أبحاث

القوامة الزوجية دراسة في المفهوم والسياق الاجتماعي المتغير

العدد 170 /171 - Marital Guardianship: A Study in The Concept and The Changing Social Context

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين؛ سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن مفهوم القوامة الزوجية الذي جاء الشرع الإسلامي الحنيف لتقريره داخل الأسرة المسلمة، وتولى المفسرون بيانه وتعليله بربطه بسياقاته المعاصرة زمن النبوة، نجد اليوم هذا البيان والتعليل قد طرأ عليه تَغَيرات في مستويات عديدة، تتعلق بالسياق البيئي والاجتماعي والاقتصادي المتغير، والعوامل الموجبة لهذه القوامة -حسب أقوال المفسرين- التي كانت قائمة في عصر النبوة، ولم تعد كما كانت في عصرنا الحاضر.

وكل هذه العوامل والتغيرات الحاصلة في مفهوم القوامة، وما أحدثته من إثارة للشبهات حول الإسلام، من طرف خصوم الإسلام على اختلاف مشاربهم وأنواعهم تدفع الباحث لخوض غمار البحث في هذا الموضوع، وضبط ما هو قابل فيه للتغير، وما هو من قبيل الثوابت التي لا تقبل التبديل أو التغير في الشرع الإسلامي الحنيف.

وانطلاقاً من هذه الأرضية البحثية، وأهدافها المتوخاة يمكن تحديد السؤال الإشكالي الذي سنحاول معالجته من خلال هذه الورقة البحثية في الصيغة الآتية: إلى أي مدى يمكن أن تكون القوامة الزوجية بمفهومها الذي تناوله المفسرون لكتاب الله U ثابتة ومناسبة لعصرنا الحاضر؟

ويتفرع عن هذا السؤال الإشكالي تساؤلات منها:

  • ما المقصود بمفهوم القوامة الوارد في قوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوامُونَ عَلَى النِّسَاء) (النساء: 34)؟
  • وما هي موجبات القوامة الزوجية عند العلماء المفسرين لكتاب الله U؟
  • إلى أي مدى يمكن أن تكون هذه الموجبات والعلل التي فسر بها العلماء القوامة الزوجية قائمة في وقتنا المعاصر؟
  • هل من مقاربة مناسبة لمفهوم القوامة الزوجية التي تساير العصر ولا تخالف الأصل؟

وانطلاقاً من هذا السؤال الإشكالي وما تفرع عنه من تساؤلات فرعية التي اقتضت المنهج الاستقرائي لآراء العلماء في الموضوع والمنهج الوصفي التحليلي لدراستها وتحليلها، قسمت هذا البحث إلى المباحث الآتية:

المبحث الأول: تناولت فيه مفهوم القوامة الزوجية: لغة وشرعاً، وموجباتها عند المفسرين الذين ذكروا لها تعليلات وموجبات متعددة.

المبحث الثاني: خصصته لوقفات مع تأويل المفسرين لآيات القوامة الزوجية، للتمييز بين ما هو قائم في عصرنا الحاضر، وما هو متغير وفق السياق الاجتماعي المتغير.

وختمت هذا البحث بمبحث ثالث استحضرت فيه مجموعة من المبادئ والمقومات التي يمكن أن تُفَسَّر فيها القوامة الزوجية، وهي مقومات، تضبط المفهوم وفق المبادئ الكبرى التي تؤطر الحياة الزوجية والتي لا تخالف الأصول الشرعية، ولا السياق الاجتماعي المتغير، بل تستوعبهما معاً.

ثم انتهيت إلى خاتمة أجملت فيها بعض ثمار ونتائج هذا البحث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: جميع الحقوق محفوظة لمجلة المسلم المعاصر