أولا- مقدمة:
من المعروف أن الإسلام حرم أكل لحم الخنزير تحريما قطعيا واعتبر أكليه من العاصين لدين الله تعالى. فإذا كان هذا التحريم في القرآن الكريم تحريما عاما، فهذا لا يعني أن لا نتحرى في معرفة الأسباب في تحريمه وندرك العلل الحقيقية والحكمة الربانية من وراء ذلك. كذلك فإنه ليس لنا الحق في أن ندعي أو نجزم في معرفة الأسباب الحقيقية من وراء هذا التحريم والذي يرجع بالدرجة الأولى إلى خالق جميع البشر والكائنات جميعها،
بل إنه من الحكمة إدراك ماهيتها وحقائقها. وعلى المرء أن يتحرى بالطرق العلمية الحكمة الربانية من هذا التحريم، واضعا نصب عينيه قول الله تعالى في سورة آل عمران “والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب” (3: 7).
في الأسواق كثير من الأطعمة التي تحتوي على لحم الخنزير أو مشتقاته. وهذا ما يسبب للمسلم مشاكل عديدة خاصة إذا كان يعيش في مجتمع غير إسلامي. وهناك حقائق وأباطيل في بعض المجتمعات تدور حول أكل لحم الخنزير. ومن الناس من يعطي أسبابا خاطئة لتحريم الخنزير في الإسلام ومنهم كذلك من يدعي أن أكل لحم الخنزير هذه الأيام ليس من الحرام لعدم فهمهم لتعاليم الإسلام الحنيف ولذلك فهم للأسف يحلون أكل الأطعمة التي تحتوي الخنزير أو مشتقاته.
لهذه الأسباب مجتمعة وأسباب أخرى بالطبع، رأى المؤلف أنه من الضروري الكتابة عن “الخنزير… وبعض أسباب تحريمه”. وفي هذه المقالة يقدم المؤلف للقارئ الكريم نتائج بعض الأبحاث العلمية في حقول الكيمياء العضوية وكيمياء الأحياء، والتغذية وعلم الميكروب، والصحة العامة، والسلوك البشري والتاريخ والدين. وبهذا، فإن المؤلف يترك المجال للقارئ أن يستخلص بعض الأسباب في تحريم أكل لحم الخنزير.
والمقالة هذه مفيدة أيضا لغير المسلمين وخاصة اليهود وذلك لتذكيرهم بتحريم الخنزير كما ورد في كتابهم، وكذلك المسيحيين جميعا كما ورد في الإنجيل العهد القديم، وخاصة الطائفة المسماة البشاريين Seventh Day Adventistsحيث لا يأكلون لحم الخنزير على الاطلاق بل وإن منهم من لا يأكلون اللحوم اطلاقا.
وهذه المقالة مفيدة أيضا لمجموعة النباتيين الذين لا يأكلون اللحوم حيث إن جميع هذه الفئات المختلفة ستفيدهم عن بعض أسباب تحريم أكل لحم الخنزير، كما ستفيدهم في معرفة بعض أنواع الأطعمة المحتوية على لحم الخنزير أو مشتقاته. والهدف من هذه المقالة تنبيه المصانع ومنتجي الأطعمة وخاصة أصحاب تلك المصانع والشركات الذين يصدرون اللحوم ومشتقاتها والأطعمة المحتوية على الدهون الحيوانية إلى الدول الإسلامية، على هذا التحريم، وبذلك لا يصدرون إلا ما هو حلال ويبتعدون عن تصدير ما هو حرام. وإضافة إلى ذلك، فالمقالة هذه ذات فائدة وأهمية للمستشفيات والمطاعم وشركات الطيران والفنادق والعائلات وذلك لإطلاعهم على التحريم حتى لا تقع حساسية بين المسلمين وغير المسلمين. وأخيرا فإن المؤلف يرغب في أن يذكر المسلمين في أمريكا الشمالية والمسلمين في العالم أجمع بالحكمة الكامنة من وراء تحريم أكل لحم الخنزير كما ورد في الكتب السماوية.
ويأمل الكاتب أن يدرك القارئ الكريم الحكمة التي أرادها الله عز وجل من وراء تحريم أكل لحم الخنزير. نسأل الله العلي القدير أن يسدد خطانا ويلهمنا الحكمة ويفقهنا في الدين، كما نسأله جل وعلا أن يحقق للمسلمين في العالم أجمع حياة أفضل ونسأله تعالى أن يجزينا بأعمالنا ويغفر لنا خطايانا إنه هو السميع المجيب.
ثانيا: تحريم الخنزير
لقد ورد تحريم أكل الخنزير في عدة مواضع من القرآن الكريم. وهذه المواضع وردت في سور هى : البقرة والمائدة والأنعام والنحل.
يقول الله تعالى في القرآن في سورة البقرة:
((أنما حرم عليكم الميته والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه أن الله غفور رحيم)).
البقرة (173:2).
وفي سورة المائدة يقول الله عز وجل:
(( حرمت عليكم الميته والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع الا ماذكيتم وما ذبح على النصب وان تستقسمو بالازلام ذلكم فسق)).
المائدة (3:5)
وفى سورة الانعام يقول الله تعالى:
((قل لا أجد في ما أوحي الى محرما علي طاعم يطعمه الا أن يكون ميته أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فانه رجس أو فقسا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان ربك غفور رحيم)).
الانعام(145:6).
ويقول الله تعالى في سورة النحل :
((انما حرم عليكم الميته والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان الله غفور رحيم))
النحل (115:16)
من هذه الآيات الكريمات نستطيع أن نقول أن أكل الخنزير محرم تحريم قطعيا في الاسلام, والتحرايم واقع على المسلمين وعلى غير المسلمين سواء. والاية التالية من سورة الانعام دليل قاطع على أن التحريم يقع على جميع الناس دون استثناء. يقول جل شانه:
((قل لا أجد في ما أوحي الى محرما علي طاعم يطعمه الا أن يكون ميته أو دما مسفوحا))
أي ان الله عز وجل استعمل كلمة طاعم يطعمه ولم يستعمل مسلم يطعمه وبذلك أصبح التحريم على جميع البشر دونما استثناء. وسنذكر في هذه المقالة بعض الأسباب في هذا الشأن حتى تطمئن القلوب والأفئدة وتعم الفائدة.
ثالثا: أسباب عامة في التحريم
أن الأسباب الحقيقة والحكمة الالهية من وراء تحريم الخنزير لا يعرفها إلا الله جل شانه. أما المسلمون المؤمنون فيتبعون قول اله عز وجل في القرآن الكريم:
((والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا)). آل عمران (7:3)
وعلى أى حال, فانه يجب على المسلم دائما ان يتحرى الأسباب من وراء تحريم الخنزير. فقد حرم الإسلام اكل الخنزير واعتبر أكله اثما كبيرا ورجسا عظيما. فقد وردت كلمة ((رجس)) في القرآن الكريم في مواضع خمسة نذكر منها ما يلى:
يقول جل شأنه في سورة المائدة:
(( يايها الذيم آمنو انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. انما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العدوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أتنم منتهون)). (9:5-91)
ويمكن للقارئ الكريم أن يقول قوله سبحانه وتعالى في سورة الانعام (145:6) وكذلك في سورة الاعراف (71:7) وكذلك في سورة التوبة (95:9) وفي نفس السورة (125:9) .
فكلمة رجس انما تعنى معانى القذارة والوساخه. وسنبين في المقالة هذه المعانى باذن الله. أما بالنسبة لأسباب التحريم فاننا سنحاول أيضا أن نبين النتائج العلمية لتحريم الخنزير.
رابعا: لحم الخنزير أم الخنزير ككل؟
قد يطرح هذا السؤال : هل حرم الاسلام الخنزير كله كحيوان أو بعضا منه؟.
أى هل حرم الاسلام أكل لحم الخنزير فقط أم حرم أكل اللحم والدهن والشحم والمادة الهلامية وكل شئ في جسم الخنزير؟ أما الجواب علي هذا السؤال فاننا نستطيع أن نجده في القرآن الكريم. ومع أنه قد ذكر القران الكريم أن لحم الخنزير محرم فان ذلك يعنى أن الخنزير محرم ككل وليس جزء فقط. وفي اللغة العربية فان كلمة اللحم تشمل جميع أعضاء الحيوان وليس قسما منه فقط. والأمثلة على ذلك كثيرة منها ما يلى:
جاء في سورة البقرة:
(( وانظر الى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر الى العظام كبف ننشزها ثم نكسوها لحما)). البقرة (259:2)
وفي سورة النحل, يقول تعالى:
(( وهو الذى سخر البحر لتاكلوا منه لحما طريا)). النحل(14:16)
وفي سورة المؤمنين يقول عز وجل:
(( فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما)). المؤمنون (14:23)
واضح اذن من كلمة (( لحم )) انها لا تعنى فقط الأجزاء اللحمية (البروتينية) من الجسم. بل تعنى أيضا الجسم في كليته, وكذلك فانها تتضمن أيضا المواد الدهنية فيه. لذلك فان كلية الخنزير وكل ما يستطاع أن يؤكل منه محرم تحريما قطيعا. ومن المعروف ان المواد الدهنية تتداخل في انسجة اللحم ولا يمكن فصل الدهن عن اللحم في معظم اجزاء جسم الحيوان, وبهذا نجد أن تحريم الخنزير لا بد أن يعنى تحريم أكل الحيوان كله وأى قسم منه على السواء.
خامسا: لحم الخنزير ولحوم الحيوانات الآخرى
قد يتسال البعض : ولماذا حرم الله تعالى الخنزير بينما حلل لحوم الحيوانات الأخرى؟ والجواب على ذلك بسيط وهو ان الخنزير ليس فقط الحيوان الوحيد الذى حرمه الله عز وجل ولكن الله حرم أيضا جميع لحوم الحيوانات الكاسرة( الآكله اللحوم ) والمتوحشه كما ان حرم أكل لحم الانسان. فقد حرم الاسلام أكل لحوم القطط والكلاب والفئران والذئاب والثعالب والأسود والنمور والنسور والثعبان والصقور, الخ … أما لحوم الحيوانات التى تعيش على الاعشاب كالخرفان والبقر والغنم والماعز والابل والغزلان والدجاج والبط والاوز والأرانب والطيور فقد احل لنا اكلها.
وهناك حكمة ربانية عظيمة وراء تحريم لحوم الحيوانات الكاسرة (اكلة اللحوم) وسنذكر في المقالة من أسباب تحريمها أيضا.
سادسا: الادلة التاريخية
من المعلوم انه لما عصى بنو اسرائيل ربهم كانت نتيجة ذلك ان لعنهم الله في الدنيا والآخرة وجعلهم قردة خاسئين ومنهم من تجرد كليا عن انسانيته واصبح كالقردة والسعادين بل اقل شأنا والعياذ بالله , ومنهم من كان ياكل لحوم الحيوانات المحرمة كالخنازير فأصبحوا مثلها. وقد ذكر الانجيل ذلك (انظر كتابا متى 28:8 – 32) حيث ذكر وجود الشيطان في الخنزير. وفى القرآن الكريم, ذكر سبحانه وتعالى في سورة المائدة كيف ان الله تعالى لعنهم وغضب عليهم واذلهم ومسخهم من انسانيتهم الى درجة الحيوانية:
((قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليهم وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل)). المائده (60:5)
وقد ذكر في تفسير عبد الله يوسف على في تعليقة للقرآن معنى القردة والسعادين والخنازير وعبد الطاغوت ربما جاء في القرآن الكريم رمزيا. وبمعنى آخر ان الذين خرجوا عن تعاليم دينهم قد أصبحوا كالقردة والسعادين والخنازير وذلك لشراهتهم ونتانتهم كنتانة الخنزير.
واذا أخذنا المعنى الذى ورد فى الانجيل بعين الاعتبار واذا اخذنا المعنى الذى ورد في القرآن الكريم على حقيقته وليس على مجازة فاننا نستخلص ان الخنازير والقردة ربما كانت من أصل بنى آدم ولكن مسخوا الى شكل حيوانات. وهذا النوع من التفسير يغالط نظرية دارون وبخالفها نظرا لان دارون يقول بالتطور والتحول الصعودى فقط, أى أن التطور كان من درجة الحبوان الى درجة الانسان.بينما نجد هنا تطورا وتحولا نزوليا حسب القرآن الكريم. وهذا التطور والتحول الصعودى أو النزولى انما هو ظاهرة طبيعية موجودة في النباتات جميعا. وما قصة الذرة الهجين منا ببعيد فهى عملية تهجين وانتقاء وانتخاب الصنف الاحسن والتخلص من الانواع الرديئة, أى التخلص من تلك الاصناف التى تحولت تحولا نزوليا والتى لا جدوى ولا فائدة منها على اطلاق.
لهذا نود ان نطرح هذا السؤال على القارئ الكريم: لماذا لم يكن أصل القرد هو الانسان نفسه؟ ثم انه وبطريقة المسخ والتحول والتطور النزولى تحول الانسان الى قرد بدلا ان يكون العكس, فان كانت هذه العملية (عملية المسخ) حقيقة بيولوجية جسمية بدلا من أن تكون مسخا نفسيا وعقليا, كما يقول بعض العلماء, ان كان المسخ هكذا فليس من البعيد ان تكون هى الحكمة الربانية في تحريم لحم الخنزير الذى كان اصله انسانا, وهكذا, اذ ليس من المعقول بشكل من الأشكال أن ياكل الانسان مثل هذا الجسم مثل هذا اللحم والله اعلم بالحقيقة المطلقه.
سابعا: الأدلة الكيميائية
أن الدهون والزيوت تصف عموما الى الدهون المتعادلة ( Neutral Fat) والدهون الفسفورية ( Phospholipids) والدهون الكربوهيدرية ( النشوية) ( Glycolipids) والدهون المعقدة
(Sphingolipids) وغيرها.
اما الدهون المتعادلة فهى مؤلفة من الجليسيرين الثلاثى (Triglycerides) والجليسيرين الثلاثى ( Digiycerides) والجليسيرين الاحادى (Monoglyceridos), والأحماض الدهنية الحرة (Free Fauy Acids(FFA)
وان الجزء الواحد من الجليسيرين الثلاثى يتكون من ثلاث أحماض دهنية ومادة الغليسيرول
(Glycerol). وهذه الاحماض الدهنية قد تكون مشبعة (s) (Saturated) أو غير مشبعة (US) (US saturated)
وهى موجودة على مجموعات الكربون الثلاثة لجزيئية الجليسرين الثلاثى على الاشكال التالية:
(SSU), (USU), (UUS), (USS), (SUS), (UUU), (SSS).
والأشكال التالية تبين لنا الجملة السابقة
(1) الاحماض الدهنية الحرة R – COOH (FFA)
أ- الاحماض الدهنية المشبعة CH3 – (CH2)X – COOH
ب- الاحماض الدهنية الغير مشبعة
CH3 – (CH2)X – CH = CH – (CH2)X – COOH
(2) الغليسيرول CH2 OH – CHOH – CH2 OH
(3) الغليسيرول + أحماض دهنية مشبعة __________ دهون مشبعة (YG)
CH2OH CH2 – O – COR
| |
CHOH+ SRCOOH – → CH – O – COR
|
CH2OH CH2 – O – COR
(4) الجليسيرول + أحماض دهنية غير مشبعة دهون غيرمشبعة (TG)
Ch2ho ch2 – o – co (ch2) X – ch= ch (ch2) X – R
Choh + 3R – (c2) X – ch=ch – (ch2) X – cooh
Ch – o – co (ch2) X – ch = ch (ch2) X – R
Ch2oh ol2 – o – co (ch2) X – ch= ch (ch2) X – R
(5) اذا رمزنا بالجليسيرول (Glycerol) بحرف (E), وبما ان الجليسيرون مؤلف من ثلاث مجموعات كربونية, واذا رمزنا لكل وحدة كربرنية C – 3, C-2 ,C-1 , أو الفا واحد ((µ, أو بيتا ( β) أو لفا واحد (µ) , فاننا نستطيع كتابه أدبليسيرول كالآتي:
___ Alpha أوC – 1 أو C – 1
___ B eta أوC – 2 أوC – 2
___ A lpha Prime أوC – 3 أوC – 1
(6) أن الاشكال المختلفة ال[ Triglvcerides (G T) ] مع الاحماض الدهنية تكتب على النسق التالى:
___ S __U __ S ___ U ___ U ___ S ____U ___S
___S __ U __ U ___ S ___ U ___U ____ S ____ S
___ S __ U __ U ___ U ___ S ___S ____ S ____U
تشبع 67% غير تشبع 67% غير تشبع كلى تشبع كلي
وهذا يعنى أن نموذج توزيع الاحماض الدهنية فى جزيئية الجليسيريد الثلاثى (T G) هو , وقد وجد ان الحيوانات آكلة الأعشاب تحتوى على أحماض دهنية غير مشبعة على الكربون الثنائى الجزئى الجلسريد الثلاثى , بينما وجد ان الحيوانات آكله اللحوم تحتوى على
أحماض دهنية مشبعة على الكربون الثنائي
وقد وجد أيضا ان عصارة البنكرياس (Pancreatic Lipase) في امعاء الانسان لا تستطيع ان تحول بسهولة جزئيات ال (T G) الى ( DC) و(MG) و(جليسيرول) وأحماض دهنية حرة (FFA) اذا كانت هذه الحماض الدهنية المشبعة موجودة على الكربون الثنائي من الجزئ. وهذا يعنى أن الأنواع المتشابهة لهذا النوع من الجزئ لا تتحول بسهولة. والجزئيات المتشابهة التالية التى لا تتحول بوسطة عصارة البنكرياس (FL) هى
__U __ S __ U __ S
__ S __S __ S __S
__ U __S __ S __U
أى أن جميع هذه الأنواع من الدهون تحتوى على أحماض دهنية مشبعة على الكربون الثنائي للجلسريد.
وعلى العكس, فقد وجد أن عصارة البنكرياس تستطيع بسهولة تحويل جزئيات ال (TG) اذا كانت هناك أحماض دهنية غير مشبعة على الكربون الثنائي وبمعنى آخر ان الجزئيات المتشابهة التالية تتحول تحويلا سريعا بواسطة عصارة البنكرياس
__ U __ U __ U __S
__ U __U __S __U
__ U __ S __S __ U
هذه الأنواع جميعا تحتوى على أحماض دهنية غير مشبعة على الكربون الثنائي للجلسريد.
ان هضم الدهنيات عامة يخضع لنموذج معين. والنموذج الثنائى يوضح خلاصة الهضم التقليدى للدهنيات:
دهنيات مستحلبةX دهنيات غير مستحلبة XX
l دهنيات غير مسنحلبة
الفم : عصارة لعابية | | أملاح مرارية
المعدة: أحماض دهنية حرة + |
جليسيرول + دهون مستحلبة
(MG) + (DG) + (TG) | عصارة معوية
الامعاء الدقيقة كما يوجد أعلاه عصارة بنكرياسية
| أحماض دهنية حرة
+
جليسيرول
+
(TG) + (DG) + (MG)
ان امتصاص الدهنيات في الامعاء الدقيقة يتم عن طريق الوريد الظهرى, هذا اذا كانت الدهنيات مؤلفة من الجليسيرول وال (FEA) والا بواسطة الليمفيات اذا كانت مؤلفة من جزئيات ال (TG) وتتلخص عملية امتصاص المواد الدهنية بالشكل التالى:
الوعاء الأجوف المعوى
الوعاء
الخارجى الجدار المخاطى
المعوى للأمعاء
(الطعام)
الدهون المستحلبة
الدم
شكل نموذجى للأمعاء يظهر طريقة وعملية أمتصاص من الوعاء الأجوف المعوى عن طريق الجدار المخاطى للأمعاء الى الوعاء الخارجى المعوى وهو الدم.
الوعاء الخارجي الجدار المخاطي الوعاء الأجوف المعوى
المعوى دهينات حرة
(من ناحية الدم) (TG)
عصارة بنكرياسية
الوريد الظهرى جليسيرول جليسيرول
+
40 – 50%
أحماض دهنية حرة
أحماض دهنية حرة
+
(TG) 40 – 50%
الجلسريد الثلاثى (GM) الجلسريد الأحادى
+
أقل من 10%
اللبيمفاويات (TG) (DG) الجلسريد الثنائي
الجلسريد الثلاثى +
الوريد الظهرى أملاح مرارية (TG) الجلسريد الثلاثى
ويبين هذا النموذج خلاصة عملية الامتصاص للدهنيات المتبادلة من الوعاء الأجوف المعوى الى الوعاء الداخلى المعوى عن طريق الجدار المخاطى.
وبعد عملية الامتصاص هذه, تتحول الدهنيات في الجسم على الشكل التالى:
شكل يصعب رفعه على الموقع
يبين النموذج أعلاه خلاصة عملية هضم الدهون والتمثيل الغذائى لها. الكلمات الموجوده في المستطيلين الثنائيين ناتج عن عملية التمثيل الغذائى. أما التغيرات الموجوده داخل الخطوط المقطعه فتحمل بعد عملية الامتصاص.
لقد قام العلماء بكثير من التجارب على دهون الحيوانات التى توكل. وكذلك على تلك الدهون التى لا تؤكل والأمثلة على الحيوانات التى تؤكل كثير فهناك الخرفان والانعام والغنم والبقر والماعز والجمال والدجاج والارانب. اما الحيوانات التى لا توكل فهى كالقطط والكلاب والفئران الخ… وقد وجد ان دهنيات الحيوانات التى تؤكل تخضع لنظام معين, فالاحماض الدهنية غير المشبعه موجوده على الكربون الثنائى للجلسريد ما عدا الخنزير والذى يخضع لنظام الدهنيات المشبعة. وقد وجد أيضا ان دهون الحيوانات التى لا تؤكل تخضع لنظام معين خاص فالاحماض الدهنية المشبعة موجودة على الكربون الثنائي للجلسريد.
وهذا يعنى انه لو أكل شخص لحم حيوان يتغذى على الأعشاب فان دهنيات هذا الحيوان تتحول في الامعاء الدقيقة بواسطة العصارة البنكرياسية بعد أن تستحلب بواسطة الاملاح المرارية . فالجسم يمتص هذه الدهون وتتحول في جسمه الى دهون انسانية ومن ثم تترسب في أنسجته كدهون انسانية.
اما اذا أكل الانسان دهون الحيوانات الكاسرة والمتوحشة أى الحيوانات أكلة اللحوم فان العصارة البنكرياسية لا تستطيع ان تحول دهون تلك الحيوانات الكاسرة ( آكله اللحوم) بسهولة ونتيجة ذلك فان جزيئيات ال( TG) لذلك الحيوان تمتص كما هى دون أن تهضم ودون أن تتحول, وبهذا فأنها تترسب في أنسجة الجسم الانسانى كدهون حيوانية وليس كدهون انسانية. أما دهن الخنزير فينطبق عليه مثال الحيوانات آكله اللحوم بالظبط أى أن دهن الخنزير يترسب في جسم الانسان كدهن خنزيرى وليس كدهن انسانى.
وقد يتساءل البعض: (( ماذا يحصل للدهون بعد ان تترسب فى الجسم كدهون خنزيرية في الانسجة؟ وهل تتمثل وتتحول وتتحلل هذه الدهون؟ وهل الخنزير أحد مصادر النوبة والسكته القلبية؟ وهل تتأثر شخصيه الانسان بنوع الأطعمه التى يأكلها؟ وهل تتأثر شخصيته بنوع خاص اذا أكل لحم الخنزير؟
هذه الاسئلة وكثير من أمثالها يجب أن يجاوب عليها. وسيكتشف العلماء حقائق جديدة في هذا المضار في السنوات العشر المقبلة.
وقد قام علماء كيمياء الاحياء بالابحاث عن مادة الكولستيرول واعتبروا الكولستيرول كاحد مصادر السكته القلبية, ثم قاموا بتحليل الكولستيرول والدهون البروتينية أو المسماة بالليبوبروتين (Lipoprotein)واعتبروهما المصدر لهذا المرض, ويحاولون الآن تحديد كمية الكولستيرول والدهون البروتينية وكذلك مادة الجلسريد TGعلى انها مجتمعة سببا من أسباب السكته القلبية. وفى السنوات القليلة المقبلة سنجد أن العلماء سيحددون نوع وماهية الجلسريد TGوليس فقط تحديد كميته. فأهمية الجلسريد(TG)تقع على نوعيته أكثر من كميته.
أما بالنسبة لعلماء التغذية الذين ينصحون مرضاهم باستعمال دهن الخنزير في وجباتهم على اساس انها تحوي 67% أحماض دهنية غير مشبعة (PUFA), فنقول وان كان دهن الخنزير يحتوى على 67% من ال( ( PUFAولكن هذه الأحماض الدهنية موجودة على الكربون الاحادى والثلائي وليس على الكربون الثنائي لمادة الجلسريد أى أن نوع ال (TG)
يكون على شكل USUأو
__ U
__ S
__ U
وهذا يعنى ان ثلث مجموع الأحماض الدهنية موجودة على الكربون الثنائي وهى أحماض دهنية مشبعة والتى يعصب تحويلها بواسطة عصارة البنكرياس. ولو اعتبرنا ان ال (PUFA)موجودة بنسبة 76%, فلا يمكن الاستفادة من هذه الأحماض لأنها لا تهضم ولا يمكن تحويلها الى دهون انسانية بل تبقى دهن خنزيري تترسب في الجسم على أنها دهن خنزيرى بل ولا يمكن الاستفادة من الأحماض الدهنية غير المشبعة ولذلك, فان نظرية ال(PUFA)في هذا المثال لا صحة لها خاصة في تحويل الكولستيرول المترسب من حالته الصلبة (الكريستالية ) في الشريان الاورتى (Aorta)الى كولستيرول استر أى الى مادة سائلة في بلازما الدم.
ثامنا: الألة الجرموثية:
هناك اعداد هائلة من الجراثيم والطفيليات والبكتريا التى تعيش في جسم الخنزير والتى بدورها تنقل أمراضا للانسان. ومن هذه الطفيليات الدودة والشريطية والعنقودية وغيرها من الديدان.
اما بالنسبة للدودة الشريطية الوحيدة (Taenia)فنهاك نوعان :
واحدة تصيب الانعام وتسمى Taenia Saginataوالثانية تصيب الخنزير وتسمي Taenia Soliumوهناك اختلافات عديدة بين أشكالها ودورة حياتها ومدى ضررها في جسم الأنسان اذا أكل للحم المصاب. فدودة ال Saginataمثلا, وتبقى في أمعاء الانسان وتتم دورة حياتها فيها.
لذلك فان ضررها متوقف على قناة الجهاز الهضمى. لهذا فان استعمال الأدواية يزيل هذه الديدان ويتخلص الانسان من ضررها. ولكن دودة ال Soliumلا تستطيع ان تتم دورة حياتها في الامعاء ولذلك فانها تمر من خلال جدران الامعاء الى مجرى الدم والى بقية انحاء الجسم.
شكل يصعب رفعه على الموقع
هذا الرسم البيانى يمثل الطريقة الشائعة في نشر الدودة الوحيدة في الخنزير الى الحيوانات الاخرى وكذلك الى الانسان.
وهذه الجراثيم تستقر في بعض الأعضاء الاساسية في جسم الانسان كالدماغ والعيون والقلب, والرئتين والعضلات والكبد. ولكى تتم الديدان دورة حياتها في جسم الانسان فانها تشكل أكياسا كليسة بحجم حبة البازلاء أو أكبر . فلو حصل أن هذه الأكياس تشكلت في الدماغ, فان ذلك يسبب فقدان الوعى أو الهيستريا أو الجنون وتشنج الدماغ.
ولو حصل ان تشكلت هذه الأكياس في القلب لسببت ارتفاعا في ضغط الدم والنوبة القلبية حيث يصعب تشخيص المرض بعد الأصابة وبهذه الحالة يصبح من المستحيل ايجاد دواء لاذابة الجدران الكلسية لهذه الأكياس بعد ان تتشكل في الجسم.
أما بالنسبة للأمراض التى تنتقل بواسطة أكل لحم الخنزير فيقول الدكتور رزقى في كتيبة عن الخنزير(( ان الخنزير يعتبر من أكبر الحيوانات لنقل الجراثيم والأمراض. وهو سبب كثير من المراض المتازمة القاتلة والمعدية ومنها الديزنتاريا, والترايكينوسيس, والدودة الوحيدة والشريطية والمستديرة والعنقودية , واليرقان وفقر الدم والاختناق وانسداد الامعاء, ومرض البنكرياس المزمن وتضخم الكبد, والاسهال, والحمى واعاقة النمو عند الاطفال, والتيفوئيد, والعرج وأمراض القلب والاجهاض والعقم والموت المفاجئ))
تاسعا: الأدلة الدينية
ان جميع الأديان السماوية تحرم أكل لحم الخنزير تحريما قطعيا فاليهودية تحرم الخنزير وكذلك المسيحية بشكل عام والاسلام بشكل خاص. ومن السخرية حقا ان نجد معظم المسيحيين وعددا لا باس من اليهود يأكلون لحم الخنزير ويدعون أنه حلال لهم مع أن التوراة والانجيل حرمتا آكله.
واذا رجعنا الى التاريخ لوجدنا ان المسيح عليه السلام جاء أصلا الى اليهود وبذلك فالمنطق يقتضي أن نقول ان المسيح لم يبطل ما جاء سابقا الى اليهود ولكن جاء ليؤيد هذه الرسالة التى جاء بها موسى الى قومه, وليضيف اليها أيضا تعاليم ضرورية لحياة الناس في تلك الحقبة من التاريخ, وليس في التاريخ ما يذكر ان المسيح قد أكل لحم خنزير في حياته. ففي الانجيل (11: 7-8) ( Leviticus)يقول الرب في الخنزير: (مترجم عن الانكليزية)
((ومع أن الخنزير يقسم حافره الى ظلفين, ولكنه لا يجتر, والحق أقول لكم أنه ليس نظيفا لكم. فلا تاكلوا من لحمه)).
واذا بحثنا أيضا في التاريخ المسيحى لوجدنا كما قال شارح الانجيل ه.ل. هايسننجز في كتابه
(( هل يعيش العهد القديم )) ص 92: (( لقد خلق الخنزير أصلا لوظيفة أكل الاوساخ والزبالة والنتن والقذارة والنباسة. وعندما ينتهى من وظيفته فلا يجوز للانسان أن بعود فياكله)).
وقد ذكرنا في اشعيا ( 65: 2-5 ) ان الرب يقول ( مترجم عن الانكليزية)
((لقد بسطت يداى كل اليوم الى العصاه الذين يمشون على طرقهم الخاصة, والذين يثيرون في الغضب باستمرار وامام وجهى, والذين ينسحون في البساتين ويحرقون البخور في الهياكل والمعابد, والذين ياكلون لحم الخنزير. كل شئ مكروه واثيم يوجد في عروقهم.
والذين يقولون ابتعد عنا ولا تقترب منا أيها الرب لأننا اقدس منك.
هؤلاء جميعا هم كالدخان في انفى … نار تحترق كل اليوم))
يقول القس س. ل. فوريس في نشرته (( الخنزير )) ص 26:
(( ان الانجيل يحرم بكل وضوح وصراحة أكل لحم الخنزير وان كل من يحب الرب ويريد ان يتمشي على تعاليمه يجب ان يؤمن ويصدق بالحكمه الربانية دون ان يتطرق الى ذهنه أى شك في تلك الحكمة ولا يأكل من هذا الحيوان القذر))
أما بالنسبة للاسلام, فان الله تعالى ارسل محمدا صلى الله وعليه وسلم لتطهير المسيحية واليهودية من الخرفات التى لحقتها من تعاليم الكنيسه والاحبار والرهبان وليتم رسالة الله عز وجل الى الانسانية جمعاء. وقد شدد الاسلام جدا على ناحية تحريم الخنزير واعتبر أكله مجردا من العفه بل واقعا في الخطيئة سواء كان مسلما أو غير مسلم. انظر الى القران الكريم
(2: 173), (5 :4 ), (6: 145 ), (16: 115 ).
عاشرا: الأدلة السلوكية
هناك بعض الصحة في المثل القديم القائل : (( قل لى مذا تاكل أفل لك من أنت )) لقد قام العلماء بعدد كبير من التجارب على الأطفال لمعرفة تأثير المغذيات على شخصيتهم وسلوكهم. فانعدام وجود الفيتامين أو النشويات أو الاحماض الامينية في الاطعمه أثر جدا على سلوك الاطفال.
هذا وقد وجد أيضا أن الرضاعة الطبيعية كان لها أثر أفضل بكثير من الرضاعه الاصطناعية.
أضف الى ذلك انه قد ثبت بان أكل لحوم العجل المحقون بمادة هرمونية اسمها
( Diethylstilbesterol)كان لها تأثير على سلوك وشخصية الناس حيث زاد بهم عملية اللواط أو الجماع الجنسى المثيل لجنسه.
وقد قام العلماء بتجارب كثيرة أخرى على أطفال المدارس لمعرفة تاثير سوء التغذية على سلوكهم العام وخاصة على سلوكهم العقلي والحسي. وقد وجد أن بعضهم يتاخر في عملية التعلم والفهم والادراك.
ونستطيع القول من تلك الأبحاث ان نوعية الاطعمه تؤثر على شخصية وسلوك الانسان وقد يكون التاثير ناتجا عن نوع معين من الماكولات او قد يكون ناتجا عن عدة انواع من الأطعمة.
واذا نظرنا الى الأطعمه بشكل عام نجد ان بعض الناس يعيشون على الخضار ومنهم من يعيش على اللحوم ومنهم من يعيش على الاثنين معا ومنهم من يعيش على النباتات والحليب معا, وهكذا.
وقد قام بعض العلماء بتجارب على بعض الاطفال فى ولاية ماريلاند في أمريكا فقد اعطوا الاطفال أطعمتهم اليومية من النشويات والحلويات والسكريات بدون اللحميات والبروتينات الحيوانية, فكان نتيجة ذلك ان بلغت في الاطفال درجة عالية من الحساسية وسرعة الغضب وبطءة الفيئة وقلة الميل الى الحياة الاجتماعية. ولما استبدل العلماء وجبات الأطفال الغذائية هذه بوجبات غذائية عادية تحتوى على اللحميات والبروتينات الحيوانية أيضا, فقد تغيرت طباعهم وتحسنت تحسنا عظيما وعاد الاطفال الى الحياة الاجتماعية الانسانية الطبيعية التى يملؤها الحب والاخاء والتعامل الأخوى بين اولئك الأولاد الصغار. وهذا يدل دلالة قاطعة على أن نوعية الطعام لها تاثير عظيم على سلوك وتصرفات الانسان. وعلى هذا الاساس يمكن القول بان هذا ينطبق على اولئك الهنود الذين يعيشون فقط على النباتات دون أى مصدر حيوانى والذين يعرفون بتعصبهم الشديد وعدم تسامحهم وتساهلهم مع المسلمين في الهند. بل اننا نقرا ان الهندوك يقتلون المسلمين لأنهم يأكلون اللحوم ولأجل ذلك فان الهندوك ليس لديهم أى شعور انسانى نحو مواطنيهم, بل الظاهر ان لديهم احساسا بانسانيتهم. ولهذا فقد قدسوا العجل والهوه واعتبروا الها يعبد, وانهم على استعداد لقتل البشرية واراقة دماء البشر حفاظا على قداسة الحيوان.
ومن بين أكلى اللحوم نجد من الناس من ياكل الحيوانات آكله الأعشاب أو الحيوانات آكلة اللحوم أو معا. والشئ الغريب في الاشخاص الذين يأكلون الحيوانات التى تعيش على اللحوم أنهم يأكلون لحم الخنزير وفى الوقت نفسه فانهم لا يأكلون لحم القطط والذئاب والجردان والفئران والكلاب والاسود والنمور وغيرها. وهذا سؤال يجب أن يسال به الأشخاص الذين ياكلون لحم الخنزير, ويقال لهم لماذا لا تاكلون أيضا مثل هذه الحيوانات المفترسة آكلة اللحوم. وجميع هذه الحيوانات هي من آكلة اللحوم . ومن طبعا تحتوى على اللحوم. وكذلك لماذا لا ياكلون لحم الانسان نفسة مع العلم ان الانسان أيضا يعتبر من الكائنات الحية التى تاكل اللحوم.
وقد قال الدكتور الفنجرى(EL – Fangary)في مقالة ان الذين يأكلون الحيوانات الكاسرة والآكلة اللحوم عادة ما تكون طبائعهم شريرة ويميلون الى ارتكاب الآثام والجرائم, وهم غير متسامحين, ويظهرون العدواة والبغضاء الى غيرهم حتى ان منهم من يقتل غيره بدون سبب.
واذا تأملنا جيدا تصرفات الخنزير لوجدنا انه الحيوان الشاذ الوحيد عن بقية الحيوانات. فالخنزير لا يأبه, مثلا, ان يرى خنزيرته تتزاوج مع غيره امامه ونصب عينيه. وهذه العادة شاذة عند بقية الحيوانات الأخرى. بينما نجد لسان حاله يقول: دع الخنزيرة تتزاوج مع بقية الخنازير الأخرى وتتمتع معهم كما تريد ما داموا متفقين فيما بينهم. لذلك فالخنزير يسمح لانثاه ان تتزاوج مع بقية الخنازير ما دامت هى ترغب ذلك.
وفي هذه الحالة فان انثى الخنزير هنا بمثابة العاهرة في الوقت الذى يظهر الخنزير فيه بعدم المبالاه والاهتمام فيما تتصرف به أنثاه.
وتتأثر طباع الانسان جدا نتيجة أكله لحم الخنزير. وقد رأينا سابقا نتيجه الهرمون المسمى
( Diethylstilbesterol)حين أعطى للعجول, فقد زادت العادة الخبيثة في عملية اللواط والجماع الجنسي فيما بين الذكور في الانسان. لذلك, فان أكل لحم الخنزير لا بد وان يؤثر على سلوك وشخصية الانسان العامة بزيادة انحطاط الأخلاق فيه ذاكراين منها اللواط والسحاق والزنى والدعارة المتفشية في المجتمعات الغربية.
ان التزاوج الحر بين الجنسين في المجتمع هو شئ رهيب جدا في المجتمعات الغير اسلامية. وليس هناك أى معنى منطقى أو انسانى بين أولئك الذين يمارسون الجنس دون أى مسئولية أو وازع يردعهم… ان المعاشر الجنسية التى تسبق الزواج وارتفاع نسبة الحبالى وكذلك الاجهاض الغير قانونى لهو شئ منتشر في المجتمعات الأجنبية. ان ما نشاهده اليوم من مجتمعات العراة لهو دليل على شدة انحطاط المجتمعات الغربية منها والشرقية ونعنى بذلك تلك المجتمعات الغير اسلامية. كل ذلك ناتج عن اكل الاطعمه الملوثة والموبوءة مثل الخنزير وغيره. كذلك فاننا نرى اليوم ان نسبة الاغتصاب والدعارة في المجتمعات الغربية لا حد لها بالفعل, وان نسبة السرقات والقتل والقنص والخطف هى من أهم مظاهر المجتمعات الحاضره والتى لا يستطاع تحملها بل ولا تطاق. ان مجتمع ال (WASP)وارتكاب الفحشاء في المحارم لهى من الافعال الذميمة التى كثيرا ما تحصل في المجتمعات غير اسلامية.
ان اى تحسين في المجتمع يجب ان يبدا أولا من الوجبة الغذائية الصحيحة وذلك لتصحيح كيميائية الجسم من جديد وخاصة لتصحيح الجهاز العصبى الرئيسي والدماغ. والتعاليم الخلقية قبل كل شئ يجب ان تراعى في المجتمع وان تؤخذ بعين الاعتبار, وذلك لخلق مجتمع أفضل وحياة أحسن, والا فان التعاليم الخلقية لا تؤثر في جسم مسموم وفي عقل ملوث بالسموم والآثام ما لم تطهر أولا من كل هذه الاوباش ثم بعد ذلك يمكن لها الأثر الفعال في صقل النفس البشرية ورفعها الي مصاف البشر. ولا بد أن نذكر هنا نوحا عليه السلام بقى في قومه يدعوهم الى الله تعالى حوالى 950 سنه ومع هذا فلم تكن دعوته بعد ذلك بباقية ذات جدوى فيهم, وقال قولته المشهورة مخاطبا ربه (( انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا ))
وكان نوح عليه السلام يعتقد ان اجسامهم وعقولهم ونفوسهم أصبحت ملوثة مدنسة حتى انها أصبحت تؤثر في ذريتهم أى ان هذه العادات الوسخة أصبحت تنتقل بيولوجيا من جيل الى آخر دون استثناء. وان اى اطالة في حياتهم لن يكون الا استفحالا في نشر الرذيلة. ولا بد من القضاء عليهم قضاء مبرما لذلك دعا نوح عليه السلام دعوته المشهورة (( رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا…))
الحادى عشر: حقائق وأباطيل
(1) يظن بعض الناس انه لو طبخ لحم الخنزير فان حظر مرض الدودة الوحيدة يزول. والحقيقة هى غير ذلك فقد ذكر في مقالة ال ( USDAرقم 34, ص 8 ان (( عدة تجارب قد اتخذت على 24 حالة لمرض ال ( Trichinosis)مؤاخر وان 22 حالة منها كان سببها لحم الخنزير المطبوخ))
(2) يعتقد البعض ان دهن الخنزير يحتوى على نسبة عالية من الاحماض الدهنية الغير مشبعة
( PUFA ) ولذا فانه صالح للتخلص من الكولستيرول وبالتالى فهى صالحة الاستعمال للنوبات القلبية كما يدعون. والحقيقة انه و ان كان دهن الخنزير فيه نسبة عالية من الاحماض الغير المشبعة ,
فان هذه الاحماض مو جودة على الموضع واحد (1) وثلاثه (3) من جزئيات الجلسريد TGولذلك فانها لا تتحول ولا تهضم بواسطة العصارة البنكرياسية ولكن الجسم يمتصى هذه المواد وتترسب فيه على أساس انها دهون خنزيرية ولا يمكن الاستفادة منها.
(3) ومنهم من يعتقد ان لحم الخنزير مغذ ولذلك يجب على المرء ان يستمر في أكله كمصدر لبروتين حيوانى. والحقيقة ان الخنزير يحتوى على بروتين حيوانى ولكن كما يقول الدكتور
أ. س. باريت في كتابة (( أمراض أطعمة الحيوانات )) : (( لحم الخنزير هو اصعب اللحوم هضما)).
وهذا يعنى ان القيمة البيولوجية والغذائية قليلة جدا. ومعنى ذلك ان الانسان يد فع ثمن اللحم الغالى ولا يستفيد منه استفادة فعالة كما بحصل مع لحم الحيوانات الأخرى حيث ان القيمة البيولوجية مرتفعة جدا. ثم لا بد لنا ان نقول ان لحم الحيوانات الأخرى المفترسة ( أكلة اللحوم ) أيضا لا تهضم بسهولة ولا يستفاد منها كالاستفادة من لحوم الحيوانات آكلة الاعشاب. ناهيك الى ان الاحماض الامينية والبروتينات لتلك الحيوانات المفترسه ومن ضمنها الخنزير والقطط والفئران والذئاب والأسود وغيرها تؤثر على شخصية الانسان. وقد تتساءل هذه الفئة من الناس ولماذا لا ناكل لحم الكلاب والقطط والفئران وغيرها. والجواب هو نفسه.
(4) يقولون ان تحريم الخنزير جاء في الجزيرة العربية لأسباب صحية اما اليوم فان الخنازير تعيش فى بيئات وتحت شروط صحية . والحقيقة أن الخنزير بطبيعته حيولن قذر ونجس وهو دائما يرد المناطق الموبوءة والنجسة وأماكن القاذورات ليعيش عليها. انه يتبع الماشية وبقية الحيوانات لكى ياكل ما يتساقط منها دمنا وبرازا فتتحول هذه الدمن بدورها الى لحم خنزير للاستهلاك العام في الأسواق. ويقول القس فوريس في كتبيه ( الخنزير) : (( انظر الى هذا الحيوان البهيم كيف يتمرغ في الاحاول. انظر اليه في علا مجده, فوق ركام دمانه…. انظر الى راسه المطمور في ذباله معبرا عن نشوته واكتفائه بايقاعات قباعه)).
ويقول الدكتور مارفن هاريس, عالم التاريخ الطبيعى للأجناس البشرية في كتابه
((الاستراتيجية الانسانية )) ان الخنزير يغطى جسمه بدمائة وروثه.
(5) يقول البعض, جاء تحريم الخنزير في الجزيرة العربية لأنها صحراء قاحلة وحارة وهذا يعنى أن الناس الذين يعيشون في الصحراء فقط يصيبهم الاسهال واضطرابات في القنها الهضمية ( المعدية – المعوية ), بينما لا يصيب الذين يعيشون خارج الجزيرة العربية أية اضطربات. وجوابا على ذلك نقول: أن الخنزير هو الحيوان الوحيد الذى تتداخل الدهون في لحمه بشكل عال وليس هناك أى وسيلة لفصل دهنه عن لحمه. ان ارتفاع نسبة الدهن في الأطعمه يسبب الاسهال في الطقس الحار ولكنه أيضا يسبب أمراضا مثل القلاع ( بثور في الفم ) في المناطق الأخرى وخاصة انخفاض كمية الكلس في الجسم حيث تصبح العظام والاسنان معرضة للاصابة والكسر بسرعة. وقد يسبب أكله زيادة في الوزن والتخمه الغير طبيعية, واضافة الى ذلك فانه سيبب ارتفاعا في مستوى الجلسريد TG في بلازما الدم وكذلك ارتفاع نسبة الكولستيرول في الجسم ومنه الى أمراض القلب ومن ثم الى الموت المحتم.
(6) حاول البروفسور م. هاريس من جامعة كولومبيا أن يعطى تفسيرا انثروبولوجيا للغز تحريم الخنزير ويتساءل لماذا حرم الاله على اليهود والمسلمين أكل الخنزير, فيقول:
((لقد كان الخنزير جيدا ولكنه لما كان ياكل جميع أوانواع الأطعمه وياكل طعام الانسان ويستعمل مياهة فقد حرمه الاله. وهذا هو جوابى للغز تحريم الخنزير ولماذا حرمه الاله على المسلمين واليهود. هل من أحد لديه فكرة أفضل؟)).
واجابه علي سخافة جواب البروفسور هايس أقول, لو أن ذلك كان صحيحا, اذن لتخلص الوالد من أولاده لأنهم يستعملون بيته, وماله, وطعامه وشرابه بل وان الوالد ينفق على أولاده جميع ما يملك حتي يكبروا ويتعلموا ولا يطردهم من بيته, والحقيقة أيضا ان الله لم يحرم الخنزير على اليهود والمسلمين فقط بل وعلى المسيحيين أيضا لأسباب لا يعلمها الا الله عز وجل.
الثانى عشر: من ذنبه الى خرطومه
قال أحد الشعراء الأمريكيين يصف حال أكل لحم الخنزير تحت عنوان ( من ذنبه الى خرطومه).
(( لقد خلق الله الخنزير ليعيش على القاذورات, وقال الله انه نجس…..
(( وهل نجد شيئا أشد نتانة ونجاسه منه؟
(( لا تاكل لحمه ولا تلمس جسده….
والا يصمك العار وتنزل فيك الخطيئة ويطغي عليك المرض…..
(( نعم يا أخى, انها كلمة الله, هى كلمة الحق….
ولكننا لا نزال نأكل هذا الحيوان الدهنى القذر, وأجل ناكله….
أجل ! أوسخ وانجس وحوش الغابة نحن ناكله…
أجل! نأكله من ذنبه الى خرطومه …
_____ XX______
(( لو عملنا بأوامر الله لكان أفضل لنا…
ولو أكلنا الفواكه والخضار والحبوب التى تخرج من الأرض لكان أحسن لنا…
نصلى طويلا ونقوم ونقعد ونقفز ونصيح …
ولكننا ما زلنا نأكل هذا الوحش القذر من ذنبه الى خرطومه ..
(( كيف نغنى (( يوم سعيد )) ونتكلم في الحب السامى….
ثم نعود ونعيد أعيادنا على هذا الحيوان الدهنى القذر….
اننا نستطيع ان نزيل عنا الامراض والاضظرابات دون شك….
لو اننا لم ناكل هذا القذر من ذنبه الى خرطومه….
____ XX____
الثالث عشر: ملاحظات عامة
لابد للقارئ الكريم أن يعرف أن هناك مأكولات وأطعمه وخلافة في الاسواق تحتوى على لحم خنزير أو مشتقاته. فمثلا لا بد من معرفة بعض التعابير المستعملة وأهمها:
1- اللحم: فالكلمات المستعملة في الاسواق هى: بورك( Pork ) هام ( Ham), بيكن (Bacon), تشوبس (Chops)
2- اما الدهن فهى : لارد ( Lard), وأحيانا كلمة شورتننخ ( Shortening) وهذه كلمة يجب الاحتراز منها.
3- الماكولات كثيرة ولا حصر لها ولا بد من الاحتزار من استعمال مشتقات الخنزير سواء كان اللحم أو الدهن أو الشحم أو العظام أو الجلود. وأهم الاطعمة التى تحتوى على مشتقات الخنزير هي:
الخبز – البسكويت – الشوكولاته – الجبلو – المارش ملو – الكاتو – الكعك – البيتى فور – الشعيرية – الجيلاتى (البوظة ) وغيرها.