أبحاث

مشروع “الدراسة المصطلحية” للدكتور الشاهد البوشيخي – الواقع والآفاق

The Terminological Studies Project – Reality and Prospects

حاول البحث الربط بين جزئيات مشروع الدراسة المصطلحية كما تنظر له (مدرسة فاس) جمعا بين فلسفته المؤطرة، منطلقات وأهدافا وأولويات، وبين خطواته المنهجية، تنظيرا وتنزيلا، سعيا لتبينه قبل الحكم على بعض جزئياته.

كما حاول البحث تقديم نقد بناء لما يعانيه هذا المشروع العلمي من إشكالات على مستوى المفهوم والتسمية والتصنيف والمنهج، من خلال تتبع بعض ما أثير حول ذلك من نقاشات، في إطار الحوار الداخلي بين رواده…

كما سعى في مبحثه الأخير إلى محاولة الجواب عن بعض تلك الإشكالات المثارة، من خلال وضعها في إطارها الصحيح بحسب الرؤية التي تؤطر المشروع كما نعتقد.


 

مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. اللهم افتح لنا أبواب الرحمة، وأنطقنا بالحكمة واجعلنا من الراشدين فضلا منك ونعمة.

أما بعد،

فإنه ليس من باب المبالغة أن يقال: “إن ما تعانيه الأمة من مشكلات على مستوى التواصل العلمي راجع في جزء كبير منه لواقع “الدرس المصطلحي” العربي، وعدم قدرته على توحيد منهجيات الاشتغال بله القدرة على توحيد المصطلحات المستعملة”.

ذلك أن الدرس المصطلحي في الأمة اليوم «أقرب إلى الذوق الفردي منه إلى مبادئ العلم وقواعده»([1]). وهي فردانية انعكست سلباً حتى على «أخص القضايا المصطلحية، كقواعد الاشتقاق التي قننتها العرب سابقاً واستكملها مجمع القاهرة في هذا القرن، … فهل نستغرب إذاً عندما نقرأ مقابلين اثنين لمصطلح مثل laboratory وهما مخبر ومختبر إن لم يكن أكثر؟ وقالوا كذلك مثقب ومثقاب وثقابة للمصطلح الإنجليزي drill أو أي آية تقوم بعملية الثقب آلياً أو بواسطة شخص ما»([2]).

ولعل خير شاهد على أزمة “المصطلحية العربية”، وعلى ……………………

([1]) جواد حسني سماعنة، المصطلحية العربية المعاصرة، التباين المنهجي وإشكال التوحد، مجلة اللسان العربي عدد 37 سنة 1993م ص: 165.

([2]) المرجع نفسه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Secret Link