دراسة في كتاب المسئولية الإعلامية في الإسلام – د/ محمد سيد محمد – د/ محمد شتا أبو سعد
العدد 42
محمد، محمد سيد. المسئولية الإعلامية في الإسلام. القاهرة: مكتبة الانجى، الرياض: دار الرفاعي 1403 ه = 1983 م، 400 ص، 24 سم.
الدعوة الإسلامية في حاجة إلى دراسات محايدة، من المنظور الذي تُوجه إليه الدعوة. ويكون الحياد العلمي أكثر ضرورة، عندما تتحول لغة الدعوة، من لغة عربية إلى لغة أخرى تترجم عنها، لأنها لم تعتمد على إطارها المحلي بل تتشح بوشاحها المنطقي الذي يواكب الفكر العالمي المعاصر.
والكتاب الذي أحاول تقديم دراسة لأهم أفكاره هو كتاب من هذا النمط العالمي من أنماط التفكير، لأنه يتسم بسمات جوهرية هيأته لينال هذه المكانة التي ينبثق منها شرف التمثيل العالمي للفكر الإسلامي، وأهم هذه السمات: تقنين استعمال الإطار اللغوي ليكون منطبق الدلالة على المفهوم الفكري، دون مجازات لفظية، أو محسنات لغوية، واستعراض الأفكار على أساس ترابط السياق في المعنى، حتى تتأكد الفكرة المحورية للكتاب، ذلك أن هذا الكتاب ينطق من ألفة إلى يائه بأبعاد فكرة المسئولية الإعلامية في الإسلام، ومعنى ذلك أنه ليس مجرد حشد لمعلومات نافعة لكل ذي فكر، وإلا لكان مجرد انطباعات قوية، أكثر من محاولة ذكية لبناء نظرية في المسئولية الإعلامية في الإسلام، ومن هنا كان التميز الجوهري لهذا الكتاب عن أي كتاب آخر يمكن أن يتطرق لفكرة المسئولية الإعلامية في الإسلام. كذلك فإن هذا الكتاب كان درجة أعلى من كل الدرجات التي وصلت إليها جهود مخلصة، وضعت الإعلام في الإسلام نصب أعينها، بسبب المنهجية التي صاغت تمهيده الذي وصل بذكاء علمي إلى فصله الأول عن ماهية الإعلام الإسلامي، وربطت ذلك الفصل بالفصل الثاني المتعلق بوسائل الإعلام في عصر النبوة، وإذا كان العرب أمة شاعرة، وكان للإسلام موقف من الشعر، فكان السياق المنهجي المنطقي أن يقود ذلك إلى فصل ثالث عن الدور الإعلامي للشعر في عصر النبوة. وإذا كان عنف التيار المعاكس هو الذي يمكن أن يبين مدى قوة الفكرة المحورية للمسئولية الإعلامية في الإسلام، فكان من البديهي أن يتعرض الكاتب في الفصل الرابع لأبعاد الحرب النفسية في عصر النبوة، حتى إذا ما حقق الإعلام في الإسلام غايته، كان مقتضى ذلك ولازمه أن يتعرض المؤلف لفلسفة الإعلام في الإسلام، وقد كان ذلك هو موضوع الفصل الخامس. ولما كان اتضاح فلسفة الإعلام في الإسلام ييسر البحث عن الآفاق الدولية للإعلام الإسلامي، فقد اهتم المؤلف في الفصل السادس بدراسة المجال الدولي للإعلام الإسلامي، وختم مؤلفه بميثاق شرف إسلامي للإعلام.
هكذا كان الترابط المحكم للمادة العلمية التي وردت في كل فصل، ولذا نحاول إلقاء الضوء على أهم الحقائق الكبرى في هذا الكتاب، تلك الحقائق التي استطاع المؤلف أن يضع يده عليها والتي تتمثل في الآتي:
أولاً: لفت نظر المستشرقين إلى ضرورة الحقائق التاريخية قبل التعرض بالنقد للإسلام، ولبنيانه المتين، وللعرب وذلك بالتجرد في الحكم وعدم إطلاق الأحكام الانفعالية التي تغض من قيمة المستشرق، وتنم عن عدم موضوعيته بل وعن تعسفه في بعض الأحيان. ومن هذا المنطلق فلا يجب تصنيف الإسلام في القوالب التي عرفها الفكر الأوروبي، وتقوقع حولها، ودفعه توقعه إلى نرجسية علمية لا ترى غير رؤية الغرب، ولذا فإن المؤلف يضع يد المستشرقين على حقيقة الدين، كعقيدة وشريعة، وكدين ودولة، وكفكر وعمل.
وفي نطاق ذلك فإن الإدراك والشعور يلعبان دورًا جوهريًا كبيرًا في الاهتداء إلى الناموس الديني، وما يقتضيه ذلك من طاعة بالإرادة، وتحمل التبعة عن بينة وإدراك.
ثانيًا: الربط المنطقي بين وظائف الإعلام ومقومات الإسلام: ولا شك أن إدراك تطور وظائف الإعلام الإسلامي حقيقة مؤكدة، إذا تم الربط بينه وبين أساسيات مقومات الإسلام، ووظائف الإعلام كثيرة وخطيرة، ومنها الوظيفة الإخبارية التي تجعل الخبر أساس المعرفة، والوظيفة التنموية التي تجعل البعد الاجتماعي بعدًا شاملاً في حركة المجتمع، والوظيفة التربوية التي تثير فكرة المفهوم الشامل للتربية سواء بالنسبة لمن تركوا مقاعد الدراسة، أو لا زالوا معنيين بها، والوظيفة الديمقراطية التي تكفل حق الفرد في التعبير عن رأيه، ثم وظائف الإعلانات والترفيه والخدمات العامة، كلها وظائف مقبولة في ظل الإسلام، الذي يعكس شمول العقيدة وتكامل البناء الاجتماعي، ولذا فإن الإعلام الإسلامي يؤتي ثمرته العظمى، عندما يتحول المجتمع كله إلى مجتمع عقيدة إسلامية، تطبق شريعة الله في كافة مناحي الحياة، خاصة وأن عقيدة الإسلام أساسها التوحيد الخالص، ودعامتها المساواة المطلقة، وجوهرها الوسطية، وأداتها الفكر الإنساني الخلاق، ولذا فالعقيدة، رغم أنها تمثل الجانب الغيبي في الإسلام، إلا أنها جانبها التطبيقي في صورة قوانين ومعاملات وحقوق وواجبات خاصة وعامة، يحتاج إلى دعوة، والدعوة تكاد توازي مفهوم الإعلام في الإسلام وهدف الدعوة إخراج الناس من الظلمات إلى النور بإذن الله، بفكر وتبصر، لا بتعمية وتعتيم، ومن هنا كان الإعلام جوهر الدعوة، سواء تعلق الأمر بمسجد وخطيب، أو بكتاب وفكر، أو بإذاعة مسموعة أو مرئية، وداعية.. الخ.
ثالثًا: تأكيد منطقية الإسلام من خلال دور الإعلام في عصر النبوة:
نشأة الإعلام في الإسلام لم تكن نشأة عفوية، وإلا كان يمكن أن تكون محدودة في الزمان، ولم تكن تكتيكية، وإلا لأمكن أن تعد رد فعل غير مكتمل البنيان، ولكن نشأة الإعلام في الإسلام، كانت نشأة مقصودة، كإطار عام، لمجموعة القيم الكبرى، التي أراد الإسلام إرساءها في روية لا تعرف الانفعال، وأناة لا تعرف التعجل أو الابتسار، ومن هنا، كان المسجد وعاء الإعلام الأول الذي تبلورت فيه الخطبة والندوة والمحاضرة، واختمرت فيه فكرة إرسال المندوب الإعلامي، وتمخضت عنه فكرة المناظرة والحوار، فانبثقت منه مسيرة الدعوة بعد أن تمرس فيه أكفاء الإعلاميين وأكثرهم ثباتًا على العقيدة ومنهم من استشهد، ومنهم من قابل الملوك وأفهمهم أبعاد الرسائل، حتى إذا ما حانت لحظة الوداع، والتحاق المصطفى صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى كانت خطبة الوداع دستورًا إعلاميًا، وعقائديًا، يندر مثيله في تاريخ حضارات الأديان.
رابعًا: تقنين الدور الإعلامي للشعر في عصر النبوة:
العرب أمة عبقرية تجيد قرض الشعر، وكان النبوغ فيه يعني التفرد والعظمة في فن يهيئ لصاحبه أن يكون محطة إذاعة، ودارًا صحفية، ومؤسسة للعلاقات العامة، ودارًا للنشر في نفس الوقت، وكان شاعر القبيلة هو مخلد مآثرها، والمدافع عنها، كان نديم الملوك، والمتشفع لديهم، وبالجملة فقد كان الشعر ديوان العرب، والشاعر باريه ومبدعه.
ولقد استطاع المؤلف أن يضع يدنا على فكرة بالغة الأهمية في نطاق الدراسات الإنسانية، هي فكرة وضع الضوابط، ورسم الحدود للأفكار، وإذا كان الشعر انعكاسًا للحس المرهف، فقد كان من العسير تصور إمكان تقنين الدور الإعلامي للشعر بعد الرسالة، ولكن اختمار الأفكار جعل التناول سهلاً وميسورًا، وها هو ذا المؤلف، يضع معالم التمييز بين دور الشاعر قبل الإسلام ودوره بعد الإسلام، ذلك أن طبيعة الإسلام، وهو منهج حياة كامل معهد للتنفيذ على واقع الحياة، وحركة ضخمة في الضمائر المكنونة، لا تلائمها طبيعة الشعراء كما عرفتهم البشرية قبل الإسلام، لأن الشاعر يخلق حلمًا في حسه، ويغني فيه، ويعبر عنه، ويقنع به، أما الإسلام فهدفه الواقع، بما يقتضيه من تغير فيه، لصالح الإنسانية، لذا فإن الشعر بعد الإسلام، تقنن دوره وتحد في إطار تحقيق إطار إنساني واقعي نموذجي رفيع، ومن هنا ارتبطت الوسيلة الإعلامية للشعر بغايته الواقعية في الإسلام ارتباطًا لا يقبل التجزئة. وجوهر الأمر أن للإسلام تصورًا خاصًا للحياة، وللعلاقات الفاضلة فيها، والروابط الأمنية المنبثقة عنها، فأي شعر يحقق هذا الجوهر، كان شعرًا مقبولاً في الإسلام، وإن كان مقبولاً، فإنه يمكن أن يؤدي دوره القيم في مجال الإعلام.
وهنا تبدأ جولة المؤلف مع شعراء الدعوة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، فطبق نظريته علي حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك ثم الشعراء الذين أسلموا بعد ذلك ومنهم كعب بن زهير بن أبي سلمى وعبد الله بن الزبعري، وقال أن قصائد الشعراء في عصر النبوة كانت تسجل وقائع الحياة تسجيلاً أمينًا، بهدف خلق واقع حياتي أمثل، ولخص الموقف العقائدي من الشعر في أن القرآن ليس شعرًا وأن النبي ليس شاعرًا، وأن الحكم على الشعر بمضمونه وبهدفه، وإن الشعر جهاد باللسان، وإن الاستخدام الإعلامي العام للشعر مسموح. ومن هنا تحمل الشعراء مسئولياتهم في الإسلام وصبوا مضامين الثقافة الإسلامية في قصائدهم.
خامسًا: تجلية دور الإعلام في الإسلام من خلال أبعاد الحرب النفسية في عصر النبوة:
إصلاح الحرب النفسية اصطلاح حديث، ولكن مضمونه كان قائمًا دائمًا، حتى في عصر النبوة، بل وقبل ذلك، فقد كسب أمنحوتب الثاني (1420 قبل الميلاد) بعض معاركه دون قتال باستخدام أساليب الحرب النفسية، وجنكيز خان أحيانًا، وكان العباسيون والفاطميون من صانعي تنظيمات الدعاة والدعاية والأمثلة واضحة وجلية في الدول الاستعمارية وعندما تحتدم الصراعات بين الكتل والدول، وهنالك مأساة الدعاية السوداء التي تفرز عصارتها الصهيونية العالمية وتبث سمومها في أعماق الأمة الإسلامية، ولقد كان المؤلف في قمة عطاء الإبداعي عندما أكد أن اللغة العربية الفصحى هي الوشيحة السامية، أو الرباط الأبدي، الذي يوحد بين أوطان العروبة ويربطها بالقرآن مع سائر أوطان الإسلام في آن واحد، ولذا فإن الحرب النفسية ضد أية دولة إسلامية هي حرب مركزة ضد أحد الأعصاب الحساسة في جسد الأمة الإسلامية، فالدعاية المغرضة، ومحاولات تضليل الرأي العام، هي من أخطر الأخطار على الإسلام.
وإذا كان ذلك كذلك فإن نجاح الإسلام كان عظيمًا في مواجهة الحرب النفسية التي شنها المنافقون والكفار واليهود والشراذم، والمضللون ومدعو النبوة، والمكذبون، والهمازون، والمشاؤون، وطالبو المعجزات، والمجادلون بالمغالطة، وملفقو التفسيرات، والمتصدون لمن تبعوا الإسلام، ومطلقو الأسماء القبيحة على خاتم الرسل، والحاسدون والحاقدون، ومحاولو فتنة الرسول، ومستغلو الأخطاء الفردية، ومعمموها، ومجسدوها، والمتشفون، ومن ملأ الغل قلوبهم، والمفكرون في نبش القبور، وباثو روح التخاذل، ومحاولو الغواية، ومحاولو أنصاف الحلول، ومشوهو صورة المسلمين في العالم الخارجي، وقادة حملات التشكيك المستمرة، وصانعو الحصار الاقتصادي والمقاطعة الشاملة، ومنتحلو الأعذار القبيحة، والمشككون في القرارات.
ولقد بين المؤلف سر هذه العظمة في كل فكرة طرحها من الأفكار المتقدمة، وهي أفكار يصلح كل منها أن يكون رسالة مستقلة، تؤكد أن انتصار الإسلام قديمًا، إزاء فتن أعظم، هو تأكيد لإمكان انتصاره حديثًا، مهما كانت تلط الفتن، وإلا فكيف نفسر انتصار الإسلام على وقائع الحرب النفسية في عصر النبوة والتي كان من أهم مظهرها، محاولات الاغتيال، والتأويلات الخاطئة المضلة المضللة لزواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة زينب بنت جحش، وما بثه المنافقون من سموم أبان غزوة الأحزاب، ومحاولة نشر الفتنة بين المهاجرين والأنصار، ونشر حديث الإفك، ومسجد الضرار، وادعاء النبوة، كيف نفسر انتصار الإسلام، وإعلام الإسلام، في الرد على كل هذه المكايد والانتصار للحق ما لم نؤمن جزمًا ويقينًا أن رسالة الحق لم ولن يجانبها الحق في يوم من الأيام.
سادسًا: بناء أصول نظرية عامة للإعلام في الإسلام:
للإعلام نظرياته التي صنفها الباحثون، كنظرية السلطة، ونظرية الحرية، ونظرية المسئولية الاجتماعية، والنظرية السوفيتية وغيرها، وهي نظريات لفظها المؤلف لأنها لم تقدم، فيما يرى، التصور الحقيقي للإعلام المعاصر، ونقد نظريات الإعلام المعاصر في النظرية الليبرالية، والنظرية الشمولية، والنظرية المختلطة، ولقد ناقش المؤلف بعمق دعامات هذه النظريات سواء كانت الدعامات قانونية أم اجتماعية في صورة فكرة الملكية.. أم غير ذلك، وانتهى إلى أن نظريات الإعلام جزء من فلسفة الإعلام، لأن الإعلام أعمق وأشمل من نظرياته، ومن هنا رفع اللبس الشديد الذي أشاعه استخدام نظريات الإعلام كسمى لفلسفة الإعلام أو مذاهب الإعلام، رغم التغاير المطلق بين هذه الإصلاحات، وفي ضوء ذلك حدد فلسفة الإعلام في الإسلام، في إطار الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وما أراده الخلاق العليم من جعل القرآن تذكرة لمن يخشى، وما هو ثابت من دفع الحق للباطل، والاستمساك بالوحي، وتيسير القرآن باللسان العربي المبين، وطبيعة دور الرسول كشاهد ومبشر ونذير، ووجوب التعارف، وغير ذلك من المعاني السامية، التي عدد عشرات الآيات القرآنية التي تنطوي عليها، والأحاديث التي تؤكدها.
وفي إطار كل ما تقدم حدد مضمون وأصول النظرية العامة للإعلام في الإسلام، وركائز فلسفة الإعلام الإسلامي، في أن الإعلام الإسلامي إعلام عقائدي وإنه حق لكل مسلم ومسلمة، وأنه فرض كفاية، وإنه إعلام عام علني، وإنه إعلام بلا إكراه، ومن خلال هذا الإطار العام عدد عناصر العمل في ظل الفلسفة الإعلامية الإسلامية والتي أجملها في الفرد والمجتمع المحلي والدولي، والقائم بالإعلام والسلطة، والمصالح المالية والمؤسسات، والمحتوى والمضمون، وكان لزامًا على المؤلف أن ينقض دعاوى الهدم فحدد موقف الإعلام الإسلامي من الترويح وأوضح موقف الإسلام من نقل الشائعة والبلبلة الفكرية، وأبان عن موقف الإسلام من السب والقذف والجدل والحوار والوصف. وهكذا كانت المحصلة نظرية عامة للإعلام في الإسلام تستطيع أن تقف في المجال الدولي وقفة متميزة ومتفردة.
سابعًا: تحديد المجال الدولي للإعلام الإسلامي:
لقد صار الإعلام في الكرة الأرضية كالجهاز العصبي، ونتيجة لعوامل عديدة زادت مساحة التداخل بين الإعلاميين المحلي والدولي، وانعكس ذلك على مظاهر وسائل الإعلام الدولي المعاصر، من ارتباط بين الوسائل والعقائد وبين التقدم والتخلف وبين الفقر والغنى، ومن أن الخبر صار السلعة الرئيسية، ومن تأكد الارتباط بين تكنولوجيا الإعلام والسوق، بل انعكس ذلك على الإعلام المحلي، وعلى منظمات الإعلام الدولي والظواهر التي تحكمها وهي الوظيفة الإعلامية، وانطلاق المنظمات الدولية، ونشأة منظمات إعلامية دولية إقليمية، أو نوعية وإذا كان الأمر في مجال كهذا يقتضي الحديث عن المنظمات الشعبية فقد عالج المؤلف فكرة رابطة العالم الإسلامي، وميز دورها عن دور منظمة العالم الإسلامي التي تعد منظمة حكومية، وتطرق إلى مسجد باريس، والمركز الثقافي الإسلامي بمسجد لندن، والمساجد والمراكز الإسلامية الأخرى، ووكالة الأنباء الإسلامية الدولية ومنظمة إذاعات الدول العربية، وهدفها الخاص بنشر الدعوة الإسلامية والاهتمام بالتراث الإسلامي والتعريف بالقضايا الإسلامية والدفاع عنها، إلى غير ذلك من أهداف كبرى، ثم استظهر المؤلف أهم مشكلات منظمات الإعلام الإسلامي، وبحث الإمكانيات الإعلامية في الحج، واستعراض ما يواجه الإعلام الإسلامي على الساحة الدولية من أعلام استعماري وإعلام شيوعي وإعلام شيوعي وإعلام وثني وحركات تحريف، ووضع تصورًا عامًا للهيكل التنظيمي للمركز الدولي للإعلام الإسلامي وانتهى بميثاق شرف إسلامي للإعلام.
هذا ما استطعت الوقوف عليه، واعترف انني كلما عاودت القراءة استخلصت الجديد في هذا الكتاب الذي يعد بحق واحدًا من أهم الأعصاب الحساسة في جسم الإعلام الإسلامي.
* * *