أبحاث

“تفاضل الذكر والأنثى في الميراث؛وإشكالية تغير الواقع” : دراسة مقاصدية في فلسفة الميراث في الإسلام

العدد 175

مقدمة:

  1. التعريف بموضوع البحث، وبيان أهميته:

لما كان تقسيم الأرزاق بيد الله تعالى؛ فقد اقتضت حكمته سبحانه أن تخضع التركات التي يُخَلِّفُها المورثون للورثة؛ لسنن الخالق، ومقاديره الدقيقة في توزيع الأرزاق؛ وذلك ترسيخاً لمبدأ الاختبار والابتلاء؛ ودفعاً لما يترتب عن تدخل الإنسان من تشاحن، وتنازع، وظلم، وطغيان؛ قال تعالى: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ) (الزخرف: 32).

وإذا كان أهل العصور قد اختلفوا في تقسيم تركات أهل البطون والظهور، وتأسست أحكامهم على منطلقات متعددة([1])؛ فإن الإسلام جاء بفلسفة تخدم المقاصد الكبرى للشريعة؛ بدءاً بالتعبد، وصولاً إلى تقوية آصرة القرابة، وانتهاء بتنمية الأموال وحفظها من الضياع.

  1. إشكال البحث: يروم هذا البحث الجواب عن إشكال عام، وأسئلة فرعية:

– الإشكال العام:

كيف يمكن تصحيح التصورات الخاطئة حول فلسفة الميراث في الإسلام، والتصدي للشبهات المعاصرة التي تسعى إلى تعطيل أحكام الميراث في المجتمعات الإسلامية بدعوى تغير الواقع؟

– الأسئلة الفرعية: تفرع عن هذا الإشكال أسئلة هي كالآتي:

  • ما مظاهر تكريم الإسلام للمرأة في الميراث؟
  • هل يعتمد الإسلام معيار الذكورة والأنوثة في تقسيم الميراث؟
  • كيف ننظر إلى مقاصد تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث في ظل تغير الواقع؟
  • إلى أي حد تقبل أحكام الميراث في الإسلام التغيير والتأويل؟
  • ما الأسس التي تقوم عليها فلسفة الميراث في الإسلام؟
  • أية مقاصد لأحكام الميراث في الإسلام؟
  1. أهداف البحث: يضطلع البحث باستيفاء الأهداف الآتية:
  • رصد تجليات تكريم الله تعالى للمرأة في الميراث؛ سواء من خلال إرثها بالفرض، أو بالتعصيب؛
  • بيان الإشكال الناشئ عن سوء فهم حقيقة “التفاضل بين الذكر والأنثى في الميراث”، والكشف عن المقصد الأساس للتفاضل؛ في ضوء إشكالية تغير الواقع؛
  • التأكيد على مكانة النصوص الشرعية في الميراث.
  • استجلاء فلسفة الميراث في الإسلام، وبيان أسسها؛
  • التأصيل لمقاصد أحكام الميراث في الإسلام.
  1. منهج البحث:

ترسمت في هذا البحث منهجاً قوامه؛ الرصد، والتحليل، والنقد، والتأصيل؛ فانطلقت من رصد تجليات عناية الإسلام بميراث المرأة، ووظفت التحليل في إبراز حقيقة “التفاضل بين الذكر والأنثى في الميراث”، وبيان مقصدها الأساس، في ضوء فلسفة الميراث في الإسلام، واعتمدت النقد في التفاعل مع الشبهات المعاصرة التي تتخذ تغير الواقع ذريعة لتعديل أحكام الميراث، واعتنيت بالتأصيل لمقاصد تقسيم الميراث في الإسلام.

  1. القيمة المضافة للبحث:

تدور الإضافة المعرفية في هذا البحث على بيان تجليات الإكرام التي تحظى بها المرأة في الميراث في الإسلام، في ضوء المستجدات المعاصرة، مع التأكيد على مكانة النصوص الشرعية في فقه المواريث، والكشف عن فلسفة الميراث، ومقاصد تقسيمه في الإسلام.

  1. هيكلة البحث:

استوى هذا البحث في مقدمة ومبحثين، وخاتمة:

المقدمة: في التعريف بالبحث وأهميته، وإشكاله، وأهدافه، ومنهجه، وإضافته، وهيكلته.

المبحث الأول: وسم بعنوان: “حقيقة التفاضل بين الذكر والأنثى في الميراث في الإسلام”؛ وتحته ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: مكانة ميراث المرأة في الإسلام.

المطلب الثاني: معيار الذكورة والأنوثة في تقسيم الميراث: الحقيقة والضوابط.

المطلب الثالث: مقصد التعصيب في تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث، وإشكالية تغير الواقع.

المبحث الثاني: وسم بعنوان: “أحكام الميراث في الإسلام: الفلسفة والمقاصد”؛ وتحته ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: قابلية أحكام الميراث للتغيير والتأويل.

المطلب الثاني: فلسفة الميراث في الإسلام.

المطلب الثالث: مقاصد تقسيم الميراث في الإسلام.

الخاتمة: جمعت خلاصات البحث ونتائجه.

 

 

—————————————————————————————-

([1]) كالقبيلة، والشوكة، والقوة، والنفوذ، وزاد الحداثيون “المساواة” باعتبارها منطلقاً لتحقيق الموازنة بين الإناث والذكور، دون مراعاة لخصوصيات كل منهما، ومن غير تمييز بين أبناء الصلب، وأبناء الزنا، وأبناء التبني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: جميع الحقوق محفوظة لمجلة المسلم المعاصر