أبحاث

نحو بناء منهجي متكامل للاجتهاد المعاصر

العدد 164

مقدمة:

إذا تقرر في الخطاب الشرعي والعمل النبوي أن الاجتهاد منصب شرعي ومرتبة علمية في البيان للناس ما نزل إليهم مما يجيب عن أسئلة زمانهم ويلبي حاجاتهم ويعالج أحوالهم بما يجلب لهم مصالحهم ويدرأ عنهم مفاسد الزمان، فإن ما عليه مسمى الاجتهاد في الزمن المعاصر بمختلف صوره من مسالك منهجية يلتزمها في مقاربة قضايا الزمان الشديدة التعقيد، وأسئلة العصر البالغة التركيب، قاصرة في الجملة، لا تتناسب ومقتضيات تلك الموضوعات، مما حدا ببعض صور الاجتهاد المعاصر في أحايين كثيرة ومناسبات متكررة إلى إنتاج أجوبة أربكت الناس وحيرتهم بدل أن تطمئنهم وترفع عنهم القلق، وأحيانا جلبت لهم التعسير بعد أن انتظروا ما يجلب لهم التيسير. فكثير من قضايا العصر عجز الكثيرون عن التمييز بين الثابت الشرعي فيها المتعالي عن الزمان، والمتغير الخاضع لتموجات المصلحة في الزمان والمكان، وبعبارة مقاصدية التردد عن التمييز بين الوسيلة التي تتغير وبين مقصدها المعياري الذي ينبغي أن يلتمس بأفضل وسيلة في الزمان والمكان ووفق الأحوال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: جميع الحقوق محفوظة لمجلة المسلم المعاصر