا متخصصًـا يقـدم كـافـة الخـدمــات والبـرامـج والأنشـطـة الخـاصـة بكبــار السـن في منـازلهـم, بيـن أسـرهـم وأبنـائهـم, بمـا يسهـم في تحسـن حـالتهـم النفسيـة.

كـذلـك اهتمـت الأمـانــة بتقـديـم خـدمـات صحيـة لعمـوم أفـراد المجتمـع, إذ دعمـت عـددًا من المشــاريـع الخـاصـة بـإكمــال تجهيـز بـعض المستشــفيـات بمـا يلـزمهـا, ودعمـت العـديـد من الجهـات والمـؤسسـات الطبيـة العمـوميـة بالمسـاعـدات المـاديـة والعينيـة كـالأجهـزة والمعـدات الطبيـة مثــل أجهـزو مســتلزمـات العـلاج الطبيعي, وأجهــزة لغســيل الكـلى, وأجهــزة لخـلع الأسـنـان ولـلربو, وأجهـزة حـديثــة لقيـاس درجـات الحـرارة, وأحهـزة ســونـار, وأجهــزة لتفتيت الحصـى, ومـواد طبيــــة للتعليـم والتـدريب, وأجهــزة لـرفـع المـرضى وتـدريبهـم, …الخ. كمــا تـم تنظيـم رحلــة الأمــاني المخصصــة للأشــخـاص الذيـن لا يـرجـى شفــاؤهــم بغــرض إدخــال البهجــة في قـلوبهـم (للأطفـال منهـم على وجـه الخصـوص) وعـلاج الجـانب النفسـي لديهــم ورفـع معنـويــاتهــم وتخفيـف حـدة المعـانـاة عنهـم, ودعــم إنشــاء الوحـدة المتنقـلـة للتـوعيــة بـأمـراض القلب والشـراييـن والتي تـوفــر الفحص الطبـي الــدوري للعمـوم وتمكنت من اكتشــاف حـالات مـرضيـة عــدة لم تكـن أعـراضهــا ظــاهـرة على المصــابيـن بهــا وحـولتهــا إلى المتـابعــة الطبيـة, والمســاهمـة بـإنشــاء عيــادات ومـراكـز عـلاجيــة لمـرضى السكـر كيفيـة حقن أنفســهـم ذاتيًّــا بــإبر الأنســوليـن, ودعــم المنشـآت الصحيـة بـأجهــزة الكشف المبكــر عـن مضـاعفـات السكــر والتي هـي عبـارة عـن كـامـيرات خـاصـة تسـتطيع الكشف مبكـراً عن مـرض السكـر بفحص شـبكـية العـين بمـا يمكـن من معـالجتــه في مـراحـله الأولى, وتطـويـر ميــاديـن لهـواة المشــي والريـاضــة.

ومـن الأمـور الهـامــة صحيًّــا واجتمـاعيًّـا كـذلـك دعــم الأمـانـة لمشــروع تـأهيـل المـدمنيـن, والذي يعتـبر من المشــريـع الأولى في العــالم التي تتـولى تــأهيـل المحكـوميـن لقضــايـا تعـاطي المخـدرات بهـدف إعـادة توجيههـم ومعـالجتهــم, جســديًّـا ونفسـيًّــا واجتمـاعيًّــا, ليعـودوا للمجتمـع كعنـاصـر سـويـة(69).

إن  تجـربـة الأمـانــة العـامـة للأوقـاف في المجـال الصحـي رغــم غنـاهـا وكثـرة وتنـوع أنشـطتهـا ومشـاريعهـا, لكـن مـا قـد يؤخـذ عليهــا هو عـدم اســتمـراريـة عـدد من مشــاريعهـا الهـامـة, على الـرغـم من الأهميـة الحضـاريـة التي تحـوزهـا مثـل هـذه المشــاريـع. وكـذلـك قلـة تنظيـم المنتـديـات والمـؤتمـرات وضعف المشــاركـة فيهــا في الســنوات الـلاحقـة.

ثـالثـاً : في المجـال البيئـي :

اقنــاعًــا مـن الأمـانــة العــامـة للأوقــاف بخطـورة إتـلاف البيئــة وتلـويثهــا, وضـرورة العمـل على تنميتهــا والمحـافظـة عليهـا, لمـا في ذلـك مـن فـوائـد تمس الحيــاة الفـرديــة والجمـاعيـة لأي مجتمـع؛ فـإنهــا تعمـل على نشــر الثقـافـة البيئيـة بين الجمهـور, وتقـديـم خـدمـات بيئيـة متنـوعـة.

ومـن أهــم مـا تســهم بـه الأمـانـة في ميـدان نشــر الثقـافـة البيئيــة بين الجمهـور دعمهــا لــبرامج التوعيـة البيئيـة من حمـلات وحلقـات نقـاش ورســائل توعيــة عـامـة ودورات تـدريبيــة متخصصـة وإصـدارات ودراسـات مثـل دراسـة قيـاس الوعـي البيئـي للمـواطنيـن ومطـويــة «صحتـك في البـر» وإصـدار أقـراص صلبـة (CD) حـول تنميـة بعـض الأمــور البيئيـة, والمشــاركـة والـدعـم لنـدوات ومـؤتمـرات ومعـارض ومهـرجـانـات بيئيـة عــدة, ودعــم المشــاريـع البيئيـة لفـريق الغـوص الكـويتـي فى النــادي العلمــي, وتنظــيم رحـلات بيئيـة عـدة منهــا الرحـلـة البيئيـة التي أشـرف عليهــا النـادي العلمـي الكـويتي إلى جـزيـرة «أم المــرادم» وتـم فيهـا وضـع حـاويــات لجمـع القمـامـة بغـرض المحـافظـة على نظـافتهـا. هـذا بالإضـافـة إلى إنتـاج عـدد من الأفـلام البيئيـة, وعـدد مـن الرسـائـل التلفـزيـونيـة البيئيـة القصيرة. ومـن الأمــور الهـامـة كـذلـك تنظـيم ودعــم العـديـد من المســابقـات البيئيـة مثـل جـائـزة المحـافظـة على البيئـة التي تهـدف إلى تنشيط البحث العلمـي حـول البيئــة وأعمــال الرصـد البيئـي, وتنقســـم إلى نـوعـين : أحـدهمــا جــائـزة التصـميـم البيئي التى تمنح للجهـة التي تصـمم مشــروعًـا يراعي مختلف جـوانب البيئـة ويحـافـظ عليهـا, وثـانيهمــا جــائـزة الشــخصيـة البيئيــة الـتي تمنح للشخص الذي ينجـز عمـلاً بيئيًّـا متميـزاً.

ومـن الأعمـال الجليلـة التي تفخـر بهـا الأمـانـة في ميـدان الخـدمـات البيئيـة مشـروع إنشــاء الحـدائق النبـاتيـة الذي يهـدف إلى اســتفـادة الجمهـور من هـذه الحـدائق من النـاحيتيـن العلميــة والتـرفيهيـة, وإضـفـاء منظـر جمـالي وحضـاري على البـلــد, والتعـريف بنبـاتـاتــه المختلفـة؛ ومشــروع تخضـير ســاحـات المـدارس؛ ومشــروع شجـرو لكـل طـالب الذي يـرمـي إلى تـوعيـة الطـلاب بـأهميــة المحـافظــة على البيئــة واســتغـلال إمكـانـاتهـم المتـاحـة في تنميتهـا والمحـافظـة عليهــا, وربط الطلبــة بمـدارسهـم وإظهــار بمظهــر حضــاري جميـل, إذ يقـوم كـل طـالب وطـالبـة من مـرحـلــة الأول الثــانوي بـزراعـة شجــرة زيتـون والإشــراف عليهــا حتـى تنمـو وتكــبر, وكتـابـة تقـرير عن حـالتهـا بإشــراف وتـوجيــه من مـدارس العلـوم, ويجــري بيع الثمــار النـاتجـة من الأشجـار الزيتـون في مـدارس أخـرى. كمـا أن هنــاك مشــروع تخضــير ســاحـات المسـاجـد, وتخضير بعـض مـواقـع المقـابر بعـد انقضــاء الفتــرة الشــرعيـة اللازمـة لتغـييـر اســتخـدامـات مـوقعهــا؛ ومشــروع تـدويـر النفـايــات الخطـرة وإعــادة تصنيعهــا أو بإنشــاء محـرقـة خـاصـة للتخلص من هـذه النفـايــات؛ والإســهـام في عـدد مـن الشــركـات التي تخـدم البيئـة؛ ودعــم الأطـر المحليـة في مجـال خـدمـة البيئـة وتـدريبهـا تـدريبـًا فعـالاً(70).

ويلاحـظ كـلـك على أعمـال الأمـانـة العـامـة للأوقــاف في المجـال البيئـي كثـرة وتنـوع الأنشــطة والمشــاريـع, لكـن مـا قـد يؤخـذ عليهــا هو عـدم اسـتمـراريـة عـدد من مشــاريعهــا الهـامـة كمشــروع شجـرة لكـل طـالب, ومشــروع تخضـير ســاحـات المـدارس والســاحـات العـامـة, ومشــروع تـأليف الكتب البيئيـة, وتنظـيــم المســابقـات البيئيـة, على الرغــم من أهميــة مثـل هـذه المشــاريـع على المستـوى الحضـاري. كمـا يلاحـظ أنــه ابتـداء من سنــة 2001م لم يشـهـد المجـال البيئي مشــاريـع جـديـدة من قبـل الأمـانـة العـامـة للأوقــاف, وإنمــا فقـط متـابعـة لبعض المشـاريـع السـابقـة(71).

رابعــاً : في المجـال الاجتمـاعي :

تعمــل الأمــانــة العـامـة للأوقـاف على رعـايــة مختلف فئــات المجتمـع وعمـوم المنــاطق الســكنيـة بتقـديــم العـديـد مـن الخـدمـات, ومـن خـلال الآتي :

1 ـــ رعـايـة مختلف الفئـات في المجتمع : حيث تسهــم الأمـانـة برعـايــة فئـة الأطفـال عــبر طبـاعــة إصـدارات تهتـم بـالطفــل وأحـوالــه مثـل كتــاب «واقـع ثقـافــة الطفـل», وإقـامـة حلقـات نقـاش خـاصـة بــالطفـل, ودعــم المـؤتمـرات التي تبحـث شــؤونـه, والمشــاركـة في فعـاليــات اللجـان المهتمــه بــه, ودعــم عـدد من ريـاض الأطفـال, والعمـل على إنشــاء حضـانـات للأطفـال, وإهـداء اشـتراكـات مجـانيــة في «نــادي أنيس للقـارئ الصغـير» إلى عـدد من دور الطفـولـة.

كمــا تهتـم الأمــانـة بفئــة الشـباب خـلال الإســهـام في طبـاعــة عـدد من الإصـدارات المهتمــة بشـؤون الشبـاب مثـل كتـاب «الآثـار السلبيـة لبـرامج الستـالايت على ســلوك الأبنـاء», والاشــتراك في فعـاليـات بعض المعســكـرات الكشـفيـة السـنويـة, ودعـم بعض النــوادي الصيفيـة والمخيمـات الربيعيــة للفتيـان والفتيـات, ودعــم أنشـطـة عـدد من المـراكـز المهتمـة بالشـباب كـالورش الفنيـة وإنشـاء قـاعـات تـدريب.

كـذلـك ينصب اهتمـام الأمـانـة على رعـايـة الأسـرة ككـل, من خـلال مشــاريع وأنشـطـة ووسـائل متنـوعـة ومبتكـرة تحفظهـا من التفكـك وتبقيهـا متمـاسكــة, وتجنبهـا أســباب التفكـك وآثـاره, مـن أهمهـا : طبـاعـة مجمـوعـة من الإصــدارات التـوعويـة والإرشـاديـة المـوجهـة نحـو الأسـرة والتي تتنـاول شـؤونهـا مثـل «مهـارات أسـاسيــة في تـربيـة الأبنـاء» المـوجــه أسـاسًــا إلى أوليـاء الأمـور لإمـدادهـم بالمهـارات للازمــة لبنــاء شـخصيـة أبنـائهـم ليكـونـوا مـؤهليـن لأداء واجبهــم نحــو أســرهـم ووطنهــم في المسـتقبل, و«المـوسـوعـة التشــريعيــة حـول الأســرة والطفـولــة في دول مجلس التعـاون لـدول الخليج العـربيـة», و «دليـل الأهـداف والعنـاويـن الأســري» الـذي يحتـوي على أسمـاء وأنشــطـة وعنـاويـن معـظـم الجهـات الأهليــة والرسميـة ذات العـلاقـة بالنشــاط الأســري, وإعـداد مجمـوعـة من الحمـلات الإعـلاميـة (التلفـزيونيــة على الخصـوص) المتعلقـة بالتـوعيـة الأسـريـة والتي تتضمـن مشــاهـد تمثيليـة مـوجهـة للأزواج وأوليـاء الأمـور بغــرض نشــر الوعـي لـدى أفـراد الأـرة, دون تجــاهـل الوســائل الإعــلاميـة الأخــرى كـالإذاعــة والصحــافـة, وإقـامــة البـرامج المتنقـلة للتـوعيـة الأســريـة, وتنظيـم ودعـم مـؤتمـرات عـدة خـاصـة بالأسـرة مثـل مؤتمـر «دور المـؤسسـة الوقفيـة في خـدمـة الأســرة الكـويتيـة» الـذي حضـره غـالبيـة المـؤسسـات والجهـات الحكـوميـة والأهليـة المعنيـة بالأسـرة في دولـة الكـويت بغـرض بحث ســبل التعـاون والتنسيق في الميـدان الأســري, وتمخـض عنــه عـدد مـن المقتـرحـات والتـوصيـات كتشــكيـل «لجنـة الحكمــاء» التي تحتـوي على مجمـوعـة من الأشـخـاص ذوي الخبـرة والـدرايـة بـأمـور المجتمـع, ليجتمعــوا ويضعــوا الأهـداف والغـايـات والمقتـرحـات المـؤديـة إلى خـدمـة الأســرة وأفـرادهـا. كمـا يجـري تنظيـم مسـرحيـات اجتمـاعيــة خـاصـة بالأسـرة مثـل مسـرحيـة «عـودة النوخــذة» التـي تلقـي الأضـواء على بعـض المشـكلات الاجتمـاعيـة التـي تعـانيهـا الأســر والحـلول المنـاسبـة لـهـا, واستعـادة القيـم الأسـريـة التي أخـذت تضعف وتختفي في ظـل تحـول القيـم كـدور الأب والأم في الأسـرة.

كـذلـك يتـم تقـديــم عـدد من الهـدايـا التـذكـاريـة لمـن يقـومـون بـأعمــال خـاصـة لـدعـم الأمـانـة العـامـة للأوقــاف في الميـدان الأســري, ويجـري إعـداد دورات تـدريبيـة عن الأســرة وكيفيـة عـلاج مشـكلات المـراهقـين, وتقـديـم الحـلول لمشــاكـل المطلقـات ورعـايـة الأطفـال, وزيـارة عـدد مـن الجهـات الأهليـة والرسميـة التي تـرعى الأسـر المنتجـة للاستفـادة من خبـرتهـا.

ويعتبـر مشــروع «من كسب يـدي» من المشـاريع الهـامـة في الميـدان الأسـري, حيث يهـدف إلى تـدريب وتـأهيـل الفئـات التـي تتقـاضـى المســاعـدة الاجتمـاعيـة من وزارة الشـؤون الاجتمـاعيـة والعمـل (من مطلقـات, وأرامـل, وبنــات غــير متـزوجـات, وأســر متعففــة, …الخ) وإكســابهــم المهــارات اللازمـة للعمـل في الميـاديـن المختلفـة, مـن خـلال الانتســاب إلى الدورات التـدريبيـة التي يعـدهــا المشـروع في مجـالات عـدة (الســكـرتـاريـة, الكمبيـوتـر, التصـوير الفوتـوغـرافي, التســويق, الصحـة, صيـاغـة الحلـي, …الخ) وتحـويـل مـا يـوفـرة المشــروع مـن مـواد أوليــة إلى منتجـات مثمـرة (الملابس, المـواد الغـذائيـة, الأعمـال الفنيـة, …الخ) وبعـد ذلك القيـام بتســويقهـا عــبر المعـارض والأـواق والجمعيـات التعـاونيـة والـوزارات, وبالتـالي مســاعـدتهـم على إقـامـة مشــاريعهــم الخـاصـة بهـم.

من المشــاريـع الهـامـة كـذلك مشــروع الــبرامج التـأهيليـة لأســر القصـر الذي يهتـم بمســاعـدة الأســر التي يتعـرض أفـرادهـا إلى مشــكلات اجتمـاعيـة وتـربـويـة نتيجـة للغيـاب المفـاجـئ لرب الأسـرة, إمـا بسبب الوفـاة أو الإيـداع في السجـن أو غــير ذلك. وتمـت من خـلالـه صيـاغـة برامـج تـأهيليـة متكـامـلـة لجميـع أفـراد الشـريحـة المســتهـدفـة بالاســتعـانة بـالمختصيـن ومـؤسســات الدولــة المختلفــة, ويجـرى تنظيـم حلقـات نـقـاش في هـذا الصـدد يـدعـى لهـا مجـموعـة من المختصين والمعنييـن بالشـأن الأسـري والنفسـي والاجتمـاعي.

مـن المشــاريـع المتميـزة أيضًـا مشــروع بيت الســعـادة الوقفـي الـذي يرمـي إلى وقـايـة المتـزوجيـن حـديثًــا مـن التعـرض إلى عـوامـل التفكـك الأسـري يؤدي إلى الطـلاق, ومــا ينتـج عنــه من مشــاكـل اجتمـاعيـة, من خـلال تقـديـم مفــاهيـم عـديـدة ومتنـوعـــة للمـتزوجيـن حـديثًـا, ومتـابعتهـم في السـنوات الثلاث الأولى من زواجهـم, عن طـريق البـرامـج والإصـدارات الاجتمـاعيـة المختلفــة المجـانيــة (كتب وكتيبـات ودراسـات وأشـرطـة) التي يقـوم عليهــا مختصـون في مجـال الأســرة وعلـم النفس وعلم الديـن, إذ أثبتت الـدراسـات أن أغلب حـالات الطـلاق تقـع في هـذه الفتـرة من الحيـاة الـزوجيـة. كمــا نظـم هـذا المشــروع عـددا مـن النـدوات وحلقـات النقـاش والـدورات التـدريبيـة.

ويعتـبر مـركـز إصـلاح ذات البـين مـن المـراكــز الرائـدة في مجـال الإصـلاح الأســري التي ترعـاهــا الأمـانـة, حيث يهـدف إلى التصـدي لظـاهـرة الطـلاق التي تعتـبر من أكثــر الظـواهــر الاجتمـاعيــة الســلبيـة التي تهـدد ســلامـة واسـتقـرار الأسـرة, ومحـاولـة البحث عـن أنجـع السـبل لعـلاجهــا والحـد من انتشــارهـا, بـأســلوب علمـي يتمـاشى مع ظـروف المجتمـع وعـاداتـه وتقــاليـده وقيمــه وشــريعتـه, وقـد أنجـز المـركـز العـديـد من حـالات الصـلح.

وهنــاك أيضــاً مشــروع الخط الاجتمـاعي السـاخـن في مـركـز الاستمـاع, جيث يـرمــي إلى المســاعـدة على حـل الخـلافـات الأســريـة عبــر الهـاتف, حفظًـا للســريـة ومنعًـا للإحــراج, من خـلال مجمــوعـة من الأخصــائيين في المجـال الأســري الذيـن يقـدمـون خـدمـات استشــاريـة في ختلف المشــكلات الاجتمـاعيـة والتـربويــة والنفســية التي يتعـرض لهــا أفـراد الأســرة, بمـا يمكّـن من حلهــا ويحقق التـوافق النفســي والتكييف الاجتمـاعي والنجـاح التـربـوي, ويسهــم في بنـاء أسـرة قـويــة تبنـي مجتمعـا سـليمـًـا ينجـز التنميـة والازدهـار. وقـد تـم تجهيـز المشــروع بكـافـة الخـدمـات من مكـاتب ومسـتلزمـات وأجهـزة هـاتفيـة نوعيــة ذات إمكـانـات عمليــة عـاليـة, كمــا تـم تلقـى العـديـد من الاتصـالات, من داخــل دولــة الكـويت وخـارجهــا, تنـاولت مـوضـوعـات متعـددة (اجتمـاعيـة, نفسيـة, دينيـة, ثقـافيـة, طفـولـة, مـراهقــة, مـاليــة, صفـات شــخصية وسـلوكيـة, بل حتى استشــارات مـرضيـة).

كـذلـك تولي الأمـانـة اهتمـامـاً واضحًـا بـأسـر الواقفيـن وذريـاتهـم وأقـاربهـم, حيث تقــدم مســاعـدات للمحتـاجيـن منهـم, اعترافـا بفضـل الواقفيـن وتقـديـراً لصنيعهـم. كمـا أنهــا تولي الاهتمـام بغـيرهـم من الأســر المحتـاجـة, إذ تقـوم على دعـم «مشــروع رعـايـة الأســر المتعففـة» عبـر توزيـع مبـالغ سنــويـة على هـذه الأســر, ودعــم مشـروع تــاثيث بيـوت مجهــولي الوالـديـن. كـذلـك جـرى دعــم العـديـد مـن الجهـات والمؤسسـات العـامـة في ميـدان الأسـرة كـالاشـــتراك ببعـض المجـالات الأســريـة («تحت العشـــريـن», «الفـــرحـــة»,«الأسـرة») ودفـع اشـتراكـات عـدة دورات تـدريبيـة في مجـال الأسـر المنتجـة بـإدارة تنميـة المجتمـع بــوزارة الشــؤون الاجتمـاعيـة والعمـل(72).

2 ـــ رعـايــة عمـوم المنــاطق الســكنيـة : تتجـلى رعـايــة الأمــانـة لعمــوم المنـاطق الســكنيـة من خـلال إعـداد دراسـات ميـدانيـة عن المجتـمع مثـل الـدراســة التي جـرت حـول مـؤسسـات وهيئـات العمـل الاجتمـاعي في الدولــة, وتعميـم النتـائج والإحصـائيـات على المحـافظـات واللجـان للاســتفـادة منهــا عنــد رســم وتنفيـذ السـياسـات العـامـة للمشــروعـات التنموية في مختلف المنـاطق السكنيـة, كمــا يجـري إعـداد دراسـات تفصيليــة لعـدد من المشــروعـات التي تتـوافق في أهـدافهــا مع متطلبـات المنـاطق السكنيـة المختلفـة في الـدولـة مثـل مشــروع رعـايـة المـرافق العـامـة. هــذا إضـافـة إلى تنظيـم عـدد مـن النـدوات والمحـاضـرات والدورات التـدريبيـة العـامـة المتعلقـة بـالمجتمـع, وإنتـاج عـدد من أفـلام التـوعيــة المجتمعيــة مثـل فيـلم «التنميـة المجتمعيـة ــ إرادة وبنـاء».

وتقـوم الأمـانــة بـدعــم مشــروعـات اجتمـاعيـة خـدميـة عــدة مثـل إقـامــة دورات تـدريبيـة للأهـالي كـدورات الحـاسب الآلي, وإنشــاء مظـلات على مـواقف الحـافـلات, ودعــم لجــان العمــل الاجتمـاعي, والمشــاركـة في مشــاريـع منتزهـات ترفيهيـة في المنـاطق السكنيـة. هـذا إضـافـة إلى رعـايـة عـدد من المشــاريع (أو المصــارف) مثـل مشــروع تســبيل الميــاه الـذي يقـوم على تـوفيـر عـدد من بـرادات مـاء السـبيـل في الأمـاكـن العـامـة, ومشــروع الإطعـام بتـوفيـر المـواد الغـذائيــة إلى الأســر والأفـراد المحتـاجيـن, ومشــروع الكســوة لـتزويـد الأســر المحتـاجـة بالملابس, ومشــروع إفطـار الصـائـم الذي يقـوم على تـوفيـر وجبـات الإفطـار للفقـراء والمحتـاجيـن الصـائميـن خـلال شهـر رمضـان المبـارك, ومشــروع الأضـاحـي الذي يهـدف إلى شـراء وذبح الأضـاحي في أول أيــام عيـد الأضحـى وتـوزيعهـا على الأسـر والجهـات المحتـاجـة داخـل دولـة الكـويت وخـارجهـا طبقـا لشـروط الواقفيــن, ومصـرف العشــيات والنـوافـل في بعـض المنـاسبـات (كـل ليلـة جمعـة من ليــالي شهـر رمضـان المبــارك مثلاً).

بل وتهتـم الأمـانـة كـذلك بالمسـاجيـن وأســرهـم كــأحـد عنـاصـر المجتمـع, فتقـوم بـزيـارات عمـل للسجـن المـركـزي, وتلتقـي بعــض نـزلائـــه في دار تحفيـظ القـرآن, وتبحث حـالتهـم ووـائل دعمهـم. إضـافـة إلى دعمهـا «مشــروع الأمـل» الذي يسهـم غي مسـاعـدة أسـر السـجنـاء وفك قيـد الغـارميـن منهـم.

وتحـرص الأمـانـة على تفعيـل المشـاركـة المجتمعيـة الأهليـــة من خـلال عـدة أمـور, مثـل مشـروع «وقف الوقت» الـذي يرمـي إلى تطـويـر إسهـام جميع أبنـاء الـدولــة في خـدمــة التنميـة لبمجتمعيــة ومـؤسسـات إلى العمــل الخـيري التطـوعي وإبـراز دوره في إنجــاح خطط التنميـة, عـن طـريق وقف أو تخصيـص جـزء معـين مـن أوقـاتهـم في أعمـال تطـوعيـة. ومـن الوسـائل المسـاعـدة على تحقيق أهـداف هـذا المشــروع فتح مجـالات عـدة تسـهـم في تنميـة وتطـور المجتمـع, وإعـداد وتـأهيـل وتـدريب الراغبيـن في العمـل التطـوعـي, وصقـل مهــاراتهـم وقـدراتهــم وخــبراتهـم وفـق أحـداث الأســاليب العلميـة والعلميـة. وقـام المشــروع بتنفيـذ وإنجــاز العـديـد مـن الأنشــطة مثـل تلك الدراسـات العـديـدة الـتي تهـم المجتمـع كـدراسـة الأوضـاع التنظيميـة للمـؤسسـات التطـوعيـة, وإصـدار «مجلـة التطـوع», والحصـول على أوقـاف جـديـدة, والتحضير لعقـد منتـدى «التطـوع حضــارة», وتنظيـم بـرامـج ودورات تـدريبيـة علميـة متنـوعـة كبـرنـامج «نــدوة المـــبرات والوصـايــا والأثلاث الخيـريـة: تجـارب متميـزة» الذي هـدف إلى تسليـط الأضـواء على التجـارب المتمـيزة في إدارة العمـل الخــيري الأهلي, ونقــل التجـارب النـاجحــة إلى الآخـرين الراغبيـن في تنظيـم أعمـالهـم الخيريـــة, والتعـرف على الإيجـابيـات والسـلبيـات المحيطـة بكـل نوع مـن أنـواع العمـل الخيـري (المبـرة, والوصيـة, والثلث).

كمــا يجـري في إطــار تفعيـل المشـاركـة الأهليــة تكـريـم عـدد من المتميـزيـن من أبنـاء المحـافظـات الســكنيـة, وإنشــاء «وقف الكويت الخيري» الذي يرمـي إلى تشــجيع المشــاركـة الشعبيـة في بنـاء الوطن عبلا إتـاحـة الفرصـة أمـام الجميـع للمشــاركـة في تكـويـن وقف جمـاعي يخصص للخيـرات العـامـة بمـا يعــود نفعــه على المجتمع وأفـراده. كمـا تـدعـم الأمـانـة المجتمعـات العـربيـة والإسـلاميـة الأخـرى, إذ تنفـذ مشــاريع خيريـة في عـدد منهـا(73).

والمـلاحظـة على أعمـال الأمـانـة العـامـة للأوقــاف في المجـال الاجتمـاعي تلك الوفـرة في الأنشــطـة والمشــاريع, لكـن مـا قـد يؤخـذ عليهـا هو عـدم متـابعـة العـديـد منهـا حيث لا تـذكــر التقـاريـر الســنويـة اللاحقـة مــا تـم إنجـازه في العـديـد مـن الأنشــطـة والمشــاريـع التي تـم البــدء في تنفيـذهـا. كمـا ان هنـالك العـديـد من الدراسـات التي كــانت في طـور الإنجـاز ولم تـوضــح التقــاريـر السنـويـة مـا وصلت إليـة تلك الدراسـات على الـرغـم من أهميتهـا.

خـامسـًا : في المجـال الاقتصـادي :

تولي الأمــانـة العـامــة للأوقــاف الجـانب الاقتصـادي أهميــة كـبرى, فتعمـل على تنميته واستثمـاره, دعمــا للاقتصـاد المحلي, وتحقيقـا لعـائـد ربحـي تمـول بـه مشــاريعهــا الوقفيــة بمـا يخـدم المجتمـع ورقيـه. ويشمــل نشــاطهـا العنـايـة بالجـوانب التـاليـة :

1 ـــ رعـايـة القطـاع الحـرفي والتقليـدي :

حيث تمت المـوافقــة على تـأسيس محفظــة الحـرف الكـويتيــة, ويجـري دعــم مشــروع «رعـايــة الحـرفي الكويتي» الذي يسهــم في تحقيق أهـداف عـدة تتمثـل أهمهــا في العمـل على إيجــاد منـاطق ومجتمعـات حرفيـة تتـوفـر فيهــا خـدمـات تسهـل على الحـرفييـن العمـل والإنتـاج بغـرض إبــراز الحـرف التـراثيــة المحليـة, كمـا تتـم مســاعـدة الحـرفييـن على إنشــاء ورشهـم الخـاصـة عن طـريق إقـامـة الـدورات التــأهيليــة والورش التـأهيليــة مثـل دورة «كيف تنشـئ مشـروعًـا حـرفيًّـا وتطـوره», وتقـديـم الاستشــارات المجـانيـة, وتســهيل الإجـراءات القـانونيـة, وتقـديـم القـروض الميســرة. هـذا إضـافـة إلى دعــم بعـض الجهـات للمشـاركـة في قـرى تراثيـة, وإقـامــة المعـارض والمهـرجـانـات الحـرفيـة للتعـريف بالمنتجـات الحرفيـة وتســويقهــا مثـل معـرض الخــزف, كمــا تم انجــاز عـدة إصــدارات بهـذا الخصــوص منهـا دليـل الحـرفي الكويتي, إضـافـة إلى القيـام بحملات إعـلاميــة تعـريفيـة بالأنشــطـة الحـرفيـة المختلفـة وتشــجيع الشـباب على الالتحـاق بهــا, ويجـري توثيق الحـرف التقليـديـة تلفـزيونيًّـا, وهنـالك دراســة لإقـامـة مـركـز للحـرف التقليـديـة.

2 ـــ الإسهــام في العـديـد من المشــاريـع الاستثمـاريـة, البعض منهـا محلي, والآخـر خـارجــي : ومن أهـم المشـاريـع الاستثمـاريـة المحليـة (داخـل دولـة الكـويت) هـدم وإعـادة بنــاء عـدد من العقـارات الاستثمـاريـة الوقفيـة القـديمــة, وتـرميـم عـدد آخـر, بـل وبنـاء العـديـد مـن العقـارات الاستثمـاريـة الجـديـدة كمبـان للسكـن الستثمـاري أو مجتمعـات تجـاريـة مثـل مـركـز الفهـد التجـاري؛ وتمـويـل بعض المشــاريع مثـل مشـروع ســوق الزل وسـاحـة الصـرافيـن الذي هو عبـارة عن مجمـع تجـاري كبيـر داخـل العـاصمـة ويهـدف إلى إعـادة إحيـاء الأســواق القـديمــة بـأســلوب حديث ومتطـور, كمــا أن هنـاك مشـروع مجمـع الأوقــاف التجـاري (منطقــة «الشـرق» بالقـرب من العـاصمـة) الذي يعـدّ من أكـبر المجمعــات التجـاريـة المتـوفـرة حـاليًـا في الدولـة بمـا يحتـوي عليـه من مشــروع عـالم ألعــاب الطفـل ومحـلات تجـاريـة ومـواقف للسيـارات, ومشـتروع الواجهـتة البحـريـة ذي الطــابع التنمـوي, ومشــروع برج الديــرة التجــاري (مـركـز الجـون) الذي ســيكـون مـن أكبــر الأبراج التجـاريـة في الدولـة؛ كمــا جـرى شــراء مجمـع سكنـي كبيـر(منطقــة الرقعــي) من المنتظــر أن يـدر عـوائــد ماليــة مهمــة. كمــا يجــري تمـويـل بعض الشــركـات لإجـراء صفقـات ســلع تجـاريـة مثـل الشـركـة الكـويتيـة للاستثمـار.

أمـا أهــم المشــاريـع الاستثمــاريـة الخـارجيـة فتتجلى في المسـاهمـة في مشــروع إنشــاء برج تجــاري على قطعــة الأرض المملـوكــة للمـركـز الإســلامـي بولايــة نيـويورك الأمـريكيــة, وفي مشــروع المجمع السكني بمنطقـة السبع باب بمكـة المكـرمـة, ومشــروع بنـاء أرض وقف عجمــان, ومشـروع صنـاعـة القـوارب الريـاضيـة التـابع لمجمـوعــة «برسـبشــن داجــر المتحـدة», ومشــروع شــركـة DVTالأمـريكيــة, وتمـويـل اســتكمـال بنــاء مـركـز الحمـراء التجـاري بمـدينـة بيـروت الذي تعـود ملكيتـه لمـديــريــة الأوقــاف الإســلاميــة اللبنـانيــة, والإســهـام في إعـادة تعميـر عقــارات في المملكـة المتحـدة.

3 ـــ إتمـامـاً للــدور الاقتصـادي الذي تـؤديـه الأمـانـة العـامـة للأوقــاف, فهـي تعمـل على المســاهمـة في بنـوك وشــركـات استثمـاريـة عـديـدة, وشـركــات وطنيـة تخـدم الاقتصــاد الوطني, كمــا أنهــا تـدعـم تســويق المنتجـات المحليـة.

ويبــرز إسهـــام الأمـانـة في البنـوك الاستثمـاريـة من خـلال المسـاهمـة في بنك «المســتثمـرون» وبنـك «الاســتثمــار الإســلامي الأول» المـوجـوديـن بمملكــة البحـريـن؛ والمســاهمـة في بنك «الميـزان» بالجمهـوريــة البـاكسـتانيـة الـذي هو بنـك اســتثمـاري إســلامي يقــدم منتجـات استثمـارية في قطـاعـات عـدة, والاكتتـاب في رأسمـال «بنـك بنغـلادش الإسـلامي», والمسـاهمـة في مجمـوعـة تـأسيس الشـركـات الخـاصـة «بنـك الاستثمـار الأول».

ومـن إسهـامـات الأمـانـة في الشـركـات الاستثمـاريـة إسهـامهـا في شــركـة اللؤلؤة الاستثمـاريـة العقـاريـة البحـرينيـة, وشـركـة أعيـان للإجــارة والاســتثمـار, وشــركـة الاستثمـار العقـاري, وبيت الاســتثمـار الخليجي, وشــركـة التـوظيف الخليجيـة, وشــركـة أصـول للإجـارة والتمـويـل, وشـركـة المشـاعـر للحج والعمـرة, وشـركـة GCIللاتصــالات, وشـركـة المـال الإسـلاميـة, وشـركـة التــأميـن الإســلاميـة البحـرينيـة, وشــركـة المصـالح العقـاريـة, وشــركــة الإنمـاء العقـاريــة, والشـركــة العقـاريـة (شــركـة المسـتتثمـر الدولي), والشـركـة الأولى للاستثمــار, وشــركـة الصـالحيـة العقـاريـة, والشــركـة الكـويتيـة اللبنـانيـة للاستثمـار العقـاري, وفي رأسمـال المجمـوعـة الدوليـة للاستثمـار, وفي تـأسيس شـركـة «سـيركـل» التي تعنى بتقـديـم كـافـة الخـدمـات الإعـلاميـة والعـلاقـات العـامـة, ومـؤسســة التعليـم المتمــيز للخـدمـات التعليميـة, وشــركـة النشــر الإلكتـروني, وشـتركـة الــبرامـج الإســلاميـة الدوليــة, وشــركـة إدارة الأمـلاك العقـاريـة(ريـم), وشــركـة الاستثمـار البشـري للتـدريب والاستشـارات, وشـركـة الـخـدمـات العـامـة, ودار الصفـوة للطبـاعـة والنشــر والتـوزيـع, والمـركـز العـالمي للرســوم المتحـركــة بالولايـات المتحـدة الأمـريكيـة.

كـذلـك تســهم الأمـانـة في صنـاديق اسـتثمـاريـة ومحـافظ عقـاريـة عـدة, منهــا محفظــة الديــرة العقـاريـة, والمحفظـة العقـاريـة لتطـوير أرض دسمــان, وصنـدوق بيت التمـويـل للإجـارة, وصنـدوق المــيزان الاستثمـاري, وصنـدوق النخبـة في أسهـم شـركـات جنـوب شــرق آسيـا, وصنـدوق أرزاق للاستثمـار المـالي, وصنـدوق التـأجيـر لســكن الطـلاب ببريطـانيــا, وصنـدوق الفـرص العقـاريــة, وصنـدوق (FAIM) الدولي للمضـاربـة.

وتجلى إســهـام الأمـانـة في ميـدان التخصيص مـن خـلال المسـاهمـة في الشــركـة الكويتيـة لإدارة الصنـاعـات الصغيرة, وتوقيعهــا بروتوكـول تعـاون مع الهيئـة العـامـة للتعليـم التطبيقي بهـدف تبني مشــروع «مـركـز الإعـداد المتكــامـل لمبـادي تـأسـيس المشــروعــات الخـاصــة الصغيـرة» الـذي يعتبـر مشــروعًـا تعليميًّـا وتـدريبيًّـا حـديثًـا يرمي لتشــجيع وإعـداد الشــباب مـن خـريجـي نظـم التعليـم والتـدريب الفنــي والمهنـي للعمـل في القطـاع الخـاص, بصفـة عـامـة, وإنشــاء مشــروعـاتهـم الإنتـاجيـة والخـدميـة الصغيـرة, بصفـة خـاصـة؛ كمــا تم الإسهــام في مشـتروع شـركـة الطبـاعـة والتصـوير الذي يهـدف لحث الشـباب على الانحـراف في العمـل بالقطـاع الخـاص, عـن طـريق إنشــاء شـركـة متخصـة في الطبـاعـة, يوظف فيهــا خـريجـي الـدورات التـأهيليــة التي يعقـدهــا ديوان المـوظفين. وتم الإسهــام في رأسمـال «الشـركـة الكويتيــة لمشــاريع التخصيص» التي تعنــى بـإعـداد الدراسـات المتعلقـة بمشــاريع التخصيص الهـادفـة لبيع الحصص المملـوكـة للدولــة في بعض. الشـركـات إلى القطـاع الخـاص, بغـرض دفـع حـركــة النشــاط الاقتصـادي داخـل البلد.

وتعمــل الأمـانـة كـذلك على تشجيع المنتج المحلي رغبــة في تطـويق المنـافسـة الخـارجيـة. ورغـم أن هـذا العمـل يحتـاج إلى شـروط قـد تفـوق إمكـانات الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, إلا إنهــا شــرعت في القيـام ببعض الأعمـال المفيـدة في هـذا الاتجـاه, منهـا الإسهــام في الشــركـة الكـويتيــة للتســويق التي تهـدف لتسـويق المنتجـات الوطنيـة في السـوق المحلي, وفتح الأسـواق الخـارجيـة لتص،يرهــا؛ كمـا ورد في المـادة (21) من لائحــة العقـود للأمـانـة العـامـة للأوقـاف, تشجيعـًا للمنتج المحلي : يجـوز للجنـة العقـود بالأمـانـة العـامـة للأوقــاف عنـد دراســة منـاقصــات العقـود أن تعطي الأولويــة لأقــل ســعر عطـاء مقـدم من منتجـات محليـة, إذا كـان متفقـاً مع متطلبـات وثـائق المنـاقصـة, بشــرط أن لا يزيـد ســعـره عن أقـل العطـاءات مـن منتجـات ممـاثلـة مســتوردة من الخـارج بنسبـة 10% من سعـر العطـاء.

ولم تكتف الأمـانــة بذلـك, بـل تهتـم أيضًـا بالتنميـة الاقتصـاديـة للدول العـربيـة والإســلاميــة, فـأنشـــأت لهـذا الغـرض «مشــروع المحفظـة المـاليـة لتثمـر الأصـول الوقفيـة» الذي يهـدف إلى تثميـر الأصـول الوقفيــة بفـاعليــة وكفـاءة, في مختلف البلدان العربيـة والإسـلاميـة, وخـاطبت, في هـذا الصـدد, العـديـد من الجهـات المسـؤولـة عـن الأوقـاف في دول عـربيـة عـدة بغـرض جمع البيـانات اللازمـة عن تلك الدول والتشـاور معهـا, من أجـل إعـداد دراسـات الجـدوى الأوليـة لإنشـاء المحفظـة(74).

المـلاحـظ على أعمـال الأمـانـة العـامـة للأوقـاف في المجـال الاقتصـادي, كمـاهـو في المجـال الاجتمـعي, وفـرة الأنشـطـة والمشــاريع. كمـا لا تختلف الملاحظـات على أعمـال الأمـانـة العـامـة للأوقـاف في المجـال الاقتصـادي عن مثيلاتهـا في المجـال الاجتمـاعي, من حيث عـدم متـابعـة العـديـد منهـا, إذ لا تـذكـر التقــاريـر الســنويـة للاحقــة مـا تـم إنجـازه في العـديـد من الأمشــطـة والمشــاريع التي تم البـدء في تنفيذهـا.

الخـاتمـة :

إن الإجـابـة عن الســؤال المطـروح في عنـوان البحث, وهـو «هـل يمكـن للوقف أن يستعيـد دوره في التنميـة المجتمعيـة ؟», لا يمكـن أن تكـون بـ «نعـم» أو «لا», حيث إن هـذا الســؤال يتضمـن إشكـاليـة مهمـة داخلــه تتمحـور حول الإمكــانيــات التي ينبغي أن تتـاح للمـؤسسـات الوقفيـة القـائمـة ــ والتي تعتــبر الأمـانـة العـامــة للأوقــاف نمـوذجـا لـدراستهـا ـــ من أجـل إعـادة الدور الحضــاري للوقف في تحقيق التنميـة المجتمعيـة.

وباســتعـراض الدور الذي أداه الوقف على مـدار التــاريخ الإســلامي, وكـذلك الدور الذي أدتـه الأمـانـة العـامـة للأوقـاف في مجـال التنميـة المجتمعيـة, يمكـن ملاحظـة أن الأمـانـة قـد استطـاعت مـا وسعهــا الجهـد أن تـدعـم تنميـة المجتمـع في مختلف جـوانبـه العلميــة, الفكـريــة, الثقـافيـة, الصحيـة, البيئيـة, الاجتمـاعيـة, الاقتصـاديـة .. الخ. لكـن لم يكـن لهـذا الأمـر أن يتـم لـولا عـوامـل الـدفـع القـويــة التي تـوفـرت لهــا, وهـي : الإمكـانيــات المـاديـة المتـاحــة, والخـبرات السـابقـة المتـراكمــة من تجـربـة وزارة الأوقــاف والشــؤون الإســلاميـة في إدارة الأوقــاف مـن حيث تجنب الإجــراءات الإداريــة التي كـانت متبعـة (الـروتـين) والتي تعيــق تنفيــذ المهــام, وكـذلك الدعــم الذي قـدمتــه الدولـة (الحكـومـة) ســواء أكـان قـانـونيَّـا أم عمـليًّـا أم مـاديًّـا. ولعـل توافـر هـذه الأمـور الثلاثـة لـدى أي مـؤسسـة وقفيـة (الإمكـانيـات المـاديــة, الاســتفـادة مـن الخــبرات والتجـارب, دعــم الـدولــة «الحكـوميــة») يجعلهــا تســير بخطـى سليمــة لتحقيق التنميـة في المجتمـع الذي توجـد فيـه.

ويمكـن تحـديـد النقـاط الأسـاسيـة التي خـرج بهـا البحث في :

1 ـــ تقـوم الفكــرة الرئيسيـة للوقف على تحقيق التنميـة المجتمعيـة, وقـد أسهـم الوقف تاريخيــا في تنميـة المجتمـع في جـوانبــه المختلفـة.

2 ـــ هنـالك علاقــة طـرديـة مـا بيـن نمـو الأوقـاف ونمـو المجتمـع, إذ كلمــا نمـا الوقف وازدهــر كلمــا نمــا المجتمـع وتطـور, والعكس بالعكس.

3 ـــ يمكـن للوقف أن يسـهـم في تحقيق التنميـة المجتمعيـة, وتجـربـة الأمـانـة العـامـة للأوقـاف في هـذا السبيـل يمكنهـا أن تجـذب العـديـد من الجهـات والمـؤسســات إلى اعتمـاد فكــرة الوقف كــوســيلة لـلرقي المجتمـعي.

لكـن هنـالك بعـض المـلاحظـات على مسيرة الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, رغـم كـل مـا قـدمتـه مـن إنجـازات على صعيـد التنميـة المجتمعيـة في فتـرة قصيـرة (عشـر سنـوات) وأثـار صــدًى طيبًـا على مســتوى العـالم الإســلامي بل وجعـل فكـرة الوقف مـدار حـركـة كثــير من الجهـات والمـؤسسـات؛ يتمثـل في أن الأمـانـة باعتبـارهــا مـؤسسـة شبـه حكـوميـة كـانت محكـومـة في بعض أعمـالهـا بالسيـاســة العـامـة للـدولــة التي تحكمهـا دائـرة من الإجـراءات الإداريـة التي تعيق تنفيـذ الأعمـال, وبالتـالي لم يمنحهـا ذلك المـرونـة الكـافيــة لتـؤدي مـا قـامـت من أجـل تحقيقـه. كمـا أن عمليـة إدمـاج بعض الصنــاديق الوقفيــة في البعض الآخـر قد أسهــم في تعطيـل إتمـام مشــاريـع عـدة كـانت قـائمــة أو في طـور الانجـاز, ذلـك أنـه تـم إدمــاج ثـلاثــة صنــاديق وقفيــة هي : الصنـدوق الوقفي لرعـايـة الأسـرة, والصنـدوق الوقفي للثقـافـة والفكــر, ضمـن صنـدوق واحـد تحت اســم «الصنـدوق الوقفي للتنميـة العلميـة والاجتمـاعيـة»؛ كمــا تـم إدمـاج ثلاثـة صنـاديق وقفيــة أخـرى هـي : الصنـدوق الوقفي للمحـافظـة على البيئـة, والصنـدوق الوقفـي لرعـايــة المعـاقيـن والفئـات الخـاصـة, ضمـن صنـدوق واحـد تحت اســم «الصنـوق الوقفي للتنميـة الصحيـة».

مــا التـوصيـات التي يرجـو البحث تحقيقهــا ليســتطيع الوقف أن يـؤدي دوره الحـالي في التنميـة المجتمعيـة :

1 ـــ ضـرورة العمـل المـؤسسأي وأهميـة وجـود مـؤسسـات تقـوم على شــؤون الوقف, إذ تحتـاج الأهـداف الخيـريـة للوقف إلى نمـط من الإدارة الجمـاعيـة يكـون أكـثـر كفـاءة ومقــدرة على تحقيق أهـداف التنميـة المجتمعيـة.

2 ـــ ضـرورة إعطـاء الوقف اســتقلابيـة مـؤسسيـة ووظيفيـة في خـدمـة المجتمـع, وأن توفـر الحكـومــات والـدول الإســلاميـة الحـريـة للمـؤسسـات الوقفيـة في الحـركـة والعمـل بعيـدًا عن الإجــراءات الإداريـة المتبعـة (الروتـين) التي تعيق تنفيـذ الأعمــال أو تؤخـرهـا.

3ـــ إعــادة إحيــاء صـور وقفيــة انقــرضت كمـدرسـة وقفيـة, وجـامعـة وقفيـة, ومستشفـى مـوقوف, وصنـاديق قرض مـوقـوفـة, ومصـانع مـوقوفـة, …الخ, ممـا سيسهـم, ولاشـك, في إعـادة الفـاعليـة التي كـانت للمـؤسسـة الوقفيـة, كمـا أنـه سـيخفف مـن الأعبـاء الملقـاة على عـاتق الدولـة.

4 ـــ ضــرورة تعــاون المـؤسســات الوقفيــة, أينمـا كـانت, فيمـا بينهـا, من حيث تبـادل الخبـرات والمعلـومـات.

والمـرجـو أن يكـون ما قـامت بـه الأمـانـة العـامـة للأوقــاف في هـذا السبيل نبـراسًـا يبني عليـه الآخـرون, فيضيفـون عليـه أو يعـدلـون تبعــا لاختـلاف الظـروف والأحـوال. ومـا يطمـح إليـه هـذا البحث هو تحفيـز الآخـريـن على إبـداء ملاحظــاتهـم الإيجـابيـة لإثـراء فكـرة الوقف بمـا يحقق فكــرة الخيـريـة في الأمـة, وأن يكـون دعــوة إلى إحيـاء سنـة الوقف لتشمـل بظـلالهـا كـل نـواحـي الحيـاة في المجتمـع, بمـا يتطلبـه ذلك من بث الوعـي لـدى الجمهـور باستخـدتم وســائل الإعـلام المختلفــة, المســمـوعـة منهـا والمقـرءة والمـرئيـة.

فهـرس المصـادر والمـراجع :

1.     أثــر القف في تنميــة المجتمـع الأبحـاث المقـدمـة في مـؤتمـر الأوقـاف الأول في المملكـة العـربيـة الســعـوديـة الذي نظمتـه جـامعـة أم القـرى بالتعـاون مع وزارة الشـؤون الإســلاميـة والأقــاف والـدعـوة والإرشــاد في مكـة المكـرمـة شهـر شعبـان 1422هـ), دار الثقـافـة للطبـاعـة بمكـة المكـرمـة.

2.     الاســتثمـار العقـاري : انجـازات تحققت (1994 ــ 1996م), مكتب الاستثمـار, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت.

3.     اســتراتيجيـة الأمـانــة العـامــة للأوقـاف (2003 ـــ 2007م) المعتمـدة مـن قبـل مجلس شـؤون الأوقـاف بتـاريخ 23 /8/  2007م, والمودعــة لـدى مـركــز المعلـومـات بالأمـانـة العـامـة للأوقـاف تحت رقـم 84.

4.     أســرار العـلاقـة بين نظــام الوقف والآثــار, ودور الأوقـاف في رعـايـة الفنـون الجميلـة, د. إبـراهيـم البيـومي غــانـم : مـوقع www.islamonline.netعلى شــبكـة الإنتـرنت.

5.     إسهــام الوقف في العمـل الأهلي والتنميـة الاجتمـاعيـة, د. فـؤاد عبد الله العمـر (سلســلة الدراسـات الفـائـزة في مســابقـة الكـويت الدوليـة لأبحـاث الوقف لسـنـة 1999م), 1421هــ/2000م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت.

6.     أوجــه صـرف الريـع الوقفـي, الأمــانـة العـامـة للأوقـاف, دولــة الكـويت, سنـة 2003م.

7.     الأوقـاف والحيـاة الاجتمـاعيـة في مصـر (648 ـــ 923هـ /1250 ـــ 1517م) دراســة تـاريخيـة وثـائقيـة, د. محمـد محمـد أميـن, 1980م, دار النهضــة العـربيـة, القـاهـرة.

8.     الأوقــاف والسيـاســة في مصـر, د. إبـراهيـم البيـومـي غــانـم, 1419هـ 1998م, دار الشـرق, بيـروت ـــ القـاهـرة.

9.     البـدايـة والنهـايـة للإمـام الحـافـظ أبي الفـداء إسمـاعيـل بن كثـير القـرشـي الدمشـقي المتـوفى سنــة 774هــ, اعتنـى بالطبعـة وحققهـا : عبـد الرحمـن اللاذقي ومحمـد غــازي بيضـون, الطبعـة الثـالثـة (ملـونـــة) 1418هـ /1998م, دار المعـرفـة للطبـاعـة والنشـر والتـوزيـع, بيـروت.

10.       تـاج العـروس لــلـزبيـدي, مـوقع الــوراق علـى شـــبكـة الإنتـرنت www.alwaraq.com.

11.       التقـريـر الإداري والمــالي للصنـاديق الوقفيــة لسنـة 1996, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت.

12.       التقــريـر الإداري والمــالس للصنـاديق والمشــاريع الوقفيــة لسـنة 1997م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت.

13.       التقـريـر السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 1995م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت.

14.       التقـريـر السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنة 1996م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكويت.

15.       التقـريـر السنـوي للأمــانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 1997م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكويت.

16.       التقـريـر السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لســنتي 1998/1999م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت.

17.       التقـريـر السنــوي للأمـان العامـة للأوقـاف لسنـة 2001م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولة الكـويت.

18.       التقـريـر السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 2001م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكويت.

19.       التقـريـر السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقــاف لسنــة 2002م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت.

20.       التنميـة الاجتمـاعيـة, د. عبـد البـاسـط محمـد حسـن, الطبعـة السـابعـة 1419 هـ /1998م, مكتبـة وهبـة ومطبعـة أميـرة, القـاهـرة.

21.       التنميــة الأجتمـاعيــة : الأطـر النظـريـة ونمـوذج المشــاركـة, د. أحمـد مصطفي خـاطـر وسـميـة كـامـل محمـد علي, 1993م, دار الجــامعييـن للطبـاعـة والتجليـد, الإسكنـدريـة.

22.       الـدارس في تـاريخ المـدارس, عبـد القــادر بن محمـد النعيمـي الدمشـقي المتـوفى سنـة 978هـ, أعـد فهـارســه : إبـراهيـم شمس الديـن, 1410هـ/1990م, دار الكتب العلميـة, بيروت.

23.       السيـاســة المـاليــة والتنميــة الاجتمــاعيـة (دراســة مقــارنـة بالفكــر الإسـلامي), د. السيـد عطيـة عبـد الواحـد, 1991م, دار النهضـة العـربيـة, القـاهـرة.

24.       عطــاءات, العـدد الأول, مــايـو 2003م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت.

25.       عطـاءات, العـدد الثـاني, يوليـو 2003م, الأمـانـة العـامـة للأقـاف, دولـة الكـويت.

26.       كتـيب «جــائـزة الصنـدوق الوقفـي للتنميــة العلميـة والاجتمـاعيـة في مجـال الأجهـزة والتطبيقـات العلميـة لسـنة 2002 /2001م», الصنــدوق الوقفـي للتنميـة العلميــة والاجتمـاعيـة, الأمـانـة العـامــة للأوقــاف, دولــة الكـويت, 2003م.

27.       كتيب «الرضـاعـة الطبيعيـة : هبـة الخــالق لمـولــودك», الصندوق الوقفي للتنميـة الصحيـة بالأمـانـة العـامـة للأوقـاف ولجنـة تشجيـع الرضـاعـة الطبيغيـة بـوزارة الصحـة, دولـة الكـويت, الطبعـة الثـانيـة, 2003م.

28.       كتيب «صحتـك والحـج», الصنـدوق الوقفي للتنميـة الصحيـة, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكويت, الطبعـة الثـانيـة 1999م.

29.       كتيب «مســابقـة الكـويت الكـبرى لحفـظ القـرآن الكـريـم وتجـويـده», السنـة الرابعــة 1421هــ /1999 ـــ 2000م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت.

30.       كتيب «مســابقـة الكـويت الكـبرى لحفـظ القـرآن الكـريـم وتجـويـده», السنـة السـادسـة 1422هـ /2002م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت.

31.       كتيب «مشـــروع الحقـائب التعليميـة (للمـرحـلة المتـوسطـة», الصنـدوق الوقفـي للتنميـة العلميـة بالأمـانـة العـامـة للأوقـاف, والتـوجيــه الفنـي العـام للعلـوم بـوزارة التـربيـة, دولـــة الكـويت, (دون تـاريخ).

32.       كتيب «ميثـاق العمـل في الأمـانـة العـامــة للأوقــاف», الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولــة الكـويت, 1423هـ/2002.

33.       اللوائـح المـاليـة للأمـانـة العـامـة للأوقـاف, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, رجب 1417هــ /نوفمبــر 1996م.

34.       المـدخــل لدراســة القـرآن الكـريـم, د. محمـد بن محمـد أبو شهبـة, الطبعـة الأولى (الخـاصــة بالأمـانـة العـامـة للأوقــاف) 1424هــ  /2003م, الصنـدوق الوقفي للقـرآن الكـريـم وعلـومـه, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت.

35.       مشــروع خطــة التنميـة لـدولـة الكــويــت (2001 /2002 ـــ 2005 /2006م), وزارة التخطيـط, دولـــة الكـويت, إبـريـل 2001م.

36.       المصــارف الشـرعيــة للأوقـاف, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, 2002م.

37.       المصطلحـات الوقفيـة, اشـترك في إعـداده كـل من : محمـد كـل عبيــد الله عتيقي وخـالـد شعيب وعـز الديـن التـوني, 1417/هــ /1996م, الصنـدوق الوقفي للثقـافـة والفكـر, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت.

38.       مطـويــة «مشــروع رعـايـة الحـرفي الكـويتي», الأمـانـة العـامـة للأوقــاف, دولـة الكـويت, رجب 1417هــ/1996.

39.       مطـويــة «مشــروع من كسب يـدي», الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولــة الكـويت, (دون تـاريخ).

40.       معجــم البلدان للشيخ الإمـام شـهـاب الـديـن أبـي عبـد الله يـاقـوت بـن عبـد الله الحمــوي الرومـي البغــدادي المتـوفي سنـة 626هـ, تحقيق : فـريـد عبـد العـزيـز الجنـدي, (دون تـاريخ) دار الكتب العلميــة, بيـروت.

41.       المعجــم الفلسفــي (معجـم المصطلحـات الفلسفيـة), مـراد وهبـة, الطبعـة الرابعـة 1998م, دار قبـاء للطبـاعـة والنشــر والتـوزيع, القـاهـرة.

42.       مـن روائــع حضــارتنـــا, د. مصطفي السبـاعـي, الطبعـة الخـامسـة 1407هـ/1987م, المكتب الإســلامي, بيـروت.

43.       المـواعـظ والاعتبار بذكــر الخـطط والآثــار المعـروف بالخـطط المقـريزيـة, تقي الـديـن أبي العبـاس أحمــد بـن على بن عبـد القـادر العبيـدي المقـريـزي المتـوفى سنــة 845هـ, وضـع حـواشــه خليـل المنصـور, 1418هــ /1998م, منشــورات محمـد علي بيضـون ودار الكتب العلميــة, بيـروت.

44.       مـوجــز أحكــام الوقف, أعـده د. عيسـى زكـي, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, جمـادى الآخـرة 1415هــ/نوفمــبر 1994م, مطـابع المنـار بـدولـة الكـويت.

45.       مـوجـز أحكـام الوقف, أعـده منصـور عبـد الله أبـو عبيـد, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـــة الكـويت, رجب 1417هــ/نوفمــبر 1996م.

46.       المـوســوعــة العـربيـة العلميــة, 1416 هــ/1996, مـؤسسـة أعمـال المـوسـوعـة للنشــر والتـوزيـع, الريـاض.

47.       نـدوة : أهميـة الأوقـاف الإســلاميــة في عـالم اليـوم (بحـوث ومنـاقشــات النـدوة الـتي عقـدت في لنــدن 1417هــــ /1996م), طبعــة ســـنة 1997م, منشـــورات المجمـع الملكـي لبحـوث الحضـارة الإســلاميـة (مـؤسسـة آل البيت), عمّـان, الممكلكـة الأردنيــة, الطـابعـون : جمعيـة عمـال المطـابع التعـاونيـة بعمـان.

48.       نــدوة المـــبرات والوصـايـا والأثـلاث الحيـريـة : تجـارب متمـيزة (التي انعقـدت قي 19 شـوال 1423هــ /23 ديســمبـر 2002م), إصـدارات مشــروع وقف الوقت, الأمــانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, 1423هـ /2003م.

49.       نـدوة : نحـو إحيـاء دور الوقف في الـدول الإسـلاميـة التي عقـدت في الفتـرة من 7 إلى 9 مــايـو 1998م, مـوضـع : الوقف وتطـوير العمليــة التعليميـة, د. أحمـد عـامـر.

50.       نـدوة : نحـو دور تنمـوي للوقف التي نظمتهــا وزارة الأوقــاف والشــؤون الإســلاميــة بـدوبــة الكـويت, 1993م, وزارة الأوقـاف والشـؤون الإســلاميـة, دولـة الكويت.

51.       نــدوة : نظــام الوقف والمجتمـع المـدنــي في الوطـن العـربي (بحـوث ومنـاقشـات النـدوة الفكـريـة التي نظمهـا مـركـز دراسـات الوحـدة العـربيـة ببيـروت والأمــانــة العـامــة للأوقــاف بـدولـــة الكـويت), الطبعـة الأولى, بيــروت, مـايـو 2003م.

52.       نـدوة : الةقف الــيري التي أقيمـت تحت رعـايـة هيئـة أبو ظبي الخيـريـة من 30 إلى 31 مـارس 1995.

53.       نظـرة تجـديـديــــة للوقف واســتثمـاراتـه, د. علـي محيي الـديـن القـرة داغـــي : مـوقــع www.islamonline.netعلى شبكــة الإنتـرنت.

54.       وقــائـع  النـدوة حـول الـتجـارب الوقفيـة لـدول المغـرب العـربي التي عقـدت في الربــاط في الفتـرة من 30 رجب ـــ 2 شــعبـان. 1420هــ /9 ـــ 11 نوفمــبر 1999م, ونظمتهــا المنظمـة الإســلاميـة للتـربيـة والعـلوم والثقـافيـة (إيسيســكـو) ووزارة الأوقـاف والشــؤون الإســلاميـة المغـربيــة والمعهـد الإســلامي للبحـوث والتـدريب التـابع للبنك الإســلامي للتنميـة بجــدة والأمـانـة العـامــة للأوقــاف بـدولـة الكـويت.

55.       الوقف في الفكـر الإســلامي, محمـد بـن عبـد العـزيـز بن عبـد الله, وزارة الأوقـاف والشـؤون الإســلاميـة, المملكـة المغـربيـة, 1416هــ/1996م.

56.       الوقف وبنيــة المكتبــة العـربيـة اســتبطـان للمـوروث الثقـافي), يحيى محمـود الســاعـاتي, 1408هــ/1988م, مـركــز الملـك فيصـل للبحـوث والدراســـات الإســلاميــة, الـريـاض, المملكــة العـربيــة السعــوديــة.

***

(1) بـاحـث, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت.

(2) انظـر : المـوسـوعـة العـربيـة العلميـة, الطبعـة الأولى 1416هــ /1996م, مـؤسسـة أعمـال المـوسـوعـة للنشـر والتـوزيـع’ الريـاض, ج7, ص 153 ـــ 163.

(3) انظـر : حسـن, عبـد البـاسـط محمـد, التنميـة الاجتمـاعيـة, ط7, القـاهـرة : مكتبـة وهبـة, 1419هـ /1998م, ص 89 ـــ 91.

(4) انظــر : وهبـة, مـراد, المعجـم الفلسفي, ط4, القـاهـرة : دار قبـاء, 1998م, ص616.

(5) انظـر : حسـن, عبـد البـاسـط محمـد, التنميـة الاجتمـاعيـة, مـرجع سـابق, ص 92.

(6) انظـر : بـد الواحـد, السيـد عطيــة, السيـاسـة المـاليـة والتنميـة الاجتمـاعيـة : دراســة  مقـارنـة بالفكــر الإســلامـي, القـاهـرة : دار النهضـة العـربيـة, 1991م, ص 420.

(7) وقـد قمت بتحـوير هـذا المصطـلح من تعـريف د. عبـد البـاسـط محمـد حسـن لــه في كتـابـه «التنميـة الاجتمـاعيـة», ص 99ـــ 107.

(8) انظــر : خـاطـر, أحمـد مصطفـى وسميـة كـامـل محمـد علي, التنميـة الاجتمـاعيـة : الأطـر النظـريـة ونمـوذج المشـاركــة, الإسـكنـدريـة : دار الجـامعييـن للطبـاعـة والتجليـد, 1993م, ص 12 ـــ 13.

(9) انظــر : السبـاعي, مصطفـى, من روائـع حضـارتنـا, ط5, بيـروت : المكتب الإسـلامي, 1407هــ/1987م, ص125.

(10)   انظـر : النعيمـي الدمشـقي, عبـد القـادر بن محمـد (ت 978هــ) الدارس في تـاريخ المـدارس, فهـرســة : إبـراهيــم شمس الديـن, بيـروت : دار الكتب العلميـة, 1410هـ/1990م, ج2, ص233 ـــ 284.

(11)   انظــر : وقـائـع النــدوة حـول التجـارب الوقفيــة لــدول المغـرب العـربي الـتي عقـدت في الربـاط في الفتـرة من 30 رجب ـــ 2 شـعبـان 1420هــ/9 ـــ 11 نـوفمـبر 1999م, ونظمتهـا المنظمـة الإسـلاميـة للتـربيـة والعلـوم والثقـافـة (إيسيسكـو) ووزارة الأوقـاف والشـؤون الإســلاميـة المغـربيـة والمعهـد الإسـلامـي للبحـوث والتـدريب التـابع للبنـك الإسـلامـي للتنميـة بجـدة والأمـانـة العـامـة للأوقـاف بـدولـة الكـويت, مـوضـوع : عـرض التجـربـة الوقفيـة بالمملكـة المغـربيـة, الـدرويش عبـد العـزيـز, ص4.

(12)   انظــر : المقـريزي, تقـي الـديـن (ت 845هـ). المـوعـظ والاعتبـار بـذكــر الخطط والآثـار المعـرف بالخطط المقـريـزيـة, وضـع حـواشــه خليـل المنصـور, بيـروت : محمـد علي بيضـون ودار الكتب العلميـة, 1418 هـ/1998م, ج4, ص272.

(13)   انظــر : غـانـم, إبـراهيـم البيـومـي, الأوقـاف والسيـاسـة في مصـر, يـروت ـــ القـاهـرة, دار الشــروق, 1419هـ/1998م, ص38.

(14)   انظـر : المقيـزي, مـرجع سـابق, ج4, ص 51 ـــ 58.

(15)   انظـر : عـامـر, أحمـد «الوقف وتطـويـر العمليـة التعليميـة», في نـدوة : نحـو إحيـاء دور الوقف في الـدول الإسـلاميـة, 7 ـــ 9 مـايـو 1998م, ص 4 ـــ6.

(16)   انظــر : النعيمـي, مـرجـع سـابق, ج2, ص 285 ـــ 321.

(17)   الخـوانق جمـع خـانقـاه, وحـدثت في الإسـلام في حـدود سنـة الأربعمـائـة للهجـرة. انظـر : تـاج العـروس للزبيـدي, ص 9045 مـوقـع الوراق على شبكـة الإنتـرنت. www.alwaraq.com

(18)   أنظـر : أعيـان العصـر وأعـوان النصـر للصفـدي, ص 2073 مـوقع الوراق على شبكـة الإنتـرنت www.alwaraq.com

(19)   أنظـر : المـواعـظ والاعتبــار للمقـريـزي, ج4, ص 302. كمـا يذكـر النعيمي في كتـابـه «الـدارس في تـاريخ المـدارس» ج2, العـديـد من الأمثـلــة على هـذه الخـوانق والـربط.

(20)   انظـر : السبـاعي, مـرجع سـابق, ص126.

(21)   انظـر : النعيمـي, مـرجع سـابق, ج1, ص11 ـــ 13.

(22)   انظـر الخـوجـة, محمـد الحبيب, «نـدوة: امحـة عـن الوقف والتنميـة في المـاضي والحـاضـر» في نـدوة : أهميـة الأوقـاف الإسـلاميـة في عـالم اليـوم, لنـدن 1417هـ /1996م), عمّـان : المجمـع الملكـي لبحـوث الحضـارة الإسـلاميـة, مـؤسسـة آل البيت, 1997م,, ص137.

(23)   انظـر : غـانـم, مـرجـع سـابق, ص22.

(24)   أنظـر : أعيـان العصـر وأعـوان النصـر للصفـدي, ص775 مـوقع الوراق على شبكـة الإنتـرنت www.alwaraq.com

(25)   انظـر : نـدوة : نحـو تنمـوي للوقف التي نظمتهـا وزارة الأوقـاف والشـؤون الإسـلاميـة بـدولــة الكـويت, طبعـة سنـة 1993م, إصـدار وزارة الأوقـاف والشـؤون الإسـلاميـة, دولـة الكـويت, المقـدمـة, ص 7 ـــ 8.

(26)   انظـر : نـدوة : نحـو تنمـوي للوقف, محـاضـرة صـالح كـامـل, ص 32.

(27)   انظـر : السبـاعي, مـرجـع سـابق, ص129.

(28)   انظـر : كـامل, صالح عبدالله, «دور الوقف في النـمـو الاقتصـادي», في نـدوة : نحـو دور تنمـوي للوقف, مـرجع سـابق, ص46.

(29)   انظـر السبـاعي, مـرجع سـابق, ص134.

(30)   انظـر : ابـن كثــير, الحـافـظ أبـي الفـداء (ت 774هــ). البـدايــة والنهـايـة, تحقيق : عبـد الرحمـن اللاذقي ومحمـد غـازي بيضـون, ط3, بيـروت : دار المعـرفـة, 1418هـ/1998م, ج13, ص163 ـــ 164.

(31)   انظــر : السبـاعي, مـرجـع سـابق, ص134.

(32)   انظـر غـانـم, مـرجـع سـابق. ص132 ـــ 133.

(33)   انظـر : الســاعـاتي, يحيى محمــود, الوقف وبنيــة المكتبــة العـربيـة : اسـتبطـان للمـوروث الثقـافي. الريــاض : مـركـز الملك فيصـل للبحـوث والـدراســات الإســلاميــة, 1408هـ/1988م, ص9.

(34)   انظــر : المقـريـزي, مـرجع سـابق, ج2, ص 290 ـــ 292.

(35)   انظـر : ياقـوت الحمـوي, شهـاب الـديـن (ت626هــ), معجـم البـلـدان, تحقيـق : فـريـد عبـد العـزيـز الجنـدي, بيـروت : دار الكتب العلميـة, د.ت., ج5, ص134.

(36)   انظـر : السبـاعي, مـرجـع سـابق, ص141.

(37)   انظـر : كـامـل, مـرجع سـابق, ص46 ـــ 47.

(38)   انظـر : السبـاعـي, مـرجع سـابق, ص139 ـــ 132.

(39)   انظـر : المقـريـزي, مـرجـع سـابق, ج4, ص267.

(40)   انظـر : جمعـة, علي, «الوقف وأثـره التنمـوي» في نـدوة : نحـو دور تنمـوي للوقف, مـرجع سـابق, ص127.

(41)   انظـر : العبـد اللطيف, عبـد اللطيف بن عبـد الله, «أثـر الوقف في التنميـة الاقتصـاديـة» في نـدوة : أثـر الوقف في تنميـة المجتمـع, مكـة المكـرمـة : دار الثقـافيـة للطبـاعـة, ص112.

(42)   انظــر : السـباعي, مـرجـع سـابق, ص115.

(43)   انظـر : نـدوة / نحـو دور تنمـوي للوقف, مـرجـع سـابق, المقـدمـة, ص 7 ـــ 8.

(44)   انظــر : نـدوة : نظـام الوقف والمجتمـع المـدني في الوطـن العـربي (بحـوث ومنـاقشـات النـدوة الفكـريـة التي نظمهــا مـركـز دراسـات الوحـدة العـربيـة ببــيروت والأمـانـة العـامــة للأوقـاف بـدولـة الكـويت), من المنـاقشــات : نـاصر السـيد, بيـروت, مـايـو 2003م, ص64.

(45)   انظـر : غـانـم, مـرجـع سـابق, ص83.

(46)   انظــر : نـدوة : الوقف الخـيري التي أقيمت تحت رعـايـة هيئـة أبو ظبي الخيـريـة من 30 إلى 31 مـارس 1995, مـوضـوع : الأوقــاف الإســلاميـة ودورهــا في التنميـة, د. معبـد عـليّ الجـارحي, ص 6 ـــ 8.

(47)   انظــر : العمـر, فـؤاد عبـد الله, إسهــام الوقف في العمـل الأهلي والتنميـة الاجتمـاعيـة, (سـلسـلة الـدراسـات الفـائزة في : الكـويت : مسـابقـة الكـويت الدوليـة لأبحـاث الوقف لسنـة 1999م), 1421هـ /2000م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, ص94.

(48)   انظـر : الوقف في الفكـر الإســلامي, محمـد بن عبـد العـزيـز بنعبـد الله, وزارة الأوقـاف والشـؤون الإســلاميـة, المملكـة المغـربيـة, طبعـة سنـة 1416هـ /1996م, ج1, ص134.

(49)   (م.ن), ص136 ـــ 137.

(50)   (م.ن), ص 157 ـــ 158.

(51)   انظـر : السبـاعي, مـرجـع سـابق, ص127.

(52)   انظـر : ابـن الخـوجـة, محمـد الحبيب, لمحـة عن الوقف والتنميـة في المـاضي والحـاضـر, في نـدوة : أهميـة الأوقـاف الإســلاميـة في عـالم اليـوم, ص137.

(53)   انظـر : الهيتي, عبـد الستـار إبـراهيـم, الوقف ودوره في التنميـة, ص212.

(54)   انظـر : غـانـم, إبـراهيـم البيـومـي, نظـام الوقف والمجتمـع المـدني في الوطـن العـربي, ص17.

(55)   انظـر : أميـن, محمـد, الوقف, القـاهـرة : دار النهضـة العـربيـة, 1980م, ص1.

(56)   انظـر : برزونجـي, جمـال, «الوقف الإسـلامي وأثره في تنميـة المجتمـع» في نـدوة : نحـو دور تنمـوي للوقف, ص139.

(57)   انظـر : العبـد اللطيف, مـرجع سـابق, ص113 ـــ 114.

(58)   انظـر : ابـن عبـد الله, محمـد بن عبـد العـزيـز, الوقف في الفكــر الإسـلامي, ج1, ص135.

(59)   ص69.

(60)   انظـر : القـرة داغي, علي محيي الـديـن, نظـرة تجـديـديـة للوقف واستثمـاراتـه. «www.islamonline.net».

(61)   انظـر : غـانـم, إبـراهيـم البيـومـي, أسـرار العـلاقـة بين نظـام الوقف والآثـار, ص2. «www.islamonline.net».

(62)   انظـر : غـانـم, إبـراهيــم البيـومـي, دور الأوقـاف في رعـايـة الفنـون الجميلـة, ص1 ـــ 4. «www.islamonline.net».

(63)   انظـر : غـانـم, إبـراهيـم البيـومي, الأوقـاف والسيـاسـة في مصـر, ص27 ـــ 28.

(64)   انظـر : مشـروع خطـة التنميـة لدولـة الكـويت (2001 /2002ـــ 2005/2006م), وزارة التخطيط, دولـة الكـويت, ابريـل2001م, ص35 ـــ 47.

(65)   انظـر : اسـتراتيجيـة الأمـانـة العـامـة للأوقـاف (2003 ـــ 2007م) والمعتـدة من قبل مجلس شـؤون الأوقـاف بتـاريخ 23/8/2003م, والمـودعـة لـدى مـركـز المعلـومـات بالأمـانـة العـامـة للأوقـاف تحت رقم 84.

(66)   انظــر : ــ الاستثمـار العقـاري : إنجـازات تحققت (1994 ـــ 1996م), مكتب الاستثمـار, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, ص49 ـــ 52.

ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنــة 1995م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, ص32, ص40.

ـــ التقـريـر الإداري والمـالي لصنـاديق الوقفيـة لسنـة 1996م, والأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, ص15 ـــ 21, ص25 ـــ 29, ص34, ص 38 ـــ 39, ص43, ص46 ـــ 47, ص71 ـــ 77.

ـــ التقـريـر السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 1996م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, ص28.

ـــ التقـريـر التقـريـر الإداري والمـالي للصنـاديق والمشــاريـع الوقفيـة لسنـة 1997م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, ص23, ص37, ص51 ـــ 52.

ـــ التقـريـر السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنتي 1999 /1998م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, ص 30 ـــ 37, ص54.

ـــ التقـريـر السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف 2000م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكويت, ص23, ص25 ـــ 26, ص 30, ص42 ـــ 43, ص48.

ـــ التقـريـر السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 2001م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, ص29, ص37, ص51 ـــ 52.

ـــ التقـريـر السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنــة 2002م, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكويت, ص11, ص22 ـــ 24, ص26, ص35 ـــ 36.

ـــ المصـارف الشـرعيـة للأوقـاف, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, سنـة 2002م, ص12, ص14.

ـــ عطـاءات, العـدد الأول, مـايـو 2003, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, ص4.

كتيب «مشــروع الحقـائب التعليميـة (للمـرحلــة المتـوسـطـة», الصنـدوق الوقفي للتنميـة العلميـة بالأمـانـة العـامـة للأوقـاف والتـوجيـه الفني العـام للعلـوم بوزارة التـربيـة, دولـة الكـويت, سنـة الإصـدار غير مذكـورة, ص10.

ـــ كتيب «جــائـزة الصنـدوق الوقفي للتنميـة العلميــة والاجتمـاعيـة في مجـال الأجهـزة والتطبيقـات العلميـة لسنـة 2001 /2002م», الصنـدوق الوقفي للتنميـة العلميـة والاجتمـاعيـة, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, سنـة 2002م, ص 10 ـــ 11.

(67)      انظـر : الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, مشــروع مجمـع الحـديث الشـريف والسيـرة النبـويـة, 1423هـ /2002م.

(68)      إعـاقـة التـوحـد هي عبـارة عن خلل وظيفي في خـلايـا الدمــاغ, مـن أهـم أعـراضهـا : قصـور وتـأخـر في النمـو الاجتمـاعي والإدراكـي لـدى الطفل المصـاب بهـا.

(69)      انظـر : ـــ التقـرير السنـوي للأمــانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 1995م, ص31 ـــ 32.

ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 1996م, ص31.

ـــ التقـريـر الإداري والمـالي للصنـاديق الوقفيـة لسنـة 1996م, ص9, ص11 ـــ 12, ص 54 ـــ 55, ص57 ـــ 58.

ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 1997م, ص37.

ـــ التقـريـر الإداري والمـالي للصنـاديق والمشــاريع الوقفيـة لسنـة 1997م, ص 7 ـــ 8, ص 73 ـــ 76, ص95 ـــ 96.

ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنتي 1999 /1998م, ص 29 ـــ 35, ص 37 ـــ 40.

ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنــة 2000م, ص 21 ـــ 22, ص 26 ـــ 27, ص31 ـــ 33.

ـــ التقـريـر السـنوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنــة 2001م, ص36.

ـــ التقـريـر السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 2002م, ص11, ص21, ص28.

ـــ أوجـه صرف الريع الوقفي, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, سنـة 2003م, ص8.

ـــ عطـاءات, العـدد الأول, مـايـو 2003م, ص3 ـــ4.

ـــ عطـاءات العـدد الثـاني, يوليـو 2003م, ص5.

(70) انظـر : ـــ التقـرير الإداري والمـالي للصنـاديق الوقفيـة لسنـة 1996م, ص43, ص 47 ـــ 49.

ـــ التقـريـر السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 1997م, ص37, ص49.

ـــ التقـريـر الإداري والمـالي للصنـاديق والمشــاريع الوقفيـة لسنـة 1997م, ص 63 ـــ 66, ص94, ص122 ـــ 123, ص140.

ـــ التقـريـر السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنتي 1999 /1998م, ص31 ـــ 32.

ـــ التقـرير الســنوي للأمـانـة العـامـة لأوقـاف لسنـة 2000م, ص29.

(71) انظـر للتـأكـد : ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 2001م, ص 30.

ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 2002م, ص21. وقـد ذكــر في هـذا التقـرير رؤوس أقلام فقط لا غير.

(72) انظـر : ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 1995م, ص32 ـــ 33.

ـــ التقـرير الإداري والمـالي للصنـاديق الوقفيـة لسنـة 1996م, ص 38, ص 62 ـــ 63, ص 65 ـــ 66, ص 68.

ـــ التقـرير الإداري والمــالي للصنــاديق والمشــاريع الوقفيــة لسنــة 1997م, ص19, ص 38, ص 40 ـــ 42, ص44, ص 68, ص 94, ص96, ص 124 ـــ 128.

ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنتي 1999 /1998م, ص 34 ـــ 35, ص 40 ـــ 41.

ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 2001م, ص 38 ـــ 40, ص42 ـــ 43.

ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 2002م, ص11, ص17 ـــ 19.

ـــ  المصـارف الشـرعيـة للأوقـاف, سنـة 2002م, ص14.

ـــ مطـويـة مشــروع «من كسب يدي» إصـدارات الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, سنـة الإصـدار غيـر الإصــدار غير مـذكـور ص3.

(73)   انظـر : ـــ التقـرير الإداري والمـالي للصنـاديق الوقفيـة لسنـة 1996م, ص84 ـــ 86.

ـــ التقـرير الإداري والمـالي للصنـاديق والمشــاريع الوقفيـة لسنـة 1997م, ص41, ص87, ص94 ـــ 97.

ـــ التقـريـر السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنتي 1999/1998, ص22 ــ 23, ص35 ــ 36, ص44 ـــ 45.

ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 2002م, ص11, ص 23 ــ 24, ص27.

ـــ المصـارف الشـرعيـة للأوقـاف, سنـة 2002م, ص 11, ص14, ص 19 ـــ 20.

ـــ عطـاءات, العـدد الأول, مـايـو 2003م, ص5.

ـــ أوجـه صـرف الريـع الوقفـي, سنـة 2003, ص5, ص 20 ـــ 21.

ـــ كتـاب «نـدوة المـبرلت والوصـايـا والأثـلاث الخيريـة : تجـارب متميـزة», إصـدارات مشــروع وقف الوقت, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, 1424هــ /2003م, ص 22 ــــ 23.

(74) انظــر : ـــ الاســتثمـار العقـاري : إنجـازات تحققت (1994 ـــ 1996م), مكتب الاستثمـار, الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكويت, ص 15 ـــ 48, ص 57 ـــ 65 ومـدعـم بالصـور والتصـاميم.

ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف اسنـة 1995م, ص20, ص 34.

ـــ مطـويـة «مشــروع رعـايـة الحـرفي الكويتي», إصـدارات الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, رجب 1417هـ /1996م.

ـــ اللوائـح المـاليــة للأمـانـة العـامـة للأوقـاف, إصـدارات الأمـانـة العـامـة للأوقـاف, دولـة الكـويت, رجب 1417هــ /نوفمبـر 1996م, ص2.

ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 1997م, ص27, ص 48 ـــ 49.

ـــ التقـريـر الإداري والمـالي للصنـاديق والمشــاريع الوقفيــة لسنــة 1997م, ص134 ـــ 136.

ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنتي 1999/1998م, ص 22 ـــ 25, ص 43, 59, ص68.

ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 2000م, ص 17, ص 60.

ـــ التقـرير السنـوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 2001, ص 45, ص 63, ص66.

ـــ التقـرير الســنوي للأمـانـة العـامـة للأوقـاف لسنـة 2002م, ص32, ص52, ص 54.

ـــ عطـاءات, العـدد الثـاني, يوليـو 2003م, ص4.