يسر الهيئة التأسيسية لرابطة الأدب الإسلامي أن تعلن عن قيام رابطة الأدب الإسلامي برئاسة العالم الجليل والأديب الكبير سماحة الشيخ أبي الحسن الندوي، ومقرها في مدينة لكنو بالهند.
وأنها لبشرى سارة تزفها الهيئة التأسيسية لرابطة الأدب الإسلامي إلى الأدباء في كل مكان، داعية الأدباء الملتزمين بالإسلام، الغيورين على عقول الأجيال، إلى الانتساب إليها، والعمل على تحقيق أهدافها عن طريق الكلمة الملتزمة والإنتاج الأدبي الهادف، الذي يؤصل نظرية الأدب الإسلامي، ويوجد تيارًا أدبيًا مميزًا قادرًا على مواجهة التيارات الأدبية المنحرفة.
إن قيام هذه الرابطة لأمل كبير طالما هفت إليه قلوب المخلصين من حملة الأقلام المتلهفين إلى خدمة الدعوة الإسلامية بالكلمة الطيبة التي أثنى عليها الله عز وجل في محكم كتابه حيث قال: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } الآية.
وإن قيام هذه الرابطة ليضع الأدباء أمام مسؤولياتهم في خدمة الإسلام وحفظ أمانة الكلمة التي تستمد جوهرها من مشكاة الوحي وهدي النبوة.
والله ولي التوفيق،،،
الهيئة التأسيسية لرابطة الأدب الإسلامي
02/03/1405 ه 24/11/1984 م
ملامح عامة
لرابطة الأدب الإسلامي
أسباب إنشاء الرابطة:
إن غربة الأدب الإسلامي وسيطرة الأدب المزور على العالمين العربي والإسلامي، وواجب الدعوة إلى الله عن طريق الكلمة الأصيلة الملتزمة، كل ذلك يدعو الأدباء الإسلاميين إلى إنشاء رابطة تجمع صفوفهم وتشد كل واحد منهم بعضد أخيه، وترفع صوتهم وتقفهم على واجبهم أمام تجمعات الأدباء المنحرفين، وتهيئ لهم أن يتعاونوا لتأصيل نظرية الأدب الإسلامي كي نواجه نظريات الماركسيين واللبراليين والوجوديين في الأدب وغير ذلك من المذاهب الأدبية غير الإسلامية في العالم.
أهداف الرابطة:
تهدف الرابطة إلى تحقيق الأهداف التالية:
أولاً: تعريف الأدباء الإسلاميين – على اختلاف لغاتهم وأجناسهم – بعضهم ببعض، وجمع كلمتهم وإقامة التعاون بينهم ليكونوا قوة إسلامية سلاحها الكلمة الأصيلة الملتزمة بالإسلام.
ثانيًا: العمل على تأصيل نظرية الأدب الإسلامي وإظهار الملامح السائدة في الأدب الإسلامي قديمة وحديثه.
ثالثًا: تحقيق مبدأ عالمية الأدب الإسلامي.
رابعًا: العمل على تأصيل نظرية النقد الإسلامي، على أن تتصف بالموضوعية والإنصاف والبعد عن القوالب المستوردة والأساليب المبهمة.
خامسًا: رسم منهج إسلامي مفصل للفنون الأدبية الحديثة:
أ- القصة.
ب- المسرحية.
ج- السيرة الأدبية.
سادسًا: الاهتمام بالتفسير الإعلامي للأدب والعمل على إنجازه.
سابعًا: إعادة كتابة تاريخ الأدب العربي من وجهة نظر إسلامية.
ثانيًا: إظهار صلة الأدب الإسلامي الحديث بالأدب القديم، والرد على المحاولات الداعية إلى الانفصام بين أدب أمتنا في الماضي والحاضر.
تاسعًا: دراسة الأدب الإسلامي المعاصر في البلاد الإسلامية وإظهار الخصائص المشتركة للأدب الإسلامي في العالم.
عاشرًا: القيام بدراسة موسعة لعدد من الأدباء الإسلاميين وبخاصة الذين صاغوا أدبهم بإحدى لغات الشعوب الإسلامية.
حادي عشر: تعريف الشعوب الإسلامية بآداب بعضها بعضًا بترجمة آثارها الأدبية إلى عدد من لغات الشعوب الإسلامية الأخرى.
ثاني عشر: تشجيع الأدب الذي يهتم بقضايا المرأة المسلمة وتشجيع نتاج الأدبيات المسلمات.
ثالث عشر: رسم منهج إسلامي لأدب الأطفال واليافعين والشباب.
رابع عشر: التصدي للدعوات الأدبية المشبوهة والمنحرفة.
خامس عشر: مناصرة حركات التحرر الإسلامي والإسهام فيها بالكلمة الجريئة الأصيلة.
سادس عشر: الدفاع عن حرية الفكر والتعبير بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية.
سابع عشر: الدفاع عن حقوق الأدباء الإسلاميين المعنوية والمادية.
ثامن عشر: تهيئة وسائل النشر والتوزيع لأدباء الرابطة بجميع الوسائل الممكنة.
مبادئ عامة:
إن رابطة الأدب الإسلامي تنطلق في أهدافها وأعمالها واختيار أعضائها من الالتزام بالمبادئ التالية:
أولاً: الأدب الإسلامي هو التعبير الفني الهادف عن الإنسان والحياة والكون في حدود التصور الإسلامي لها.
ثانيًا: الأدب الإسلامي أدب ملتزم والتزام الأديب فيه التزام عفوي نابع من التزامه بالعقيدة الإسلامية ورسالته جزء من رسالة الإسلام العظيم.
ثالثًا: الأدب طريق مهم من طرق بناء الإنسان الصالح والمجتمع الصالح وأداة من أدوات الدعوة إلى الله والدفاع عن الشخصية الإسلامية.
رابعًا: الأدب الإسلامي مسئول عن الإسهام في إنقاذ الأمة الإسلامية من محنتها المعاصرة والأدباء الإسلاميون أصحاب ريادة في ذلك.
خامسًا: الأدب الإسلامي حقيقة قائمة قديمًا وحديثًا يبدأ من القرآن الكريم والحديث النبوي ومعركة شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش ويمتد إلى عصرنا الحاضر ليسهم في الدعوة إلى الله ومحاربة أعداء الإسلام والمنحرفين عنه.
سادسًا: الأدب الإسلامي هو أدب الشعوب الإسلامية على اختلاف أجناسها ولغاتها وخصائصه هي الخصائص الفنية المشتركة بين آداب الشعوب الإسلامية كلها.
سابعًا: يقدم التصور الإسلامي للإنسان والحياة والكون – كما نجد في الأدب الإسلامي – أصولاً لنظرية متكاملة في الأدب والنقد وملامح هذه النظرية موجود في النتاج الأدبي الإسلامي الممتد عبر القرون المتوالية.
ثامنًا: يرفض الأدب الإسلامي أي محاولة لقطع الصلة بين الأدب القديم والأدب الحديث بدعوى التطور أو الحداثة أو المعاصرة ويرى أن الحديث مرتبط بجذوره القديمة.
تاسعًا: يرفض الآدب الإسلامي المذاهب الأدبية التي تخالف التصور الإسلامي، والأدب العربي المزور والنقد الأدبي المبني على المجاملة المشوهة أو الحقد الشخصي كما يرفض لغة النقد التي يشوهها الغموض وتفشو فيها المصطلحات الدخيلة والرموز المشبوهة ويدعو إلى نقد واضح بناء.
عاشرًا: يستفيد الأدب الإسلامي من الأجناس الأدبية جميعها شعرًا ونثرًا ولا يرفض أي شكل من أشكال التعبير ويعني بالمضمون الذي يحدد طبيعة الشكل الملائم للأداء.
حادي عشر – أن رابطة العقيدة هي الرابطة الأصلية بين أعضاء الرابطة جميعًا ويضاف إليها آصرة الزمالة الأدبية التي تعد رابطة خاصة تشد الأدباء الإسلاميين بعضهم إلى بعض ووحدة المبادئ والأهداف التي يلتزمون بها.
والله ولي التوفيق
* * *