يعد جمال الدين عطية 1346هـ-1438هـ =1928-2017م واحدًا من أهم الأصوات العلمية والدعوية المجددة في حركة الفكر الإسلامي المعاصر، بسبب من أصالة تكوينه، واختصاصه، ومنجزه المعرفي والحضاري والحركي معا.
وهذا البحث يروم فحص محددات الوعي اللساني في منجزه، ويسعى إلى تعيين حدوده، ووظائفه إيمانا منه بأن كل تأسيس شرعي ومعرفي في السياق الحضاري الدائر في فلك الوحي بجناحيه العظيمين: الكتاب والسنة يلزمه التضلع من نهر اللغة بما هي آلة التعامل معه.
ويسعى هذا البحث إلى تحقيق نتائجه من خلال معالجة المطالب التالية:
1.الوعي اللساني في منجز الدكتور جمال الدين عطية:خطاب المقولات التأسيسية وتأصيلها.
2.الوعي اللساني في منجز الدكتور جمال الدين عطية:خطاب المستويات والمصادر.
3.الوعي اللساني في منجز الدكتور جمال الدين عطية: خطاب الوظائف.
إن هذا البحث في سعيه للتدليل على مسألته التي انتدب نفسه لتحقيقها يرى أن كل تقصير في فحص الوعي اللساني وحدوده ووظائفه وتجلياته في منجز المفكرين الإسلاميين المعاصرين عائد بالتقصير على حركة العقل ومنجز الحضارة معا.
مدخل: منجز جمال الدين عطية: مادة الدراسة
ترك جمال الدين عطية منجزا جيدا من المنظور الكمي بداية، وهو منجز يحتاج إلى دراسته في اتجاهات متنوعة يمكن إجمالها فيما يلي:
أولا: دراسته من منظور الببليوجرافيا التحليلية، إذ يلزم جمعه، وبيان الأوعية التي نشر بها، وقياسه، وبيان المستويات الزمنية لهذا النشر، إلخ… مما هو مشغلة الببليوجرافيات التحليلية.
ثانيا: دراسة التطور الفكري لآراء الدكتور جمال الدين عطية، ولاسيما في المجالات المعرفية التي تناولها، وكان من أوائل المساهمين فيها بنصيب تأسيسي.
ثالثا: دراسة المؤثرات الوافدة في تكوينه المعرفي، وانعكاساتها على مجمل منجزه الفكري ولاسيما في قضايا تفعيل المقاصد، وفقه الأقليات، وغيرها.
رابعا: دراسة مساهمة الدكتور جمال الدين عطية في حوارات التجديد، وضوابطه وأصوله، ومعاييره الحاكمة، وتنزيله في الواقع المعاصر.
خامسا: دراسة آراء جمال الدين عطية التنظيرية وتجلياتها التطبيقية في المشروعات الحضارية والحركية التي أسسها، وشارك فيها.
سادسا: دراسة موقف جمال الدين عطية من الفكر الغربي، ومحددات هذا الموقف، وحدود الاستجابة لسلطة الثقافة الوافدة في ظل الوضع الحضاري المتراجع للأمة المسلمة.
سابعا: دراسة المواقف النقدية من مصادر التراث الفقهي والأصولي تعيينا، وحدودها وتقويمها.
ثامنا: دراسة المواقف العلمية والعملية من تيارات الحركة الإسلامية وأعلامها، ومنجزها، وخطابها، وأجهزتها الاصطلاحية.
وقد اعتمد هذا البحث على عينة من منجز الراحل الكريم، هي (مرتبة على سنوات صدورها):
1- التنظير الفقهي.
1407هـ=1987م.
2- النظرية العامة للشريعة الإسلامية.
1407هـ=1987م.
3- نحو فلسفة إسلامية للعلوم.
3. 1408هـ=1987م.
4- علم أصول الفقه والعلوم الاجتماعية.
1409هـ=1988م.
5- تجديد الفقه الإسلامي (وهو كتاب بالاشتراك مع الدكتور وهبة الزحيلي) وكتب فيه جمال الدين عطية قسمه الأول (1) التجديد الفقهي المنشود [ص ص 9-150].
1420هـ=2000م.
6- مقاصد الشريعة (وهو حوار أجراه معه عبد الجبار الرفاعي، وحرره فصلا أخيرًا في كتاب: مقاصد الشريعة) [ص ص 225-232].
1422هـ=2001م
7- نحو تفعيل مقاصد الشريعة، (وقد ألفه بالعربية والإنجليزية معا).
1422هـ=2001م.
8- نحو فقه جديد للأقليات.
1423هـ=2003م.
9- حوارات الشيخ الغزالي
وقد كتب التقديم للحوارات، وأجرى حوارات الفتوى، والإخوان المسلمون، والفنون، [ص ص119-132/ص ص 161-182/ ص ص 227-243]
1433هـ=2012.
وقد حكم اختيار هذه العينة ما يلي:
أولا: التنوع الزمني في إنتاج أفكارها.
ثانيا: التنوع في نسق التأليف، وتوزعها على مؤلفات، وحوارات وتقدمات.
ثالثا: التنوع في طبيعة التأليف (فردي/ بالاشتراك).
رابعا: التنوع في لغة التأليف (العربية بالأساس والإنجليزية).
خامسا: التنوع في الوعاء المعلوماتي (كتب، ومحاضرات، وحوارات)
سادسا: التنوع المعرفي: فقه وأصول فقه ومنهجيات، واجتماع، وحركيات إلخ.
1/الوعي اللساني في منجز جمال الدين عطية: خطاب مقولات التأسيس وتأصيلها.
إن فحص المنجز العلمي للدكتور عطية يضع أيدينا على حزمة من المقولات الكاشفة عن الوعي اللساني وعلاقته ببناء الأفكار في التصور الإسلامي.
وفيما يلي محاولة لجرد أهم هذه المقولات:
1/1 اللغة مصدر تأسيسي
يقرر جمال الدين عطية أن الدرس اللغوي تأسيسي في إنتاج المعرفة الشرعية والتفسيرية، يقول في محاضرته: نحو فلسفة إسلامية [ص/35]: “الناحية اللغوية مصدر، يعني أصل الشيء”.
ويقول في محاضرته: علم أصول الفقه والعلوم الاجتماعية [ص/13]: “القواعد اللغوية… جزء من القواعد التي يستعملها أصول الفقه لضبط تفسير النصوص، والمفاهيم والمصطلحات .وهذه القواعد اللغوية… يحتاج إليها العلماء؛ لأن اللغة بطبيعتها وسيلة للتعبير عن الرأي، وضبط اللغة من أهم المسائل لضبط العلم نفسه”.
وهذا النص يستدعي وظيفة اللغة كما قررها فقهاء اللغة العرب، ومراجعة تعريف اللغة في أدبيات فقه اللغة التراثية، كما يمثلها ابن جني 392هـ في كتابه العمدة (الخصائص) يقود إلى تصحيح ذلك، يقول ابن جني [1/33] : “اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم”.
كما يستدعي هذا النص من جانب جمال عطية بعض وظائف اللغة كما يقررها اللسانيون التراثيون والمعاصرون، الدائرة حول مساهمة اللغة في صناعة الأفكار، وإنجاز التصورات، يقول الثعالبي في فقه اللغة وسر العربية: “واللغة سبيل إدراك المعايش وإحراز المروءات” وتتأسس فرضية سابير/ورف في العصر الحديث عن خلق الرؤى والتصورات عبر منظار اللغة.
1/2 العلاقة بين اللسان والقرآن علاقة عضوية مركزية
يكشف منجز جمال الدين عطية عن حقيقة جوهرية تتعلق بالوعي بمركزية العلاقة بين اللسان والقرآن، وأن اللسان هو السبيل لفحص الكتاب العزيز، واستلهامه، وتثويره ابتداء.
يقول في “علم أصول الفقه والعلوم الاجتماعية” (ص/15): “وهناك القواعد اللغوية التي وجدت بداياتها في علم أصول الفقه.
وقد يقول البعض: إن اللغة مرتبطة بالقرآن الكريم، ولا يجوز عليها التطور، ونرد فنقول: إنه لم يقل أحد بتطوير لغة القرآن. وإنما تطوير ما يطرأ على اللغة نفسها ومضامينها نتيجة تعامل الأشخاص بها، وما تخضع له”.
وهذا النص واضح الدلالة على جملة من الإدراكات المهمة هي:
أولا: الوعي بطبيعة موقع اللغة من أصول الفقه. وهو موقع مركزي مؤسس.
ثانيا: أن لغة الوحي أصل وغاية لا يلحقه التطور. وأن اللغة وعلومها متطورة بسبب عوامل كثيرة.
ثالثا:الوعي بأن التداولية (تعامل الأشخاص، وتفاعلهم) مؤثرة في تطور مضامين اللغة.
رابعا: الوعي بأن الارتباط بين الدرس اللغوي وعلوم الشريعة جاء استجابة ذاتية داخلية للعقل الجمعي للأمة، ولم يكن استجابة توفيدية (أي باقتراض الوافد)!
1/3 انتماء العلوم اللسانية
على خريطة المعرفة
يعكس فحص منجز جمال عطية عن وعي بجملة من الحقائق اللسانية المعاصرة التي ألح عليها تاريخ اللسانيات المعاصرة بدءا من فرديناند دوسوسير 1913م، المولود في سويسرا، وهي المعلومة المهمة المرتبطة بمحطة فارقة في التكوين المعرفي لجمال عطية بوصفه خريجا لأكاديميات جنيف (سويسرا)، حيث الحضور الطاغي لمساهمة دوسوسير العابرة للاختصاصات.
يقول في: نحو فلسفة إسلامية [ص/12]: إن علوم اللسان من العلوم الموضوعية positiveمن جملة العلوم الاجتماعية التي يحكمها قوانين طبيعية”.
وتقرير اجتماعية اللسانيات أو علم اللغة هو ما يقرره دوسوسير، وتقرره قراءة مخطوطاته، يقول لويك دوبيكير في كتابه: فهم فرديناند دوسوسير وفقا لمخطوطاته (المنظمة العربية للترجمة، بيروت، 2015م [ص193]: إن واقع اللسان اجتماعي قبل أي شيء آخر”.
والجنوح إلى دعوى تأثره باللسانيات السوسيرية مبني على قرينتين ظاهرتين هما:
أولا: شيوع رأي القول باجتماعية اللسان في العصر الحديث بتأثير مباشر من دوسوسير، حتى باتت مسلَّمة أو كلية من كليات الدرس اللساني.
ثانيا: دراسة جمال الدين عطية في كلية الحقوق بجامعة جنيف، وتخرجه منها 1959م، وهو الأمر الذي يوحي بمعرفته بحدود منجز دوسوسير العامة، ولاسيما أن الأخير هذا درَّس وعمل في الجامعة نفسها، وهو يعد رمزا من رموزها الشهيرة.
غير أن القول بخضوع الظاهرة اللغوية للقوانين الطبيعية، وتفسيرها باللاإرادية في نصوص جمال الدين عطية ليس صحيحا على إطلاقه؛ بمعنى أن التحولات اللغوية لاإرادية في قطاع واحد فقط هو ما يتداوله المتكلمون في عمليات التواصل، والاستعمال الإبلاغي للغة، أما استعمال اللغة في الميادين العلمية والدعوية وإنتاج الأفكار فإن التحولات التي تصيب معجم اللغة هي تحولات إرادية مقصودة، وهذا الأمر ظاهر فيما أسسه اللسان من معجم مختص لحمل أفكاره وتصوراته عن الحياة والوجود، وهو التحول القصدي العمدي الإرادي الذي فطن إليه فقهاء العربية القدماء وعرفوه باسم: الألفاظ العربية الإسلامية التي أوجدها الإسلام متعذر وجودها في غير العربية لهذا السبب على حد تعبير أبي حاتم الرازي ت 322هـ في كتابه : الزينة في الكلمات العربية الإسلامية، والثعالبي 429هـ في كتابه : فقه اللغة وسر العربية.
1/4 الوعي بطبيعة نشأة العلوم اللغوية /اللسانية في حضارة العلم
عند العرب المسلمين
يكشف تحليل كتابات جمال الدين عطية المتنوعة عن وعي ظاهر بطبيعة نشأة العلوم اللسانية في الحضارة العربية، وهي النشأة التي جاءت استجابة ذاتية داخلية بدوافع دينية تولدت من الاشتغال بنصوص الوحي، وفحصها، والاستنباط منها، ونشأت كذلك بدوافع حضارية حكمت عقول المؤمنين في الأجيال الأولى في حركة فهمهم عن الله تعالى واستجابتهم لمطالب العمران والترقي الواسعة.
وهو ما يعني أن إرجاع نشأة العلوم اللسانية في حضارة العرب لم يكن وليد تأثر بثقافات وافدة – على ما نشره الدرس الاستشراقي وروج له كثير من الدارسين العرب المعاصرين- ولم تكن هذه النشأة كذلك وليدة عوامل سياسية ضاغطة لانتصار فريق بمواجهة فريق في شئون السياسة العامة، أوالصراعات الحزبية؛ يقول جمال الدين عطية في: علم أصول الفقه والعلوم الاجتماعية [ص/13]: إن “القواعد اللغوية… هي جزء من القواعد التي يستعملها علم أصول الفقه؛ لضبط تفسير النصوص والمفاهيم والمصطلحات”.
ويقول كذلك [ص/15] : “القواعد اللغوية…وجدت بداياتهافي علم أصول الفقه”.
وهذان النقلان كاشفان عن حزمة من الحقائق في هذا السياق، يمكن بيانها فيما يلي:
أولا: بيان أن القواعد اللغوية نشأت بدافع دراسة الكتاب العزيز والسنة النبوية، بما هما الوحي وهو ما عبَّر عنه بعبارة “الضبط تفسير النصوص”.
ثانيا: الاعتقاد في أن القواعد اللغوية نشأت بتأثير أصولي، ودعوى التأثير بعلم أصول الفقه في تأسيس الدرس اللساني في التراث أمر يقول به قطاع عريض من الدراسين ولاسيما في فحص نظريات تأسيس علم النحو.
ثالثا: اتفاق رأي جمال الدين عطية في هذا المنحى مع ما تقرره أدبيات اللسانيات التراثية؛ ذلك أن ابن فارس 392هـ في كتابه: الصاحبي في فقه اللغة يقرر [ص87] أن مواضعات علوم الفقه والأصول من جانب ومواضعات علوم النحو والصرف والعروض من جانب آخر ظهرت بتأثير مباشر لمجيئ الإسلام، وجاءت استجابة ذاتية داخلية من الأمة المسلمة بعد أن جاء الله جل ثناؤه بالإسلام، وأنزل الوحي، على حد تعبيره في الكتاب في فصل خاص عنوانه: الأسباب الإسلامية.
وهو الرأي الذي نقله من ابن فارس وزاد عليه شروحا وتعليقات داعمة جلال الدين السيوطي ت911هـ في كتابه : المزهر في علوم اللغة [1/249].
وهو الأمر الذي يقرره جمهور الدارسين للحياة العقلية العربية في العصر الحديث، ويؤمن به ويعتقده من درس نشأة العلوم اللسانية العربية في التقاليد الاستشراقية والعربية المعاصرة على السواء، على ما يظهر في كتابات كارل بروكلمان في كتابه: تاريخ الأدب العربي، وفؤاد سزكين في مقدمة المجلد المخصص لعلم اللغة من كتاب: تاريخ التراث العربي، وفي كتاب: تقاليد المخطوط العربي، لآدم جاسك وغيرهم من المفكرين الأوروبيين.
1/5 الوعي بإمكان الإصلاح اللغوي
كان جيدا أن يكشف تحليل منجز جمال الدين عطية عن وعيه بإمكان الإصلاح اللغوي، وتطوير المعجم، ودعم بناء منظومة قواعد لغوية.
وقضية الإصلاح اللغوي واحدة من أهم نتائج حوارات التجديد، لأنها تتجه إلى أساس معرفي لازم في فحص القضية الأم وهي قضية تجديد الدين، وتجديد علوم الشريعة.
وهذه القضية هي المشغلة الأساسية لفرع مهم جدا من اللسانيات المعاصرة هو التخطيط اللغوي.
وهذا الوعي بإمكان الإصلاح اللغوي ظاهر في منجز جمال الدين عطية من حزمة من النصوص المبثوثة في كتاباته من مثل:
أولا: النصوص التي يمتدح فيها محاولات معاصرة اهتمت بلغة الاصطلاح الفقهي بشكل خاص، والإصلاح الاصطلاحي بشكل عام، فيما كتبه عن التجديد الفقهي المنشود [ص/47].
ثانيا: النصوص التي يدعو فيها إلى تيسير لغة الكتابة الفقهية طريق الحرص على الوضوح بتجنب استعمال الاصطلاحات الصعبة الغامضة [ص/47].
ثالثا: النصوص التي يقترح فيها صناعة أعمال مرجعية جامعة للمصطلحات التراثية والحديثة ترتبها على أساس يحقق الوحدة الموضوعية للمصطلحات ويعين على تحقيق التماسك المفهومي، وهو الاقتراح الذي أطلق عليه [ص/47] التصنيف الموضوعي للمصطلحات.
والإيمان بإمكان الاصلاح اللغوي هو المفسر الحقيقي لدعوته إلى تطوير علوم اللغة، عندما يقول [ص/30] في: أصول الفقه والعلوم الاجتماعية: “ولو أننا أغلقنا باب اللغة بالصورة التي وقف عندها في كتب اللغة القديمة، ولم نسمح بأي زيادة أو إضافة – فإننا بذلك نكون قد جمدنا علما اجتماعيا هاما”.
وهذه الدعوة إلى الاصلاح أفرزت المطالب التالية:
اولا: الدعوة إلى إصلاح الأجهزة الاصطلاحية لعلوم الفقه والشريعة.
ثانيا: الدعوة إلى تطوير خرائط المعرفة اللغوية للاستجابة لحوارات التجديد، ومطالبه المعاصرة.
ثالثا: حوسبة المدونة المصطلحية الشرعية.
رابعا: صناعة أعمال مرجعية للمصطلحية الشرعية على أساس التصنيف الموضوعي.
خامسا: الدعوة إلى صناعة أعمال مرجعية تيسرا لاسترجاع المصطلحات الشرعية.
1/6 الوعي [أن الوحي هو مصدر المعرفة المهيمن في الحضارة العربية وفي تجديد الدين]
تكشف قراءة أعمال جمال الدين عطية عن الحضور الطاغي لحقيقة منهجية صلبة حاكمة في الدعوة إلى تجديد الدين وتجديد علوم الشريعة، ووسائلها المساعدة من العلوم اللغوية، هذه الحقيقة المنهجية هي أن الوحي هو مصدر المعرفة، وفي هذا السياق يقرر في وضوح تام ما يلي:
أولا: “ضرورة اعتماد الوحي مصدرًا للمعرفة” كما جاء في أصول الفقه والعلوم الاجتماعية [ص/11].
ثانيا: القرآن الكريم ضابط للاستعمالات اللغوية، وهو المؤسس الأعلى لبناء المفاهيم والتصورات في تشكيل العقل المسلم، كما يقرر في: أصول الفقه والعلوم الاجتماعية [ص/23].
ثالثا: ضرورة الاحتكام للتراث اللغوي، وهو منتج أخرجه الدوران حول لغة الوحي بالأساس، وجعل ذلك حاسما في الحكم على الاقتراحات الجديدة في مصطلحية الشريعة وعلوم الدين، كما يقرر في : نحو تفعيل لمقاصد الشريعة [ص/228].
رابعا: الإيمان بأن الاشتغال على الوحي هو المنتج للمعرفة اللغوية، والقواعد اللغوية جميعا بالأساس.
وفي ظل هذا الوضوح التأسيسي لهيمنة الوحي على إنتاج المعرفة اللغوية المختصة بتجديد الدين وعلوم الشرعية، ظهرت بعض الآراء التي تحتاج إلى مزيد من التأمل والفحص.
لقد قرر جمال الدين عطية في محاضرة: نحو فلسفة إسلامية للعلوم [ص/15] أن هناك حدودًا للجوء إلى أساليب التفسير اللغوي لنصوص الوحي عندما يكون الأمر منتميا لمجالات الطبيعة العلمية؛ يقول : “إن اكتشاف هذه القوانين (في البحث التجريبـي) التي تشير إليها هذه النصوص، ومعرفة تفاصيلها وشروط انطباقها – لا يلجأ فيه إلى أساليب التفسير اللغوي، وأسباب النزول وغير ذلك من المناهج التي تطبق على القوانين التكليفية، وإنما سبيل اكتشاف هذه القوانين هو المعمل والمختبر”.
ويضرب مثالا على ذلك بمن اعتمد النص العزيز: ﴿وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا﴾ في محاولة تفسير كروية الأرض، فيقول: [ص/15]: “ولذلك كان خطأ من حاول أن يفسر الظواهر الكونية بتفسير الآيات التي وردت- فمثلا محاولة تفسير كروية الأرض… من خلال تفسير كلمة ﴿دَحَاهَا﴾ في الآية الكريمة: ﴿وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا﴾ … أو غير ذلك من الآيات التي تشير إلى ظواهر طبيعية معينة (هؤلاء) العلماء الذين حاولوا أن يصلوا إلى حقائق علمية من وراء التفسير الذي يعتمد أساليب التفسير في القوانين التكليفية أخطئوا”.
وهذا الرأي في حاجة إلى مراجعة وتدقيق؛ ذلك أن الكتاب العزيز بالأساس:
أ. كتاب دين، يروم تأسيس الإيمان في النفوس بالأساس.
ب. كتاب عربي، والقرآن الكريم في أصل ماهيته: معجزة لغوية.
وقضية استبعاد الأساليب التفسيرية اللغوية في أي من آياته، ولو كانت تتضمن حقيقة أو مسألة علمية طبيعية كونية لا يتفق مع قواعد التعامل مع الكتاب العزيز كما تقررت، بسبب من الأمرين المذكورين الآن.
ولعل الاتفاق مع الدكتور جمال الدين عطية يتحقق بضبط التعبير عن رأيه بوضع الضوابط والقيود التالية:
أولا: عدم اعتماد أساليب التفسير اللغوية وحدها في تفسير أمثال هذه الآيات التي تتضمن حقائق علمية طبيعية كونية.
ثانيا: ضبط التحليل الدلالي للكلمات أو الوحدات المعجمية في أمثال هذه الآيات. وهو الضبط الذي يلزمه أن يراعي الجمع المستوعب لاستعمالات الكلمات المركزية في هذه الآيات في تاريخ العربية قبل نزول الكتاب ومع نزوله، واستعمال نظريات دقيقة وفاحصة في التحليل الدلالي؛ لاستخراج السمات الدلالية المستوعبة لهذه النوعية من الكلمات، ولاسيما النظريات السياقية، والتحليل التكويني.
1/7 الوعي بفارق ما بين اللغة العامة
واللغة المختصة الاصطلاحية
أظهرت قراءة منجز الدكتور جمال الدين عطية وعيه بخصوصية اللغة الاصطلاحية ومفارقتها للغة العامة بصورة واضحة وحاسمة من جانب، كما أظهرت هذه القراءة وعيه بقيام نوع علاقة بين لغة الاصطلاح واللغة العامة تسمح بنقل الكلمات من اللغة العامة إلى اللغة الاصطلاحية، وهو النقل الذي تسمح به علاقة المناسبة أو الاشتراك في جرثومة المعنى أو أصل الدلالة التي بسبب وجودها في اللغة العامة ترشح انتقالها إلى اللغة المختصة لبقاء هذا المعنى الأصلي في الدلالة الاصطلاحية كذلك مع دلالات أخرى فرضتها الطبيعة المختصة للغة الاصطلاح.
يقول في : تجديد الفقه [ص/23]: يلزم “ضرورة التوسع في مفهوم الفقه بحيث نعود إلى المفهوم اللغوي له أو نقترب منه، ومعنى المفهوم اللغوي الاستعمال القرآني لكلمة الفقه التي تعني مجموع العقائد والأخلاق إلى جانب العمل والمعاملات”.
وهذه الدعوة إلى استصحاب أصل المعنى في الاستعمال العربي والاقتراب منه هو عين ما يسمى بالمناسبة المرشحة لانتقال كلمة ما من المجال العام إلى المجال الاصطلاحي المختص. وفي هذا البند يقرر في محاضرته : نحو فلسفة إسلامية للعلوم [ص/27]: “المصطلحات القرآنية والمصطلحات الخاصة بالسنة مختلفة عن مصطلحات العلوم المعاصرة” وهو ما يعني أن السياق الحضاري فارق في إنتاج المعرفة، وإنتاج أجهزتها الاصطلاحية المختلفة.
1/8 الوعي بمجموعة من حقائق حياة اللغة
إن فحص منجز جمال الدين عطية العلمي يضع أيدينا على مجموعة من حقائق حياة اللغة التي استقرت نتائج في الدرس اللساني واللغوي ، يمكن إجمالها فيما يلي:
أولا: تنوع الدلالات ، وتوزعها على ما هو حقيقي ومجازي، وعرفي، وشرعي.
ثانيا: ربط الجنسية باللسان في اللسانيات التراثية والفكر الإسلامي، فقد كشف في سياق رفضه التمييز اللغوي في كتابه: نحو فقه جديد للأقليات [ص/78] يقول في سياق دعوته إلى إذابة التمييز مستشهدا بالقاعدة الشهيرة التي تقول: إنما العربية اللسان؛ فمن تكلم بالعربية فهو عربي”.
ثالثا: الاعتراف بأن الواقع أقوى من النصوص القانونية والقواعد.
رابعا: الوعي بالتطور التاريخي للدلالات والمعاني، وهو ما ظهر في سياق بيان تطور دلالات مصطلح الفقه، ومراحل هذه التحولات، فيكشف في: التجديد الفقهي [ص/24] أن مصطلح الفقه تطور كما يلي:
أ. استعمال واسع في الكتاب العزيز يشير إلى مجمل أعمال الدين.
ب. استعمال أقل اتساعا يشير إلى العقائد.
ج. استعمال مهني ضيق يشير إلى فقه الأحكام العملية والسياسة الشرعية.
خامسا: اللغة يدرسها علم موضوعي positiveهو من جملة العلوم الاجتماعية، أو تأسيس على هدى من الحقيقة الاجتماعية.
سادسا: كل لغة لها جغرافية فكرية حاكمة في إنتاج المصطلحات؛ ففي سياق معالجة الدكتور جمال الدين عطية المرتكزات المنهجية لبناء المنجز المقاصدي، يميل إلى التحفظ على استعمال مصطلح (الجمع بين القراءتين)، كما جاء في حواره مع عبد الجبار الرفاعي في : مقاصد الشريعة [ص/228]: مؤسسا هذا التحفظ على حزمة معايير حاكمة هي:
أ. عدم ورود المصطلح هذا في البنية الاصطلاحية التراثية، بما هي بنية لها خصائص متسقة مع الهوية الإسلامية.
ب. الخلط بين مستوى قراءة النص (وهي قراءة حقيقية) ومستوى قراءة الكون (وهي قراءة مجازية) وهو خلط منهجي بالأساس.
ج. عدم الضبط مما يؤدي إلى الخلط المنهجي.
وهذه الدفوع التي جنحت به نحو التحفظ على مصطلح (الجمع بين القراءتين) وليدة وعي بخصائص اللغة العربية، وأنواع الدلالات فيها، والسياقات الحاكمة لإنتاج المصطلحات فيها.
رابعا: يؤثر مستعملو اللغة في مجمل حياتها، وتحولات دلالات كلماتها، والتنبه للمبادئ التداولية في فهم النصوص ومعالجتها أمر مهم جديد.
هذه مجمل محددات الوعي اللساني في منجز جمال الدين عطية على المستوى التأسيسي، وقد حرص هذا البحث على التقاطها، وتوثيقها إلى مدونة أعماله، وفحصها، وبين مصادرها المحتملة، وعرض لعدد من الملاحظات النقدية عليها.
2/الوعي اللساني في منجز جمال الدين عطية : خطاب المستويات والمصادر
يقود فحص منجز جمال الدين عطية إلى تقرير حضور مائز للوعي اللساني على مستويين ظاهريين هما:
2/1. مستوى ظهور مستويات الدرس اللغوي وحقائق اللغة.
2/2. مستوى المصادر التي اعتمدها في تشكيل وعيه بجملة حقائق اللغة الموزعة على مستوياتها.
وفيما يلي بيان هذين المطلبين:
1/2 المستويات
تظهر مجموعة من المعلومات اللغوية في مستويات الدراسة اللغوية، وحقولها المنضوية في البناء الفكري والعلمي لمشروع جمال الدين عطية التجديدي، وهي تتركز في الميادين الفرعية التالية:
أولا: المستوى الدلالي، وفي القلب منه سهمة المعجم القرآني، والمعجم المختص الاصطلاحي.
ثانيا: المستوى التركيبـي، حيث ظهرت استدعاءاته في مجموعة مجالات العمل في مشروعه الفكري والعلمي والفقهي والتجديدي، في مثل:
أ. اشتراط العلم بالأساليب التركيبية في تفسير النصوص التأسيسية، ولاسيما نصوص الوحي الكريم.
ب. اشتراط تحصيل ضوابط التراكيب في صناعة الإفتاء، كما ظهر من سؤالاته للشيخ محمد الغزالي في حوارات الغزالي [ص/119].
ج. اشتراط التضلع من التراكيب في التفريق بين الفتوى والاجتهاد .
ثالثا: مستوى علاقة اللغة بالأفكار وبناء الهويات، وهو ما تجلى فيما يلي:
أ.الوعي بأثر اختلاف اللغة في تعيين الهوية، كما في : نحو فقه جديد للأقليات [ص/8] ، وتقريره أن اللغة معيار حاسم في تصنيف الأقليات [ص/9] وتقريره : أن اللغة محور من محاور معايير التمييز [ص/3].
ب. الوعي بالحق في التعليم اللغوي، استنادا على موقعها على خريطة تأسيس الهوية، يقرر : الحق في التعليم اللغوي[ص/29]، والحق فيما يحقق ذلك من : ممارسة هذا الحق، وتأسيس معاهد لتعليمه، واستقدام من يفعله عند الحاجة [ص/114].
رابعا: مستوى دراسة اللغة في المعرفة القانونية:
يكشف تحليل منجز جمال الدين عطية عن وعي باتساع خريطة المعرفة اللغوية واشتباكها مع حقول معرفية أخرى مهمة، من مثل:
أ. حقل دراسة القومية والهوية.
ب. حقل دراسة اللغة في الدساتير والسياسة والجنسية، إذ اللغة شرط تأسيسي في مقومات بناء الدول، وهي شرط تأسيسي في تصور مفهوم الجنسية في الثقافة العربية.
خامسا: مستوى دراسة اللغة في سياق العلوم الشرعية، بوصفها شرطا تأسيسيا في صناعة الفتوى، وتفسير النصوص، وعمليات الاستنباط والاجتهاد.
سادسا: مستوى الدراسات في حقل التخطيط اللغوي، لتحقيق تجديد الدين وتجديد علوم الشريعة، من طريق تجديد علوم اللغة، ومقاومة جمود هذه العلوم وتوقفها عند حدود الخريطة المعرفية لها في التراث القديم.
2/2 المصادر
اعتمد جمال الدين عطية فيما يظهر من تحليل محددات وعيه اللغوي على مجموعتين من المصادر والمراجع أسهمت – فيما يظهر- في تكوين هذا الوعي اللساني.
وتحليل منجز الرجل من منظور أنساق التأليف يكشف عن غياب شبه تام للاستشهادات المرجعية، وهو أمر له ما يسوغه في ظل طرحه نفسه رائد من رواد التأصيل لحوارات التجديد وبناء المنجز المقاصدي.
وقد قادت عملية تحليل آرائه وأفكاره اللسانية إلى الكشف عن مجموعتين من المصادر اللسانية المعتمدة في منجزه ، وهي كما يلي:
أولا: المصادر اللسانية التراثية.
لقد نتج عن تحليل آراء جمال الدين عطية اعتماده ما يلي:
أ. كتاب الخصائص، لابن جني 392هـ وهو ما كشف عنه نظره إلى وظيفة اللغة، بوصفها تعبيرا عن الرأي، كما سبق أن قررنا.
ب. كتاب الصاحبي في فقه اللغة، لابن فارس 359هـ في اعتقاده الصحيح بنشأة العلوم اللغوية بتأثير مجيء الإسلام، أو بتأثير الأسباب الإسلامية.
ج.كتاب الزينة في الكلمات العربية الإسلامية، لأبي حاتم الرازي ت 322هـ.
د. كتاب فقه اللغة وسر العربية، للثعالبي 429هـ في تبنيه العلاقة العضوية بين الوحي وعلوم اللسان من جانب، وتعذر وجود المصطلحات الإسلامية في غير اللغة العربية من جانب آخر.
هـ. كتاب المزهر في علوم اللغة، لجلال السيوطي، ت911هـ فضلا عن كثير جدا من الأبواب اللغوية التي افتتحت بها الأدبيات الأصولية التراثية، بوصف هذه الفصول اللغوية جزءا من البناء المعرفي لعلم أصول الفقه ظهرت فيه لضبط تفسير النصوص بما هي أدلة كلية.
ثانيا: المصادر اللسانية المعاصرة.
كشف تحليل آراء جمال الدين عطية حول حقيقة اللغة، وطبيعة العلم الذي يدرسها بوصفها علما موضوعيا من جملة العلوم الاجتماعية، فضلا عن طبيعة تكوينه في مرحلة الدراسات العليا في جامعة جنيف 1959م، عن قيام الدليل أو القرينة التي تدعم افتتاحه واعتماده على المصدر اللساني المعاصر الذي جمع دروس فرديناند دوسوسير في اللسانيات العامة.
وهذا الاستنتاج مبعثه أمران:
أ. أمر تاريخي يفسره دراسة الدكتور جمال الدين عطية في جامعة جنيف مسقط رأس دوسوسير، ومحل عمله.
ب. أمر علمي يتعلق باعتقاده باجتماعية اللسان، وتأسس الدرس اللساني على الحقيقة الاجتماعية.
وهو الاعتقاد الصلب الذي جاء في دروس دوسوسير واستقر وتأكد من مراجعة مخطوطاته على ما قرره لويك دوبيكير.
3/الوعي اللساني في منجز جمال الدين عطية: خطاب الوظائف
ظهر من متابعة محددات الوعي اللساني لدى جمال الدين عطية في منجزه العلمي جملة من الوظائف الكامنة وراء العناية بعلوم اللسان فيه، هي:
أولا: الوظيفة المعرفية، أي اعتماده حقائق هذه العلوم اللغوية، لبناء منظومته التجديدية العلمية في ميادين البناء للمنجز المقاصدي، وتجديد الفقه وغيرها من ميادين العلم والحركة.
ثانيا: الوظيفة الحضارية
يظهر من تحليل كتابات جمال الدين عطية استهداف تجديد الدين أن طريق تجديد علوم الشريعة، والدعوة إلى تجديد العلوم اللغوية، وتجاوز مراحل الجمود التي أصابتها.
وفي هذا السياق ألح على حزمة من حقائق اللغة التي يرى أنها تعين على تحقيق الوظيفة الحضارية هذه.
ثالثا: الوظيفة التقويمية
وهي تجلٍّ لمقصد تقويم الخلل وتسديد النظر لما فرط، فلم يتحقق في تاريخ العلم اللغوي عند المسلمين، ولما فرط فلم ينضبط من حقائقه ومسائله، وهو ما ظهر مثلا فيما يلي:
أ. دعوته إلى تأسيس القواعد اللغوية على هدى فحص الوحي الكريم.
ب. دعوته إلى الحد من اللجوء لأساليب التفسير اللغوية في آيات القرآن الكريم المتضمنة لظواهر طبيعية وكونية.
خاتمة:
عالج هذا البحث نقطة مهمة تتعلق بمحددات الوعي اللساني في منجز جمال الدين عطية، وعلاماته، وتوزع على فحص خطاب المقولات التأسيسية، وخطاب المستويات والمصادر، وخطاب الوظائف.
ونتج عن هذا الفحص جملة من النتائج التالية:
1. ظهور الوعي بطبيعة العلاقة العضوية بين العلوم اللغوية وفحص الوحي الشريف.
2. ظهور الوعي بعدد من الحقائق الكاشفة عن طبيعة اللغة ووظيفتها التعبيرية والتأسيسية للتصورات، وخصوصية اللغة الاصطلاحية في مقابل اللغة العامة.
3. ظهور اعتماد عدد من المصادر اللسانية التراثية، وأخرى معاصرة، وهو الظهور الذي يكشف عن المنهجية المنضبطة.
4. غلبة الروح التجديدية المتسعة على منجزه العلمي في الغايات والوسائل وهو ما تجلى في دعوته لتجديد خرائط المعرفة اللغوية، وتجاوز الجمود القديم.
5. اعتماده تنوع مستويات الدراسة اللغوية، وتوزعها على فروع الدلالة والمعجم والتراكيب والقومية والهوية والقوانين.
6. ظهور وعيه بهيمنة الوحي على مصادر المعرفة عموما، والمعرفة اللغوية بوجه خاص.
7. ظهرت جملة من الوظائف الكامنة خلف محددات الوعي اللساني في منجز جمال الدين عطية، هي الوظائف المعرفية والحضارية والمنهجية والتقويمية.
* * *
المراجع
1- تجديد الفقه الإسلامي، للدكتور جمال الدين عطية، والدكتور وهبة الزحيلي، دار الفكر المعاصر، بيروت، ط1، 1420هـ=2000م.
2- حوارات الشيخ الغزالي: السيرة والمسيرة، للدكتور جمال الدين عطية، دار السلام، القاهرة، ط1 1433هـ=2012م.
3- الخصائص، لابن جني، تحقيق: محمد على النجار، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة1987م.
4- الزينة في الكلمات الإسلامية العربية، لأبي حاتم الرازي، تحقيق: الدكتور حسين فيض الله الهمذاني، والدكتور عبد الله سلوم السامرائي، مصورة دار الآفاق العربية، القاهرة ، لطبعة القاهرة1956-1958م.
5- الصاحبي، لابن فارس، تحقيق: السيد أحمد صقر، عيسى البابي الحلبي، القاهرة، 1977م.
6- علم أصول الفقه والعلوم الاجتماعية، للدكتور جمال الدين عطية، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، القاهرة، 1988م.
7- فقه اللغة وسر العربية للثعالبي، تحقيق: الدكتور خالد فهمي، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1998م.
8- فهم فرديناند دوسوسير، للويك دوبيكير، ترجمة: ريما بركة، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، 2015م.
9- المزهر في علوم اللغة وأنواعها للسيوطي، تحقيق: محمد أحمد جاد المولى وآخرين، دار التراث، القاهرة، ط3 1965.
10- مقاصد الشريعة، تحرير: عبد الجبار الرفاعي، عالم الفكر، دمشق، 2001م.
11- نحو تفعيل مقاصد الشريعة، للدكتور جممال الدين عطية، عالم الفكر ، دمشق، 1422هـ=2001م.
12- نحو فقه للأقليات، للدكتور جمال الدين عطية، دار السلام، القاهرة، ط1 1423هـ=2003م.
13- نحو فلسفة إسلامية للعلوم، للدكتور جمال الدين عطية، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، القاهرة، 1987م.