أزواج النبي أمهات المؤمنين
(وحكمة تعددهن بعد الهجرة وفوائده)
(الزوج الأولى خديجة رضي الله عنها)
تزوج r وهو ابن خمس وعشرين سنة بالسيدة خديجة بنت خويلد وهي ثيب بنت أربعين سنة، فعاشت معه خمس عشرة سنة قبل البعثة وعشرًا بعدها، وتوفيت قبل الهجرة بثلاث سنين وكانت عجوزًا بنت 65 سنة وهو في مستوى العمر الطبيعي فقد قضى معها زهرة شبابه فلم يتزوج عليها، ولا أحب أحدًا مثل حبه لها، وظل طول عمره يذكرها، ويكرم أصدقاءها ومعارفها، وزارته مرة عجوز في بيت عائشة فأكرم مثواها وبسط لها رداءه فأجلسها عليه، فلما انصرفت سألته عائشة عنها لتعلم سبب إكرامه لها فأخبرها أنها كانت تزور خديجة. وقد صح عن عائشة أنها غارت منها وهي لم ترها حتى تجرأت مرة عليه عند ذكرها فقالت له: هل كانت إلا عجوزًا أبدلك الله خير منها؟ – تعني نفسها، وكانت تدل بحداثة سنها وجمالها وكونه r لم يتزوج بكرًا غيرها وبكونها بنت صديقه الأكبر أبي بكر t وعنها – قالت: فغضب وقال: «لا والله ما أبدلني الله خيرًا منها: آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بما لها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء»، قالت: فقلت في نفسي لا أذكرها بعدها بسيئة أبدًا. رواه ابن عبد البر والدولابي.
وروى الشيخان عنها أنها قالت: ما غِرت على أحد من نساء النبي r ما غِرت على خديجة، وما رأيتها قط ولكن كان النبي r يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة (أي صديقاتها