مولده :
ولد عيسي عبده إبراهيم في 27 / 7 / 1907 بالقاهرة ، بمقر أسرته الملحق بسجن طره حيث كان والده يعمل طبيباً بمصلحة السجون . وقد ذكر لنا قصة إسلام أبيه – الذي كان نصرانياً – وكيف حسن إسلامه وكيف وهب نفسه وأبناءه للدعوة للإسلام ، وذلك في كتاب بعنوان ” رجال ونساء أسلموا ” للأستاذ عرفات العشي ، نشر دار القلم بالكويت ، الجزء الأول . كما ذكر لنا قصة تسميته ” عيسي ” عند ولادته حيث قال على لسان أبيه :
” إن بيني وبين ربي عهداً لا يعلمه إلا هو ، وإني أسير على الدرب لا أحيد ، إنني حين تمسكت بالاسم الذي أختاره أبي وهو ( عبده ) تعلق رجائي بأن يمتد بي الأجل حتى أتزوج وأن أرزق مولوداً أدعوه ( عيسي ) وعاهدت ربي لأحرصن على تنشئته نشأة صالحة ولأدعون له بطول العمر وبالتوفيق إلي ما فيه رضاء الله وبأن يكون له في حياته ومن بعد حياته أحسن الذكر على ألسنة العباد . ولذا جعلت من وجود هذا الولد شهادة تنبض بالحياة بأن ( عيسي ) ( عبده ) وما هو بولده تعالي الله عن ذلك علواً كبيراً . . فكلما ذكره الذاكرون غائباً أو حاضراً . . حياً أو ميتاً . . كان ذكرهم هذا شهادة مني بين يدي الله جل وعلا بأن عيسي عبده . . ” (1) .
نشأته
تلقي تعليمه الابتدائي والثانوي والعالي بالقاهرة ، حتى تخرج في مدرسة التجارة العليا والتحق فور تخرجه عام 1929 بالتعليم التجاري بوظيفة مدرس بمدارس التجارة المتوسطة التابعة لوزارة المعارف بمصر .
وفي عام 1937 أوفدته وزارة المعارف في بعثة علمية إلي انجلترا ، فاصطحب معه التحق بإحدى الجامعات في مدينة مانشستر لدراسة الماجستير في إدارة الأعمال . وقد قام بنشاط إسلامي في مدينة مانشستر ، لفت إليه نظر إدارة الجامعة ، خاصة بعد أن أقدم زميلان انجليزيان له على إشهار إسلامهما على يديه ، مما تسبب في اعتباره شخصاً غير مرغوب فيه ، وأنهيت بعثته ، فاضطر إلي العودة الجبرية بعد عامين فقط من دراسته نال خلالهما درجة الماجستير عام 1939 حيث بدأت الحرب العالمية الثانية .
ورغم اشتهاره بلقب الدكتور – حيث كان يشرف أثناء تدريسه في الجامعات المختلفة على رسائل الدكتوراه ويناقشها – إلا أنه لم تسنح له الفرصة لنيل درجة الدكتوراه إلا قبل وفاته بأقل من عامين ، حيث منحته الدرجة كلية التجارة جامعة عين شمس بهذا النص :
” وافق رئيس جامعة عين شمس بالتفويض بتاريخ 21 / 9 / 1978 على اقتراح مجلس الكلية بالتمرير بتاريخ 11 / 9 / 1978 منح السيد / عيسي عبده إبراهيم درجة دكتور الفلسفة في إدارة الأعمال ، وموضوع الرسالة : بترول العرب ودوره في دعم الصناعات في البلاد العربية ” تحريراً في 27 / 9 / 1978 .
حياته العلمية
اشتغل – بعد عودته من انجلترا – بالتدريس مرة أخري بمدارس التجارة المتوسطة بمصر لعدة أشهر ثم تقرر نقله إلي المعهد العالي للتجارة بالقاهرة ، وقد استمر في عمله هذا بعد تحويل المعهد المذكور إلي المعهد العالي للعلوم المالية والتجارية زهاء عشر سنوات من عام 1940 إلي عدم 1950 .
وفي سبتمبر من عام 1950 تقرر نقله بوظيفته إلي كلية التجارة جامعة إبراهيم ( عين شمس حالياً ) واستمر في عمله إلي أن أحيل إلي التقاعد في 26 / 7 / 1967 سن الستين .
وإلي جانب عمله في الجامعة المذكورة ، فقد انتدب للتدريس لطلاب الدراسات العليا والبكالوريوس بكلية الهندسة جامعة القاهرة من عام 1960 إلي عام 1967 ، كما قام بتدريس مادة الاقتصاد الإسلامي لطلاب الدراسات العليا بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر – وذلك بعد إحالته على التقاعد – عام 1974 م .
كما قام بتسجيل أسمه ضمن المشتغلين بمهنة المحاسبة ( جدول المحاسبين 115 ) ثم قيد بجدول المحاسبين المعتمدين لمراقبة البنوك وشركات التأمين تحت رقم (35) ) جدول خاص ، وهو تقدير مهني يعادل دكتوراه المحاسبة ويصدر لأصحاب المكاتب المعتمدة . وقد أفتتح له مكتباً بالقاهرة يزاول منه العمل إلي جانب قيامه بالتدريس ، ولم يغلق هذا المكتب إلا بعد حركة تأميم الشركات في مصر ، والتي استتبعت تحول كثير من البنوك والشركات إلي القطاع العام ، فاستغنت بذلك عن تدقيق حساباتها لدي مكاتب القطاع الخاص .
أما في الخارج ، فقد اشتغل بالتدريس في الجامعة الليبية في بنغازي عام 1972 ، ثم جامعة الملك عبد العزيز في جدة متعاقداً لمدة عامين دراسيين 1394 / 1395 ، 1395 / 1396 إلا انه قطع عمله – بعد عام واحد – وانتدب منها مستشاراً لبنك دبي الإسلامي عام 1975 لمدة ثلاثة عشر شهراً عاد بعدها إلي مصر ، ثم تعاقد بعد ذلك مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض للتدريس في المعهد العالي للدعوة الإسلامية منذ عام 1977 حتي وفاته بالرياض في
9 / 1 / 1980 م .
* *
هجرته .
لقد كانت له تجربة في الهجرة خارج مصر عام 1962 أثناء قيامه بالتدريس في جامعة عين شمس ، إذ دعي لإنشاء كلية للتجارة بجامعة بنغازي فسافر مع أسرته إلي ليبيا ، وقام إلي جانب عمله هناك ، بنشاط إسلامي واسع ، انتهي به إلي تحديد إقامته ، فلم يكن يسمح له بالخروج من بيته إلا بصحبة زوجته ضماناً لعدم قيامة بنشاط خطابي ، خوفاً من استعدائه الجماهير الليبية على المستعمر ، ودعوته لهم إلي الاعتماد على الاقتصاد المحلي . . إلي أن انتهت إعارته فلم تجدد ، وعاد بعد عامين إلي جامعته في مصر .
ولم يخطط بعد ذلك للهجرة مرة أخري ، خاصة بعد أن قارب من التعاقد ، وبدأ ينشغل أكثر من ذي قبل بالدعوة الإسلامية وبتجربة بنوك الادخار في مصر ، تلك البنوك التي أخذت فكرتها عن ألمانيا الغربية ، وكانت أول تجربة للبنوك اللاربوية في مصر .
إلا أن حادثة معينة جعلته يفكر في الهجرة . ذلك أنه كان يشغل مقعداً في مجلس محافظة القاهرة ، واعترض ذات مرة على نظام مقترح لإنشاء مجمعات سكنية على طريقة الكميونات الصينية ، كحل جزئي لمشكلة الإسكان في العاصمة المزدحمة . والنظام المقترح تذوب فيه خصوصيات الأسرة ، وتشيد فيه الخدمات على أساس جماعي ، وكان السيد على صبري – ممثل الاتحاد الاشتراكي العربي وهو الحزب آنذاك – وراء هذا المشروع فتسببت معارضة عيسي عبده في استصدار أمر باعتقاله لولا تدخل ووساطة أهل الخير لدي الرئيس عبد الناصر بالإضافة إلي رغبة السلطة الحاكمة في تجنب إثارة مشاعر تلاميذه ومستمعيه ومشاهديه وقرائه الذين ازداد عددهم بشكل ملحوظ . فألغي قرار الاعتقال . ولكنه أثر الهجرة تحاشيا لتكرار التصادم مرة أخري ، فاختار الكويت مهجراً له ، حيث كان ولده عبد الوهاب يعمل محاسباً بديوان المحاسبة . (2)
بيت التمويل الكويتي
لقد جاءت هجرته إلي الكويت عام 1967 في نفس العام الذي تقاعد فيه عن العمل لبلوغه سن الستين . وبذلك بدأ مرحلة جديدة من حياته حرر فيها وقته من قيود الوظيفة ، وحرر فيها كلمته من قيود الرقابة والمؤاخذة ، وانطلق منذ وصوله إلي الكويت في إحياء مشروعه القديم الذي شغل تفكيره ثلاثين عاماً وهو إنشاء مصرف إسلامي يعمل وفقاً لتعاليم الإسلام وبأحدث التقنيات المصرفية المتاحة في المنطقة .
زاره في منزله يوماً الأستاذ همام الهاشمي(3) ودعاه لحضور لقاءات أسبوعية تعقد في مكتب الدكتور جمال الدين عطية المحامي (4) يحضرها الإخوة عبد الله على المطوع (5) وعبد الله العقيل (6) وإسماعيل رأفت (7) ومحب المحجري (8) ونزار السراج (9) .
لقد كان هدف تلك المجموعة – التي أطلق عليها فيما بعد اللجنة التحضيرية لمشروع بيت التمويل الكويتي – هو عمل الدراسات المبدئية لإنشاء مصرف إسلامي .وكانت الكويت هي المستهدفة كمقر لهذه التجربة الرائدة (10) ولبي عيسي عبده الدعوة ، فرحاً بها ، مندفعاً إليها بكل طاقته ، فقد وجد فيها أملاً لتحقيق حلمه القديم . وكانت المناقشات داخل اللجنة تتسم بالموضوعية ، حيث تحتك فيها النظرية بالواقع ، وكان يدعي لها بعض من لهم نفس الاهتمامات .
ففي شهر مايو من عام 1968 دعي الشيخ إرشاد صاحب أول تجربة لمصرف تعاوني لا ربوي في باكستان إلي الكويت ، واجتمعت به اللجنة ، وعلمت منه كيف تكالبت عليه البنوك التجارية آنذاك حتى أوقعته في مأزق لا حصر لها أدت إلي استحالة استمراره . ووضعت تجربته على مائدة البحث والتحليل . وظهر كل ذلك في محاضر جلساتها ومقرراتها التي يضمها أرشيف كامل أسسه عيسي عبده بنفسه ، إذ أن اللجنة اختارته مقرراً لها منذ حضوره .
وتبين المذكرات الشخصية لعيسي عبده التي كتبها بخط يده أن عام 1968 شهد نشاطاً مكثفاً لهذه اللجنة .
ففي 20 شوال 1387 الموافق 20 يناير 1968 يقول : ” اليوم إن شاء الله تعالي مراجعة لائحة بيت التمويل الكويتي مع الدكتور جمال عطية ” وفي 10 / 8 / 1968 يقول : ” ترجمة مشروع النظام الأساسي إلي الانجليزية ، وكتابة مذكرة التعريف بالمشروع بالعربية والانجليزية ” وتزدحم صفحات مذكراته بمواعيد مع المطبعة لمراجعة مشروع النظام الأساسي لبيت التمويل الكويتي كثمرة لدراسات قامت بها اللجنة المذكورة . إلي أن صدر الكتيب ووزع على عدد كبير من المهتمين بالفكرة لإبداء الرأي ، وقد أرفق به خطاب نصه كالأتي :
” السيد . . . يسر اللجنة التحضيرية لمشروع بيت التمويل الكويتي أن ترسل إلي سيادتكم رفق هذا المشروع النظام الأساسي لبيت التمويل الكويتي – شركة مساهمة كويتية تحت التأسيس برجاء الاطلاع عليه وإبداء الرأي . وإذ ترحب اللجنة بأي سؤال أو ملحوظة ترون إبداءها على أية مادة من مواد هذا المشروع فان اللجنة حرصاً منها على وقتكم تفيد بأن معظم المواد تقليدي ولا يكاد يثير أية مناقشة من حيث خضوعه لأحكام الشريعة الإسلامية . وهذا ويوجد عدد من المواد تتسع أحكامه لمثل هذه المناقشة ، ولذلك نقترح أن تكون المواد التي حددنا أرقامها بموجب هذه الرسالة محل اهتمامكم قبل غيرها . مع وافر الشكر والاحترام – اللجنة التحضيرية لمشروع بيت التمويل الكويتي ” .
ومما هو جدير بالذكر أن معظم – إن لم يكن كل – البنوك الإسلامية التي ظهرت فيما بعد تحمل في أنظمتها الأساسية بصمات واضحة ونصوصاً كاملة من هذا المشروع القديم .
واستمرت اللقاءات خلال عام 1969 . وصحبتها حملة توعية بالمحاضرات والمقالات الصحفية ، كان عيسي عبده فارسها المغوار . . ففي 18 / 6 / 1969 ظهرت مجلة البلاغ في عددها السابع بمقال بعنوان : ” بيت التمويل الكويتي مشروع تعلقت به أمال العالم الإسلامي بقلم الدكتور عيسي عبده ” وفي نفس العام ألقي محاضرات عامة بعنوان : ” البنوك الإسلامية ” و ” الفائدة على رأس المال ” و ” التأمين بين الحل والتحريم ” و ” دور الاقتصاد في الدعوة إلي الإسلام ” .
كما قدم بالإذاعة الكويتية سلسلة أحاديث بعنوان ” أصول الاقتصاد ” و ” مالية عامة ” فضلا عن البرنامج الأوروبي الذي حظي منه ببرنامج بعنوان Islam once more . حيث كانت دعوته إلي البنوك الإسلامية تتخلل كل هذه الأحاديث باعتبارها المحك العملي لإثبات نجاح الفكر الإسلامي عند التطبيق .
ولم تكن حركته قاصرة على الجانب العلمي ، فقد كانت له توجهات عملية للوصول إلي استصدار ترخيص من دولة الكويت بإنشاء المصرف ، وتشهد مذكراته الشخصية منذ عام 1968 حتى عام 1972 بلقاءات مكثفة بعدد من الشخصيات الكويتية الرسمية لهذا الغرض .
فقد ذكر أنه في يوم 25 / 11 / 1968 تم في مكتبه اجتماع للنظر في موقف مشروع بيت التمويل الكويتي . . وحضر هذا الاجتماع كل من : د . نظام أغا – السيد زيادة – د . عثمان خليل – د . وحيد رأفت – د . محمود الشافعي – السيد / عبد العزيز الصقر – السيد / أحمد بزيع الياسين – السيد / عبد الله على المطوع – السيد / عبد العزيز على المطوع .
أما خارج هذا الاجتماع فقد ترددت في مذكراته كثيراً أسماء أخري أهمها السادة / عبد العزيز العتيبي – يعقوب الغنيم – يوسف الحجي – عبد الله – يوسف السيد هاشم الرفاعي .
كما أنه – على المستوي العلمي أيضاً لم تقتصر على اللجنة التحضيرية المشار إليها . بل كانت له لقاءات شبه دوريه بالسادة / عبد الرحمن عبد الخالق – عبد الستار أبو غدة – محمد الأشقر – عمر الأشقر ، كما يتضح من مذكراته خلال فترة إقامته في الكويت .
واستعان بعلمه وبلاغته وثقته المطلقة بحتمية قضيته ، فانطلق يبشر بها في المساجد والجمعيات وغرفة التجارة وجامعة الكويت وبرامج الإذاعة والتلفاز فضلا عن الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية .
ولم تكلل المساعي بالنجاح ، وكان من أسباب الرفض – فيما يرويه عنه نجله السيد / عبد الوهاب – أن الفنيين الذين استشيروا في الأمر فأشاروا بالرفض ، لم تكن لديهم قناعة بإمكان قيام مصرف بين المصارف الربوية يختص بنظام منفرد ليس له سابقة يقيسون عليها . . كما أنهم لم يكن لديهم – أيضاً – الدافع للأقدام ، فاستناموا للواقع . واتهم عيسي عبده بأنه رجل عاطفي ، يمكنه أن يثير حماس الناس ببلاغته ، ولكنه لا يستطيع أن ينشئ من العدم مصرفاً هو الأول من نوعه في عالمنا المعاصر . كما أننا لا يمكن أن نغفل سببا أساسيا أخر وراء عدم فعالية تلك المساعي ، هو أن التحرك لدي السلطات الكويتية لإقناعها بالفكرة ، أو للحصول منها على الترخيص المطلوب ، لابد وأن يتم بواسطة الأعضاء الكويتيين في اللجنة ، أو بواسطة من يستعينون به من أهل الثقة والنفوذ ، حتى يكون تحركاً فعالاً ، في بلد يزدحم بالأفكار والمشروعات التي يطرحها القادمون من كل فج عميق .
لقد كان الأعضاء الكويتيون في اللجنة المذكورة يحملون مشاعر طبية ورغبة صادقة في تحقيق الأمل المنشود ، ولقد قام بعضهم فعلاً بجهد في هذا الصدد ، ولكن موقفهم كان موقف الاستجابة ، بينما كان الأمر يتطلب موقف المبادرة ، وفرق بين الموقفين كبير .
وشعر عيسي عبده بأنه يحرث في البحر ، وأنه ينفق ما بقي له من أعوام عمره فيما لا طائل وراءه ، فحمل عصاه ورحل ، وما علم بأن الله أعده لأمر أخر في غير هذا المكان . . وأن البذرة التي بذرها مع أخواته في أرض الكويت أثمرت بعد عشر سنوات كاملة ، إذ فتح عينيه ذات صباح – وهو في بيته بالقاهرة – على خطاب يحلمه إليه البريد ، وهذا نصه :
” الكويت في 21 ربيع الأخر 1398 ه الموافق 30 / 3 / 1978 م الرقم م ف ع / م 715 / 105 / 3 / 78 – وزارة المالية – مكتب الوزير – الأخ الدكتور عيسي عبده المحترم – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولعلكم دائما بخير وشكر الله سعيكم لما فيه تسلمت رسالتكم الكريمة المؤرخة 9 / 3 / 1978 ، وإني مقدر لكم اهتمامكم بالكتابة لنا ونسأل الله أن يوافقنا جميعاً لما فيه خير أمتنا – وبهذه المناسبة أود أن أبشركم بقيام بيت التمويل الكويتي الذي كان لكم شرف المشاركة في وضع أسس عقد التأسيس له – أكرر شكري ومع خالص احترامي وتقديري – ( وانا في شوق إليكم ) (11) – عبد الرحمن سالم العتيق – وزير المالية ” .
ويشرح عيسي عبده بعض أسباب تأخر تنفيذ المشروع هذه السنوات الطويلة ، في مذكرة قدمها فيما بعد إلي بيت التمويل الكويتي جاء فيها .
” في مارس 1973 تسلمت برقية من السيد المكرم أبو بدر – ويقصد السيد / عبد الله على المطوع – للإفادة بأن معالي وزير المالية السيد المكرم عبد الرحمن العتيقي يريد أن أتصل به فوراً بشأن بيت التمويل الكويتي . . فبادرت بإرسال برقية إلي معالي الوزير وبرقية إلي الأخ المحترم أبو بدر . . وقمت بزيارة السفارة وإفادة المسئولين بالاستجابة لرغبة معالي الوزير . وفي أواخر مارس ، أيضاً ، وصل معالي الوزير إلي القاهرة وعملت تليفونياً من السفارة وتمت المقابلة هناك . . ثم في فندق شيراتون . . . وتكرر اللقاء عدة مرات على فترات متقاربة . . أثناء سفر الوزير بين الكويت والخارج مروراً بمصر . . وكانت الخلاصة أن معالي الوزير اعتزم السعي إلي إقامة المشروع . . وطلب ما عندي من دراسات وأفاد بأنه سيبعث واحداً من كبار موظفي وزارة المالية لاستكمال البحث والنظر تفصيلاً في وثائق تأسيس الشركة وخطة العمل . . الخ ” .
” وصل المندوب عن وزارة المالية وتكرر اللقاء معه بالقاهرة . . وقمت باطلاعه على جملة الدراسات وقد اشتملت عليها ملفات الموضوع ( 11 ملفاً ) واخترنا ما هو ضروري وتسلمه سيادته . . ثم استمر الاتصال بالبريد من جانبي لمتابعة إدخال بعض الإيضاحات والإضافات بالقدر الضروري بناء على اقتراح وزارة المالية ” .
” وفي أغسطس 1973 كان معالي الوزير مطمئنا إلي احتمال التوفيق في مسيرة طال بها العهد بضعة أعوام . . وكان من أول المشجعين والداعين إلي ظهور هذا المشروع إلي واقع الحياة العلمية . . وفي لقائه الأخير معي طلب بوضوح أن أتفرغ تماماً لما بقي من خطوات تجري لدي الجهات المختصة . . على أن تكون إقامتي من أوائل أكتوبر 1973 بالكويت وعلى أن يكون عملي بالمشروع ” مستشار اقتصادي ” مع الإقامة المستمرة بالكويت من أوائل أكتوبر ومع تصفية علاقاتي الأخرى حتى يتسني التفرغ ” .
” وفي 6 أكتوبر قامت حرب رمضان المعروفة . . وتقرر حظر البترول في الوقت الذي دارت فيه المعارك . . وكانت مشاغل الوزراء في تلك الآونة فوق الطاقة البشرية . . وتوقف الاتصال بطبيعة الحال . . واستمرت شئون البترول وحظر تصديره لجهات معلومة ، وتحرك أسعاره صعوداً ، والمشكلات المترتبة على هذا كله . . استمرت الحال كذلك بضعة أشهر . . ثم كانت لها أثار مباشرة وأخري جانبية شغلت دول البترول بضع سنوات . . وكان من الطبيعي أن يبقي مشروع بيت التمويل الكويتي في قائمة الانتظار . . ثم هدأت الحال أو استقرت زمناً وعاد التفكير ثم التنفيذ . . حتى تمت الموافقة في 11976 وتم الاكتتاب في 1977 ثم بدأ العمل . . والله الموفق ” (12) .
بنك دبي الإسلامي
لقد روي لنا بنفسه قصة البنك منذ بدايتها قال : ” حدث في عصر أحد أيام عام 1974 ( 1394 ه ) – بمدينة جدة حيث كان بقيم بعد تعاقده مع جامعة الملك رجلاً صالحاً من رجال الأعمال بدبي . ظل يبحث عنه أياماً حتى دلوه على مكانه ، فعرفه بنفسه ، ودعاء إلي الرحيل معه فوراً لإنشاء أول بنك إسلامي في دبي ، واعداً إياه بتسهيل أمر انتدابه من الجامعة وإقامته في دبي بمجرد موافقته .
ويعتبر الشيخ سعيد أحمد لوتاه – رئيس مجلس إدارة بنك دبي الإسلامي منذ نشأته حتى الآن – من رجال الأعمال الناجحين ، والملتزمين بالشرعية الإسلامية في تعاملهم وسلوكهم ، وتربطه علاقات ودية خاصة برجال الحكم . وقد ساعدته هذه العلاقات على استصدار المرسوم الأميري المرخص بإنشاء بنك دبي الإسلامي شركة مساهمة عامة محدودة بتاريخ 29 صفر 1395 الموافق 12 مارس 1975 م .
وقد وفي الشيخ سعيد بوعده وتم انتداب عيسي عبده للعمل كمستشار لبنك دبي الإسلامي . وسرعان ما وجد نفسه وجهاً لوجه أمام الواقع الفاجئ ، وأمام التحدي الذي فرض نفسه عليه بين عيشة وضحاها ، فشمر عن ساعديه ، وظل يبذل من الجهد مالا يطيقه الشباب من أبنائه ، ويحشد من الفكر ما اختمر في رأسه طيلة حياته العلمية ، ويجعل ما تناثر من مسودات ومداولات دامت أربع سنوات بالكويت حجز الأساس في أو صرح اقتصادي من هذا النوع ، ينتظره المسلمون بعد طول أناة ” .
لقد تأتي لكاتب هذه السطور أن يزوره في دبي في عام 1974 ، لقد كان رحمه الله يخوض تجربة شاقة ، وكان هو وزوجته الفاضلة يعيشان حياة تشبه حياة المبشرين الذين يهجرون ديارهم متنقلين من أرض إلي أرض ، فاتحين بيوتهم وصدورهم لمشاكل الناس ، لا يفرقون في ذلك بين ليل أو نهار . .
لقد كان يرعي شؤون الموظفين الذين استدعاهم على عجل ليبدؤوا العمل – وكان عددهم لا يتجاوز آنذاك عدد أصابع اليد الواحدة – فلا يغمض له جفن حتى يطمئن إلي أنهم في أتم راحة ، ولا ينقصهم شئ ، وقد خصص لهم غرفة في الدار التي أسكنه فيها الشيخ سعيد لوتاه في أول الأمر . وفي هذه الغرف الصغيرة المزدحمة بالآلات الكاتبة والحاسبة والموظفين والأوراق ، وضعت الأسس التي قام عليها بعد ذلك صرح أول بنك إسلامي ، وامتد أثره إلي كثير من بلاد المسلمين .
لم تكن الطريق ممهداً أمامه ، فقد اعترض الخبير الانجليزي – المستر سميث – الذي كان محافظاً للبنك المركزي في دولة الإمارات على الترخيص للبنك بمزاولة أعماله تحت مظلة النظام المصرفي بالدولة بحجة أنه لا توجد سوابق لقيام أية مؤسسة بالأعمال المصرفية دون التعرض للفوائد أخذاً وعطاءاً .
كانت حجة عيسي عبده في مواجهته غاية في البساطة والوضوح ، لقد قدم له قائمة الانجليزية المتناثرة في أماكن متفرقة من المملكة المتحدة ، والتي تسير على نظام لا ربوي في معاملاتها ، وهي في نفس الوقت مرخصة وتتمتع بمظلة قانونية ولم يعترض على قيامها أحد ، وأنه يستطيع أن يستوثق من ذلك بالإبراق إلي بلاده مستفسراً عن صحة هذه البيانات ، فيأتيه البلاغ المبين . . فما كان من المحافظ إلا أن سارع باعتماد الترخيص في دقائق معدودة .
وفوجئ عيسي عبده في طريق عودته من ” أبو ظبي ” إلي ” دبي ” حاملاً معه أوراق الترخيص بإنشاء المصرف ، بأن نبأ الموافقة يذاع من محطة الإذاعة البريطانية في خلال نصف ساعة فقط من توقيع المحافظ عليه ! !
لقد كان النظام المصرفي الغربي – ومازال – يدرك خطورة التحول الذي يوشك أن يقع في العالم الإسلامي أكثر مما يدركه المسلمون أنفسهم . وكان هذا الأمر يعني بالنسبة لعيسي عبده مسئولية ضخمة ، ألقيت عليه بغته وهو في هذا السن المتقدم وليس معه من يعينه سوي مجموعة من الشباب يأتمرون بأمره ، فوقف وحيداً يواجه عالماً مفتوح العينين ينتظر النتيجة . .
وقدم عيسي عبده وسعيد لوتاه في زيارة للكويت – بناء على دعوة أهل الكويت لهما – ففوجئ بأن سنوات الكويت لم تضع هباءً منثوراً ، وأن جهوده فيها لم تكن عبثاً ، فقد كان مساهمو بنك دبي الإسلامي من الكويت – مواطنين ووافدين – أكثر عدداً من مساهمي الإمارات . وكان لذلك دلالة واضحة ، فالمساهمون يحملون كل الجنسيات ، والحماس لم تكن متوقعاً . . فقد اندفع الناس هاربين من الربا هروبهم من وباء أو طاعون أحصروا فيه ردحاً من الزمن ثم فرجت لهم فرجة للفرار فتدافعوا عليها . . لقد كانوا يلقون بأموالهم في أول تجربة قبل أن يعرفوا مدي نجاحها ، فغطي رأس المال وتجاوزوا الغطاء في فترة وجيزة (13) .
ولم يطل مقام عيسي عبده بدبي – كمستشار لبنك دبي الإسلامي – فما أن تجاوز العام بشهر أو شهرين ، وشعر بأن المشروع يمكنه أن يقف على قدميه ، وأن يعلن نجاح التجربة ، ويكذب ادعاءات المثبطين ، حتى غادر دبي إلي البحرين حيث دعي لاستشارته في إنشاء بنك إسلامي بها .
لقد استفاد عيسي عبده – وأفاد – من تجربته في دبي ، إذ أنه قبل سفره إلي دبي ، كان يعيش أمالا عظاماً ، وطموحات لا حدود لها ، وكأستاذ جامعي لإدارة الأعمال ، يعلم الأجيال كيف يحسبون لكل شئ حساباً ، وكيف يقننون لكل حركة نظاماً ، ويرسمون لكل ورقة مساراً . . كان غربياً عن أرض الواقع الخليجي ، وحتى خبرته التي مارسها من خلال مكتب المحاسبة في مصر لم تسعفه كثيراً في منطقة الخليج ، فالأرض غير الأرض ، وطبيعة التعامل والقوانين والناس هنا غيرها هناك . .
فتجار الخليج يتعاملون بالثقة ، ويعتمدون الكلمة ، وتنتقل الملايين بينهم بمكالمة هاتفية ، ولا تعنيهم الدورات المستندية ولا الهياكل التنظيمية بقدر ما يعنيهم إنجاز الصفقات وتحريك البضائع وتحقيق الأرباح . . ودول الخليج لا تفرض على رجال الأعمال بها أن يسجلوا كل صغيرة وكبيرة من حركة أموالهم في سجلات رسمية لمحاسبتهم على الضرائب ، كما هو الحال في مصر أو في غيرها .
ومن هنا واجه عيسي عبده احتكاكاً مباشراً بين النظرية والتطبيق ، ولم يشأ أن يتأقلم ، فهو مصير على المستوي المثالي للإدارة ، وعلى أن يضاهي البنك الإسلامي – في تقنياته ونظمه – البنوك السويسرية والأمريكية . لقد كان طموحه أكبر من واقع البنك ، ومن واقع الدولة وإمكاناتها الفنية والبشرية . . فأثر أن يكتفي بدور المستشار إذا استشير ، وأن يتحرك إلي موقع أخر متى دارت عجلة العمل وظهرت أول ميزانية عمومية البنك .
بنك البحرين الإسلامي
لم تكن للبحرين عام 1975 م إلا بداية ، تلتها سلسلة من المراسلات بينه وبين المؤسسين والجهات الرسمية تتضمن تبادل الرأي حول المشروع الذي قدمه عن عقد التأسيس والنظام الأساسي للبنك ، كان أخر ما وقع بين أيدينا منها ، رسالة من السيد / عبد الرحمن محمد الخليفة وكيل وزارة العدل والشئون الإسلامية بدولة البحرين ، استلمها عيسي عبده في الرياض يوم 7 / 6 / 1978 م . نصفها كالأتي :
” دولة البحرين – وزارة العدل والشئون الإسلامية – مكتب وكيل الوزارة – رقم الكتاب : ك ز / 85 / 78 – التاريخ : فضيلة الدكتور / عيسي عبد حفظه الله – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد – استلمت ببالغ السرور رسالتكم الكريمة المؤرخة 19 / ابريل 78 وكم سعدت لمعرفة أخباركم التي تطمئن عن صحتكم وسلامتكم – وإنني إذ أتقدم لفضيلتكم بخالص الشكر والامتنان لما قمتم وتفضلتم به من مساعدة جمة وسعي مشكور في سبيل إظهار مشروع بنك البحرين الإسلامي إلي حيز الوجود – كما وأتشرف بإحاطتكم علماً بأن الإخوان السادة مؤسسي البنك جادون في سبيل إنهاء هذا المشروع ، تجدون بطيه نسخة من عقد التأسيس ونسخة أخري من النظام الأساسي المعاد صياغته مع نسخة من قانون البنك الإسلامي الأردني للتمويل والاستثمار المؤقت رقم 13 لسنة 1978 لاطلاعكم عليه وإبداء ما ترونه من ملاحظات وتعقيبات والتي من شأنها أن تمهد لنا الطريق في سبيل اعتماد هذا المشروع – وتفضلوا بقبول وافر التحيات – والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته – وكيل وزارة العدل والشئون الإسلامية – عبد الرحمن محمد الخليفة ” .
لقد أثبتنا الرسالة بنصها الكامل لما فيها من دلالة على الدور الذي قام به في تمهيد الطريق لإنشاء البنك عبر سنوات أربع ، 1975 و 1976 و 1977 و 1978 وحتى قبض الله للمشروع أن يري النور .
هذا من الناحية الفنية ، أما من الناحية الدعائية للمشروع فقد قام بجولات تضمنت عدداً من المحاضرات والندوات واللقاءات ، وانتهت بتكليفه بوضع مسودة المشروع ، كما أسهمت بتهيئة الرأي العام للاكتتاب الذي تم بنجاح منقطع النظير وقد عبرت عن ذلك الأمر رسالة مؤرخة 6 جمادي الأولي 1398 – 13 ابريل 1978 موجهة من الشيخ عيسي بن محمد بن عبد الله أل خليفة رئيس نادي عبد المحسن التركي مدير جامعة فيها على استجابته بانتداب الدكتور عيسي عبده للبحرين للقيام بهذه المهمة التي أسهبت الرسالة في شرحها .
عيسي عبده الداعية الإسلامي
لقد نشأ رحمه الله في بيت أسس علي اعتناق الإسلام عن قناعة وإيمان ، وقد لاقي والده في سبيل ذلك من مقاطعة الأهل وجفاء الأصحاب ما لاقي ، وندب نفسه وأبناءه للدعوة الإسلامية ، فكان عيسي – أول الأبناء – مندفعاً بحكم بيئته في هذا الاتجاه ، وقد التقي بالمرحوم الإمام حسن البنا ورافقه في جولاته بالقرى والدساكر ، وعاصر معه افتتاح عدد من شعب الإخوان المسلمين في أول عهدهم في الثلاثينات . وظل على علاقته الحميمة بمؤسس جماعة ” الإخوان المسلمون ” طيلة حياته . ومازال أبناء عيسي عبده حتي يومنا هذا يحتفظون بوثيقة عزيزة عليهم لأنها تربطهم بهذا الماضي المشرف ، هي عقد زواج الابنة الكبرى ليلي عيسي عبده ، ذلك العقد الذي أمهره حسن البنا بتوقيعه كشاهد على الزواج لم تستمر علاقة عيسي عبده بتنظيم ” الإخوان المسلمون ” طويلاً ، وإن استمرت علاقته بالجماعة وأفرادها ، هدفاً ، وطريقاً ، وصحبة ، ومودة إلي أخر عمره وقد تميزت حياته العامة بعد ذلك بالدعوة إلي الإسلام كنظام شامل للحياة ، في كل مجال يدعي إليه ، غير مرتبط بانتماء حزبي أو جماعي ، مؤثراً تحمل مسئولية كلمته وحده ، متنقلاً بها بين الإذاعة والتلفاز والمساجد ومدرجات الجامعات . وحتى أصبحت أشرطة التسجيل التي تحمل اسمه معلمه من العالم محلات الأشرطة والمكتبات الإسلامية في مصر والعالم العربي .
وانتقلت معه حركته الدائبة إلي الكويت ، فرغم تجاوزه الستين ، لم يتأخر أو يعتذر عن دعوة وجهت إليه إلا بعذر من مرض أو انشغال . ولم يمنعه اهتمامه الخاص بحركة إنشاء المصارف الإسلامية من أن يتحرك كداعية إسلامي في كافة الاتجاهات . فقد شهدت له الفترة من 1968 إلي 1972 بالكويت نشاطاً فائقاً توجزه في كلمات .
ففي مجال المحاضرات العامة ، استخرجنا من مذكراته الخاصة ما يلي : ” دور الاقتصاد في الدعوة إلي الإسلام ” محاضرة عامة بمكتبة السالمية العامة في 29 / 1 / 1969 – ” حاجة المسلمين إلي خطة عمل ” محاضرة عامة بمكتبة حولي العامة في 14 / 1 / 1970 – “أخر الفكر أول العمل ” محاضرة عامة بمكتبة حولي العامة في
8 / 4 / 1970 – ” الاقتصاد الإسلامي ” – محاضرتان بالمعهد الديني في 26 ، 28 / 3 / 1972 – ” البنوك الإسلامية ” – محاضرة عامة بمسجد العثمان في 23 / 3 / 1972 – ” الاقتصاد الإسلامي ” – محاضرة عامة بمسجد العثمان في 24 / 2 / 1972 .
وأما عن الندوات التي شارك فيها غيره من الدعاة ، نجد ما يلي :
” البنوك الإسلامية ” ندوة علمية بجمعية الثقافة الاجتماعية في
12 / 4 / 1970 – ” الربا ” ندوة بجمعية الإصلاح في
14 / 3 / 1971 – ” العام الهجري الجديد ” ندوة بجمعية الإصلاح بالاشتراك مع الشيخ حسن أيوب والدكتور حسان حتحوت والشيخ أحمد عبد القادر في 22 / 2 / 1972 .
وأما عن نشاطه في الإذاعة والتلفاز فقد ظهرت له عدة برامج في التلفاز الكويتي منها : ركائز الإيمان ، 1967 واعرف عدوك ، 1969 وطريق النور ، 1970 – كما قدمت له إذاعة الكويت عدة سلاسل من الأحاديث أهمها : الذهب موضوع الساعة ، 1968 – عالم المال والتجارة ، 1268 – المالية العامة ، 1969 – أصول الاقتصاد من القرآن والسنة ، 1969 – حديث الصباح : الإيمان ، 1970 – النقود ، 1971 – دنيا ودين ، 1972 – الإدارة قديماً وحديثاً ، 1972 .
وأما عن الصحافة فقد ظهرت له سلاسل من المقالات منها : من أبناء القرى ، المجتمع ، 1970 – قالت الأنباء ، البلاغ ، 1970 – جامعة الدول العربية ، البلاغ ، 1972 – الاقتصاد الإسلامي ، الوعي الإسلامي ، 1972 – النقود ، البلاغ ، 1972 .
وكان عضواً منتظماً – ما بين عامي 1969 و 1972 – في ندوة أسبوعية أطلق عليها في مذكراته ” الندوة السورية ” كانت تجتمع مساء الاثنين من كل الأسبوع ما بين التاسعة والثانية عشرة مساء في بيوت أعضائها بالتناوب ، وقد ذكر من هؤلاء الأعضاء السادة / د . أديب هاشم – د . شاكر مصطفي – د . مأمون – تحسين البيطار – بشير شمة – فايق كحالة – شمس باشا – السيد ملص .
كما كان عضواً منتظماً بديوانية عبد الله العقيل الأسبوعية كما تشهد بذلك مذكراته الشخصية . ولم يمنعه انشغاله في الكويت من تلبية الدعوات التي وجهت إليه من دول الخليج الأخرى ، ومن ذلك محاضرته بعنوان ” الإسلام والدراسات الإنسانية ” التي ألقاها في “أبو ظبي ” في 21 / 4 / 1971 .
وقد دعته مصر ، على المستوي الرسمي ، للإسهام في حركة تقنين الشريعة الإسلامية ، فقد تسلم – وهو في المعهد العالي للدعوة الإسلامية بالرياض – رسالة مؤرخة 4 / 4 / 1399 ه =
3 /3 / 1979 م ممهورة بتوقيع الدكتور صوفي ابو طالب رئيس مجلس لشعب الموقر بجلسته المعقودة بتاريخ 17 / 12 / 1978 قرر تشكيل لجنة خاصة للبدء في تقنين أحكام الشريعة الإسلامية الغراء توطئة للعمل بها إعمالاً لنص المادة الثانية من الدستور الدائم . وأن اللجنة فوضته في انتقاء صفوة ممتازة من الخبراء والمتخصصين للعمل في خمس لجان فرعية متخصصة ، وأنه وقع الاختيار على الدكتور عيسي عبده للاستعانة بجهوده وخبراته في مجال المال والاقتصاد في لجنة الشئون المالية والاقتصادية برئاسة السيد عضو المجلس الدكتور محمد حلمي مراد والمنبثقة من لجنة تطبيق الشريعة الإسلامية .
تم تسلم رسالة أخري بنفس التوقيع بتاريخ 23 /4/ 1399 ه =
22 / 3/ 1979 م تدعوه إلي وضع مشروع قانون مصوغ في مواد مسلسلة في مجالات النظام المصرفي يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية ويحل محل القوانين المعمول بها حالياً على أن يغطي كل نواحي الموضوع من الناحية التطبيقية ، ويرفق به مذكرة إيضاحية تبين السند الشرعي لما ورد به من أحكام . وتنتهي الرسالة بعبارة ” إن جلال المهمة تستحق تخصيص أكبر قدر من وقتكم لانهائها أخذين في الحسبان إحاطتكم بالموضوع المعهود به إلي سيادتكم إحاطة تامة ” .
وكانت له مواقف جريئة ، . أعلن فيها رأيه في نظم الحكم والاقتصاد والاجتماع . ففي أحد الاحتفالات بالجامع الأزهر بالقاهرة دعا عيسي عبده رئيس البلاد – الرئيس السادات آنذاك – أن يعلنها خلافة إسلامية ، وأن يدعو إليها العالم الإسلامي بأسره ، وأن يبايع الملك فيصل خليفة للمسلمين . وما أن عاد إلي بيته بعد الاحتفال حتى وجد رسالة تدعوه إلي لقاء أحد مستشاري رئاسة الجمهورية . فلبي الدعوة ، ودام اللقاء بضع دقائق ، أثني فيها المستشار على كلمته البليغة ، ودعوته المخلصة ، وأبلغه ثناء الرئيس عليها ، إلا أنه نقل إليه عتاباً من الرئيس على تحديده اسم الملك فيصل دون داع لذلك ، وكان الأجدر به أن يترك الدعوة مفتوحة دون تحديد . ! ! (14) .
ما اشتهر من أرائه كان رحمه الله يجمع بين الثقافتين الثقافة الشريعة التي اجتهد فيها وغاص في تراثها ، والثقافة الحديثة التي لم تقتصر على التجارة والإدارة والاقتصاد ، وإنما تعدت ذلك إلي الفلسفة والاجتماع والسياسة والتربية والقانون .
كان رحمه الله يخالف الاقتصاديين في أخذهم بنظرية ندرة الموارد الطبيعية ، فقد اعترض في كتابه : الاقتصاد الإسلامي مدخل ومنهاج على هذه النظرية (15) مفترضاً وفرة الموارد لا ندرتها ، ومسترشداً في ذلك بالآية الكريمة : ( وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ) فصلت :10
ولم يشاركه في هذا الرأي – في علمنا أحد من الاقتصاديين . حتي الذين كتبوا في النظرية الاقتصادية الإسلامية اختلفوا معه في ذلك . فقد كتب الدكتور حسن عمر بلخي في بحثه عن الثمن العدل في الإسلام (16) مدافعا عن نظرية الندرة في الموارد ومتحدثاً عن حكمة الخالق عز وجل في ذلك ، مسترشداً بالآية الكريمة :
( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن الله ينزل بقدر ما يشاء ) الشورى : 27 وكان رحمه الله أكثر الاقتصاديين الإسلاميين استهانة بالنظام الربوي . فالفائدة عنده أمر طارئ قصير العمر ” الفائدة الثابتة لم تكن محل إجماع خلال القرن التاسع عشر ، ولا خلال القرن العشرين من حيث تقديرها والإلزام بها . . ولعل أول قانون اعترف بمشروعتة الفائدة الثابتة صدر في سنة 1833 بانجلترا ، ومع ذلك نجد الخلاف بين التشريعات بالغ الحدة للآن ” (15) .
وكان يرد على المثبطين الذين يسألونه عن كيفية قيام المصرف الإسلامي بكافة العمليات المصرفية الحالية على غير أساس الفائدة ، بأن معظم بنوك العالم قائم على أساس التخصص ، ولا يعيب المصرف الإسلامي أن يقوم بما يحلو له من عمليات وما يناسبه في مرحلة من المراحل دون غيرها ، ويظل مع ذلك يحمل اسم البنك فليس من الحتمي أن يقتصر أسم البنك على المؤسسة التي تقوم بكافة العمليات المصرفية التي عرفها التاريخ .
وكان يري أن أول الإثم الإيداع ، ولذلك فلم يشترك مع المتحاورين حول جواز أخذ الفائدة للتبرع بها أم التنزه عنها وتركها للبنك تنازلاً وطواعية . فالإيداع عنده إثم من أوله إذ كان يري في المصارف الربوية سلسلة متشابكة يفضي بعضها إلي بعض ، ويمسك بخيوطها سدنة المصارف في العالم – وأكثرهم من اليهود – فيوجهون أموال المسلمين في محاربة الإسلام واحتلال أرضه واستغلال أهله .
مؤلفاته
لم نتمكن من حصر أعماله العلمية لانتشارها على رقعة كبيرة من الزمان والمكان ، وما أوردناه هنا هو ما وصل إلينا حتي تاريخ كتابة هذه السطور (16) وهو القليل مما نشر أو مما كتب ولم ينشر بعد .
ففي مجال الاقتصاد و إدارة الأعمال :
1 – إدارة المشروعات في مراحل الإنتاج والتوزيع ، القاهرة ، 1965 .
2 – الأعمال التشريعية الوضعية التي خضعت لها شركات الأموال في مصر في مائة عام ( 1858 – 1958 م ) . القاهرة .
3 – الاقتصاد للصف الثالث الثانوي القسم الأدبي ، الكويت : وزارة التربية ، 1970 / 1971 ، 236 ص ، 24 سم .
4 – اقتصاديات النقود والمصارف – بالاشتراك مع د . عبد العزيز مرعي ، القاهرة ، 1965 .
5 – بترول العرب ودوره في دعم الصناعات في البلاد العربية ، القاهرة : كلية التجارة جامعة عين شمس ، 1977 – رسالة دكتوراه .
6 – التصنيع ومشكلاته – ح1 : التنظيم الصناعي وإدارة الإنتاج – ج2 : في التخطيط والرقابة ، القاهرة : مؤسسة والأهرام ، 1962 / 1963 ، 696 ص ، 24 سم .
7 – تمويل المشروعات – بالاشتراك محمد حمزة عليش ، القاهرة ، 1948 م .
8 – دراسات في الاقتصاد السياسي ، بيروت : دار الفتح .
9 – شركات الأموال ، القاهرة ، دار النهضة العربية .
10 – مذكرة في التنظيمات الاتحادية ، القاهرة ، 1966 .
11 – المشكلات الاقتصادية المعاصرة في الإقليم المصري – بالاشتراك مع د . عبد العزيز مرعي ، القاهرة ، 1961 .
12 – الموجز في مشكلاتنا الاقتصادية المعاصرة – بالاشتراك مع د . عبد العزيز مرعي ، القاهرة ، 1963 .
وفي مجال الإسلاميات عامة :
13 – حديث الفجر ، الكويت : دار البحوث العلمية والقاهرة : دار الأنصار .
14 – حقيقة الإنسان – بالاشتراك مع أحمد إسماعيل يحيي 20 ج ، ج1 : حقيقة الخلق – ج2 : حقيقة الروح ، القاهرة : دار المعارف ، 1981 م . ( نشر بعد وفاته ) .
وفي مجال الاقتصاد الإسلامي :
15 – الاقتصاد الإسلامي مدخل ومنهاج ، الكتاب الأول : مدخل ، القاهرة : دار الاعتصام ، 1394 ه = 1974 م ، 262 ص ، 24 سم .
17 – بنوك بلا فوائد ، القاهرة : دار الاعتصام .
18 – بيت التمويل الكويتي – بالاشتراك مع د . جمال الدين عطية ، الكويت ، 1972 .
19 – بيوت التمويل ، تجربة رائدة في مجال الدراسة التمهيدية لإنشاء البنوك الإسلامية ، الكويت ، 1971 .
20 – التأمين الأصيل والبديل ، الكويت : دار البحوث العلمية ، 1972 م . ( سلسلة مفاهيم اقتصادية ) .
21 – التأمين بين الحل والتحريم 1969 .
22 – الربا في الإسلام وفي النظريات الاقتصادية الحديثة ، 72 ص ، 19 سم .
23 – الربا ودوره في استغلال موارد الشعوب ، الكويت : دار البحوث العلمية ، 1389 ه = 1969 م ، 86 ص ، 19 سم ( سلسلة مفاهيم اقتصادية ) .
24 – العقود الشرعية الحاكمة للمعاملات المالية المعاصرة ، القاهرة : دار الاعتصام .
25 – الفائدة على رأس المال صورة من صور الربا ، بيروت : دار الفتح ، 1970 م .
26 – القرآن والدراسات الاقتصادية ، القاهرة ، جامعة الأزهر ، 1960 / 1961 .
27 – لماذا حرم الله الربا ، الكويت : مكتبة المنار ( سلسلة نحو اقتصاد إسلامي سليم ) .
28 – النظم المالية في الإسلام – دراسات وقراءات مختارة ، القاهرة : معهد الدراسات الإسلامية ، 1396 / 1397 ، 302 ص ، 24 سم.
29 – وضع الربا في البناء الاقتصادي ، الكويت : دار البحوث العلمية ، 1392 ه = 1973 م ، 192 ص ، 19 سم ( سلسلة مفاهيم اقتصادية ) .
وفاته
كانت وفاته – رحمه الله – في الرياض يوم 9 / 1 / 1980 ، وكان قد أوصي نجله عبد الوهاب بدفنه حيث يموت ، ولكن كانت له أمنية غالية أن يدفن بالبقيع . وقد قدم نجله تحقيق الأمنية على تنفيذ الوصية بحرفيتها ، معتبراً أن الوصية نفذت ضمنا من حيث أن الدفن تم داخل المملكة السعودية ولم ينقل الجثمان إلي مصر . وبذكر في هذا الصدد كيف أن الذين تتلمذوا على والده في الرياض من أبناء السعودية عاونوه في ذلك الأمر ، ويسرواً له نقل الجثمان إلي المدينة المنورة حيث دفن بالبقيع ، رحمه الله (17) .
خاتمة
إن المؤسسات العلمية والاقتصادية والاجتماعية في الغرب ، تزين مداخل أبهائها بتماثيل للعظماء الذين أسهموا في إنشائها . ولكننا نستطيع أن نزين مؤسساتنا بسيرة هؤلاء العظماء ، فنعترف بفضلهم ، وننشر على الناس سيرتهم وأعمالهم ، وندعو شبابنا أن يتداولوها – جيلاً بعد جيل – فيما بينهم ، حفظاً لذكراهم ووفاء ، وتاسياً بخطاهم واقتداء ، وترحماً عليهم ودعاء ، وقد ذكر الإمام ابن القيم في كتاب الروح أن أهل القبور يدخل عليهم من دعائنا نور أمثال الجبال ( 18) . ورحمه الله رحمة واسعة . وجزاه عنا خير الجزاء وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الهوامش
1 – العشي ، عرفات كامل / رجال ونساء أسلموا الحلقة 1 ، الكويت : دار القلم ، ط 2 1393 ه = 1973 م ، ص 112 وما بعدها .
2 – مقابلة شخصية مع عبد الوهاب عيسي عبده الابن الرابع للمرحوم الدكتور عيسي عبده ، بالكويت بتاريخ 12 / 9 / 1983 .
3 – المرحوم همام الهاشمي كان يعمل أتذاك خيراً في التخطيط الاجتماعي لدي مجلس التخطيط بالكويت ، وكانت له اهتمامات إسلامية متعددة ، وقد عاد إلي وطنه مصر حيث توفي عام 1403 ه = 1983 م .
4 – الدكتور جمال الدين عطية كان آنذاك محامياً بالكويت ، وقد انشأ فيما بعد أول مصرف إسلامي في أوروبا وهو المصرف الإسلامي الدولي بلوكسمبورج حيث يعمل حالياً مديراً تنفيذياً له ، كما يرأس تحرير مجلة ” المسلم المعاصر ” الفصلية .
5 – السيد / عبد الله على عبد الوهاب المطوع من رجال الأعمال المعروفين بالكويت ، ويرأس حالياً جمعية الإصلاح الاجتماعي . وله أنشطة إسلامية عالمية متعددة .
6 – السيد / عبد الله العقيل كان آنذاك مديراً للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف ، ويعمل حالياً مستشاراً للشؤون الإسلامية بالوزارة ، ويعقد في بيته منذ أكثر من عشرين عاماً ديوانية ( اجتماعا مفتوحاً ) أسبوعية يتداول فيها الإسلاميون شئون الإسلام والمسلمين ، ويستقبل فيها ضيوف الكويت من الدعاة ، ومنهم المرحوم عيسي عبده الذي داوم على حضور هذه الديوانية طيلة إقامته بالكويت .
7 – السيد / إسماعيل رأفت كان يعمل آنذاك خبيراً بمجلس التخطيط . وقد عاد إلي مصر .
8 – السيد / محب الهجري كان يعمل آنذاك بوزارة الخارجية الكويتية ، وكان له أنشطة إسلامية متعددة ، إلي أن عاد إلي مصر .
9 – المرحوم نزار السراج كان يعمل آنذاك خبيراً بمجلس التخطيط ، إلي أن وافاه الأجل يوم 28 / 6 / 1968 اثر حادث غرق في خليج الكويت ، ودفن بمسقط رأسه في حماة .
10 – حضر كاتب هذه السطور بعضاً من اجتماعات هذه اللجنة منذ عام 1968 حتى عام 1972 .
11 – مضافة بخط يد الوزير .
12 – من مسودة مذكرة من صفحتين بخط يده مكتوبة في الرياض بدون تاريخ ومعنونة : مذكرة مقدمة إلي بيت التمويل الكويتي ش م ك برجاء دفع الأتعاب المستحقة لنا عن بيت التمويل الكويتي وفقاً للتفصيلات الواردة فيما يلي . ولا يعلم هل أرسلت المذكرة فعلاً أم لم ترسل .
13 – لقد تأتي لكاتب هذه السطور أن يشارك في استلام أموال المساهمين من الكويت في نفس المكتب الذي شهد اجتماعات اللجنة التحضيرية لبيت التمويل الكويتي منذ عام 1968 . ويشهد بأن مئات الآلاف من الدنانير كانت تلقي بين يديه دون أن يطلب أصحابها إيصالات رسمية بمساهماتهم من فرط حماسهم .
14 – مقابلة مع عبد الوهاب عيسي عبده الذي عاصر الواقعة بنفسه قبل وفاة والده بقليل .
15 – عيسي عبده / الاقتصاد الإسلامي مدخل ومنهاج ، الكتاب الأول في المدخل . القاهرة : دار الاعتصام ، 1394 ه = 1974 – ص 34 .
16 – حسن عمر بلخي / الثمن العدل في الإسلام ، في المؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي . مكة المكرمة : جامعة الملك عبد العزيز ، 1396 ه = 1976 م . انظر :
الاقتصاد الإسلامي بحوث مختارة من المؤتمر الأول للاقتصاد الإسلامي . جدة : المركز العالمي لأبحاث الاقتصاد الإسلامي ، 1400 ه = 1980 – ص 148 .
17 – انظر : عيسي عبده / وضع الربا في البناء الاقتصادي ، ص 179 وما بعدها .
18 – من بين المصادر قائمة بالمؤلفات أعدها السيد / أحمد إسماعيل يحيي ، المساعد العلمي للمرحوم عيسي عبده ، ومدير الادارة بالجهاز المركزي للتعبئة العامة و الإحصاء بالقاهرة .
19 – يخص بالذكر منهم الأخ نمر محمد الحميدي ، وكان نقيبا بشرطة الرياض آنذاك – والأخ حمد عبد الرحمن الجنيدل ، والذي حصل فيما بعد على درجة الدكتوراه في مناهج الباحثين في الاقتصاد الإسلامي .
20 – انظر : ابن القيم / الروح – الإسكندرية ، دار عمر بن الخطاب ، ص 15 .