تمهيد:
لقد انتبه علماؤنا السابقون إلى فقه مـآل الأحكام والأفعال لدى المكلـف في تصـريف الأحـكام الشرعية، وجعلوا ذلك أحد الأركان المعتبرة في صحة الفتوى والاجتهاد، وقرَبْهما من صواب المسألة، غير أن الوقت المعاصـر وجـب الانتباه إلى نوع آخر من المآل، ما فتئ يبرز بقوة مع ظهـور اجتهادات فقهيـة، أو فتـاوى علمية يصـدرها عدد من المحسوبين على علمـاء الأمة، أو من بعض المنتصبـين للفتـوى في الآونة الأخيرة. ويتعلق الأمر بمآلات القول أو الفتوى أو الاجتهـاد؛ من حيث تداعياتـه الإعلاميـة ووقعها على الناس؛ سـواء المسلمـين أو غير المسلمين؛ وأقصـد المآل الحضاري، ثم المآل التدافعي للقول، زمن التدافع بين الحـق والباطـل. تحاول ورقتي الاقتراب من فقه مسألة الفتوى؛ من فقه سؤال المستفتي المكلف إلى فقه مـآل فتـوى المفـتي؛ وتداعياتها الاجتماعيـة والإعلامية والدعوية. وسوف أبحث هذا الموضوع عبر المطالب الآتية: