أبحاث

تدريس الدين بالصوت والصورة

العدد 8

أهداف تدريس الدين:
لتدريس الدين أثره العظيم في بناء الأجيال الجديدة القادرة المؤمنة التي تعمل لدنياها وآخرتها على بصيرة وهدى ونور؛ فتكون نماذج بشرية تدهش الدنيا كما كان الأعلام الأوَل منارات مضيئة على مر العصور.

ويمكن أن نوجز أهداف تدريس الدين فيما يلي:
1-   أن يغرس في نفوس التلاميذ الإيمان بالله تعالى، وملائكته وكتبه، ورسله واليوم الآخر.
2-   أن يصلهم بالقرآن الكريم وصلا يحببهم فيه، وييسر عليهم حفظه، وتلاوته.
3-   أن يصلهم بالسنة النبوية الشريفة وصلا ينتهي بها إلى أنها الأصل الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، وأنها التطبيق العملي لأحكام الدين وتوجيهاته.
4-   أن يعرفهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ومجموعة من الأنبياء والمرسلين، والصحابة وأعلام المسلمين، لتكون سير هؤلاء نماذج مثالية للحياة الإنسانية الرفيعة.
5-   أن يعرفهم بمجموعة من صور العبادات الملائمة لهم. وأن يدربهم على أدائها، وأن يحببهم فيها، وفي ممارستها.
6-   أن يعرفهم بالآداب والقيم الإسلامية الأصيلة، لتكون أساسا لسلوكهم أفرادا وجماعات، وليتحقق التوازن الضروري بين روحانية الدين ومادية العصر، بحيث لا تطغى هذه المادية على فكر الأجيال الجديدة، وبحيث لا تطغى على فكرنا العربي الإسلامي الأصيل القيم المستوردة من الشرق أو الغرب، وإنما نعرف كيف نأخذ من الخارج أفضل ما فيه، مع الاحتفاظ بأصالتنا وقيمنا.
7-   أن يفهموا أن الدين فيه من الأحكام والتشريعات والتعاليم السماوية ما يصلح لكل زمان ومكان، وأن يعرفوا أن حل مشكلات العصر إنما يكمن في اتباع مبادئ الدين الحنيف.
8-   أن تصحح لهم صور الحياة التي تقوم على البدع، لتنقية التعاليم الدينية من الشوائب والمفاهيم الخاطئة.
9-   أن يربوا تربية دينية تؤدي إلى اعتزازهم بدينهم ووطنهم وتراثهم المجيد.
مجالات تدريس الدين:
في ضوء هذه الأهداف العامة لتدريس الدين، يمكن أن نوجز مجالات تدريسه فيما يلي:
1-   القرآن الكريم: وما يشتمل عليه من تلاوة وفهم وحفظ، وحب لكتاب الله، وارتباط به، وإدراك لقيمته كنعمة كبرى أهداها الله للناس الذين يعيشون على سطح هذه الأرض.
2-   العقائد: وما تضمه من إيمان بالله الواحد الخالق القادر وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وقواعد الإسلام الخمس.
3-   العبادات: وما تتضمنه من وضوء وصلاة وصيام وزكاة وحج، وأحكامها وآدابها، وما إلى ذلك.
4-   السير والقصص: وما تدور حوله من سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، والصحابة والصالحين وأعلام الإسلام، والقصص المختارة التي تحقق أهداف تدريس الدين.
5-   التهذيب: وما يرتبط به من قيم خلقية ونماذج سلوكية وآداب وفضائل تدور حول أحداث الحياة وصورها، وما ينبغي أن يلتزمه الفرد عمليا في حياته حيال أسرته ووطنه وأصدقائه والناس جميعا.
وهذه المجالات الرئيسية الخمسة ينتقى منها، ويختار من موضوعاتها ما يناسب الأطفال والتلاميذ في كل عمر من الأعمار.
الوسائل المتاحة لتدريس الدين بالصوت والصورة:
لا شك أن فعالية التدريس ترتبط بالوسائل والأساليب والإمكانات المتاحة، ومدى النجاح في استعمالها والإفادة منها لتحقيق الأهداف المنشودة في مختلف المجالات.
والاتجاهات التربوية والتعليمية الحديثة تسعى إلى الإفادة من المستحدثات العلمية والتكنولوجية لتحقيق تعليم أفضل.
ومن أهم المستحدثات العلمية التي يمكن الإفادة منها في هذا الشأن تلك التي تدور حول استعمال الصوت والصورة، اللذين يمكن أن يجدا سبيلهما خلال الوسائل الآتية:
أ- وسائل تعتمد على الصوت وحده:
1-   الإذاعة.
2-   الأسطوانات.
3-   المسجلات- شرائط التسجيل.
ب- وسائل تعتمد على الصورة وحدها:
1-   الكتب المصورة.
2-   اللوحات والرسوم المختلفة.
3-   الفانوس السحري
4-   الشرائح.
5-   الرسوم المتحركة الصامتة.
6-   الأفلام الصامتة.
ج- وسائل تعتمد على الصوت والصورة معا:
1-   التليفزيون.
2-   أفلام السينما الناطقة، الروائية والتسجيلية.
3-   أفلام الرسوم المتحركة الناطقة.
4-   الشرائح المصحوبة بالصوت.
5-   الفانوس السحري المصحوب بالصوت.
6-   برامج الإذاعة المصحوبة بكتيبات مصورة.
7-   الكتب المصورة المصحوبة بأسطوانات.
8-   شرائط التسجيل المصحوبة بكتب مصورة.
9-   المسرحيات البشرية.
10- مسرحيات العرائس.
11- برامج التليفزيون المصحوبة بكتب مصورة.
انعكاس خصائص هذه الوسائل على تدريس موضوعات الدين المختلفة:
لكل مقام مقال، عبارة تصدق هنا كما تصدق في مجالات أخرى عديدة، ولكل وسيلة من الوسائل السابقة خصائصها، ولكل موضوع من موضوعات الدين طبيعته التي تجعل بعض الوسائل أقرب إليه وأنسب من بعضها الآخر.
“فالصلاة” وما فيها من وقوف وركوع وسجود وما إلى ذلك تناسبها الوسائل التي تعتمد على الصورة أولا، على حين أن “الأذان” تكون الحاجة الأولى فيه إلى الصوت.
وهكذا نجد أن هناك جانبين رئيسيين تجب مراعاتهما في هذا المجال:
1-    الاعتبارات المتعلقة بخصائص كل وسيلة وإمكاناتها، أو ما يمكن أن نسميها: “الاعتبارات الفنية التكنيكية”.
2-    الاعتبارات التعليمية المتعلقة بخصائص كل موضوع من موضوعات الدين وظروفه والهدف من تدريسه في إطار النواحي التربوية والسيكولوجية، التي تعتبر القاعدة الأساسية لكل العمليات التعليمية، وهذه يمكن أن نسميها: “الاعتبارات التعليمية والتربوية السيكولوجية”.

الاعتبارات التي يجب مراعاتها في تدريس الدين بالصوت والصورة:

1- الاعتبارات الفنية التكنيكية:

من الضروري أن يتم التعرف الدقيق على خصائص كل وسيلة، لأن هذا يمثل القاعدة الأساسية لحسن الإفادة من هذه الوسيلة.

ولا يتسع مجال هذا البحث للحديث عن خصائص كل وسيلة من الوسائل العشرين التي سبقت الإشارة إليها، ولكننا نكتفي بأن نضرب مثلين يوضحان أهمية هذا العمل:

أ- بالنسبة للإذاعة:

الذي لا يعرف أن هناك أسطوانات جاهزة للمؤثرات الصوتية يمكن أن تستعمل في إخراج البرامج الإذاعية فتضفي عليها واقعية وحيوية وإقناعا، والذي لا يعرف هذا –وبالتالي هو لا يستعملها- سيفقد برامجه الإذاعية كثيرا من القيمة والتأثير.

ب- بالنسبة للكتب المطبوعة:

إذا كانت (كليشيهات) الكتاب مصورة بالبانكروماتيك، لتطبع بالحبر التريكرومي فإن إعداد ثلاثة (كليشيهات) فقط يكفي لطبع صور الكتاب بسبعة أو ثمانية ألوان –أو أكثر- لأن ألوان الحبر التريكرومي الثلاثة الرئيسية: الأحمر- الأصفر- الأزرق، يمكن أن تكون ألوانا أخرى مركبة عديدة مثل:

الأخضر= أصفر + ازرق . برتقالي = أحمر + أصفر.

البنفسجي = أحمر + ازرق . الأسود = أحمر + أزرق + أصفر.

الخ….

وكل لون من هذه الألوان الأساسية والمركبة يمكن أن يطبع بدرجات مختلفة تجعله يبدو كلون جديد.

ومعرفة خصائص كل وسيلة ضروري للأسباب الآتية:

أ- التعرف على الطريقة الصحيحة لاستعمال الوسيلة والإفادة مما بها من إمكانات وخصائص إيجابية.

ب- حسن اختيار الوسيلة المناسبة لكل موضوع من موضوعات الدين حسب ظروف الموضوع وإمكانات الوسيلة.

ج- التعرف على مستلزمات استعمال الوسيلة، مثل: طريقة كتابة النص الإذاعي أو التليفزيوني أو المسرحي –طريقة صناعة العرائس وتحريكها وإخراج مسرحياتها- وما إلى ذلك.

د- الوصول في النهاية –كثمرة لحسن استخدام الوسيلة- إلى تحقيق الأثر المطلوب في نفوس النشء، وذلك عن طريق الوصول بهم –من خلال الإنتاج الفني المقدم لهم بالصوت أو الصورة- إلى حالة من “التعاطف الدرامي” بينهم وبين الأفكار والقيم والاتجاهات والمبادئ الدينية المقدمة لهم، بحيث تستقر في نفوسهم الانطباعات الطيبة المؤثرة التي تدعم العقيدة وتعمق الإيمان.

وفي مجال الاعتبارات الفنية يجب أن نفرق بين:

أ- المعلومات اللازمة (للفنيين) الذين سيتولون إعداد الإنتاج اللازم ليخدم تدريس الدين، مثل البرامج الإذاعية والتليفزيونية والأفلام والشرائح والكتب المصورة…الخ.

ومن البديهي أن هؤلاء الفنيين يجب أن يكونوا على درجة كافية من العلم والخبرة والتعمق في مجال الوسيلة التي سيعملون فيها..

ب- المعلومات اللازمة (للمعلمين والمعلمات والمربين) الذين سيستخدمون هذه الوسائل. وهنا تكفي الإحاطة بالأساليب الأساسية اللازمة لاستعمال الوسيلة، مثل تشغيل وإدارة آلة العرض السينمائي- أو طريقة استعمال المسجل وجهاز الفانوس السحري، وما إلى ذلك.

2- الاعتبارات التعليمية والتربوية السيكولوجية:

من ذلك:

أ- طبيعة تدريس الدين، وأهدافه، وخصائص موضوعاته المختلفة.

ب- طريقة تدريس كل موضوع من موضوعات الدين، والوسائل المناسبة التي يمكن أن تخدم هذا الموضوع.

ج- خصائص الأطفال والناشئة في مختلف مراحل النمو واهتماماتهم، وما يناسبهم من الأفكار، ومدى قدرتهم على تركيز الانتباه، والإفادة من ميلهم إلى التقليد والاستهواء والمشاركة الوجدانية والإعجاب بالبطولة، وما إلى ذلك.

د- اللغة التي تناسبهم سواء أكانت لغة مسموعة “في الوسائل السمعية” أم مكتوبة “في الوسائل المقروءة”.

هـ- أهداف المرحلة التعليمية التي يكون فيها الأطفال والتلاميذ.

و- موضوعات المواد الدراسية الأخرى التي يدرسها التلميذ، للربط بينها وبين موضوعات الدين المختلفة كلما أمكن ذلك.

وتحقيقا لجملة هذه الاعتبارات الفنية والتكنيكية، والتعليمية التربوية السيكولوجية يجب أن يكون العمل في إعداد الإنتاج اللازم ليخدم تدريس الدين بالصوت والصورة عملا جماعيا لمجموعة متكاملة تجمع بين الخبراء في النواحي الفنية والتكنيكية، والخبراء في النواحي التعليمية التربوية السيكولوجية.

كيف تصل وسائل الصوت والصورة إلى تحقيق أهداف تدريس الدين:

من خلال قناتين رئيستين:

أ- الأسلوب غير المباشر: عن طريق القصص والتمثيليات والأفلام والبرامج الإذاعية والتليفزيونية وما إلى ذلك مما يدور حول قصص القرآن الكريم والأنبياء والصالحين، ويقدم التراث العربي والبطولات الإسلامية وأمجاد السلف الصالح وغير هذا مما ينمي في نفوس النشء الاعتزاز بالدين، ويعمق الإيمان واليقين، ويدفع إلى العمل البناء لتشييد صرح المستقبل الزاهر المجيد.

والأسلوب غير المباشر يصل إلى النفوس عن طريق ما يتركه فيها من انطباعات، وما يساعد على تكوينه من عواطف، وما يرسخه من قيم من خلال عمليات التعاطف الدرامي والمشاركة الوجدانية، والتقليد والاستهواء والإعجاب بالبطولة، وما إلى ذلك.

ب- الأسلوب المباشر: الذي يقدم العبادات، ويوضح أحكامها وشعائرها وأركانها، ويعين على حسن تلاوة القرآن الكريم بطريقة صحيحة.

وهذا الأسلوب المباشر يصل إلى تحقيق أهدافه عن طريق ما يقدمه من نماذج واضحة صحيحة لأسلوب التلاوة، أو لطرق ممارسة العبادات المختلفة.

والقناتان تتعاونان وتتكاملان.

فالأسلوب غير المباشر يدعم “ما وقر في القلب”.

والأسلوب المباشر يرسخ ما “صدقه العمل”.

من النظرية إلى التطبيق

لكي تتحول هذه الأسس والاتجاهات النظرية إلى واقع تطبيقي مثمر يؤدي إلى تحقيق أهداف هذا العمل التربوي الرائع الذي يمثل أسلوبا من أحدث الأساليب وأكثرها فعالية في تدريس الدين، يمكن أن تعد خطة شاملة تصل بهذه الأسس والاتجاهات من عالم النظرية إلى دنيا التطبيق كالآتي:

أولا- التخطيط للتنفيذ:

 

  • يشمل هذا إجراء الدراسات المبدئية التي تتناول ما يأتي:

 

  • حصر موضوعات الدين المختلفة التي تدخل في عمليات تدريسه لمختلف الصفوف والمراحل الدراسية، بحيث تغطي مجالات تدريس الدين التي سبقت الإشارة إليها.
  • تحديد الوسائل السمعية والمرئية المتاحة، والتي يمكن استعمالها لتدريس الدين بالصوت –أو بالصورة- أو بالصوت والصورة معا، وقد سبقت الإشارة إلى أنواع هذه الوسائل.
  • المواءمة بين البندين السابقين، أي بين موضوعات الدين المطلوبة من ناحية، والوسائل السمعية والمرئية المتاحة من ناحية أخرى.
  • وضع الأولويات وترتيبها حسب أهمية الموضوعات، وتوافر وسائل التنفيذ.
  • وضع قائمة مفصلة بالموضوعات المطلوبة- والوسائل السمعية والمرئية المختارة لكل موضوع- واحتياجات التنفيذ وتكاليفه فنيا وماديا- والمدة اللازمة لتنفيذ كل موضوع.
  • تحديد الزمن والتكاليف اللازمة لتغطية جميع الموضوعات المطلوبة، وهذا يحدد حجم الخطة الشاملة، وقد تكون خطة خمسية مثلا، إذا كانت ستنفذ على مدى خمس سنوات، وقد تكون أقصر من هذا أو أطول حسب حجم العمل ودرجة توافر إمكانيات التنفيذ.
  • التأكد من أن خطوات التنفيذ تسير وفق البرنامج الزمني المرسوم، وفي المواعيد المحددة.
  • الاطمئنان إلى أن عمليات التنفيذ وإعداد الإنتاج اللازم تتم بالمستوى الفني المناسب، وبدرجة الجودة اللازمة.
  • التعرف على العقبات التي قد تعترض سبيل التنفيذ، والعمل على تذليلها في الوقت المناسب.
  • تصحيح مسارات العمل إذا لزم الأمر في ضوء التنفيذ الفعلي، فأحيانا يصطدم التخطيط النظري الذي سبق إعداده بظروف الواقع مما يستدعي إجراء تعديلات لا تخل بجوهر الخطة، وإنما تعين على تحقيق أهدافها في إطار الظروف الواقعة أو الطارئة.
  • التأكد من أن الإنتاج الذي تم إعداده تجري الإفادة منه بصورة كافية ومناسبة، وأن الفائدة الحقيقية منه تصل إلى الناشئة الذين أعد لهم الإنتاج، وأن أهداف تدريس الدين تتحقق فعلا من خلال استعمال هذا الإنتاج السمعي والمرئي.
  • إثابة المجيدين في عمليات التنفيذ، حفزا لهممهم وللآخرين على بذل الجهد لتحقيق أهداف الخطة، ومحاسبة المقصرين.
  • الكتب المصورة، والمصورات، والكتب المصحوبة بأسطوانات.
  • البرامج الإذاعية والتليفزيونية، وما قد يرتبط بها من كتب مصاحبة.
  • الأفلام السينمائية الروائية والتسجيلية، وأفلام الكرتون.
  • الشرائح وصور الفانوس السحري.
  • المسرحيات البشرية ومسرحيات العرائس.
  • الأسطوانات وشرائط التسجيل.
  • الخ.

والمقصود بالوسائل المتاحة هنا الوسائل الموجودة التي تتوافر لها الأجهزة الضرورية والفنيون اللازمون، أو الوسائل الجديدة التي يمكن الحصول على أجهزتها وتدريب الفنيين اللازمين لتشغيلها واستعمالها.

ويدخل في هذا اختيار الوسيلة المناسبة لكل موضوع من الموضوعات وقد سبقت الإشارة إلى أن بعض الوسائل تكون أنسب لبعض الموضوعات حسب طبيعة الموضوع، وخصائص الوسيلة.

وفي ضوء هذا يوضع برنامج زمني للتنفيذ في شرائح سنوية متتالية يكمل بعضها بعضا

ثانيا- التنفيذ:

وتشمل عمليات التنفيذ ما يلي:

1- إعداد الإنتاج اللازم. وقد يكون هذا الإنتاج برامج إذاعية أو تليفزيونية أو مصورات أو مسجلات أو شرائح أو كتبا أو أفلاما سينمائية…الخ.

ويشترك في إعداد هذا الإنتاج:

أ- خبراء في الدين.

ب- خبراء في أدب الأطفال وثقافة الطفل.

ج- خبراء في مجال الوسيلة المستعملة (إذاعة- تليفزيون- سينما- كتب- طباعة..الخ).

2- تحديد وسائل استعمال هذا الإنتاج الذي تم إعداده، وكيفية الإفادة منه بأحسن صورة ممكنة، ويدخل في هذا على سبيل المثال:

أ- تدبير وتوفير أجهزة العرض، إذا كانت الوسيلة تحتاج إلى مثل هذه الأجهزة. مثل أجهزة الإذاعة، أو التليفزيون، أو السينما، أو الفانوس السحري، أو السجلات، وما إلى ذلك.

ب- تدبير الفنيين الذين يستطيعون استعمال هذه الأجهزة.

ج- تيسير حصول المدارس أو أماكن تجمعات الأطفال- كالنوادي على الإنتاج الذي تم إعداده (شرائط- أفلام- مصورات- شرائح- كتب…الخ).

د- إخطار المدارس بمواعيد إذاعة هذا الإنتاج، إذا كان مقدما عن طريق البرامج العامة في الإذاعة أو التليفزيون مثلا. وترتيب طريقة إفادة التلاميذ من هذا الإنتاج المذاع بأفضل صورة ممكنة. ويمكن أن يتم هذا بوسائل مختلفة، منها مثلا أن تطبع نشرات خاصة توزع على المدارس، وتوضح فيها:

أسماء الموضوعات- موجزا لما تدور حوله- مواعيد إذاعتها- دور المعلم أو المعلمة قبل وأثناء وبعد إذاعة الموضوع- دور التلاميذ قبل وأثناء وبعد إذاعة الموضوع…الخ.

هـ- ربط جمهور النشء بهذا الإنتاج الهادف بوسائل منها:

إقامة المعارض والمسابقات المختلفة ذات الجوائز المادية والأدبية في الترتيل وحفظ القرآن الكريم، والتمثيل الإسلامي، وإقامة الحفلات السينمائية والمسرحية، والندوات، وتيسير شراء الأسطوانات وشرائط التسجيل والمطبوعات التي تقدم الموضوعات الدينية، الخ. وتسجيل هذه المسابقات والمسرحيات والحفلات بالصوت والصورة وعرضها في التليفزيون أو تقديمها في الإذاعة، أو نشرها في الصحف والمجلات وما إلى ذلك.

3- تنظيم عمليات التدريب اللازمة، في المجالات الآتية:

أ- أعداد الإنتاج اللازم: وهذا يشمل تدريبا فنيا عميقا للمتخصصين في مجال الوسيلة، مثل إعداد الإنتاج الإذاعي- أو التليفزيوني- أو السينمائي- أو الطباعي وما إلى ذلك حسب نوع الوسيلة الصوتية أو المرئية، بحيث يكونون على علم بأحدث التطورات العلمية الجديدة كل في مجال تخصصه.

ب- استعمال وتشغيل أجهزة العرض المختلفة مثل أجهزة العرض السينمائي أو عرض الشرائح، وأجهزة التسجيل والفانوس السحري وما إلى ذلك.

وهذه يمكن أن يدرب عليها المدرسون والمدرسات، أو الفنيون المتفرغون في المدارس إذا أمكن تدبير أعداد كافية منهم.

ج- طرق تنفيذ دروس الدين وتدريس موضوعاته المختلفة باستعمال وسائل الصوت والصورة لتحقيق أكبر فائدة ممكنة.

وهذا التدريب ينفذ أساسا بطريقة عملية تطبيقية، ويقتصر على المدرسين والمدرسات، وربما يمتد إلى النظار والناظرات، على أن يحضره الموجهون المختصون كمراقبين، ليكونوا على علم بأحدث التطورات والاتجاهات التي يدرب عليها المعلمون والمعلمات.

ثالثا- المتابعة:

من الأساسيات الضرورية أن تنظم عملية متابعة دقيقة ومستمرة للخطة التي تم الاتفاق على تنفيذها:

رابعا- التقييم:

تهدف عمليات التقييم –أو التقويم- في النهاية إلى التعرف على القيمة الحقيقية لكل ما تم، ومدى نجاحه في تحقيق الأهداف المنشودة، كما تهدف إلى استخلاص الدروس المستفادة للاسترشاد بها في الخطوات التالية.

ويمكن أن تتم عمليات التقييم بطريقة مرحلية للشرائح السنوية فتقسم (الخطة الخمسية مثلا) إلى شرائح سنوية، وفي أواخر السنة الأولى يجري تقييم ما تم فيها، واستخلاص الدروس والملاحظات المستفادة للاستنارة بها عند وضع خطة السنة الثانية، وفي أواخر الشريحة الثانية يجري تقييم ما تم فيها، والتعرف على الدروس المستفادة منها عند إعداد خطة الشريحة الثانية في صورتها النهائية، وهكذا.

وبهذه الصورة تتحقق للتخطيط إحدى خصائصه الرئيسية، وهي أنه (عملية مستمرة).

الناتج النهائي:

عند استكمال هذه الخطة الشاملة ينتظر أن تتوافر ألوان شتى من الإنتاج الفني المحكم الذي يستفيد من إمكانات الصوت والصورة ويغطي مجالات تدريس الدين بطريقة مثمرة فعالة، تناسب النشء في مختلف الأعمار وتدعم معتقداته وقيمه الخلقية والروحية، فتؤدي إلى تكوين الأجيال الجديدة التي تعيد للأمة الإسلامية أمجادها الزاهرة بقوة واقتدار وعلم وإيمان.

ومن ألوان هذا الإنتاج الفني المنتظر –على سبيل المثال لا الحصر مجموعا من:

ثم تعد قوائم بهذا الإنتاج المتاح، والموضوعات التي يخدمها.

وتعد إرشادات مطبوعة لطريقة الإفادة من مختلف ألوان الإنتاج المتاح في تدريس مختلف موضوعات الدين.

وفي ضوء كل هذا:

يعد “الكتاب المدرسي” المقرر لمادة “الدين” أو “التربية الدينية” بحيث يكون محورا تدور حوله وتتكامل معه كل ألوان هذا الإنتاج الفني التي تم إعدادها، ويكون الكتاب المقرر وسيلة تنسيق وربط وتنظيم لطرق الإفادة من ألوان هذا الإنتاج، ووسيلة تنظيم لنشاط التلاميذ العملي وممارساتهم التطبيقية، وبصفة خاصة في مجال العبادات وترتيل القرآن وحفظه.

وهذا هو أحدث الاتجاهات العالمية في إعداد الكتب المدرسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: جميع الحقوق محفوظة لمجلة المسلم المعاصر