رد: أ/ صفية الجفري على الأساتذه المعقبين على بحثها “الحجاب، أسئلة الثبات والتغير”
العدد 182 /183
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، وبعد، فهذه ورقات في توضيح الإشكالات التي تضمنها التعقيبان الفقهي والمعرفي على بحثي: الحجاب أسئلة الثبات والتغير.
بين يدى التوضيح:
لقد قرأت في التعقيبين خوفاً على الدين، وخوفاً على الفضيلة، ينطلق هذا الخوف من تصورات شرعية واجتماعية تحتاج إلى مراجعة عند المعقبَين الكريمَين. وهذه التصورات نموذج للتوجه الغالب تجاه فقه التجديد المتصل بقضايا المرأة. ويطيب لي أن أستأنس في هذا المقام بعبارة الإمام الطيب – حفظه الله – عندما قال في برنامجه الرمضاني إن فقه حقوق المرأة لكأنه لم يخط فيه قلم – أو كما قال.
من محاسن الشريعة المكرمة أنها جعلت مساحات الاجتهاد واسعة تسع تغير أحوال الناس وثقافتهم وحضارتهم، وبهذه العين نقرأ كلام الفقهاء الكرام في فقه المرأة، ونميز بين ما هو قطعي وبين ما هو اجتهادي ناتج عن أحوال نفسية أو اجتماعية، ونستثمر ذلك في فقه تجديدي يلائم أحوال أهل هذا العصر، ويحقق مقصود الشريعة في حياة الناس، حياة كريمة لا عنت فيها ولا حرج.
وإني لا زلت أقف أمام حكمة الآيتين الكريمتين: (إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)، و(ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ)، وأتأمل رحابة النص العظيم، وهي رحابة لا شك …………..